صيداويات - حوار شامل وشفاف مع رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي
إعلام وصحافة /
بيئية /
2010-08-18
حوار شامل وشفاف مع رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي
صيداويات - الأربعاء 18 آب 2010- [ عدد المشاهدة: 109 ]
محمد السعودي:
■ ردم البحر حلاً لمكبّ النفايات
■ برنامجي يتضمّن 47 مشروعاً
■ صيدا ستنسحب من الاتحاد إذا لم تتولّ رئاسته
لا يتردّد رئيس بلدية صيدا في إعلان نيّته الانسحاب من اتحاد بلدياتها إذا لم يُنتخَب رئيساً له، وذلك حرصاً على موقع عاصمة الجنوب. وفي انتظار إيجاد حلّ نهائي لهذه المشكلة يحاول محمد السعودي الانتهاء من مكبّ صيدا الشهير الذي يمثّل تحدياً له
أجرتها مهى زراقط - الأخبار:
■ ننتظر منذ نصف ساعة، هل كان الاجتماع الذي عقدتموه طارئاً؟
- نعم، في الحقيقة هو اجتماع طارئ مع وفد من بلدية عبرا. لديهم مشكلة في إيجاد مكبّ للنفايات بعدما أقفلت الكنيسة الأرض التي كانوا يرمون فيها نفاياتهم لأنها تابعة لها. لجأوا إلينا اليوم لكي يسألوا عن إمكان رمي النفايات في صيدا. طبعاً نحن عندنا مشكلة المكبّ الشهير، ولا يمكننا أن نستقبل نفاياتهم أيضاً.
■ ما هو الحلّ الذي عُرض عليهم؟
- الحلّ أن يجدوا مكباً آخر، أو أن يتفاوضوا مع الكنيسة لتسمح لهم، في انتظار أن نبدأ نحن بتشغيل المصنع.
■ أيّ مصنع؟
- معمل فرز النفايات الذي أسّسه مستثمرون سعوديون في المدينة، لقد صار جاهزاً لاستقبال النفايات الجديدة، بحيث يعالجونها مقابل رسوم. أتوقع في حال الاتفاق على الأسعار بيننا وبينهم أن يبدأ العمل مباشرةً.
■ وماذا سيحصل بالنسبة إلى جبل النفايات أو المكبّ الشهير؟
- سنباشر تنفيذ المشروع القائم بناءً على عقد بيننا وبين مجلس الإنماء والإعمار، وقد قُدّمت الأسعار ورست المناقصة على السعر الأقل الذي تقدّمت به شركة خوري. ما ستقوم به الشركة هو حجز الأمواج، وهو سيؤسّس لمساحة كبيرة من المياه الراكدة. وبما أنّ جبل النفايات يحتوي في جزء كبير منه على ركام ومواد للردم، سيكون هناك فرز للنفايات عن الردم، الذي سيوضع في البحر فيما تنقل النفايات إلى مكان آخر.
■ هل هذه فكرة جديدة للحلّ أم أنها كانت مدرجة سابقاً؟
- هذا آخر حلّ توصلنا إليه للتخلص من جبل الزبالة. فلوسه موجودة، عندنا منحة من السعودية بقيمة 20 مليون دولار، وهناك 20 مليون دولار إضافية مرصودة في موازنة 2010.
■ كم تبلغ كلفته؟
- السعر الأقلّ كان 28 مليوناً. يعني في فلوس.
■ يعني سيبقى معكم مال؟
- لا. إجباري سنحتاج إلى فلوس للفرز. فالشركة ستتولّى مسؤولية الحاجز مع الردم فقط.
■ متى ستباشر العمل؟
- خلال أسابيع
■ ومتى تعد أهالي صيدا بالانتهاء من المكبّ؟
- المشروع يحتاج إلى 3 سنوات. 36 شهراً. أهمّ شيء بالنسبة إلى صيدا وقف النفايات الجديدة. أمّا فرز النفايات، فهذا لا يعدّ مشكلة كبيرة بقدر الروائح المنبعثة من النفايات. عندما نتوقف عن الرمي فيه ستنعدم الرائحة، وسنتخلص من الجبل عندما ينتهي مشروع الحاجز البحري والردم. إضافةً إلى أننا سنحصل على مساحة 55 ألف متر مربع نتيجة الردم.
■ هل أنت موافق على هذا الأمر؟
- في كلّ بلاد العالم يردمون البحر. في بلاد الخليج حيث لديهم مساحات واسعة يلجأون أيضاً إلى ردم البحر. عندئذ تُنشئين منطقة على البحر تكون الأجمل.
■ هل هذه هي المشكلة الأبرز التي تناقشونها في اجتماعاتكم؟
- أصلاً لو لم تكن هذه المشكلة موجودة في صيدا لما كنت قد وافقت على تولّي هذ المهمة. لقد وافقت لأني أتيت لتحدّي هذا الجبل. هذا عيب واستفزاز كبير لي كابن صيدا. عندما يسأل أحدنا: وين رايح، قبل الجبل أم بعده؟ لقد صار معلماً. عيب بحق كلّ صيداوي أن يكون عندنا هذه المشكلة البيئية.
■ قلت عندما وافقت. هل هذا يعني أن الفكرة لم تكن في بالك قبل أن يُعرض عليك الأمر؟
- أبداً. أنا رجل أعمال ولا طموح سياسياً لديّ
■ لكن في صيدا موقع رئيس البلدية سياسي أوّلاً
- هذا كان على مرّ التاريخ، لكن ابتداءً من الآن هو ليس منصباً سياسياً.
■ مع أنّ انتخابات صيدا البلدية كانت الأكثر سخونةً سياسياً
- «مظبوط»، لكن الاتفاق كان على أساس الوفاق. وأنا لم أقبل إلا بعد التوافق لكنه لم يكتمل. اتفقوا عليّ واختلفوا على الأعضاء. نحن دُفعنا إلى الانتخابات وأنا لست سياسياً.
■ كيف تقنع الآخر؟
- هم مقتنعون، فهم يأتون لزيارتي وأنا أستقبلهم كلّهم وطلباتهم مجابة
■ ما رأيك في فكرة بلدية الظل؟
- أهلاً وسهلاً. أنا رحّبت بها لأنّ مهمّتها الإضاءة على المشاكل، وهذا يساعدني، عوضاً عن أن تبحث البلدية وحدها عنها.
■ فيمَ يختلف عملك الجديد عن طبيعة عملك السابق؟
- ما يختلف أن المواضيع هنا هي الشأن العام، فيما عملي يتعلق بالإنشاءات. المواضيع التي تطرح أكثرها شأن عام، لكنّ جزءاً كبيراً منها يشبه عملي، مثل حلّ مشاكل جبل الزبالة، معمل النفايات لجهة بحث العقود.
■ ألا يختلف الأمر بالنسبة إلى التعاطي المباشر مع المواطنين؟
- هذه العلاقة أعرفها وأعيشها قبل الانتخابات. لكن الطريف أن الناس ينظرون إلى رئيس البلدية كما لو أنه رئيس الجمهورية. يريدون كلّ شيء منه. يعني أكثر مشكلة يحكون عنها هي الكهرباء. يسألون البلدية عنها رغم أن لا علاقة لها بها.
■ وماذا بالنسبة إلى الأمور الإدارية؟
- أمور كثيرة مختلفة. مثلاً أتيت إلى البلدية ولم أجد فيها قرشاً واحداً حتى لدفع الرواتب. الحكومة دفعت الآن نصف مستحقّات 2008. عندما يكون هناك تأخر في الدفع، والمصاريف ماشية، يحصل تقصير.
■ هل كنت تعرف البلدية قبل أن تصبح رئيساً لها؟
- إيه طبعاً. رئيس البلدية السابق كان صديقي. لكن لا، ولا مرة خطر على بالي أني سأكون في هذا الموقع. كلّ شيء صار بالصدفة. أو بسبب الغيمة البركانية. كنت في لبنان يوم جمعة وكنا نناقش مجموعة مشاريع لصيدا كرجال أعمال وهذا ما يجعلني مطّلعاً على حاجاتها، وكنت سأسافر في اليوم التالي إلى ألمانيا للعلاج لكنّني ألغيت الرحلة. وقتها عُرض علي الأمر، إلّا أنني رفضت ومع التأجيل المستمرّ للرحلات كانت المباحثات دائرة فوافقت شرط التوافق.
■ نادم؟
- ما في ندم. أنا عمري الآن 71 عاماً. لازم نكون في مرحلة من العمر يستطيع أحدنا أن يتحمل فيها مسؤولية قراراته، وأقول إن شاء الله نحقّق البرنامج الذي وعدنا الناس به
■ ما هي أبرز هذه الوعود؟
- عندنا 47 مشروعاً في برنامجنا. أبرزها معمل النفايات وجبل الزبالة، ثم الصرف الصحي. قبل أيام «سكّرنا» مجرى القملة، الذي كان يصبّ في البحر عند القلعة. توقف وتحوّل إلى المجرى الرئيسي. الحقيقة صيدا تتحمل كلّ مشاكل المنطقة.
■ متى ينتهي العمل في معمل الصرف الصحي؟
- هو جاهز لكن الشبكة غير جاهزة.
■ ماذا عن المشاريع الأخرى؟
- نخطط لإنشاء حديقة على أرض مساحتها نحو 25 ألف متر مربع. وقد تبرّع آل الحريري بكلفتها. هناك مشروع فندق صيدون في الملعب البلدي. ولحلّ مشكلة الازدحام في المدينة، سننشئ طريقاً شمال جنوب المدينة، «زي» البولفار الشرقي واعتماداتها مرصودة في الميزانية، إضافةً إلى مكتبة عامة في السرايا القديمة بعد تجديدها، إعادة تأهيل وسط صيدا التجاري، لجهة إنشاء شبكة صرف صحي، وتبليطه، وإنشاء شوارع للمشاة فقط مع عمل كاراج متعدد الطبقات. أكثرها منح وقروض.
■ هل من عوائق قد تحول دون تنفيذ هذه البرامج؟
-نعم، هناك مشكلة النفايات مثلاً. نحن نريد أن نأتي بالنفايات الجديدة ونفرزها، لكن هناك نفايات صلبة غير مضرّة تحتاج إلى مكبّ. أين سنرميها. في وادٍ. القرى القريبة منا ترفض استقبالها. هذه مشكلة. مشكلة ثانية أن هذا المعمل يعالج 300 طن يومياً، في صيدا 80 طناً، وفي عين الحلوة 45، الكميات الباقية ستكون من قرى ثانية. المعمل خاص يحتاج إلى فلوس والبلديات تقول ما عنّا فلوس. هذه مشكلة.
■ هذا الحديث يدخلنا إلى مشكلة اتحاد بلديات صيدا
- حلّيناها بتكليف المحافظ.
■ هذا حلّ؟
- نعم، بالنسبة إليّ هذا حلّ. لأن أهم شيء دفع رواتب الموظفين. ما داموا سيتقاضون أموالهم آخر الشهر فهذا بالنسبة إلي حلّ. لأن عمل الاتحاد ماشي. نحن لا نرفض أيّ شكوى تصلنا.
■ لمَ لا توافق على أن يكون رئيس الاتحاد شخصاً آخر غير رئيس بلدية صيدا
- لو كان هناك سبب جوهري يقنعنا بأن تكون رئاسة الاتحاد من خارج صيدا لوافقنا. أنا لا أرى في الأمر إلا معاقبة لصيدا. انسي أني رئيس بلدية، أنا لا أرضى بأن تعاقب مدينتي إذا انتخبوا رئيساً للاتحاد من خارج صيدا، فنحن ننسحب منه. تصوّري أن صيدا انتخب فيها فوق الـ50 ألفاً. ما هو عدد الناخبين في القرى التي تمثّل الاتحاد؟
■ لماذا افترضت أنّ هناك عقاباً لصيدا؟
- لأنه لا يوجد سبب لأن تُنزع رئاسة الاتحاد من صيدا. أولاً مركز الاتحاد هو بلدية صيدا، ثانياً كل كادر العمل من بلدية صيدا. حالياً صيدا تقوم بكلّ الخدمات المطلوبة منها.
■ ما هو أفق الحل في رأيك؟
- الحلّ هو أن تكون رئاسة الاتحاد لبلدية صيدا
■ هل هناك بوادر في هذا الاتجاه؟ هل من اتصالات؟
- حالياً الاتصالات متوقفة، وأنا مش فارقة معي. لقد حلّت المشكلة، هم اليوم يتقاضون رواتبهم.
***
لا يتابع محمد السعودي النقاشات المتعلقة باللامركزية الإدارية، إلا أنه يؤكد أهميتها للتخفيف من البيروقراطية الإدارية التي لمسها باكراً. أبسط الأمثلة خلوّ الطابعة من الحبر، وعندما طلبه قيل له يجب أن تعدّ ورقة شروط وتطلب ثلاثة عروض. «قلت لهم لن أنتظر هذه المعاملات، خذوا اشتروا».
http://www.saidacity.net