صيدونيا نيوز المفتي سوسان في خطبة عيد الفطر في صيدا : سنقف بوجه أي فتنه مذهبية أو طائفية وصيدا محصنة بوعي أبناءها
إعلام وصحافة /
دينية /
2010-09-08
________________________________________
المفتي سوسان في خطبة عيد الفطر في صيدا : سنقف بوجه أي فتنه مذهبية أو طائفية وصيدا محصنة بوعي أبناءها
جريدة صيدونيانيوز.نت 08-09-2010
وجه مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان رسالة عيد الفطر السعيد وجاء فيها :
الله اكبر الحكم العدل، الله اكبر التواب الرحيم،
الله اكبر كلما صام صائم وافطر الله اكبر كلما لاح صباح عيد واسفر الله اكبر ما هلل المسلم وكبر.
احمد ربي ذي الجلال والاكرام واتوب اليه ذي الملك الذي لا يرام واستغفره ذي العزة التي لا تضام.
واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له
واشهد ان نبيينا محمدا عبده ورسوله سيد الانام
اللهم صلى وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه الكرام.
اما بعد:
ايها المسلمون: العيد مظهر من مظاهر الدين وشعيرة من شعائره المعظمة التي تنطوي على حكم عظيمة ومعان جليلة واسرار بديعة فالعيد في معناه الديني شكر لله على تمام العبادة وفي معناه الانساني يوم يلتقي فيه غنى الغني وفقر الفقير على محبة ورحمة وعدالة من وحي الشريعة عنوانها الزكاة والصدقة والاحسان والتوسعة وهكذا يجب ان يكون,
هذا الالتئام اليوم والاتحاد يتجلى في شعائر دين الامة وفي مناسباتها واعيادها حيث تترابط القلوب وتتراحم النفوس.
قال تعالى( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا) 103 آل عمران
هذه الاية الكريمة تدعونا جميعا الى الاعتصام بحبل الله المتين والى ان نكون اخوة في الله متحابين، وتذكرنا بنعمة الله علينا، حيث نزع ربنا العداوة والبغضاء من قلوب آباءنا المسلمين الاولين، والف بين قلوبهم فاصبحوا بنعمة الله اخوانا متآلفين وانقذهم من عصبية الجاهلية الاولى فملآ قلوبهم بالحب وغمر حياتهم بالاخلاص.
قال عز وجل( والف بين قلوبهم لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم ) الانفال63/
وسبحان من حكم باخوة المؤمنين وامر بالاصلاح بينهم فقال: انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون(الحجرات 10)
والمؤاخاة في الله دعامة قوية من دعائم بناء المجتمع الاسلامي، ورابطة متينة تربط بين ابنائه برباط المحبة والمودة الذي يثمر مجتمعا متماسك البنيان، يشعر كل فرد فيه بانه عضو في جسد يشارك بقية الاعضاء في الامال والالام والافراح والاحزان لانها اخوة فاقت اخوة النسب.
انها اخوة الاعتصام والتمسك بالقرآن وبدين الله تعالى وطاعته، والالتفاف الموحد حول احكام الله حلالها وحرامها، واجتماع المسلمين على وحدة الهدف والغاية من اجل صون الحرمات والبلاد من عدوان المعتدين، فاءنه لم يتوافر لامة مقومات تجمع بين شعوبها وافرادها مثلما توافر لامة الاسلام هذه المقومات واضحة في آيات كتاب الله وآثار رسول الله،
لذلك يجب الاعتصام بحبل الله والحذر من التفرق حتى يكون الحق هو البغية ، والوسطية هي المسلك، والشورى هي الوسيلة، وتخليص الامة من عدوها هو الهدف، والحفاظ على شرع الله هو الغاية.
ايها المسلمون: الاعتصام بحبل الله وسنة رسول الله يحقق الامن والاستقرار، فالامن من العناصر الاساسية التي تستقر عليها الدول وتقوم عليها الحضارات، ولا يمكن ان يتحقق الامن بمفهومه الشامل الا عندما تتحقق عبودية الانسان لربه ليحكم الحياة البشرية بجميع مرافقها.
ان حرمة الدماء والاموال والاعراض ثابتة بقطعيات النصوص الشرعية في الكتاب والسنة ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في اعظم ايام الاسلام في حجة الوداع (ان دماءكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا)
فمن مبادىء الاسلام وقواعده العامة ان يتحقق العدل وان يسود الامن للبشر ككل فهو مفهوم اسلامي لا يقتصر على المسلمين فحسب، فالامن يجب ان يسود المجتمع باسره فاختلال الامن وظلم الناس هو القاء للنفوس في التهلكة لذلك اتفقت كلمات العلماء والدعاة والمفكرين عبر التاريخ على التحذير من الفتن واختلال الامن وشيوع الظلم والارهاب والتعدي على الانفس والاموال والاعراض.
الله اكبر الله اكبر الله اكبر ولله الحمد،
ايها المسلمون: الامن والاستقرار حق مقدس للمجتمع باسره لانه في ظل الامن تحفظ النفوس، وتصان الاعراض والاموال، وتأمن السبل، ويسود العمران، وتنمو الثروات، وتتوافر الخيرات، ويكثر الحرث والنسل في ظل الامن تقوم الدعوة الى الله وتعمر المساجد وتقام الجمع والجماعات ويسود الشرع ويفشو المعروف ويقل المنكر ويحصل الاستقرار النفسي والاطمئنان الاجتماعي.
اذا اضطرب الامن "عياذا بالله" ظهرت الفتن وتزلزلت الامة وتخلخلت اركانها وكثر الخبث والتبس الحق بالباطل واستعصى الاصلاح على اهل الحق.
اذا اختل الامن -عياذا بالله- حكم اللصوص وقطاع الطريق وسادت شريعة الغاب وعمت الفوضى وهلك الناس فهلك فيها الحرث والنسل وسلبت الاموال وانتهكت الاعراض وفسد المعاش فلا حول ولا قوة الا بالله.
لذلك ندعو الجميع دائما الى تعزيز السلم الاهلي والعيش المشترك ونبذ الفتن والتفرق ...فالوحدة الوطنية والسلم الاهلي ليسا مطلبا او رغبة لهذا الفريق او ذاك او لهذه الطائفة او تلك بل هما عماد الوطن واستقراره وازدهاره ونموه وديمومته، واي ممارسات او تصرفات تسيء للسلم الاهلي او العيش المشترك هو مرفوض ومدان من كل اطياف النسيج اللبناني الصابر الصامد.
آن الآوان لان نذهب جميعا في طريق الدولة العادلة القوية التي ترعى الجميع وتكون للجميع وفق اتفاق ودستور الطائف لا الطوائف، ولا يكون ذلك الا بتعزيز القوى الامنية بكافة مؤسساتها لتقوم بدورها الوطني في حماية الداخل اللبناني وامن المواطنين لاي طائفة انتموا دون تردد او تهاون، وان تكون على جهوزية كاملة لمواجهة اطماع العدو الصهيوني ومؤامراته على الحدود الجنوبية واجهزته التجسسية التي يحاول زرعها في قلب وطننا لبث الفتنة والانقسام الداخلي...
ايها المسلمون:
ان بناء دولة المؤسسات هو الكفيل بتجاوز كل المخاطر والتحديات واستكمال البناء يتطلب الاحتكام منا جميعا الى دستور الطائف الذي ارسى السلم الاهلي بين كافة اللبنانيين بكل طوائفهم واحزابهم وانتماءاتهم السياسية، فأي تجاوز لدور الدولة، واي تغييب لحضور مؤسساتها واجهزتها في اي منطقة من لبنان يشكل خطرا حقيقيا على هذا الوطن واستقراره وديمومته، ولا يخدم الا العدو الصهيوني وفتنه ومخطاطاته الارهابية.
ايها المسلمون:
اللبنانيون بكل طوائفهم واطيافهم حريصون على المقاومة وروح المقاومة في وجه العدو الصهيوني الغادر.
وكذلك حريصون على العدالة والمحكمة الدولية التي توافق اللبنانيون وقادتهم على انشائها على طاولة الحوار الوطني لكشف الحقيقة واحقاق العدالة بدون تسيس ولا استغلال، لانه بظهور العدالة يسود مناخ الاستقرار ويتماسك بنيان المجتمع اللبناني وتستقيم الحياة السياسية، وتهدأ النفوس، ويختفي عن ساحتنا دعاة التشكيك والفتن المذهبية والطائفية، الذين يهولون ، ويحرضون، ويزرعون الخوف والرعب في مجتمعنا اللبناني الحضاري، فالوحدة الوطنية التي كرسها دستور الطائف هي فوق المذهبية والطائفية والمناطقية، بل ان هذا الاتفاق يحقق العدالة الوطنية.
ايها المسلمون:
في صبيحة هذا اليوم المبارك ادعو اخواني الفلسطينيين على ارض الاقصى وفي الشتات ان يحققوا الاعتصام بحبل الله والاحتكام الى شرع الله واستعمال الحكمة والعقلانية في تمتين الوحدة الوطنية لافشال المكائد الصهيونية النازية لتمزيق وحدة الفلسطينيين.
في هذا الصباح ومن هذا المنبر نؤكد على ان ما اقره المجلس النيابي اللبناني من حقوق انسانية للاخوة الفلسطينيين يحتاج الى تعزيز ومتابعة لرفع المعاناة المزمنة لكي يعيش هؤلاء الاخوة كضيوف كرام في هذا البلد المجاهد.
كما نشدد على حق العودة، وعدم القبول باي شكل من اشكال التوطين في لبنان لان الاخوة الفلسطينيين انفسهم مصرون على حق العودة الى فلسطين وربوع القدس الشريف وهذا ما يجمع عليه كل الفصائل والفعاليات الفلسطينية.
ايها الاخوة:
نحن في مدينة صيدا مدينة المقاومة مدينة الشهداء مدينة الشرف والاباء قلعة الصمود وعاصمة الجنوب المقاوم تؤكد دائما على وحدة المدينة بكل اطيافها السياسية والحزبية وبكل نسيجها الاجتماعي انها مدينة الوئام والمحبة والوفاق.
كما نؤكد على الوقوف في وجه اي فتنة مذهبية او طائفية لان صيدا محصنة بوعي ابناءها وقوية وعصية في وجه الفتن واهلها لان وحدتنا الوطنية هي الاقوى وتمسكنا بجيشنا الوطني وقوانا الشرعية هي الامل لحفظ الوطن وامنه واستقراره وحريته واستقلاله وسيادته.
ايها المسلمون: عيدنا جديد في يومه، اصيل في نفسه عيدنا تجديد اللقاء وصلة الارحام وتقوية اواصر المودة بين الاخوة وتفريج هم المهمومين وكرب المكروبين والتيسير على المعسرين، لتكون فرحة العيد فرحة شاملة للجميع.
تقبل الله صيامكم وقيامكم وجعلنا جميعا من عتقاء شهر رمضان
الله اكبر الله اكبر ولله الحمد.
المصدر: جريدة صيدونيانيوز.نت
________________________________________
www.Sidonianews.Net
Owner & Administrator & Editor-in-Chief: Ghassan Zaatari
Saida- Lebanon – Barbeer Bldg-4th floor - P.O.Box: 406 Saida
Mobile: +961 3 226013 – Phone Office: +961 7 726007
Email: zaataripress@hotmail.com - zaataripress@yahoo.com