المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات- لقد نجح حزب الله في إيقاظ اللبنانيين جميعاً وبالأخص أهل السنة ـ حسان القطب
دراسات /
سياسية /
2011-01-28
الجمعة 28 كانون الثاني 2011
المصدر: موقع بيروت أوبزرفر
لقد نجح حزب الله في إيقاظ اللبنانيين جميعاً وبالأخص أهل السنة..!!
ما شهده الشارع اللبناني منذ أيام لم يكن حالة هياج غير متوقعة ولا ردة فعل غير مبررة... بل كان ردة فعل موضوعية ومنطقية على ممارسات وتصرفات طال أمدها واستفحل دورها وتعاظم خطرها وتمادى أصحابها بل أتباعها..؟؟ وهذا الفريق يتمثل بكل من:
- أولهم مرشد الجمهورية، نصرالله،.. راعي مشروع ولاية الفقيه في لبنان...الذي ناقضه مشكوراً الرئيس عمر كرامي، مرشحه الوهمي لتشكيل الوزارة، على إدعائه أنه رفض تولي المسؤولية بداعي المرض، والحقيقة انه رفض تجاهل طموحات وتطلعات شريحة واسعة من اللبنانيين... إن مواجهة مشروع نصرالله، الذي يؤكد ارتباطه بمشروع إيران في المنطقة، تتطلب وحدة وتلاحم مواقف من معظم مكونات المواطنين اللبنانيين، ومواقف سياسية تطرحها القوى السيادية تكون ثابتة وصلبة، تضمن رعاية دولية، وعناية عربية.
- كما أن من الضروري تغيير رئيس المجلس النيابي..( نبيه بري) الممسك بمفتاح المجلس منذ عقدين من الزمن ويتصرف بديكتاتورية مفرطة أين منها ديكتاتورية الإمبراطور الحبشي (هيلاسلاسي) ورئيس دولة أوغندا..(عيدي أمين دادا)... رغم أن هذا الأمر يستلزم ثورة كثورة شعب تونس التي خلعت الرئيس التونسي (زين العابدين بن علي).. وتلك التي خلعت الديكتاتوريات السابقة الذكر....ليمارس هذا المجلس دوره التشريعي والرقابي بشكل صحيح وموضوعي.. إضافةً إلى ضبط ومحاسبة أداء نواب هذا المجلس..الذي يتنقل أعضاؤه بين أكثرية وأقلية دون ضوابط، ودون مبرر سياسي، بل قل دون خجل من الناخب اللبناني الذي انتخبهم، ومن البرامج الانتخابية التي طرحت على المواطنين، وعلى أساسها تم الاختيار خلال الانتخابات الماضية.. كذلك يتطلب هذا الأمر بناء دولة مركزية قوية لا تحابي احد ولا تتورع عن ممارسة سلطتها على كافة أراضيها.. بقوة وفعالية قواها الأمنية بعد سحب السلاح غير الشرعي من الجميع..
- الطلب إلى سوريا كف مراوغتها ورفع يدها عن لبنان وشعبه ومنعها من التدخل في شؤونه، والطلب من النظام السوري العمل على بناء دولة ديمقراطية حديثة تتولى الاهتمام بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية والأمنية للشعب السوري واسترجاع أرضه المحتلة منذ ما يقرب من 50 عاماً.. بدل التلهي بلعب دور الصبي المدلل للمجتمع الدولي في الشرق الأوسط وإثارة القلاقل في الدول المجاورة بانتظار إعطائه أي النظام السوري دوراً ليلعبه في هذا البلد أو ذاك..
- منع إيران من التدخل في الشؤون الداخلية للبنان وسائر الدول العربية الشقيقة ودفعها للاهتمام بمشاكلها الداخلية المتفاقمة ورعاية مصالح الشعب الإيراني الصابر على سياسات داخلية وخارجية لا تتسبب سوى في جر العقوبات والخيبات والمصائب على الشعب الإيراني، ووقف إنفاق المال الإيراني خارج الأراضي الإيرانية لرعاية مشاريع استعمارية تذكرنا بملوك بلاد فارس..(قورش وارتحششتا وداريوس)......
خطاب نصرالله الأخير من أمام مسجد الظاهر بيبرس في بعلبك التابع للأوقاف الإسلامية السنية في بعلبك.. (ولا ادري من غير اسمه أو أعطاه الحق بذلك)، ومن ثم بيان كتلة نبيه بري، الذي تلاه بعد الاستشارات النيابية التي أطلقها الرئيس ميقاتي، أظهرت الرغبة الواضحة لدى هذا الفريق في تجاهل طبيعة الأزمة اللبنانية وأسبابها واختصر البيان الذي تلاه النائب أنور الخليل، الأزمة السياسية بالمطالبة بعناوين تنموية وتوظيفية، سبق أن تجاهلها الفريق عينه بل منع تحقيقها..من الواضح أن المطلوب من مكونات المجتمع اللبناني جميعها دون استثناء الخضوع لإرادة هذا الفريق تحت طائلة تعطيل مؤسسات الدولة، أو بقوة هذه المؤسسات بعد الاستيلاء عليها... وإذا كانت الرئاسة الثانية قد تم الوضع عليها منذ عقدين وحصراً بيد حركة أمل، فإن الرئاسة الثالثة مستهدفة اليوم للهيمنة والإخضاع.. بهدف تمرير تعيينات قضائية وعسكرية وأمنية وإدارية كان سبق تعطيلها، ومن ثم سيليها استهداف الرئاسة الأولى للإمساك بكافة مفاصل الجمهورية اللبنانية ومؤسساتها بحيث تبقى المواقع تحمل نفس الصفات وتتبع الطوائف عينها ولكن من يتبوأها يجب أن يخضع لامتحان خاص في الضاحية الجنوبية على يد مرشد الجمهورية وأعوانه.. تماماً كما حدث مع الرئيس عمر كرامي.. والرئيس المكلف ميقاتي..
لذا هب اللبنانيون في انتفاضة غضب وليوم واحد، للتعبير عن الاستياء والقلق والألم، مما يخطط له وما يجري تنفيذه.. واللبنانيون اليوم مدركون أن المواجهة لن تكون سهلة أو يسيرة بين مشروع بناء الدولة بالسبل الديمقراطية، ومشروع مسلح ينفذ حركات استعراضية بين الحين والأخر، لإرهاب المواطنين والسياسيين والمجتمعين العربي والدولي.. للخضوع لعملية الابتزاز التي تجري بهدف الإمساك بالدولة لصالح المشروع الإيراني بمواكبة سورية.. من هنا نشعر اليوم أن حال اليقظة شملت اللبنانيين جميعاً دون استثناء وعلى وجه الخصوص الطائفة السنية في لبنان، كما شملت السياسيين الذين كانوا ما زالوا يراهنون على تسويات ومعالجات تطوي الأزمة وتفتح أفقاً جديداً لبناء وطن مستقر.. ولكن هيهات... أن يتراجع هؤلاء عن مشروعهم.. وهيهات منا أن نخضع..
حسان القطب