المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات- حلفاء حزب الله عبء عليه ـ حسان القطب
دراسات /
سياسية /
2010-12-17
حلفاء حزب الله عبء عليه
التركيز الأساسي من قبل حزب الله كان على الساحة الإسلامية السنية
الجمعة 17 كانون الأول 2010 1:35 AM
المصدر: موقع بيروت أوبزرفر
حسان القطب - بيروت اوبزرفر
من الطبيعي أن يسعى حزب الله لتثبيت تحالفات واسعة في مختلف المناطق اللبنانية وبين مختلف القوى والطوائف اللبنانية... لذا نراه يتواصل مع العديد من القوى والشخصيات التي تتوافق في مواقفها معه أو أنها بتحالفها مع النظام السوري خلال فترة الوصاية المنصرمة، قد التزمت بتوجهات هذا النظام بعد غيابه المباشر عن الساحة اللبنانية وانتظمت في تحالف مع حزب الله واضعةً نفسها في رعايته لتحظى بدعم سياسي ومالي وامني بحكم قوة الأمر الواقع التي يفرضها حزب الله في لبنان بعد أن غاب الراعي الأساسي وهو النظام السوري..... وفي الوقت الذي تتنوع وتتوزع القوى والحركات والأحزاب والتوجهات ضمن كافة الطوائف المتعددة في لبنان... نرى أن حزب الله قد اختصر الطائفة الشيعية وحضورها السياسي وفعالياتها الاقتصادية وتمثيلها الاجتماعي والديني بشخص أمينه العام نصرالله، والقوى الحزبية بحزبه فقط متحالفاً مع حركة أمل دون سواها من القوى التاريخية في الجنوب والبقاع، ومتجاهلاً سائر الشخصيات التاريخية والعائلات السياسية التي اختفت عن مسرح العمل السياسي سواء في الجنوب أو سائر المناطق التي يهيمن عليها حزب الله (آل الأسعد، آل الحسيني، آل عسيران، آل الزين، آل شرف الدين، آل الصباح، آل الخليل) وغيرهم.. وحركت أمل التي بعد أن كانت سيدة الساحة الشيعية، مستلهمة مبادئ الإمام الصدر الوطنية، أصبحت اليوم تتبع مسار حزب الله وتدور في فلك سياساته أكثر منها حليف يشارك في صوغ القرارات والتوجهات والمواقف... والمبادئ الإيرانية التي يطلقها قادة النظام في طهران.. أصبحت تسري على كافة أبناء الطائفة بما فيها مواعيد المناسبات الدينية.. والمؤسسات التابعة لحزب الله التربوية والاقتصادية والاجتماعية تختصر فعالية وحضور ودور كافة المؤسسات والفعاليات الأخرى.. سواء الحزبية منها أو الدينية أو الخاصة.. سواء في الإعلان عنها أو في حجم دورها الحقيقي..(شركة وعد.. جهاد البناء) وغيرها من الشركات
هذا الواقع أو هذه الهيمنة الأحادية التي تعيشها الطائفة الشيعية في لبنان... نرى عكسها تماماً لدى مختلف الطوائف اللبنانية.. (ميشال عون وسليمان فرنجية وبعض القوى المسيحية الصغيرة) تتحالف مع حزب الله مباشرةً أو عبر البوابة السورية..والطائفة الدرزية، عانت انقساماً حاداً خلال فترة التباين بين وليد جنبلاط وطلال أرسلان، ثم تم تعزيز وتفعيل وإبراز دور وحضور وئام وهاب على الساحة الإعلامية الدرزية بحيث أصبح صوته مسموعاً بعد أن فتحت له الوسائل الإعلامية وخاصة المرئية ليصول ويجول مطلقاً التهديدات السياسية، والعبارات غير المألوفة في الأداء السياسي والإعلامي.. وإذ بدا حضوره الإعلامي متضخماً كان ولا زال مما لا شك فيه أن حضوره الشعبي محدود جداً ولا يتجاوز من يتقاضى منه راتباً أو نفعاً معيناً.. إلى أن تراجع وليد جنبلاط وانكفأ عن ممارسة دوره الوطني ليمارس دوراً مبهماً مفعماً بالديماغوجية والانتهازية وفقد حضوره ومصداقيته لدى الفريقين السياسيين
التركيز الأساسي من قبل حزب الله كان على الساحة الإسلامية السنية فسعى لشق القوة الإسلامية الأبرز..(الجماعة الإسلامية) فدعم إنشاء جبهة العمل الإسلامي التي أنشأها فتحي يكن .... والتي تداعت بعد وفاته.. ورعى بعض الحالات الطفيلية التي نشأت على جانبها أو من رحمها..وقد حظيت هذه الجبهة بالرعاية والعناية من قبل قادة حزب الله وإعلامه وحلفائه على أمل أن تسجل خرقاً يذكر على الساحة الإسلامية السنية ولكن هذا لم يتحقق..ونشط الحزب في سعيه لنسج تحالفات مع بعض القيادات السياسية التي تداعى واضمحل حضورها ودورها السياسي على الساحة السنية إلى الحد الأدنى من بعض الرموز والقوى والشخصيات السياسية التي تستند للتاريخ الذي ورثته عمن سبقها، أكثر مما تستند لدورها ونهجها ووضوح رؤيتها..وسعى حزب الله لاستيعاب بعض المعممين من أبناء الطائفة السنية في مختلف المناطق وأمن لهم التغطية الإعلامية وفتح لهم شاشاته وشاشات حلفائه ليتحدثوا بما يشاؤون وعما يريدون ولكن دون جدوى..ودون أن يسجل خرق يذكر على هذه الساحة التي سجلت في الانتخابات النيابية الماضية وكذلك البلدية رفضاً كاسحاً لسياسات حزب الله والمتحالفين معه رغم الوعود والدعم غير المحدود الذي حظي به هذا الفريق...من قبل حزب الله
هؤلاء الحلفاء وضمن مختلف الطوائف لا يستطيعون تغطية طائفية توجهات الحزب ولا ارتباطه الإقليمي بالسياسات السورية- الإيرانية..وتحالف حزب الله مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خير دليل على تجاهل حزب الله لارتباط المالكي بالسياسات الأميركية في المنطقة ولاحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة.. مما يعني أن تحالفاته الإقليمية تبنى على أساس تطابق المشهد والهدف والرؤية بينه وبين الفريق الذي يتحالف معه دون الالتفات للارتباطات الأخرى.. وهذا ما لمسناه أيضاً خلال الأزمة اليمنية حين ناشد نصرالله الرئيس اليمني وقف الحرب مع الحوثيين حماية لهم وحرصا عليهم رغم أنهم من بادر بالعدوان وشن الحرب على السلطة اليمنية والشعب اليمني.. هذه القوى المتنوعة المتحالفة مع حزب الله لا تشكل له حليفاً موثوقاً بإمكانه الاعتماد عليه في عملية تغيير الواقع اللبناني والمشهد السياسي اللبناني، بما يتناسب مع ما يخدم مشروعه وأهدافه.. وحجم وحضور ودور هذه القوى لا يتعدى الحالة الاستعراضية بإطلالتها المتعددة على شاشات التلفزيون، أو عبر إصدار بيانات تتناسب مع ما يخدم مطالب حزب الله في التهجم على شخصية سياسية محلية أو عربية .. أو توجيه إصبع الاتهام لدولة عربية أو دولية..تشكل حرجاً لحزب الله لو أطلق هو رسمياً هذا التصريح..أو أعلن بنفسه هذا الموقف.. ولذا نرى على شاشة المنار التابعة لحزب أسماء مجموعات وتجمعات وجمعيات أو معممين يتحدثون باسم الطائفة السنية... ولكنهم لا يمثلون على أرض الواقع حركة فاعلة.. رغم الدعم والرعاية والدعاية الإعلامية.. لذا فإن هذه القوى والمسميات الهشة هي عبء على قيادة حزب الله وأحيانا قد تشكل له إحراجاً حين تتمادى في إطلاق مواقف قد تتجاوز ما تريده قيادة حزب الله منها.. وهذه القوى لا يمكن أن تكون لحزب الله الرافعة الحقيقية التي تمكنه من الخروج من أزمته الفعلية التي يعيشها اليوم نتيجة تداعيات التعطيل لمؤسسات الدولة أو لمواجهة القرار الظني المنتظر صدوره والذي يتحدث عنه حزب الله وعن كيفية مواجهته وكأنه قد صدر فعلاً
المشهد متناقض على الساحة اللبنانية... تنوع وغنى في المواقف السياسية ضمن الطوائف اللبنانية المتعددة رغم التباين فيما بينها، ولكنه في حقيقة الأمر يبقى مصدر إلهام لكل من يعشق الحالة الديمقراطية وروح الحرية في التعبير وإبداء الرأي والاعتراض على ما قد يراه هذا البعض مستنكراً أو مداناً في لبنان والشرق الأوسط.. طالما انه يبقى ضمن إطار الممارسة الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي.. باستثناء الطائفة الشيعية التي يحتكر حضورها وصوتها ودورها اليوم حزب الله وحده دون سواه..في مشهد ديكتاتوري يذكرنا بالحقبة الستالينية، التي ترفض الرأي الأخر.. وخير جواب تقدمه على أي وجهة نظر معارضة لها هو الاتهام بالعمالة والخيانة....