اللواء - اللقاء الثقافي الأول في صيدا تأييد ثوابت انطلياس ومطالبة هيئات ثقافية عربية بالتحرك لمواجهة ممارسات الاحتلال - هيثم زعيتر
إعلام وصحافة /
ثقافية /
1989-02-06
اللقاء الثقافي الأول في صيدا
تأييد ثوابت انطلياس ومطالبة هيئات
ثقافية عربية بالتحرك لمواجهة ممارسات الاحتلال
صيدا ـ من هيثم زعيتر
بدعوة من المركز الثقافي للبحوث والتوثيق في صيدا ، أقيم في قاعة محاضرات جمعية دار رعاية اليتيم في صيدا ، لقاء صيدا الثقافي الأول ، تحت عنوان (الثقافة والمؤسسات الثقافية بين الواقع والمستقبل " تجربة ذاتية ").
اللقاء أقيم في ندوتين صباحية ، وبعد الظهر ، بحضور حشد غفير من الفاعليات والهيئات السياسية والثقافية والتربوية والاجتماعية تقدمهم : نائب صيدا الدكتور نزيه البزري ، محافظ لبنان الجنوبي حليم فياض ، نائب الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد ، قاضي صيدا الجعفري السيد محمد حسن الأمين ، قائد جيش التحرير الشعبي ـ قوات الشهيد معروف سعد ، أبو درويش سكيني ، نائب قائد منطقة الجنوب العسكرية العميد الركن عدنان الخطيب ، إضافة إلى ممثلين عن أكثر من 50 مؤسسة ثقافية واجتماعية من مختلف المناطق اللبنانية (من الشمال والبقاع وبيروت والجبل والجنوب ).
في افتتاح هذا اللقاء الأول من نوعه الذي يعقد في عاصمة الجنوب ، ألقى رئيس المركز الثقافي الدكتور مصطفى دندشلي كلمة ترحيب بالوفود والهيئات المشاركة .
ثم وجه كل من الدكتور نزيه البزري والدكتور أسامة سعد والقاضي السيد محمد حسن الأمين تحيات إلى المشاركين في هذا اللقاء الثقافي العام ممثلاً وحدة وطنية لبنانية قلّ نظيرها ، كما أشاد المتحدثون بجهود المركز الثقافي الحثيثة والفاعلة على صعيد الثقافة والتربية في منطقة الجنوب مؤكدين دور صيدا وريادتها في هذا النطاق .
الكلمة الأولى كانت لرئيس الندوة الصباحية القاضي حسن القواص : فأشار فيها إلى الفوارق في الأوضاع بين الماضي والحاضر وإلى بعض مفاهيم الثقافة والحضارة عند الأقدمين والمحدثين .
تحدث بعد ذلك مدير الندوة الدكتور عبد الله كنعان ممثلاً المركز الثقافي عن الغاية من اللقاء فحددها في الإسهام في تحريك الجو الثقافي العام وتوثيق عرى التعاون بين الجمعيات الثقافية في لبنان .
* مداخلة اتحاد الكتّاب اللبنانيين قدمها أمين السر سمير سعد استعرض فيها أبرز ما قام به الاتحاد من إنجازات وأعمال منذ تأسيسه والتضحيات الكبرى في أرواح عديد من أعضائه التي قدمها طوال الحرب الأهلية في لبنان .
* وفي كلمة ممثل الحركة الثقافية في انطلياس المهندس ميشال عقل تحدث عن ظروف تأسيس الحركة 1978 وعن أهدافها .
* رئيس الرابطة الثقافية في طرابلس المهندس رشيد الجمالي أكد في مداخلته على الدور المرجو للمؤسسة الثقافية في لبنان واعتبار الثقافة الجهاز الفعال الذي ينتقل بالإنسان إلى وضع أفضل ، فالثقافة هي فعل تغير والتحولات التي تنجم عن الفعل الثقافي هي تحولات من النوع الذي يغدو راسخاً شديداً .
* في ختام الجلسة الأولى تحدث حسين شرف الدين رئيس أمسيات عاملية في صور ، وبعد أن أشار إلى ما عرف في تاريخنا الثقافي بالآداب تركت في عناوين عامة أدب الحديث والمناظرة والعشرة والمائدة ، قال : هناك نوعان من العمل الثقافي ، العمل المتحرك ، الذي يتنامى في حركته المستمرة في أوساط المجتمع والعمل الاحترافي الذي يقبع صاحبه في مكان ما ، ليحلل ويناقش ويحاكم ، الأول ينطلق من أفكار محددة تتنامى مع المتغيرات والأحداث ، والثاني تتحرك مواقعه مع تغير الأحداث ، باعتبارها مستجدات تفرض التحول في النظرة .
* عقب انتهاء الندوة الصباحية في الساعة الواحدة ظهراً ، أقيم غداء في دار العناية ـ الصالحية لجميع وفود الهيئات الثقافية والضيوف المشاركين في هذا اللقاء .
الندوة الثانية
في الساعة الرابعة بعد الظهر افتتحت الندوة الثانية في نفس المكان برئاسة النادي الثقافي العربي ممثلاً برئيسه المهندس محمد قباني ، الذي أشار في مداخلته إلى ما يواجه العمل الثقافي في لبنان من أزمة هي جزء من الأزمة التي تواجهها مختلف القطاعات والتي هي أحد أوجه المحنة التي يعيشها البلد .
* المتحدث الأول في جلسة بعد الظهر الدكتور حسن صعب الأمين العام لندوة الدراسات الإنمائية قال : اسمحوا لي أن أدعو يوم صيدا لاثقافي في هذا يوماً من أيام صحوة العقل في لبنان ، فها هم أخواننا من أهل الفكر ومن رواد تطوير مجتمعهم في العقل يهرعون لهذا اليوم من جميع أرجاء لبنان ليتحاوروا حواراً مقارناً حول اختباراتهم في تمنهج العقل في تطوير مجتمعهم في خدمة الخير العام .
* المداخلة الثانية قدمها الدكتور إبراهيم بيضون نائب الأمين العام للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي .
* المتحدثة الثالثة فائقة السباعي عويضة مديرة المنتدى استعرضت مجمل نشاطات المنتدى .
* وختم رئيس المركز الثقافي للبحوث والتوثيق الدكتور مصطفى دندشلي اللقاء الثقافي بكلمة مسهبة شكر فيها جميع المشاركين في هذا اللقاء .
البيان الختامي
* في نهاية اللقاء ، وإثر انتهاء أعماله في ختام الجلسة المسائية ، صدر عن القاء البيان التالي :
إن الهيئات الثقافية والاجتماعية والإنمائية الملتقية في صيدا بدعوة من المركز الثقافي للبحوث والتوثيق بتاريخ 3 شباط 1989 تؤكد على الأمور التالية :
1 ـ تقديم الشكر والتقدير للمركز الثقافي في صيدا على تنظيمه لهذا اللقاء .
2 ـ اعتبار هذا اللقاء حلقة في سلسلة اللقاءات التي تربط مختلف الهيئات الثقافية والإنمائية والاجتماعية دفاعاً عن استقلال لبنان ووحدته وتحريره وإصلاح نظامه . واعتبار النشاطات المشتركة جزءاً من بلورة لإرادة وطنية تجمع كل هذه الهيئات في جبهة ثقافية موحدة .
3 ـ اعتبار الثقافة أحد أبرز الأدوات التي تساعد على تقدم الإنسان وتوحيد المجتمع .
4 ـ إجماع الهيئات المشاركة على تأييد الثوابت التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر " الثقافة والتغيير " الذي عقد في أنطلياس 6ـ7ـ8 أيار 1988 .
5 ـ عقد لقاءات دورية بين ممثلي جميع الهيئات الثقافية للتداول في السبل العملية التي تحقق أمل المواطنين في إيقاف الحرب ، والخفاظ على حقوق الإنسان ورفض كل أشكال الاحتلال والفرز السكاني وتأكيد سيادة الدولة على كامل إقليمها الجغرافي .
6 ـ عزم جميع المشاركين على استمرار التعاون والتنسيق في مختلف النشاطات والمؤتمرات التي تقيمها الهيئات منفردة ومجتمعة وذلك بهدف ترسيخ ثقافة ديمقراطية تؤمن الحرية والعدالة والمساواة لكل أبناء الشعب .
7 ـ المشاركة الجماعية في إحياء " يوم الانتصار لحرية الكلمة والبحث العلمي" في 19 أيار المقبل في جميع المناطق اللبنانية .
* كما وجهت الهيئات الثقافية والحركات الاجتماعية كتاباً إلى كل من : الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب ، والأمين العام لاتحاد المحامين العرب ، والأمين العام لاتحاد كتّاب آسيا وأفريقيا ، والأمين العام للمجلس القومي للثقافة العربية. والأمين العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) جاء فيه :
إن ما تقوم به إسرائيل من حرب تهدد المجتمع والدولة والاقتصاد والثقافة في لبنان ، وخاصة خطر اقتلاع المواطنين من الجنوب وما يرافق ذلك من اعتقالات وقهر وإبعاد ، يتطلب موقفاً دعماً منكم يحقق وحدة واستقلال وتحرير لبنان . ننتظر مواقف عملية سريعة وداعمة .