الجمهورية - سوريا: لن يستمرّ الاستقرار في لبنان طويلاً إذا سرّعت الأمم المتّحدة مسار المحكمة الدوليّة
إعلام وصحافة /
عسكرية /
2011-06-21
الثلاثاء 21 حزيران 2011
ويكيليكس
سوريا: لن يستمرّ الاستقرار في لبنان طويلاً
إذا سرّعت الأمم المتّحدة مسار المحكمة الدوليّة
بحث محلّل سوري قريب من نظام بشّار الأسد مع مسؤولين أميركيّين في دمشق، في موقف الحكومة السوريّة من ملفّ اللاجئين العراقيّين ولبنان وإيران، شارحا أنّ ورقة اللاجئين العراقيين يتمّ استغلالها لتحسين العلاقات السوريّة - الأميركيّة. وحذّر المحلّل من أنّ سوريا قادرة على تحديد مستوى الاستقرار في لبنان، وأنّ في استطاعتها تخريب الاستقرار فيه، في حال اتّخذت خطوات نحو تسريع تشكيل المحكمة الدوليّة.
ففي مذكّرة سرّية تحمل الرقم 07DAMASCUS193 صادرة عن السفارة الأميركيّة في دمشق في 28 شباط 2007 جاء أنّ اجتماعا عقد بين مسؤولين من السفارة الأميركيّة ومحلّل للسياسة السوريّة الخارجية وقريب من النظام، تعكس رؤيته السياسيّة نظرة الحكومة السوريّة.
الملفّ العراقي
وجاء في المذكّرة أنّ المحلّل لمّح إلى مسألة اللاجئين العراقيين في سوريا قائلا: "كانت ورقة في يدنا، لوّحنا بها لكن لم نستعملها" مشيرا إلى التعديلات الصارمة الجديدة التي كان يمكن أن تؤدّي إلى طرد عشرات الآلاف من اللاجئين العراقيّين خارج سوريا. وأوضح المحلّل أنّ الحكومة السوريّة لم ترفض التعامل في ملفّ اللاجئين مع الحكومة الأميركيّة، ولكنها قلقة من الشروط الأميركيّة المفروضة في هذا التعامل، مشيرا إلى أنّ مسألة اللاجئين العراقيّين محدودة جدّا، ولا تنقل فكرة أنّ سوريا هي في قلب الحدث، ويجب على الأميركيين معاملتها في صورة جدّية.
الملفّ اللبناني
أمّا في الملف اللبناني، فتوقّع المحلّل أن يستمرّ الوضع الحالي من عدم الاستقرار، وإنّما من دون تصعيد، مضيفا أنّ سوريا "تنتظر تحقيق تسوية مع الولايات المتّحدة في لبنان"، شارحا أنّ الوضع القائم في لبنان هو مجرّد "استعراض"، وسوريا قادرة على دفع الوضع في اتّجاه "عدم استقرار حقيقي" إذا كانت هناك خطوات لتسريع تشكيل المحكمة الدوليّة أو تطبيق قرارت الأمم المتّحدة تحت البند السابع. وأضاف أنّ في حال تدخّل الأمم المتّحدة "سنلعب أوراقنا" في لبنان، والوضع "سيزداد سوءا".
الملفّ الإيراني
وقدّر المحلّل السوري أنّ الحسابات الإيرانيّة حيال العراق توقّعت مستويات شديدة من عدم الاستقرار، خلافا للحسابات السوريّة التي تنظر إلى استغلال العراق بهدف تطوير علاقاتها مع الولايات المتّحدة الأميركيّة. واتّهم المحلّل إيران بلعب لعبة مزدوجة ومعقّدة، فمن جهة، كانت إيران تدعم حكومة نوري المالكي، ومن جهة أخرى كانت تؤمّن السلاح والأموال لمجموعات معارضة للحكومة العراقيّة والوجود الأميركي، قائلا: "إذا أرادت الولايات المتّحدة السيطرة على الوضع في العراق، فعليها تحسين علاقتها مع سوريا". وأشار المحلّل إلى أنّ سوريا عطّلت أيّ خطوة إلى الأمام على صعيد الجهود الإيرانيّة للعمل مع المملكة العربيّة السعوديّة على الملفّ اللبناني، وأنّ سوريا تستغلّ الجهود الإيرانيّة كوسيلة لتحسين علاقاتها الخاصة مع السعودية، متوقّعا أن "تختفي" القناة الإيرانية في حلول موعد القمّة العربية المقبلة في مدينة جدّه.