البعث والمؤتمر - مصطفى إبراهيم عبد الله
مقالات و تحقيقات /
سياسية /
0000-00-00
البعث والمؤتمر
بقلم: مصطفى إبراهيم عبد الله
إلى اللذين :
1. يتهمون الناس بالعمالة وهم غاطسون إلى آذانهم بالعمالة والخيانة وتاريخهم يدل عليهم .
2. ولدوا بعد نكبة انقلاب البعث 1963 أو قبله بقليل حيث لم يسمعوا ما قاله الرفاق بعضهم عن بعض .
3. إلى الفئة من أعضاء المؤتمر القطري الحالي الذين وضعوا جماعة الإخوان المسلمين في سلة الاستقواء بالخارج والذين أصروا على بقاء قرار 49 الذي بموجبه الحكم على كل من ينتسب إلى جماعة الإخوان المسلمين بالإعدام والذي ما زال مسلطا على الرقاب منذ أكثر من 25 عاما.
بداية أنقل للقارئ ما قيل عن هذا الحزب الذي ابتليت به سوريا الحبيبة منذ أكثر من أربعة عقود تاركين له التعليق والاستنتاج.
أولا – المؤتمرات القطرية / المؤتمر التالي نموذجا.
يقول العماد مصطفى طلاس وزير الدفاع سابقا في مذكراته مرآة حياتي عن المؤتمر القطري الاستثنائي (آب 1965 في صفحة 551:" وأعترف للقارئ بأنني في هذا المؤتمر كنت مصغيا من الطراز الأول وكنت أستمع بصبر عجيب إلى أحاديث الرفاق الطويلة والمملة والتي لا علاقة لها بالموضوع حتى ليصدق المثل الشعبي – الطبل في حرستا والعرس في دوما – غير أن الشيء المهم الذي اكتشفته في هذا المؤتمر أن الرفاق من الأقطار كافة يتمتعون بقدرة غريبة على طق الحنك ، المهم أن يتكلم المرء في المؤتمر حتى يثبت أنه موجود أمرا آخر اكتشفته هو أن الرفاق يتكلمون في الكواليس والممرات غير ما يتكلمون أمام المؤتمر ومبدأ احك لي لكي أحك لك مبدأ محترم ومراعى وإن كان غير مكتوب . كما أن ترتيب المقالب وإيقاع الرفاق بشر أعمالهم وارد أيضا.أما بالنسبة للتقارير التنظيمية والسياسية والاقتصادية فلم يخرج المؤتمر عما أقره المؤتمر القومي الثامن قبل ثلاثة شهور وعندما بدأت عملية الترشيح لم أقم بالدور الذي كان يمارسه أصحاب مدرسة ميشيل عفلق وذلك بالإحجام عن الترشيح ظاهرا والاتفاق مع اثنين من الرفاق ليقوما بتزكيته وترشيحه ويقبل هو .. ومع أن معظم الرفاق لجأوا إلى هذه المدرسة..." ويقول عن مؤتمر آخر صفحة 845: ولابد من الإشارة إلى أن المؤتمر عقد في معسكرات الجلاء – مقر اللواء70 – وكانت الغاية الظاهرة هي أمن المؤتمر ولكن الغاية الباطنية هي إرهاب المؤتمرين لأن مجرد وجود الرفاق في معسكر سبب كاف لأن تكون آراؤهم مطابقة لتوجيهات القيادة وإلا فالنتيجة معروفة سلفا..." أخي القارئ هذه طبيعة المؤتمرات القطرية والمثل من فمك أدينك".
ثانيا – طبيعة حزب البعث / السرية – التآمر.
فقد جاء في كتاب الصراع على السلطة في سورية لمؤلفه نيكولاس فان دم صفحة 11 : أضف إلى أن حزب البعث الذي استولى على السلطة في سورية سنة 1963 ذو طبيعة سرية.
وتطالعنا اليوم صحيفة القدس العربي 9/6/2005 مقال للدكتور بشير موسى نافع وهو كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث حيث يقول: أما مشكلة سورية السياسية الكبرى والتي تكاد أن تمس بأمن سورية الوطني فهي سرية الدولة والحكم . كان الرئيس الأسد الأب هو المرجع النهائي للقرار السوري وهناك من يتحدث اليوم عن اقتصار دائرة القرار على الرئيس بشار الأسد الابن وحفنة صغيرة من رجال الدولة والمؤسسات الأمنية العسكرية ولكن أحدا لا يعرف على وجه اليقين كيف يتم التوصل إلى قرار ما ، من هم أولائك الذين يتم استشارتهم؟ كيف يجري التداول حول السياسات الرئيسية؟ من هو صاحب النفوذ الأكبر فيما يتعلق بدائرة معينة وكيف أسس لهذا النفوذ، لاسيما وأن مجلس الشعب السوري هو بالفعل مجلس هزيل لا يمكن مقارنته ببرلمانات الدول الديمقراطية ولا حتى ببرلمانات الحقبة الليبرالية السورية مهما كانت الانتقادات الموجهة لتلك الحقبة ..."
ويقول مصطفى طلاس في صفحة 609 تحت عنوان التمويه الخداعي للحركة – حركة23 شباط 1966 -: ونظرا لمعرفة الرفاق بأنني أحتل موقعا مميزا في قلوب أعضاء القيادة القومية وبخاصة الأستاذين عفلق والبيطار .. فقد كلفت بهذه المهمة التي حددها الرفيق صلاح جديد على الوجه التالي: يجب أن تزيل من أذهانهم نهائيا فكرة القيام بأي عمل مسلح.. يجب أن تعلمهم أننا انتسبنا إلى الحزب قبل أن نحمل البندقية... وقلت له أستاذ صلاح " البيطار" دعني أحدثك من أعماق قلبي، فقال تفضل...وأنت مناضل مثله – أي عفلق- ومفكر مثله .. ولكن شخصيتك هي الأقوى ومنظرك الخارجي كذلك فلماذا كنت الرقم التالي في الحزب؟...فقال لي: إن ما ذكرته هو الحق بعينه.. ولكن ما حيلتنا ونحن عندما قدمنا طلبا لتأسيس الحزب عام 1943 اشترط المفوض السامي الفرنسي أن تكون رخصة التأسيس باسم ميشيل عفلق حصرا. وقد أعطانا هذا التوجه الأستاذ لطفي الحفار وزير الداخلية حين ذلك.." وما قال ذلك للبيطار إلا ليكسب ثقته ويطمئنه بأن ليس هناك عملا مسلحا ضد القيادة القومية ولكن العكس هو الصحيح.
وجاء في كتاب مجتمع الكراهية لمؤلفه المرحوم سعد جمعة رئيس وزراء الأردن السابق في صفحة 36 "...قال إيرل برغر في كتابه "العهد والسيف " الشعور المناوئ لإسرائيل تقوم به في البلاد العربية العناصر التي يسمونها رجعية، وعندما كان المجاهدون من الإخوان المسلمين سنة1951 يقضون مضاجع إسرائيل وقف بن غوريون في الكنيست وقال: اصبروا فلن يكون هناك سلام لإسرائيل مادام العرب تحت قيادة رجعية إن الشرط الأساسي للسلام هو أن يقوم في البلدان العربية حكومات غير ديمقراطية وتقدمية متحررة من التقاليد . وقال المؤرخ جورج لينشوفسكي في كتابه "الشرق الأوسط في المحيط الدولي " : هناك شواهد كثيرة أقنعت إسرائيل أن تحول الدول العربية إلى مجتمعات يسارية هو الحل الوحيد لانصراف أوتوماتيكي عن المواقف العدائية إزاء الصهيونية العالمية "
ونذكر القارئ الكريم بمقولة إبراهيم خلاص التي ذاع صيتها آنذاك والتي نشرتها جريدة جيش الشعب البعثية السورية عام 1966 والتي قال فيها :"إن الله عبارة عن دمية يجب وضعها في المتحف" وقد كان هذا قبل أشهر قليلة من كارثة 1967 وسقوط مرتفعات الجولان بيد إسرائيل.
ثالثا- الانتخابات ضمن أعضاء حزب البعث:
بالإضافة لما قاله طلاس في صفحة 552 ،يقول فان دم في صفحة 41 ..خلال انتخابات المؤتمر القطري الثامن عام 1965 وهكذا فإن أعضاء الحزب لم يكونوا أحرارا في اختيار قادتهم بل منع أكثرهم من تسلم المناصب القيادية في بعض الأحيان... فقد رؤى أعضاء فرع الحزب بالرقة يسلمون قائمة بالمرشحين إلى أحد الأعضاء من الفلاحين .. وجعلوه يقسم على القرآن أنه سيصوت لهذه القائمة... وهناك مشكلة أخرى أثرت سلبيا على نشاطات فرع إدلب وهو كون العديد من أعضائه أميين في الحقيقة فقد تم تطهير الحزب من عدد من الأعضاء المثقفين قبل الانتخابات الحزبية 1965 وذلك لأسباب انتخابية بحتة وحل محلهم فيما بعد الأميون" نعم إنهم يزاولون التزوير والمكيدة بينهم البعض فكيف الانتخابات الشعبية مثل رئيس الدولة وأعضاء مجلس الشعب فحدث ولا حرج.
رابعا- ما قيل عن البعث:
ينقل فان دم في صفحة 118: وقد أشار الرئيس السادات في عديد من أحاديثه إلى النظام السوري بالبعث العلوي وذهب في الأولى من مايو/ أيار 1979 حيث يقول السادات:.. لقد قال لي الملك فيصل ملك المملكة العربية السورية: حافظ الأسد علوي وبعثي وأحدهما ألعن من الآخر... لقد قال لي فيصل أيضا : كيف تضع يدك بيد البعثيين السوريين؟ الأسد علوي وبعثي وأحدهما ألعن من الآخر.
وينقل لنا سعد جمعة رئيس وزراء الأردن السابق في كتابه مجتمع الكراهية صفحة 36 عن الراحل جمال عبد الناصر في خطاب بالإسكندرية 22/10/1963 " إن حزب البعثيين يتحالف اليوم مع الاستعمار ومع أعوان الاستعمار إن حزب البعث لا يستطيع أن يحكم إلا إذا فرض الإرهاب بالحديد والنار ، إنه حكم فاشستي لا يمثل الشعب.. إنه حكم بنى وجوده على الدم ..."صدقت ألم يقم حزب البعث بمجزرة حماة التي راح ضحيتها أكثر من 30 ألف قتيل – ألم يقم بمجزرة سجن تدمر وهم عزل.. جسر الشغور- حلب.. وفي خطاب للرئيس جمال عبد الناصر 22/7/1963 " إننا لا نعتبر الجمهورية العربية المتحدة مرتبطة بأية وحدة في الهدف مع النظام الفاشستي القائم في سوريا ، يستحيل علينا التعاون مع نظام قائم على الغدر والخيانة ، بعيدا عن الإنسانية ، متصف باللاأخلاقية ... ويقول أيضا: 1/5/1965 :" أول امبارح رئيس وزراء سوريا أدلى تصريح بجريدة فرنسية يقول إن نظام الحكم في سوريا هو شبيه لنظام حكم عبد الناصر ولكن فيه فرق واحد ، إحنا البعثيين نتمسك بالديمقراطية . الديمقراطية اللي هو بيتكلم عليها هي طبعا ديمقراطية حزب البعث في أن يقتل الناس ويحطهم في السجون وفي أن يتآمر ،طبعا البعثيين دايما ناس كدابين – ناس متآمرين ... بيقولوا وحدة حرية اشتراكية ، وهم غدروا بالوحدة وغدروا بالحرية، الحرية بقيت سجون ومعتقلات والاشتراكية اللي بيتكلموا عنها اشتراكية مزيفة..."
وفي صفحة 40 من نفس الكتاب ينقل لنا عن صحيفة الجمهورية المصرية بتاريخ 6/6/1965 " نحن نسأل إذا كان حزب البحث جادا في إيمانه بالمعركة الحاسمة في فلسطين ويطالب بها الآن فلماذا سرح العديد من الضباط والجنود المدربين وزج بآخرين في السجون... وقد سرحوا الطيارين " وقد بقوا يلحون على ناصر بالمعركة حتى أخبروه بالحشود الإسرائيلية على الحدود السورية وبعد الكارثة 1967 تبين أنها كاذبة.
ويقول عبد السلام عارف في الكتاب نفسه صفحة 38 تاريخ 7/2/1965 " ...ولقد دخل جماعات في هذه الثورة – يقصد البعثيين- ظننا بهم الخير وتوسمنا فيهم النجدة وانخدع بهم فريق من شبابنا الصالح ولكنهم كشفوا بعد قليل عن نياتهم وظهرت شعوبيتهم الحاقدة على العروبة والإسلام وتبينت عمالتهم للصهيونية والاستعمار.
ويقول عبد السلام عارف أيضا في كتاب الحلول المستوردة وكيف جنت على أمتنا للدكتور يوسف القرضاوي في صفحة 174:" ولقد أراد هؤلاء العملاء الذين تدفعهم جهات خاصة أن ينفذوا مخططاتهم في العراق مثلما نفذوه في سوريا ... إن هؤلاء العملاء الحقيرين لا ترضيهم الوحدة العربية إنهم يتعلقون بالاستعمار وبعملائه إنهم الانفصاليون الذين يطلقون الشعارات المزيفة ، إنهم هم الذين وضعوا مخططاتهم إضعاف الجيوش العربية في البلاد التي تنكبت بهم لكيلا تستطيع الوقوف أمام مطامع الاستعمار ولكي ترضى عنهم الصهيونية العالمية.." نعم إن الجيش السوري للأسف لم يستطع أن يقف أمام الجيش الإسرائيلي 6 ساعات في حرب 1967.
وكذلك رغم أيدلوجية الحزب في البلدين مثل بعضهما لم تقم بينهما الوحدة بل إن حزب البعث في سوريا كان أول من أيد الانفصال ولن أنسى عندما كنت شابا عندما رأيت الجنود السوريين فارين من المعركة لأن رؤساءهم كانوا قدوة لهم. حيث تم تسريح الضباط الأكفاء كما ذكرنا سابقا.
وينقل لنا سعد جمعة في صفحة 37 في منشور سري للحزب الشيوعي السوري 1/1/1964 " إن سياسة البعث في سوريا والعراق لم تكن إلا سياسة مدروسة رسمها وخططها عملاء للاستعمار منذ سنوات في قيادات البعث..."
وينقل لنا كتاب د. يوسف القرضاوي في صفحة 174 ومن بيان للاتحاد الاشتراكي العربي السوري إن الأوساط العميلة لم تكن مرتاحة في يوم من الأيام منذ عشرة سنوات حتى الآن كما هي مرتاحة اليوم إلى هذا الوضع في سوريا... فالتخريب الكبير الذي أجراه البعث خلال ثلاث سنوات قد بلغ مداه وعمليات تمزيق الوطن وضرب قواه ببعضها قد وصل إلى حد أصابه بالشلل الكامل... وصراع أطرافه وأجنحته على السلطة كاد يبلغ نهايته المحتومة"...
وينقل لنا أيضا ما قالته جريدة المحرر البيروتية في 3 إبريل 1966: لقد انتقل انهيار الحكم البعثي إلى صعيد جديد هو صعيد الرشاوى والفضائح الأخلاقية... وفي 23 إبريل 1966 قالت نفس الصحيفة : لقد عمل البعث بعضه على انتهازية وغرور وتعصب وطيش وبعضه عن خيانة وتآمر لتنفيذ المخطط الاستعماري بل والصهيوني ، إن الفئة المقامرة التي قامت بانقلاب 23 شباط جاءت لتقول : إنها جاءت لتقويم البعث وتصحيح انحرافاته أما الفئة التي خرجت من السلطة ( القيادة القومية) فتنعت الفئة الحاكمة اليوم بالانحراف والخيانة والعمالة... والحق أن كل من الفئتين خونة وعملاء..." وجاء في كتاب دولة البعث وإسلام عفلق لمؤلفه مطيع النونو في صفحة 208: ويرى محمود رياض بأن ميشيل عفلق لا يفقه من العروبة شيئا ..." وجاء في نفس الكتاب صفحة 218 فقال السامرائي: إن الجماعة الحاكمة في دمشق تسوق مؤسس حزبها وزعيمه قرابة نصف قرن – ميشيل عفلق- إلى المحاكمة بتهمة التجسس لحساب إسرائيل... ويقول نفس المصدر السابق صفحة 209 : لقد استطاعت القيادة البعثية الجديدة بعد سيطرة اللواء صلاح جديد على الحكم على سوريا توريط عبد الناصر في حرب حزيران 1967 ..." وليعلم القارئ أن الرئيس حافظ الأسد كان وزيرا للدفاع وهو الذي أعلن سقوط القنيطرة قبل أن يدخلها جندي إسرائيلي واحد بالبلاغ رقم 63. ويقول نفس المصدر 209:" وفي السابع من نيسان أي قبل شهرين من وقوع حرب حزيران ، احتفل حزب البعث بمولد تأسيس الحزب فألقى الدكتور نور الدين الأتاسي رئيس الدولة على مدرج جامعة دمشق قال فيه متحديا الولايات المتحدة الأمريكية : إننا سنجعل من جنود الأسطول السادس الأمريكي في البحر الأبيض المتوسط طعما للأسماك..."
وينقل لنا نفس المصدر السابق في صفحة 15: ومما قاله خالد العظم رئيس وزراء سوريا الأسبق عن هؤلاء بعد تجربته المريرة معهم " لقد خدعنا بهم واستهوتنا أقوالهم المعسولة وما العروبة الوطنية المتطرفة والديمقراطية الدستورية إلا ملاءات يلتف بها هؤلاء إخفاء لهذا لهم الوحشي وقناعا يسترون به وجههم الشيطاني وذلك خداعا للناس وتخويفا لهم ..."
وليعلم القارئ بعد سقوط الجولان لم نسمع عن البحث أية كلمة خيانة وإنما التشدد مع العدو الإسرائيلي
خامسا- رأي البعثيين بعضهم في بعض:
ولم يقف الأمر عند اتهام قاهرة ناصر وبغداد عارف وحركة القوميين العرب لحزب البعث وحكامه بل أقسى من ذلك وأصرح هو اتهام البعثيين بعضهم لبعض .
حيث جاء في صفحة 176 من كتاب الدكتور القرضاوي : في دمشق 18 آذار1966 : قال ميشيل عفلق ممثلا للقيادة القومية :" عندما يكون الضابط في القيادة السياسية فإنه لن يكون قائدا حزبيا ولا قائدا شعبيا و أن لغته لن تكون لغة العقيدة والحوار الحزبي الموضوعي وإنما لغة القوة والسلاح ..."
وفي دمشق 13 فبراير 1966 أصدرت القيادة القطرية بيانا يقول: من خلال نزعات التسلط والفردية ومن خلال المترددين الجبناء والمرتبطين فكريا وتاريخيا مع مدارس الاحتراف السياسي حاولت قوى التخلف أن تحرف الثورة وتقودها إلى هاوية الحكم الفردي وأسلوب المساومة والارتماء...فمدوا أيديهم إلى كل انتهازي رخيص أو عدو متآمر.... يغذيان الطائفية والعشائرية والإقليمية بالجيش ... إن من يخون رفاقه لابد أن يخون شعبه..." فترد جريدة الأحرار الناطقة بلسان القيادة القومية لحزب البعث في بيروت 25 فبراير 1966:" إن الزمرة العسكرية المتمردة في دمشق تقف الآن في الطريق المسدود ليس لها ما تقوله غير الأكاذيب وما تقدمه للناس غير الأسلاك الشائكة والسجون وفوهات مدافع الدبابات... لأنها جعلته – الشعب –يشعر أن الدولة عصابة من الانتهازيين والوصوليين... أما مصدر الشرعية فهو قوة السلاح ..." وأذكر القارئ الكريم بعدها كيف دخلت الدبابات مسجد أمية في دمشق.
وفي صفحة 37 من كتاب سعد جمعة يقول محمد عمران في المؤتمر القطري الاستثنائي في دمشق 17/3/1964 : وحينما زرنا العراق أثرنا موضوع القسوة في قتل الشيوعيين فكان الرأي أن المتنفذين هم الحزبيون البعثيون وجرت حادثة ذات مرة أن كلف ضابط بعثي بإعدام إثنى عشر شيوعيا فقال أنا لا أذهب إلا لإعدام خمسمائة على الأقل ...
ويقول صلاح البيطار أحد مؤسسي حزب البعث 4/9/1966:" لقد تأكد لنا الرزاز:عد هناك ثورة ولا ثورية بل هي الجهالة والجاهلية التي تفهم الثورية على أنها قمع للشعب بالدبابات والمدافع والمخابرات والسجون...." وأذكر القارئ الكريم أنه تم اغتياله من قبل البعث السوري في فرنسا.وتقول جريدة البعث السورية في مقالها 2/10/1966 تصف الدكتور منيف الرزاز :" إن الأمين العام للحزب عميل مرتم في أحضان المخابرات الإنكليزية والمخابرات الأمريكية."
أخي القارئ أختم مقالي بما جاء في كتاب مطيع النونو صفحة 10 حيث يقول : وهنا لابد من التذكير بأن البابا بيوس الثاني عشر الذي تسلم كنيسة روما في مطلع الخمسينات قد بدأ وبارك جميع خطوات عفلق في محاربة الإسلام والمسلمين لإضعاف الشعور الإسلامي في العالم ومنحه وساما بابويا تقديرا لجهوده التبشيرية ..." أخي القارئ أذكرك بالمثل الشعبي الذي يقول: إذا لم تعرف أصله فيدلك فعله" نعم لقد أضاع بعث العراق العراق وجعله محتلا أما البعث السوري فقد أضاع الجولان وتخلى عنها ونسأل الله أن يحفظ سوريا وشعبها من أن تضيع كما ضاع العراق.