منطلقات أساسية ومبادئ عامة عند تأسيس: لجنة الدراسات الإنمائية صيدا عام 1973 ـ 1974
دراسات /
إجتماعية /
2011-03-02
منطلقات أساسية ومبادئ عامة
عند تأسيس: لجنة الدراسات الإنمائية
صيدا عام 1973 ـ 1974
* * *
إنَّ الأوضاع العامة في مدينة صيدا قد وصلت إلى درجة من السوء أصبح معها السكوت وعدم الاهتمام الجديّ بها، يُعتبر تهرباً من المسؤولية الفرديّة والجَماعية، أو نوعاً من التواطؤ الضمنيّ. فمشاكل صيدا المزمنة كالصحة العامة والتعليم وقضايا السكن والسير والتنظيم المُدنيّ، إلخ... لا تزال حتى الآن دون اهتمام أو رعاية أو البحث عن حلول ضرورية وملحَّة. كذلك لم يتحقّق أيّ مطلب أو مشروع من مشاريع صيدا الحيويّة. وما حدث فيها من بعض التغيُّرات الظاهريّة، إنّما قد تمّ تحت ضغط الظروف وبطريقة عشوائية. فليس من المستغرب والحالة هذه أن نرى الاستياء والتذمُّر والنقمة قد شملت شتّى فئات الشعب الصيداويّ وهيئاته، وبخاصة الفئات الشعبيّة المحرومة.
لذلك، وكتعبير صادق عن استياء الشعب الصيداويّ وعن الرغبة الملحَّة العامة في التغيير، فقد تداعى عدد من شباب صيدا ومثقّفيها وتدارسوا الأوضاع العامة واتفقوا حول النقاط التالية:
1- إنّ في صيدا إمكانات علميّة وثقافية كبيرة، وطاقات شعبيّة وسياسيّة شابة، يجب أن لا يستهان بها. ولكن، نظراً لسيطرة كابوس الاضطرابات السياسيّة والاجتماعية، وعدم استقرار الظروف المحليّة، فقد بقيت هذه الإمكانات وهذه الطاقات مشتَّتة، هامشيَّة، عاجزة بتفرقها، ولم تستطع بالتالي أن تعطيَ ما عندها. فالحاجة إذن ملحَّة الآن أكثر من أيّ وقت مضى لتكتيلها وإجراء الحوار الجديّ الفعال بينها وتحريكها في عمل جَماعيّ موحَّد حتى تساهم في عمليّة التغيير الاجتماعيّ والثقافيّ للواقع الصيداويّ.
2- إذا كان من الغرور الادعاء بأنّ لدينا حلولاً جاهزة لكلّ قضيّة ثقافية أو اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية يعاني منها الشعب الصيداويّ، إلاّ أننا نعلن تصميمنا الأكيد على طرح هذه القضايا بأسلوب علميّ ديمقراطيّ حواريّ جديّ وصريح، معتمدين في ذلك على الفئات الشابة والطاقات العمليّة والاجتماعية التي لها المصلحة الأولى في عمليّة التغيير والإصلاح.
لهذا فإنّ أيّة عملية تغيير الواقع الذي نعيش فيه تغييراً اجتماعياً حقيقياً، أقلّه على صعيد الفكر النظريّ، يجب أن ننطلق أولاً من معرفة علميّة وصحيحة لهذا الواقع... وأن نتوخى ثانياً مصلحة الفئات الشعبيّة محرومة.
3- إنّ العلاقة فيما بيننا كأفراد أو مجموعات هي العلاقة القائمة على أسس ديمقراطيّة حواريّة حقيقيّة. فبالممارسة الديمقراطية فكرياً وتنظيمياً يمكن لآرائنا ووجهات نظرنا أن تتوحّد ولأهدافنا القريبة أو البعيدة أن تتوضّح.
4- إن القضية الاجتماعية والقضية الوطنية، قضيّتان مترابطتان عضوياً، فليس بالإمكان موضوعياً الفصل بينهما أو الاهتمام فقط بقضيّة دون الأخرى أو تقديم إحداهما على الثانية.
5- إنًّنا نمدُّ يد التعاون إلى كلّ الجمعيات والأندية والحركات الاجتماعية والحزبيّة للعمل جميعاً ضمن أهدافنا المحدّدة.