حزب البعث السوري تاريخ حافل بالانقلابات.... والاغتيالات. الطاهر إبراهيم
مقالات و تحقيقات /
سياسية /
0000-00-00
حزب البعث السوري تاريخ حافل بالانقلابات.... والاغتيالات.
الطاهر إبراهيم
كثر الكلام مؤخرا عن سعي أمريكا لإطاحة حكم الرئيس "بشار الأسد" والمجيء بضابط علوي ليحكم سورية عن طريق انقلاب داخلي ، تجنبا لحدوث انفلات أمني في سورية كما حصل في العراق، أو خوفا من سيطرة الإسلاميين على السلطة في سورية. (استطراد: كثر الكلام مؤخرا لدى الكثير من المحللين السياسيين عن خشية واشنطن من حصول انفلات أمني إذا ما حصل سقوط مفاجئ لنظام حزب البعث في دمشق. ومن يرى ما يحصل في العراق من انفلات أمني، حيث أن المخابرات الأمريكية غير بعيدة عن التسبب في جزء كبير من هذا الانفلات، يعتبر أن هذا الكلام لذر الرماد في العيون، وأن واشنطن تنتظر نضج الطبخة على نارها الهادئة، وعندها ستدعو إلى من ترغب به في سورية ليأكلوا من فتال مائدتها).
وذُكر في هذا السياق نقلا عن صحيفة أمريكية أن هناك مخططا أمريكيا أعد للمجيء باللواء "غازي كنعان" –قبل نحره أو انتحاره- ليحكم بدلا من الرئيس بشار الأسد، وسميت هذه الخطة "النزول السهل". وإذا صح هذا الخبر، فإنه يكشف آفاقا واسعة عن إمكانية انكشاف الخطة، "فتغدى النظام ب"كنعان" قبل أن يتعشى به". وتبقى هذه الأخبار من نوع رجم الغيب.
نشير هنا إلى أن تاريخ حزب البعث هو تاريخ حافل بالاغتيالات والانقلابات. وسيكون مقالنا اليوم هو عن دور حزب البعث في الانقلابات التي حصلت في سورية،كان آخرها انقلاب حافظ الأسد الذي جاء به إلى السلطة في 16 نوفمبر عام 1970 في ما سمي بالحركة التصحيحية. على أن يكون المقالي التالي عن الاغتيالات في عهد حزب البعث.
بعد وفاة الرئيس السوري "حافظ الأسد"،الذي حكم سورية خلال ثلاثة عقود(1970-2000) من تاريخها الحديث باسم حزب البعث،كثر الحديث عن هذا الحزب،وقد تبارى الإعلام السوري، حيث يملك البعث جميع الصحف، في تعداد مناقب هذا الحزب،وسنحاول أن نرصد في هذه العجالة بعض المحطات التي تعطي صورة قريبة من واقع هذا الحزب قدر الإمكان .
-حاول المنظرون في حزب البعث أن يظهروا أن هذا الحزب قام على مرتكزات (أيديولوجية)، صاغوا لها بيتا من الشعر جعلوه (لازمة) يرددونها في بداية اجتماعاتهم،وهي(أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة). إلا أن هذه اللازمة لم تكن إلا عنوانا يخفي تحته أهدافا وممارسات، حقيقتها الأساسية هي انتهازية الوصول إلى الحكم، دون النظر إلى الأهداف التي جعلوها شعارات لهم وهي (وحدة، حرية، اشتراكية) . ولقد كانت الساحة السورية يستقطبها (أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات)الحزبان التقليديان اللذان شاركافي محاربةالمستعمر الفرنسي وهما الحزب الوطني وحزب الشعب. وفي ظل احتكار هذين الحزبين الرئيسيين (الوطني والشعب) لمعظم مقاعد المجالس النيابية المنتخبة خلال فترة ما بعد الاستقلال، فقد اتضح،ومنذ بدايات ظهور اسم حزب البعث على الساحة السورية، للقادة المؤسسين لهذا الحزب وهم "أكرم الحوراني" و"صلاح البيطار" و"ميشيل عفلق"، أنه ليس بإمكانهم تحقيق أهدافهم الحقيقية وهي: الوصول إلى الحكم،إلا عن طريق الانقلابات -التي وجدت لها تربة خصبة في صفوف ضباط الجيش بعد الاستقلال- بعد أن وجدوا في فكر الإخوان المسلمين، الذي يخاطب عقيدة الشعب المسلم في سورية،منافسا قويا لهم أمام توسعهم الأفقي في صفوف جماهير الشعب السوري .
ولكن ما هي الخطوط الأساسية والمراحل التي اعتمدها حزب البعث العربي الاشتراكي منذ تولي "أكرم الحوراني" قيادته أوائل الخمسينيات ؟.
سيطرة الفكر الانقلابي واعتماد حزب البعث على الجيش في الوصول إلى الحكم :
والمعروف لمن عايش فترة الإنقلابات في سورية ابتداء بانقلاب "حسني الزعيم" في 30 آذار 1949، ثم "سامي الحناوي" في 14 آب 1949، ثم أديب الشيشكلي في انقلابه الأول في 16 كانون الأول 1949،ثم في انقلابه الثاني ليل 29 – 30 تشرين الثاني1951 (دام حكم الشيشكلي من 29 تشرين الثاني نوفمبر 1951-25شباط فبراير1954) أن الراحل أكرم الحوراني –بصفته رئيساً لحزب البعث العربي الاشتراكي- عقد صفقة مع الشيشكلي الذ كان نجم كل الانقلابات التي تتابعت على حكم سورية، استلم بموجبها وزارة الدفاع وقام بإدخال المئات من البعثيين إلى الكلية الحربية، ما شكل نواة ضخمة من الضباط البعثيين ، مكنتهم من بسط سيطرتهم على عدد لايستهان به من وحدات الجيش السوري، جعلهم يشكلون مراكز سيطرة وتهديد للحكومات المتعاقبة.
وحين شعر البعثيون أن الأرض تهتز تحت أقدام الشيشكلي، انضموا إلى المناوئين له وساهموا في إسقاطه في 25 فبراير 1954، بعد أن أصبحوا قوة يحسب حسابها داخل الجيش السوري. وفي 22 نيسان 1955 اغتيل العقيد عدنان المالكي الضابط البارز الذي كان محسوبا على البعثيين ، بتدبير من الحزب السوري القومي، تم على إثره ملاحقة عناصر هذا الحزب ،ومن ثم حوكموا، وأعدم القومي السوري العقيد "غسان جديد".
وقد وظف البعثيون حادثة اغتيال المالكي هذه لزيادة التعاطف معهم وفي رفع أسهمهم وتواجدهم في قطعات الجيش السوري.وفي مارس عام 1957 قام البعثيون بحركة عصيان في معسكرات "قطنا" –25 كم غرب دمشق- كان من نتيجتها تقاسم المناصب الخطيرة في الجيش بينهم وبين خصومهم (مجموعة أمين النفوري..).
وفي 17(آب) أغسطس 1957قاموا بانقلاب أبيض أقيل بموجبه رئيس الأركان اللواء "توفيق نظام الدين"، الذي رفض تسريح عدد من كبار ضباط الجيش من دون محاكمة. وجاءوا إلى رئاسة الأركان، بحليفهم الشيوعي العقيد"عفيف البزري" الذي رفّع إلى رتبة لواء فقام بتسريح عدد كبير من الضباط الدمشقيين أمثال العقداء (عمر قباني، سهيل العشي، حسن العابد، هشام السمان ) وقد تم على إثر هذه التصفيات تشكيل حكومة (التجمع القومي) ضمت البعثيين والشيوعيين وأنصار خالد العضم ورأسها صبري العسلي .
وقد أحكمت هذه الحكومة قبضتها على مقاليد الأمور في سورية. وتعاظم الخلاف بين مجموعة الضباط البعثيين ومجموعة الضباط المستقلين، مما دعا المجموعتين للذهاب إلى عبد الناصر، --تخلصا من الخلاف- وعرضوا عليه قيام وحدة بين سورية ومصر.
لم يجد الرئيس الرئيس شكري القوتلي، بدعم من الضباط المستقلين، إلا المسارعة في إنجاز الوحدة مع مصر، (التي لم تكن غائبة عن وجدان هذا الرئيس المجاهد، ولكن تطور الأمور جعله يوافق على الإعلان الفوري لقيام دولة الوحدة وقال قولته المشهورة لقد سبقت سرعة الأحداث نضوج الأبحاث).
اضطر البعثيون (الجناح المدني) لإعلان تأييدهم للوحدة ،وأصبح أكرم الحوراني نائبا لرئيس جمهورية الوحدة التي سميت "الجمهورية العربية المتحدة". ثم ما لبث أن دبّ الخلاف مع عبد الناصر، واضطر "الحوراني" لتقديم استقالته .
وإذا كان البعثيون يضعون "الوحدة" في رأس قائمة أهدافهم (وحدة،حرية،اشتراكية)فقد كانوا في واقع الأمر يبطنون فكرا انفصاليا عبروا عنه بمسارعة اثنين من قيادتهم الثلاثية (الحوراني، والبيطار) -رفض ذلك ميشيل عفلق- إلى توقيع "وثيقة انفصال" سورية عن مصر عندما قام الضباط الانقلابيون بإعلان انفصال سورية عن مصر في 28 سبتمبر"أيلول"1961، بينما رفض الأستاذ "عصام العطار"، مراقب عام جماعة الأخوان المسلمين في سورية، التوقيع على الوثيقة، بالرغم من الخلاف الشديد بين هذه الجماعة وبين عبد الناصر، (الذي نكّل بجماعة الإخوان المسلمين المصريين، لأنهم رفضوا تأييد اتفاقية عام 1954 المجحفة بحق مصر التي أبرمها عبد الناصر مع الإنكليز).
بعد ذلك قام الضباط البعثيون بانقلاب 8 آذار 1963 ،بمشاركة الضباط الناصريين وتم تشكيل أول وزارة رأسها صلاح الدين البيطار (وفي لقاء له مع قناة الجزيرة في برنامج "أكثر من رأي" روى أحمد أبوصالح وزير المواصلات في أول حكومة بعثية بعد انقلاب آذار 1963كيف أن الضباط البعثيين اشتركوا في انقلاب 8 آذار 1963 حتى يقطعوا الطريق على الضباط الوحدويين الذين أرادوا الضغط على الحكومة السورية لإعادة الوحدة مع مصر).
بعد أقل من خمسة أشهر ،انقض البعثيون على شركائهم من الضباط الناصريين والمستقلين، فأطيح بقائد انقلاب 8 آذار اللواء "زياد الحريري" –مستقل-،وهو في زيارة له إلى الجزائر. ثم أطيح برئيس الأركان اللواء "راشد قطيني" –ناصري-، وأقصي اللواء محمد الصوفي-ناصري-، ثم قاموا بتصفية بقية شركائهم من الناصريين، بعد الانقلاب الفاشل في 18 يوليو (تموز)1963، الذي نفذه العقيد جاسم علوان. وتم بعده إعدام سبعة وعشرين شخصا، كان منهم العقيد هشام شبيب والنقيب ممدوح رشيد والمساعد بحري كلش، في واحدة من أكثر الانقلابات دموية في سورية، التي زارها بعد الإنقلاب مباشرة، "علي صالح السعدي" العضو في القيادة البعثية العراقية، والذي قال قولته المشهورة: (ماكو –مافي- دم ماكو ثورة).
وبعد هذه المحاولة الانقلابية أمسك اللواء "أمين الحافظ"، الذي كان نائبا للحاكم العرفي ووزيرا للداخلية، بمقاليد الحكم بيد من حديد، ورّفع إلى رتبة الفريق وسُمّي رئيسا للدولة، خلفا للفريق لؤي الأتاسي الذي استقال بعد انقلاب جاسم علوان. وبهذه المحاولة الانقلابية الأخيرة تكون قد طويت صفحة من الانقلابات التي شارك فيها البعثيون للاستيلاء على الحكم في سورية، وفتحت صفحة الانقلابات البعثية الداخلية ضد بعضهم .
الانقلابات التي قام بها الرفاق البعثيون ضد رفاقهم البعثيين.
انقلاب 23 فبراير 1966 :
لقد كان واضحا منذ البداية، أن المصالح الفئوية والشخصية هي التي كانت تجمع البعثيين في مواجهة خصومهم من كافة التيارات السياسية الأخرى، لذلك لم يفاجأ السوريون حين رأوا الخلافات تعصف في صفوف البعثيين والتي زاد من لهيبها تضارب المصالح الشخصية والتي كانوا يغلفونها بأهداف ومنطلقات ليس لها من رصيد إلا حرص كل مجموعة على مصالحها الضيقة.
فبعد أن دانت للبعثيين الأمور، عقب فشل انقلاب جاسم علوان، تبلور في صفوف الطبقة البعثية الحاكمة تياران:التيار اليميني ومعظمه من البعثيين المدنيين من أعضاء القيادة القومية، وكان أبرزهم رئيس الدولة الفريق أمين الحافظ ورئيس الوزراء صلاح الدين البيطار والأمين العام للحزب ميشيل عفلق وآخرون كان منهم شبلي العيسمي ومنيف الرزاز وأحمد أبو صالح والوليد طالب وكثيرون كانوا يشكلون "القيادة القومية" في الحزب.
أما التيار الآخر: فهو التيار اليساري أو "المجموعة العسكرية"وقد غلب عليه ما عرف في ما بعد "القيادة القطرية" في الحزب. وقد برز من هذه القيادة من العسكريين: رئيس الأركان اللواء صلاح جديد (سرح من الجيش وعين أمينا قطريا مساعدا قبل انقلاب 23شباط 1966 ما عجل بقيام هذه الانقلاب)،والرائد سليم حاطوم والعقيد عبد الكريم الجندي وآخرون.
أما حافظ الأسد، الذي كان قائدا للقوات الجوية وعضوا في القيادة القومية، فقد بقي مترددا حتى آخر لحظة، بالانضمام إلىانقلاب 23 فبراير 1966 الذي نفذه هذا التيارضد الفريق أمين الحافظ (انظر كتاب الأحزاب والحركات القومية العربية ل"جمال باروت").
وما لبث الخلاف أن دب بين أقطاب حركة 23 شباط بسبب تضارب المصالح، فقام الرائد سليم حاطوم باعتقال مجموعة من أعضاءالقيادة القطرية التي كانت تزور الجبهة يوم 8 سبتمبر 1966 ، وقد فشلت هذه الحركة، التي حكمتها دوافع طائفية جهوية، هرب بعدها "حاطوم" إلى الأردن مع أنصاره من التركيبة الحاكمة . ولابد أن نشير هنا ،إلى أن هزيمة 5 حزيران (يونيو) 1967 واحتلال إسرائيل هضبة الجولان المنيعة، كان لها تأثير كبير على الخلافات التي كانت تتفاعل ضمن صفوف أعضاء القيادة القطرية التي حكمت حزب البعث وسورية بعد انقلاب 23 شباط(فبراير) 1966 . فتبودلت الاتهامات بين أعضاء هذه القيادة وأُشير بأصابع الاتهام إلى بعض المتسببين مباشرة في هذه الهزيمة النكراء التي عرّت الحزب من ثياب الوطنية والقومية التي كان يزايد بها على الأنظمة العربية التي ناصبها حزب البعث العداء -وما أكثرها- ،وقد أفضت مجريات هذه "الأزمة" إلى جناحين رئيسيين في التركيبة الحاكمة، وظهر شرخ عميق بين الجناح العسكري، الذي كان يقوده وزير الدفاع في ذلك الوقت اللواء حافظ الأسد، والجناح الحزبي المدني الذي كان يسيطر عليه "صلاح جديد" الأمين القطري المساعد.
احتدم الصراع بعد ذلك على النفوذ بين هذين الجناحين، وتم إقصاء بعض القيادات المدنية والعسكرية على هامش هذا الصراع، فطُرد قائد الجيش اللواء أحمد سويداني ، وطرد محافظ حلب عبد الغني السعداوي، وانتحر (أو نحر)عبد الكريم الجندي وزير الزراعة والإصلاح الزراعي(أو هكذا أذيع).
وبحلول الربع الأخير من عام1970 كان الوضع بين الجناح العسكري الذي يقوده وزير الدفاع "حافظ الأسد"، والجناح المدني الذي يقوده الأمين القطري المساعد "صلاح جديد"، قد وصل إلى نقطة اللاعودة. ما دعا"صلاح جديد" إلى الدعوة لعقد المؤتمر القومي العاشر لحزب البعث في ( 13-14-15) تشرين الثاني (نوفمبر)1970 .وقد اعتبر جناح الأسد هذه الدعوة تحديا سافرا له، وكانت أهم نتائج هذا المؤتمر هي إعفاء "حافظ الأسد" و"مصطفى طلاس"من مناصبهما ووضعهما تحت تصرف الحزب.
وقبل أن تنفذ مقررات المؤتمر القومي العاشر، عاجل "الأسد" أعضاء القيادة القومية، بانقلابه الذي أسماه الحركة التصحيحية في16 تشرين الأول (نوفمبر) ، 1970واعتقل أعضاء القيادة القطرية وعلى رأسهم رئيس الدولة نور الدين الأتاسي، ورئيس الوزراء يوسف زعين، والأمين القطري المساعد صلاح جديد وهرب وزير الخارجية إبراهيم ماخوس إلى الجزائر. وهكذا أمسك "الأسد" بمقاليد الأمور في سورية وغيب معظم معارضيه في السجون،وهرب قسم منهم خارج القطر السوري، ليدوم حكمه بعد ذلك ثلاثة عقود كاملة.
ولا يعني ذلك أن الانقلابات قد توقفت بعد ذلك التاريخ، بل جرت عدة محاولات فاشلة لعل أبرزها (المحاولة)التي قام بها الشقيق الأصغر للرئيس"الأسد" الدكتور"رفعت الأسد" قائد "سرايا الدفاع" التي كانت مهمتها التصدي لأي انقلاب ضد حافظ الأسد.
ففي الأسبوع الثاني من كانون الأول(ديسيمبر) 1983، دخل "الأسد" في غيبوبة داخل غرفة (العناية المشددة) ،وكان قد شكل ،من على سريره في المستشفى، "لجنة سداسية" من أعضاء القيادة القطرية لتسيير شؤون الدولة أثناء مرضه ،ما جعل شقيقه "رفعت" يستعجل الأمور. فاتفق مع كبار الضباط على أخذ زمام المبادرة. واتفق هؤلاء على دفع "رفعت" إلى مركز القرار بدلا من اللجنة السداسية.
وقد علم "حافظ الأسد" بعد أن صحا من غيبوبته بهذا الاتفاق- وكان قد بدأ يهيئ ابنه "باسل" لخلافته- فاستدعى الضباط الذين تواطأوا مع أخيه رفعت ووبخهم ، ماجعلهم ينقلبون على رفعت، وقرروا تطويق مسعاه، وحاولوا شق سرايا الدفاع قبل أن يقوم رفعت بانقلابه ،وإعلان نفسه رئيسا بالوكالة. وفي 30 آذار1984تم حل سرايا الدفاع وأعطيت لرفعت وخصومه الضباط إجازة إجبارية إلى موسكو وعندما عاد "رفعت" كان قد تم احتواءه تماما.
رؤية: قام نظام حكم حزب البعث على اعتماد الانقلابات وسيلة للوصول إلى الحكم. وتم اختراق كل المحرمات وصولا إلى ذلك. وما كان الله ليتم لأمثال هؤلاء أعمالهم. والمعتقد على نطاق واسع أنه قد حانت نهاية هؤلاء، ولكن كيف؟ هذا ما سيظهر في الأيام القليلة من خلال ما يتوقع أنه "إرهاصات" التغيير المرتقب في سورية.
كاتب سوري معارض يعيش في المنفى