ملاحظات ورؤوس أقلام - د. جـورج قـرم
دراسات /
إدارية- وطنية - طائفية /
2011-01-14
ملاحظات ورؤوس أقلام
د. جـورج قـرم
للأزمة اللبنانية عواملها الداخلية ومعطياتها الذاتية، فتأتي العوامل الإقليمية والدولية فتتدخل فيها وتستفيد من التركيبة والمعطيات اللبنانية الداخلية، لتجعل من الطوائف أداة ووسيلة لطرح صراعها في الساحة الإقليمية.
الأزمـات:
* أزمة 1840 ـ 1860 + أزمة 1920 ـ 1926
* أزمة 1943 أزمة 1958 مع صعود الحركة القومية العربية ومصر الناصرية.
* أزمة 1973 صعود المقاومة الفلسطينية
+ القيادات ـ الطوائف حتى تثبِّت سلطتها على طوائفها وتقوّي موقعها في النظام الطائفي، نجدها مضطرة إلى أن تعقد تحالفاً أو تحالفات مع قوة أو قوى خارجية.. وتُظهر إلى طوائفها فائدة التحالف مع هذه القوى، وذلك حتى تؤمِّن تماسك الطوائف وتحريكها من ورائها.
* الموارنة فرنسا. والطوائف الأخرى قوى إقليمية أو دولية...
* وهكذا تغدو مصلحة الطائفة هي مصلحة القوى الخارجية. ويبرز ذلك بمظهر إيديولوجي الذي يخفي هذا التواطؤ وهذه السلبيات بالنسبة للشعب.
* وهناك عنصر مشترك لهذه الأزمات الثلاث وهو انهيار اجتماعي اقتصادي بسبق الأزمات:
ـ انفتاح الجيل على الصناعة الأوروبية في القرن 19 ، وتقهقر وضرب البنيات الحرفية المحلية بالنسبة للأزمة الأولى.
ـ محاولة التصنيع الأَوَّلي والقومية الاقتصادية وذلك مع تأميم قناة السويس بالنسبة للأزمة الثانية.
ـ التضخم والبترودولار بالنسبة للأزمة الثالثة.
الهيكليات:
ـ ما ينقض التحليل السياسي التقليدي للواقع اللبناني هو أخذه في الحسبان ظاهرة السلطة (والصراع على السلطة) في داخل الطوائف، ذلك أن صراع الدول داخل كل طائفة بذاتها لا يقل قوة وعنفاً عن صراع الدول بين الطوائف، بل وقد يؤثر فيه ويحدِّده إلى حدّ كبير، عندما تصل حدة الصراعات داخل الطائفة الواحدة، أو داخل الطوائف، إلى درجة عالية، فتؤدي إلى المزايدات المتطرفة العنيفة التي قد تضع موضع التساؤل التوازن العادي بين الطوائف.
الدولة التي أقيمت على أثر دستور 1926 و 1943 لم تستطع في الواقع أن تكتسب وجوداً مستقلاً. لقد وجدت الطبقة السياسية اللبنانية أسهل لها بأن تستمد سلطتها من الأجهزة الطائفية القائمة التي قويت بشكل قوي بسبب الأزمات المتتالية للمجتمع اللبناني منذ زوال الإقطاعية التقليدية الكبيرة في الجبل. وهذه الأجهزة (المؤسسات) الطائفية تستمد قواها (ونفوذها) سواءً كان ذلك من:
1- قوتها الاقتصادية.
2- أو تأثيرها من خلال المؤسسات والأجهزة الروحية والتربوية.
3- أو من العلاقات مع القوى الخارجية، الإقليمية أو الدولية.
المجتمع اللبناني ـ الوريث الوحيد للإمبراطورية العثمانية بسبب استمرارية الطوائف وبقائها كأنظمة للسلطات المركزية ـ إن المجتمع اللبناني هذا هو "الرجل المريض" في القرن العشرين، كما كانت الإمبراطورية الرجل المريض في القرن التاسع عشر... سجين هذه البنيات، ينظر المواطن العادي البسيط نظرة فاقد القوة أو العاجز، تشابك القوى المعقدة وتداخلها في قلب طائفته وبين الطوائف الأخرى مع إمداداتهم العديدة في الخارج. وهويته الطائفية تلتصق به التصاقاً لا تفارقه مهما فعل. وفي زمن الأزمة الحادة عندما "الدولة" تزول، يجد نفسه كلياً سجين طائفته، فالسلطة الطائفية تصبح سلطة طاغية كلياً، ولا تترك للفرد سوى الاختيار بين التغريب أو التجنيد.