د. دندشلي - مقابلة مع السيد قاسم البزي (1) - حول جمعية المقاصد
مقابلات /
تربوية /
1984-07-10
مقابلة مع
السيد قاسم البزي
التاريخ: 10 تموز 1984 – صيدا
الموضوع: جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا
من خلال التجربة الذاتية(*)
أجرى المقابلة: الدكتور مصطفى دندشلي
***
د. مصطفى دندشلي: إذا سمحت، هل يمكن أن تعطينا انطباعاتك الأولى، كتلميذ مقاصدي، عن كلية المقاصد في الفترة الزمنية التي كنت فيها طالباً، وأن تحدثنا عن قضايا متنوعة ابتداءً من الزملاء الطلاب، الأساتذة، الإدارة، مناهج التعليم، إلخ... وابتداءً بالحديث، نودّ أن تحدِّد لنا الفترة الزمنية التي كنت فيها طالباً في كلية المقاصد؟
السيد قاسم البزي: ما في شك أن رأيي، أنا، في المقاصد، هو الرأي المجرد. فالمقاصد ينظر إليها الجنوبيون في ذلك الزمان على اعتبار أنها المنهل العلمي الأساسي الذي يمكن أن ينتشل الجنوب مما كان يعانيه من عدم وجود مدارس وطنية عربية صحيحة، يتثقف فيها الجنوبي ويتعلم، ليخرج منها مواطناً لبنانياً عربياً، يعمل بوحي من أخلاق ومن مبادئ.
بالنسبة إليّ، دخلت كلية المقاصد سنة 1936، وأنهيت دراستي فيها سنة 1942. طبعاً أذكر تماماً الأشخاص الذين قد تجوّلوا في الجنوب لتعريف الناس الجنوبيين على المقاصد. كان هناك وفد مؤلَّف من ثلاثة أشخـاص، أذكـر واحـداً منهـم اسمـه الأستاذ أبو الفضل القواص. يومها فقد اقتنع والدي، كما اقتنع سواه في بلدنا، بنت جبيل،
_____________________________
*) هذا النّص الحرفي الكامل للحديث الذي أجراه الدكتور مصطفى دندشلي، في مقابلة طويلة وهي الأولى، مع السيد قاسم البزّي. وقد حافظنا كلياً على الجو العام الحيوي، العفوي، التلقائي، وعلى لغة الحوار المحكيَّة، العاميَّة، مع ضبط الأسلوب اللغوي العربي حتى يكون واضح المعنى والمضمون، دون تغيير في المحتوى أو تبديل، وذلك حتى تكون شهادة حقيقية وواقعية لطالب مقاصدي عاش في كلية المقاصد ست سنوات (1936-1943)، مرحلة غاية في الأهمية من الناحية التاريخية لتطور كلية المقاصد في صيدا. فاقتضى الإشارة والتوضيح.... __________________________________________________________________________________
بأن المقاصد حصن حصين للتربية الوطنية الصحيحة في الجنوب. وهي معهد يرعى التلاميذ بعناية، ليست أفضل منها عناية الآباء في المنازل.
لقد أتينا إلى المقاصد، سنة 1936، وجاء أهلنا معنا. وكنا من بنت جبيل وحدها في تلك الأيام، سنة 1936، ليس أقل من عشرة تلاميذ داخلي في المقاصد. وهي أول سنة يكون فيها قسم داخلي بالمقاصد. من جملتهم الكولونيل توفيق بزي، الكولونيل فؤاد بزي، قاسم بزي، رجا الله ديراني، سامي بزي، الكولونيل تحسين شرارة، وأخوه رفعت شرارة، وآخرون كانوا أيضاً من بنت جبيل تلاميذ في المقاصد.
طبعاً، نحن أولاد فلاحين، وعايشين في منازلنا، وأتينا إلى المقاصد مباشرة إلى القسم الداخلي. والواقع، شعرنا بمرارة في بادئ الأمر، عندما أهلنا ودّعونا. الحقيقة هكذا، وأصبحنا نتحدث مع الجميع من طلاب ومعلمين ووجدنا شعوراً بالراحة لهم، طبعاً، بعد حين، مدة الشوق لأهلنا أخذت زمناً معيناً، ومن ثَمَّ ضاعت مرارة الغربة مع الأيام، لأنه تعرفنا إلى الطلاب والمعلمين والناظرين.
وكان ناظر الداخلي في المدة الأخيرة الأستاذ مصطفى عبد النبي (أبو حسيب) وكان معه الأستاذ الخانجي. وكان الناظر العام أستاذ من آل البزري، وهو على مستوى جيد جداً من الأخلاق الكريمة، إنسان نبيل جداً، اسمه الأستاذ شريف البزري. كانت نظارة مدرسة المقاصد العامة في يده، وكان هناك ناظر آخر نائب الناظر العام اسمه الأستاذ يوسف الحاج والد الدكتور اسكندر الحاج، كان الدكتور اسكندر الحاج وأخوه تلميذَين في المقاصد.
جمعية المقاصد، كانت أعضاءها من أهل صيدا الذين اختمرت بفكرهم قضية إنشاء مدرسة في صيدا تتولى التعليم. وهم جماعة مخلصون في عملهم، جماعة يريدون أن يعملوا للجنوب وللبنان ولبلاد العرب ولصيدا بشكل خاص، مركزاً علمياً ليتخرج التلاميذ بتنشئة علمية صحيحة جيدة وتربية وطنية ترتفع بسلوكها ومنهجيتها ومناقبيتها من كل ما يصم ويسيء. وعلى رأس هذه الجمعية الصيداوية، كان هناك إنسان على مستوى، بَلَغ منصَّة من الطيِّب والنبل لم يبلغها أحد سواه قط، أعني به الأستاذ محمود الشماع، هذا الرجل كان "رجلاً"، مخلصاً جداً في عمله، ويحب المقاصد، ويحب أن يكون للمقاصد مدرسةً، بمعنى ”مصنعَ رجالٍ”. كان مخلصاً في عمله وجريئاً ومقداماً.
كان يساعده، على ما أذكر، في ذلك الوقت على صغر سنِّي، الدكتور رياض شهاب. وهو كان طبيب التلاميذ في المقاصد وبخاصة تلاميذ القسم الداخلي، في تلك الأيام. وأريد أن أنوِّه هنا بالدور الجيِّد الذي كان يقوم به الدكتور رياض شهاب بالنسبة لطلاب المقاصد في ذلك الوقت، في الوقت الذي كان الأطباء قلَّة جداً... كان الدكتور رياض شهاب، وكان الدكتور افتيموس وهو مشهور بأخلاقه، بطيبَته، بحبه للفقير.
المقاصد كان فيها حينذاك ما لا يقل عن 60 تلميذاً داخلياً من الجنوب فقط، وعشرين أو 22 تلميذاً من سوريا، منهم من حمص، وحلب، وحماه، وكان في القسم الداخلي من فلسطين 5 أو 6، أذكر منهم محمود أبو غزالة من يافا، وآخرين لا أذكر أسماءهم، وكان من جبل الدروز 4 أو 5 تلاميذ أذكر منهم السيد كنج، أظن أصبح أيضاً كولونيلاً فيما بعد، ومن أفريقيا. ومن أبناء المهاجرين في أفريقيا وأمريكا كان هناك أيضاً ما لا يقل عن 20 أو 25 طالباً، ومن جيبوتي كان هناك 7 أو 8 تلاميذ جاء بهم أهلهم وهم لا يعرفون اللغة العربية، فتولت أمرهم المدرسة، وكانت المدرسة لهم بيتاً ومدرسة ومطعماً.
وكنا نلاحظ هذا العطف الكبير الذي كنا نلاقيه في المقاصد، وفي تلك الأيام في صيدا وعند هؤلاء الصيداويين المقاصديين القدامى، واليوم من هذه النوعية يوجد أيضاً، ولكن تلك النوعية ليست موجودة: يعني من أين تأتي بشخص مثل داود الديماسي الإداري المحاسب بالمدرسة، ومصروفنا معه، ويأتي يحاسبنا على القرش. لكن ما نلاحظه أنه يكون كريماً معنا وعطوفاً ويرعانا حتى لا نبذِّر، إلا أنه لا يبخل علنيا بشيء. ونلاحظ العطف والحنان، أيضاً لدى الأستاذ شريف البزري الناظر العام، وأيضاً الأستاذ الحاج.
فالمقاصد قد كانت على المستوى النوعي، والتعليمي والتَّربوي والوطني، لا أظن أن هناك مدرسة في لبنان بلغت آنذاك هذا المستوى، بدليل أن مدير المقاصد الإسلامية في ذلك الزمان، كان الأستاذ رشيد سنو، وهو الأستاذ والأديب والشاعر المعروف. ومن ثمَّ، جاء الأستاذ المحامي قبولي الذوق، نائب طرابلس فيما بعد، هذا الإنسان الطيِّب، صاحب النهج الوطني المعروف، وهو إنسان معروف في نظافة يده وكفه وسموِّ خلقه.
أذكر بتقدير وباعتزاز وبفخر نوعية من الأساتذة كانوا في المقاصد، أظن أنه لا يوجد مدرسة تحوي النوعية التي كانت موجودة في المقاصد، في تلك الأيام من تاريخها. مثلاً: أين الآن الإنسان المخلص في عمله، في تعليمه، في محبته للعطاء، للتلميذ، مثل الشيخ مصطفى لطفي، مثل الأستاذ خليل متى والأستاذ الشاعر الدكتور علي شلق الذي كان يُدرِّسنا ”أدب عربي”. أين الإنسان الوطني الجريء الذي كان يقف ويخطب فينا ضد الفرنسيين في كلية المقاصد في صيدا، ويقول: "نحن بدنا نحارب فرنسا، ونحارب الاستعمار، ونحارب كل بغي وكل ظلم، ويقف فينا خطيباً ويقول نحن قوم قال شاعرهم: ”إذا غضبنا غضبة ضربت، فهتكنا حجاب الشمس أو أمطرت السماء دماً”.
هذا هو في الواقع حال المقاصد يومها، كلها علم وحماس ووطنية. كان فيها نوعية من المعلمين المخلصين والأساتذة الشرفاء والمتمكنين من العلم والذين وهم يتمتعون بالأخلاق العالية. بكل تأكيد، هذه مفاخر الجمعية الخيرية الإسلامية في صيدا، إنها تقدر أن تحضن الطلاب والشباب بهذه النوعية. والفضل في تلك النهضة المقاصدية، يعود في الأساس لمحمود الشماع ورياض شهاب والجمعية كلها.
س: ومن حيث التنوع الطائفي: طبعاً، نحن نتأثر كثيراً بالواقع الحالي الذي نعيشه في لبنان وهذا الواقع في الحقيقة، للأسف، واقع طائفي. لذلك نريد أن ننظر بهذا المنظار لماضينا القريب وإلى المجتمع المقاصدي تحديداً، فكان يوجد اختلافات مذهبية وتنوع طائفي. ثانياً: كيف لك أن توضِّح لي الجو الذي كان يسود هذا التنوُّع الطائفي؟
ج: في الواقع، يؤلمني ويؤسفني أنني بعد أن تتلمذت على المقاصد وفي جو المقاصد، ومَن ذكرت لك من الأساتذة في المقاصد وعلى رأسهم وفي مقدمتهم الشيخ عمر الحلاق، العالم الديني المحترم جداً في صيدا والجنوب والشيخ مصطفى لطفي والأستاذ محمود الشماع والأستاذ شريف البزري، كما قدمَّت، يؤلمني ويحرُّ في خاطري أن نصل في لبنان إلى مستوى يُسأل فيه المرء عن مدى تغلغل الطائفية في المدارس التعليمية التي نَذَرت نفسها للعلم الحرّ المجرد وللأخلاق.
نحن في صيدا، كنا تلاميذ مسلمين ومسحيين ومن كل الطوائف والمذاهب، لم نشعر في يوم من الأيام بأن هناك توجيهاً طائفياً معيّناً يُفرض علينا من قبل الإدارة أو المعلمين. وأنا مسلم من الجنوب ككل مسلم في الجنوب شيعي جعفري إثني عشري، أصلي وأنا مسدل اليدين. وكانت رغبة الإدارة وتوجيه الجمعية لإدارة المدرسة أن يحضّوا التلاميذ ويشجعوهم ويأمروهم بالصلاة، سواءً كان التلاميذ مسيحيين أو مسلمين. فالمسيحي له الحق كل الحق أن يذهب يوم أحد أو أي يوم يشاء إلى كنيسة ليصلي. ونحن كنا نذهب لنصلّي بالجامع العمري الكبير يومياً. كل يوم عند الظهر، كنا نذهب إلى الجامع العمري الكبير لنصلّي صلاة الظهر جماعة. وكان يؤمُّنا أحد التلاميذ وأحياناً كان يؤمُّنا والـد الشيخ محمد سليم جلال الدين. وكنا نعرفه في ذلك الزمان بنقيب أشراف صيدا. وكان يؤمُّنا أحياناً أخرى الشيخ محمد سليم جلال الدين نفسه الذي جاء حديثاً من الأزهر وامتهن التعليم في صيدا. نحن لم نشعر ولا مرَّ علينا يومٌ في المقاصد شعرنا فيه، أن أحداً سألنا: لماذا أنت تُصلّي ويديك مسدولَيْن، أو أنت، لماذا تصلي ويديك مُكتَّفتيْن. لا أعرف أحداً سألنا يوماً: لماذا أنت مسلم أو أنت مسيحي؟ بالعكس، نحن كنا نعيش كعائلة واحدة، متكاتفة متضامنة، ترعانا جميعاً وتوجهنا المدرسة بإدارتها.
المؤسف اليوم الناس تحكي بالطائفية. وهنا أريد أن أنوِّه بمدرسة مسيحية كنت فيها، قبل أن آتي إلى صيدا، مدرسة الروم الكاثوليك في صور، بالمطران أغانيوس نعوم. وأذكر أن هذا المطران، كان يتفقد التلاميذ وهم يتناولون طعام الغداء والعشاء والترويقة، وينظر ما يأكلون. ويأمر الخوري الذي كان ناظراً علينا، حتى يزيدوا لنا الطعام إذا لزم الأمر. وكان يأتي هو والخوري ليتفقدنا بالليل، إذا كان أحد منا غير ومُغطَّى، يغظيه...
هذه المعاملة في صور وهذه المعاملة في صيدا، فنحن لم نكن نتكلم ولم نكن نسمع عن الطائفية والطوائف في صور، وبصيدا ما سمعنا عنها ولا أحد حدثنا فيها، حتى سنة 1939، عندما أعلن الفرنسيون أنهم يريدون أن يحتلوا مقاصد صيدا ويحولوها إلى منطقة عسكرية. وقامت قيامة الناس يومها بصيدا وأعلنوا الإضراب العام وقامت مظاهرات وإلى آخره. كان التلاميذ، المسيحيين مع المسلمين، بنفس الخطّ وأخذوا يدافعون عن المدرسة، الماقصد، بنفس الحماس وبنفس القوة.
وكان المسيحيون كُثُر. ما كان واحد منهم يشعر بنفسه أنه هو مسيحي. وكان يوجد معلمون كُثُر مسيحيون: يعني نائب الناظر العام الأستاذ الحاج، والد الدكتور اسكندر الحاج، معلم الفرنسي الأستاذ خليل متى، معلم الرياضيات الأستاذ باخوس، معلم التاريخ، كانوا يعلموننا التاريخ بالفرنسي في تلك الأيام، والرياضة هو الأستاذ بويجان، أرمني، فأين الطائفية؟ المقاصد، اسمها مقاصد إسلامية، صح! لكن الجمعية، وهذه ضالتها، هدفها، قصدها، غايتها، أن تثقف التلاميذ من أحسن الينابيع ومن أنقاها. لذلك كانت تختار هذه النوعية من الناس، من الأساتذة.
هذا الشيء بالنسبة إلينا، ما شعرنا فيه يوماً من الأيام بأيّ تمييز طائفي أو مذهبي. لم نكن نعرف ذلك. يأتي الشيخ عمر الحلاق، رحمة الله عليه، يعلمنا مادة الدين، يُخبر التلاميذ المسيحيين، إذا كانوا يريدون أن يبقوا في الصف ويسمعوا الدرس، أهلاً وسهلاً، وإذا كانوا لا يريدون، يذهبون، وأحياناً كثيرة يبقون، ويجادلون الشيخ عمر ويجادلهم بمحبة وبأخلاق، ونضحك. يعني كان هناك عند الناس مفهوم للدين يختلف عن مفهوم الناس اليوم، اليوم الدين عندهم عنصريّ، طائفيّ، كل واحد يريد أن يحتكر الله لوحده. نحن كنا نعتقد غير ذلك، نحن نعرف أن الله لجميع الناس، وتحجيمه كفر....
س: هذا بالنسبة إلى الطلاب المسلمين والمسيحيين. أما بالنسبة إلى الطائفة الإسلامية، فهل كان يبدو ما يميِّز بين المذاهب، سني وشيعي؟.
ج: ... الحديث هذا، في الواقع، لا أذكر أن مرة من المرات قد جرى على لسان أحد منا، أبداً... إنما أذكر وعلى سبيل الذكر فقط، سألت مرة الأستاذ الشيخ مصطفى لطفي، قلت له: يا أستاذ، لماذا يصلي المسلمون بشكلَيْن مختلفَيْن؟ قال: لا، غير صحيح، نحن نصلي كلنا بشكل واحد. قلت له: لا، أنا أسدل يديّ أنت تكتِّفهما، لماذا أنت تكتِّفهما وأنا أسبلهما؟ قال لي: لا، يا ابني، هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، كان يصلي مرة مكتَّف ومرة مسبل. قلت له: لا، الرسول كان لا يصلي إلا مسدل اليدَيْن. قال لي: طيِّب، حتى ما أدخل معك في جدال، أقول لك: إسأل والدك، فوالدك يعرف كما أعرف أنا، الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي، مرة يصلي هيك ومرة هيك. والواحد حرُ يصلي والصلاة لله وهو ”ما بينظر” إلى الإنسان كيف هو واضع يديه، على صدره أو على بطنه أو على اليمين أو الشمال. الله ينظر إلى القلوب، إلى قلب المصلي. فالإسلام وَحدة لا تتجزأ.
أنا، هذا الجواب ما أعجبني. ذهبت وسألت الشيخ عمر الحلاق، قال لي: نحن كلنا مسلمون، لا يوجد واحد سني وواحد شيعي، والذي يتكتَّف والذي لا يتكتَّف، كلهم مثل بعض! المهم، أنه يقرأ القرآن وهو واحد. وعندما يسأل طالب مسيحي الشيخ عمر الحلاق سؤالاً، يجاوبه، ويقول له: أنت إنسان وأنا إنسان...
وهذا الحديث، أنا أعرفه وأذكره جيـداً، وشهـد عليـه الدكتور اسكندر الحاج وأخوه، وجورج حرب من المعمارية وغيرهم من طلاب المقاصد المسيحيين من صيدا. إن الله تعالى ليس موضع خلاف بين البشر. نحن، كل همنا قد كان في المقاصد، يعني المقاصد كل همها أن تعلم الناس العلم الصحيح والقويم، وأن تنمي في الناس الأخلاق والأخوة الوطنية العربية الصافية، والناس ما كانت تدخل في هذه المتاهات والحوارات التي ما القصد منها أبداً إلا زرع الشقاق بين اللبنانيين.
إننا نعرف أن في لبنان مدارس كثيرة، أخذت صفة إسلامية متزمِّتة، ومدارس كثيرة أخرى أخذت صفة تبشيرية أيضاً متزمِّتة. إنما المقاصد هي المدرسة التي كانت تأخذ النهج الحقَّاني، النهج الربَّاني، النهج الحقَّاني: يعني نهج التربية للتربية، الأخلاق للأخلاق، الدين لله والوطن للجميع. هكذا كانت المقاصد وهكذا كانت توجيهات جمعية المقاصد في تلك الأيام، هكذا عشنا وهكذا تعرفنا على المقاصد وتربينا فيها.
لذلك ترانا نحن المقاصديين اليوم بكل بقاع الدنيا: بالشام بسوريا، بالعراق، بالأردن، بجيبوتي، بأفريقيا وبكل مكان، بجزيرة أرواد، أنا عندما التقي مع واحد من هؤلاء، بكل فخر واعتزاز نتذكر تلك الأيام التي قضيناها مع بعض.
س: تدريس التاريخ في المقاصد، ما هو المنهج الذي كان يُعتمد في تلك الأيام؟
ج: نحن كنا قد قدمنا أن كلية المقاصد كمدرسة تابعة لمؤسسة إسلامية، هي جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية. وهذه المدرسة كان لها بالنسبة لتعليم مادة التاريخ بشكل خاص، نهج معيَّن، نهج مختلف. فنحن كنا، وفي المقاصد، ندرس التاريخ على نوعَيْن: التاريخ الإسلامي وله كتبه الخاصة، وتاريخ لبنان وتاريخ العالم وله كتبه الخاصة. وأذكر أن تاريخ لبنان كان الكتاب المقرر من قِبَل الدولة اللبنانية في ذلك الزمان، والتاريخ الإسلامي كان تأليف الأستاذ الشيخ عبد الله العلايلي. وأذكر في هـذه المناسبـة أن كتـاب التاريخ للشيخ عبد الله العلايلي، لم يدرَّس فيه من السنين التالية، لسببٍ بسيط وهو أن بعض التلاميذ قالوا إن عبد الله العلايلي محق فيما يرويه، والبعض الآخر قالوا قد يكون هذا حقاً، ونحن لا نريد أن نبعث الآن ما كان قد مضى، بين الطلاب من جديد. فألغي الكتاب.
س: هل يمكن أن توضِّح لي، ماذا يعني ذلك؟!...
ج: أعني أن الأستاذ عبد الله العلايلي، علمنا في تاريخه، دروس التاريخ الإسلامي، وهو يقول فيه أنه ليس لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، أن يُلغيَ "حي على العمل" من الآذان ويستبدلها "بالصلاة خير من النوم"، وليس للشيعة حق في زيادة "أشهد أن علياً وليُّ الله"، لأنها ليست من الآذان. والآذان الحقيقي الذي جاء به الرسول وعلمه لبلال هو الآذان العادي "بحي على خير العمل"، على أن يُحذف منه ”أشهد أن علياً ولي الله” وأن يحذف منه أيضاً ”الصلاة خير من النوم”.
وكادت هذه الأقوال توجد بلبلة وهمِساً خفيفاً جداً جداً جداً، وأكرر على التشديد، لأن هذا الهمس ما كان له أيُّ تأثير. فسُحب الكتاب من التداول حتى لا تكون هناك أيُّ لغط أو شيء من ذلك. ولم يكن في مناهج التاريخ شيء يسيء، ولم يكن هناك أيُّ نوع من التوجيه في تعليم التاريخ، وفيه تحيُّز لفئة على فئة أو لطائفة على طائفته.
وأنا من دواعي فخري واعتزازي أن أكون تلميذاً باراً لإثنين: الشيخ عمر الحلاق رحمة الله عليه والشيخ مصطفى لطفي رحمة الله عليه. وأيضاً هناك أستاذان من آل لطفي أذكرهما دائماً بكل تقدير واحترام، أحدهما الأستاذ منيف لطفي والثاني عبد المجيد لطفي. وهو كان أستاذاً للرياضة وللكشاف وكان رجلاً جيداً جداً.
هذه النَّوعية من الناس في المقاصد، على ما أظن وأعتقد، أن أكبر المدارس في لبنان، كانت تحتاج لناس من هذه النَّوعية النظيفة الطيِّبة. فقد كان كل همها أنها تعلم التلميذ العلوم العصرية والعلوم الدينية والعلوم الوطنية دون أن تبزر في نفسه أيَّ بذور طائفية أو للعنصرية أو للمذهبية أو للحقد، إنما المقاصد، وهذا أنا ما اعتقد أنه من مفاخر المقاصد، كانت المقاصد تركز على تنمية الثقافة الوطنية، أو على إنماء الروح الوطنية في الطلاب، وعلى أن التلميذ، إن لم يكن له وطن حرٌّ، فلا دين له. والإنسان يجب أن يكون صاحب عقيدة، ومن لا عقيدة له، لا دين له، ومن لا دين له، يُساق مع البهائم.
هذه هي توجُّهات المقاصد، كما هي في خاطري. وفي الواقع، ذكرياتي عن المقاصد التي بَنَت أجيال الشباب، هؤلاء الذين هم في الجنوب وصيدا، ومنهم المهندس والطبيب والقاضي والتاجر. أعطيك مثلاً في صيدا، وفي بنت جبيل، ومثلاً في النبطية، في البقاع، في فلسطين. وأعطيك مثلاً لأشخاص من تلاميذ المقاصد، هم قدوة في السلوك والأخلاق والوطنية.
مثلاً، اليوم، واحد في صيدا مثل محمد البساط من خيرة تجار صيدا ومن خيرة رجال الأعمال والمحسنين في صيدا، ومثل الدكتور عدنان النوام، رجل خلوق مهذب ويده نظيفة، ومثل الدكتور عبد السلام المجذوب إنسان خلوق ومهذب، مهنته كطبيب يضحي أمام المريض.
أعطيك مثالاً عن أبناء الشماع، عدنان الشماع، عرفان الشماع، هؤلاء من خيرة شباب صيدا، ولو كانت صيدا، اليوم، محرومة منهم ومن وجودهم ومن تحركهم للعمل لمصلحة صيدا، صيدا ككل. ومعروف سعد رحمة الله عليه، كان يعلمنا رياضة وسباحة، وكان في زمن متأخر، يمكن سنة 1939 وما فوق، جاء للمقاصد وعلَّم فيها، كان من خيرة الرجال الوطنيين في صيدا. صيدا التي فيها قبول الذوق، ومعروف سعد، ورشيد سنو، وعلي شلق، كيف لا تصل إلى القمة؟.. علي شلق، الدكتور علي شلق، من كفريا، الكورة، إنسان أديب كبير وشاعر، وله مؤلفاته.
س: الصورة التي أعطيتنا إياها عن المقاصد، هذا الجو الثقافي التربوي العالي والجو الوطني الصادق، هل يمكن أن تحدثّنا قليلاً عن علاقة صيد وطنياً بالمقاصد، وعلاقة المقاصد وطنياً كذلك بصيدا والجنوب؟
ج: الواقع، الناس بصيدا، عامة الناس وحتى خاصتهم، لا يفرِّقون بين صيدا وبين المقاصد. أنا ممن يرى صيدا هي المقاصد، والمقاصد هي صيدا. إن الروح الصيداوية التي يتحلّى بها الصيداوي والتي عرفتها في ذلك الزمان، هي روم الإنسان الطيِّب، الخلوق، المؤمن الذي يعمل بصبر وبِجد وبأمانة وبإخلاص. كان الصيداوي يتعاطف مع كل ما يمت بصلة لمصلحة المقاصد ولخير المقاصد. كان الصيداوي يتفانى في سبيل المقاصد. إذا طُلب منه أن يتبرَّع، كان يتبرَّع بأقصى ما يمكن أن يتبرع به. لأن المقاصد هي صيدا. وإذا طلب منه أن يحضر احتفالاً، كانت أطفال صيدا وشيوخها وشبابها، والحكواتيه وجماعتهم، يأتون ليحضروا مباريات صيدا "ويطلعوا"، أي يذهبوا إلى قرب السراي الحكومي اليوم، "مغاير طبلون". صيدا لا تتجزَّأ عن المقاصد، والمقاصد ليست جزءاً من صيدا، ولا صيدا جزء من المقاصد:المقاصد وصيدا كلٌّ لا يتجزأ.
هذا واقع. فالصيداوي، الإنسان الطيِّب، البحري الصيداوي، إذا غضب، غِضبَ فيه البحر وعنفوان البحر وقوة البحر، هذا الصيداوي الذي جاء وقاتل معنا، مع طلاب المقاصد، الفرنسيين، ومعه إمرأته وإبنته وأخته جبلت الرمال بكاز وجلست على السطح، عندما يأتي الفرنسيون ترمي عليهم الرمال مجبول بكاز ومحروق حتى لا يأتوا ويحتلوا المقاصد. هؤلاء الصيداويون: كيف تستطيع أن تفرقهم عن المقاصد، هؤلاء مقاصديون، يعني لم يكونوا مرتبطين بصيدا برباط اللامبالاة. كانت صيدا للمقاصد والمقاصد لكل الناس في صيدا.
إنفتحت صيدا على كل العرب، حتى إن التوجيه الوطني القومي الإسلامي الصحيح، بمعناه الشريف والفاضل، كان يصدر من صيدا ولكل مدارس لبنان والعرب، وإلاّ لماذا كانوا يحسدوننا ويقارنوننا بعينطورة، سيدة مدارس لبنان في ذلك الزمان؟... لماذا كانوا يحسدوننا في مدرسة ”عينطورة” وتقلِّدوننا: كيف نأكل، كيف نشرب، كيف نلعب، كيف نلبس؟... كانوا يأتون إلى الممشى، عندنا، ويرون كيف هو نظيف؟ وكانوا يأتون من "دير مشموشه" كذلك، يأتون من الفرير والأميركان، يأتي بهم الأستاذ مرقس، أو فرير لويس، يزوروننا. وكنا نتبادل معهم الزيارات. ما كنت تشعر إلا تلاميذ الفرير والأميركان موجودين بالمقاصد، وتلاميذ المقاصد موجودين بالفرير وبالأميركان. كان هناك روابط وأخلاق، روابط علم، تزاحم على قِيَم، على مُثُل عليا، لا يتزاحمون على طائفية، كانوا يتزاحمون مَن ينجح بالمدرسة أكثر، بالمباراة الرياضية. كان هناك حماس كبير.
كذلك حفلات المقاصد الرياضية أو الوطنية، يشترك بالحفل الذي تقيمه المقاصد: البحري والنجار والحداد والشيخ والطفل والمرأة، كلهم يشتركون في صنع أشياء جميلة تقدم للمقاصد. مثلاً، مرة عملنا طائرة تمشي بالمقاصد، مرة عملنا سفينة تمشي بالمقاصد، السفينة صنعها البحرية. كانوا بالمقاصد يعلموننا الخطابة، كل يوم جمعة مقرَّر عندنا درس الخطابة، من صف الخامس، أول تكميلي، حتى صف البكالوريا والفلسفة، هؤلاء كلهم عندهم كل جمعة"خطابة". كان مسؤول عن الخطابة ثلاثة، الأستـاذ منيـف لطفـي، الشيخ محمد سليم جلال الدين، وكان المسؤول عن حفظ النظام طبعاً، ناظر المدرسة كان يومها الأستاذ مصطفى عبد النبي (أبو حسيب).
س: ومستوى المقاصد، من حيث اللغة العربية، هل هو جيد؟!...
ج: مستواها في اللغة العربية هل هو جيد؟!... يُسأل هذا السؤال وفيها: علي شلـق، ورشيد سنو، ومصطفى لطفي، ومنيف لطفي، وقبولي الذوق، هؤلاء ضليعون في اللغة العربية. وأنا أذكر في تلك الأيام أنني أنا كنت من الأوائل في العربي، إنما ولله الحمد، بالرياضيات والعلوم ما كنت موفقاً أبداً.
س: في هذه المناسبة، كانت إذاً هناك مشاركة صيداوية في المقاصد وفي النشاطات المقاصدية، إنما المقاصد من ناحية الجانب الاجتماعي لتلاميذ وطلاب المقاصد، لو أردنا أن نحدّد هذا الجانب الاجتماعي لهؤلاء، من أي فئة اجتماعية كانوا، من الأغنياء أم من الفقراء أم من الطبقات الوسطى أو الشعبية، على الأقل في المرحلة التي عاصرنها؟
ج: في المرحلة التي كنت موجوداً فيها بصيدا، لم يكن في مقاصد صيدا أيُّ طبقيَّة على الإطلاق، يعني الطبقية كانت موجودة، ولكن لم يكن لها ترجمة عملية في سلوك الطلاب. أعطيك مثلاً على ذلك: كان هناك بصيدا من آل البزّي، ومن آل الأسعـد، وحلاوي، وشرف الدين، والشماع، وأبو ظهر والأيوبي وكيخيا، من الشام، إلى جانب ناس متوسطين أيضاً من بنت جبيل ومن صور ومن صيدا، إلى جانب ناس معدومين كلياً..
س: طيًب كيف يمكن وجود جماعات معدمة بالمقاصد وهي مدرسة خاصة؟
ج: لأن نهج المقاصد يختلف عما تظن الناس: المقاصد كانت جمعية خيرية مقاصدية في صيدا، ما كانت كلية المقاصد مؤسسة تجارية. الجمعية في صيدا أوجدت المقاصد للتعليم، حتى تعلم الناس علماً وأخلاقاً، وتضحّي في سبيل هذا التعليم. يعني جمعية المقاصد وكليتها، ما كانت مؤسسة تجارية. أنا أعرف عشرين تلميذاً من صيدا، أهلهم لم يستطيعوا أن يعلموهم ولو حتى شهادة السرتفيكا، ولكنهم مع ذلك تخرجوا من كلية المقاصد، فأصبحوا: هذا طبيب، ومهندس ومحامٍ، على نفقة جمعية المقاصد وبعناية جمعية المقاصد. أنا أعرف كذلك أناساً من الجنوب مفلسين، كانت جمعية المقاصد تتولى أمرهم. وكانوا كلهم ولا واحد منهم يشعر أن هناك واحداً أحسن منه، لأن كل واحد منا، أياً كان، إذا كان والده زعيماً أو غير زعيم، يأخذ مصروفه بين قرشين والعشرة قروش بالأسبوع. هذا هوالواقع. والعشرة قروش نذهب بقرشَين إلى السينما وأحيانا نعمل ”مظاهرة” حتى نذهب إلى مقهى الحكواتي. وأنا كنت في بعض الأحيان أحاول أن أتشاطر على الأستاذ مصطفى عبد النبي (أبو حسيب)، وأقول له: أنا أجمع لك المال للسينما، لأن الذي يجمع المال، هو الذي يدفعهم للسينما، فلا يحسب نفسه، فلا يدفع ثمن التذكرة.
فالحياة الاجتماعية في المقاصد، مثلاً، بالمطعم، كان يوجد عَشّي جيد جداً، اسمه أبو علي من برج البراجنة. يعمل أكل طيب جداً جداً، يعطوننا أكل كثير، وليس واحد أكثر من الثاني. يأكل الواحد حتى يشبع. حتى مرة أتذكر عندما غلبنا مدرسة عينطورة (بالفوليبول) كرة الطائرة، جاؤوا (الإدارة) يسألون التلاميذ: صحيح فقط اليوم عملوا لكم هذا الغذاء أم أنه هكذا دائماً؟ قلنا لهم: لا هذا شيء طبيعي. معنى ذلك أنه هم، (المسؤولون) عندهم نقص في الغذاء، ونحن لم يكن عندنا نقص.
بالواقع حكاية الطبقية بالمقاصد لم تكن موجودة كلياً. ما كنا نسمع أيضاً بالمقاصد: هذا واحد بصيدا سني، واحد شيعي أبداً، لأنه كنا نرى الشيخ أحمد عارف الزين، ويأتي معه واحد من بيت خليفه كل جمعة، يصلّون صلاة الجمعة بالجامع العمري الكبير ومعهم نقيب الإشراف، حتى نحن طلاب المقاصد الداخليين، كل جمعة نحضر الخطبة ونؤدي الصلاة. كنا مرتبطين بالروح الدينية، وهي موضوعة ومزروعة في نفوسنا عن قناعة وبشكل جيد.
س: بالحقيقة، أستاذ قاسم (بزي) قد شملت الموضوع من كل جوانبه ولم يعد عندي أي سؤال أسألك إياه. ولكن من جانب آخر، لا بدّ من أن أشير إلى شيء أثير في نفسي، وهو أنني أهتم بالمقاصد وبتاريخها منذ سنوات طويلة وأودّ أن أقوم بدراسة شاملة عن المقاصد. فلا أخفيك القول بأنه من أجمل ما سمعته عن المقاصد، هو من حضرتك، يعني اتصلت بمقاصديين، أساتذة، حدثوني عن المقاصد، إنما لم أسمع من أحد حديثاً شاملاً وبهذه الدرجة العاطفة وبشكل محبِّب، بشكل ينظر للمقاصد من جانبها الايجابي والحقيقي والواقعي؟
ج: والله يا سيدي، بالنسبة إلى هذا الموضوع، أنا لا أريد أن أعطيَ المقاصد أكثر من حقّها أو أقل من حقّها أبداً، إنما أنا أريد أن أكون وفياً لهذا الدار الذي زرع فيا الخُلُق وتعهَّدني بالتربية والتعليم، وكلما أحاول أن أنبش بيئتي لأرى ما فيها، إنما ذلك لأكون صادقاً، وأرجو أن أكون صادقاً ووفياً في نفس الوقت. وأنت إذا رجعت اليوم ونظرت حولك ترى أن أبناء صيدا المتعلمين وأصحاب الشهادات العليا، كثيراً هم أبناء المقاصد، إرجع إليهم تجدهم شباب صيدا، وإذا قالوا غير ذلك، فليكن هناك مقابلة بيننا وبينهم، فالمقاصد مفخرة من مفاخر العروبة والإسلام والوطنية والأخلاق والعلم في صيدا والجنوب. وأنا بالواقع عندي أولاد أختي 5 أو 6، كنت قد وضعتهم داخلي في المقاصد حتى سنة 1975. أظن أن المقاصد تأثرت بالأحداث اللبنانية، ووضعها أصبح يختلف كثيراً عما قبل... لذلك تابعوا تعليمهم في مدارس أخرى......