الأخبار - فيلتمان عن إلياس المر: ربما كان يريد حماية نفسه من بنك المدينة
العدد ١٤٦١ الخميس ١٤ تموز ٢٠١١
فيلتمان عن إلياس المر: ربما كان يريد حماية نفسه من بنك المدينة
رقم البرقية: 05BEIRUT3155
التاريخ : 28 أيلول 2005 15:44
الموضوع: المر يتهم سوريا ويكشف حجم التهديدات السورية في لبنان
مصنفة من جيفري فيلتمان
1. ملخص: حتى تاريخ محاولة اغتياله يوم 12 تموز، كان نائب رئيس الحكومة ووزير الدفاع الياس المر يُرى محلياً بأنه مقرب من المقربين من سوريا، إبان احتلالها للبنان.
وبدت مؤهلاته مثالية: صهر الرئيس لحود، ابن «زعيم سياسي» موال لسوريا، ميشال المر، ومقرب مزعوم من حاكم سوريا في لبنان، رستم غزالة. لكن في تصريح علني غير متوقع له يوم 28 أيلول، صرح المر بأنه ضحية العصابات السورية. في مقابلة تلفزيونية مع وزير الاتصالات مروان حمادة، اتصل المر بالمحطة من زيوريخ، وأعلن أن غزالة هدده بسبب ضلوعه في جلب بعض الإرهابيين إلى العدالة. بعض المطلعين اعترفوا بما تداوله اللبنانيون دائماً، عن أن سوريا تستخدم التهديدات، من دون تردد، أداة لضمان الانصياع إلى أوامرها. عقّب الرئيس لحود على تصريح صهره بالإشادة بالعلاقات السابقة والحالية التي تجمع لبنان بسوريا. وربما تفتح تصريحات المر، في الوقت الحالي، مجالاً جديداً في مسار تحقيق اللجنة التي يرأسها ديتليف ميليس.
في هذه الأثناء، تنتشر شائعة بين الأوساط الاجتماعية في بيروت عن انهيار علاقة الزواج بين المر وابنة لحود. انتهى التعليق.
المر.. إلى العلن!
2. خلال مقابلة تلفزيونية مع وزير الاتصالات مروان حمادة على محطة «أل بي سي»، اتصل إلياس المر (ضحية محاولة تفجير إرهابية يعتقد أنّ سوريا دبرتها) من زيوريخ لتأكيد ما صرح به حمادة على التلفاز، «المر يعلم بهوية المسؤول عن التفجير الذي طاله في 12 تموز». وتحدث المر عن تطور المشاكل بينه وبين ممثل الاستخبارات السورية في لبنان رستم غزالة، إثر حملة اعتقالات شُنت في أيلول 2004 طالت مشتبهاً فيهم حاولوا زرع قنبلة في السفارة الإيطالية في بيروت. (ملاحظة: رغم عدم تسمية المر لغزالة مباشرة، لكن بدا جلياً جداً من مضمون حديثه أن غزالة هو المقصود في التهم التي وجهها المر إليه).
3. وفقاً للمر، هاتف غزالة سعيد عيد، رئيس الشرطة، وأمره بالاتصال بالمر «لتأنيبه لفظياً». في ردّ فعل على المكالمة الهاتفية، اتصل المر بغزالة مباشرة واعترض على تعيين عيد لانتقاده. يورد المر أن عيد، الذي سمع المحادثة مع غزالة مصادفة، قال له: «عليك أن تحزم أمتعتك وتتوجه إلى المنزل».
بعد هذه المكالمة، قال المر، إنه وردته معلومات عن تهديدات بقتله وغادر لبنان لأسباب أمنية. وفقاً للمر، إن محاولة اغتيال مي شدياق كانت الحدث الأبرز الذي دفعه للإدلاء بهذا التصريح العلني. وختم المر مداخلته في البرنامج قائلاً: «الآن كلنا متساوون».
عندما تحدث السفير إلى المر هاتفياً في اليوم التالي، أعرب المر عن ارتياحه الشديد؛ إذ إن عبئاً هائلاً قد أُزيل عن كاهله. وقال مازحاً إنه قد يقيم في زيوريخ إلى الأبد، بسبب إغضابه للسوريين من جهة ولحميه من جهة أخرى.
المر موالٍ سابق لسوريا
في 12 تموز 2005، نجا إلياس المر بصعوبة من محاولة لاغتياله عندما أدى انفجار إلى تدمير سيارته وقتل أحد مرافقيه. سبّب الانفجار مفاجأة غير اعتيادية؛ إذ لا أحد توقع استهداف المر. بخلاف ضحايا التفجيرات السابقة ـــــ حمادة، رفيق الحريري، سمير قصير،جورج حاوي ـــــ كان المر يُعدّ حليفاً قوياً لسوريا؛ بسبب دعمه المستمر لحميه إميل لحود في مواقفه الموالية لسوريا. بحث المحللون المحليون عن طريقة لتفسير محاولة اغتيال المر. البعض اتهم إسرائيل بسبب دفاع المر عن المقاومة. آخرون، لا يميلون إلى الآراء الإيديولجية، رجحوا تعرض المر لهجوم فلسطيني ـــــ سني متطرف بسبب توليه لقضية المتطرفين الذين حاولوا تفجير السفارة الإيطالية. قليلون رأوا أن سوريا قد تستهدف حليفاً قديماً كالمر.
المر مقابل لحود
مفاجأة المر تبعها تصريح من حميه الرئيس لحود. أدلى لحود بتصريحه العلني الأول منذ محاولة اغتيال مي شدياق، للثناء على العلاقات اللبنانية ـــــ السورية. عرض لحود التعاون السابق مع سوريا على أنه النموذج المثالي الذي يجب أن يقتدي به الجميع. ورأى الصحافيون المحليون أن تصريح لحود بمثابة هجوم مباشر على المر.
وصرحت المصادر السورية فوراً، بأن وصف المر المزعوم للأحداث ملفق بالكامل. في هذه الأثناء، تنتشر شائعة بين الأوساط الاجتماعية في بيروت تقول إن زواج المر بابنة لحود قد انهار تماماً، ويتجادل الناس في ما إذا نتجت هذه المشاكل الزوجية من تصريحات المر المفاجئة.
تعليق: لم الآن؟
تصريح المر بشأن سوريا، أمر متوقع. لطالما قال المر على نحو سري، إن سوريا تهدده وتضغط عليه. تطابق تصريحاته على «أل بي سي» ما أبلغنا إياه سابقاً. إلا أن المر اختار التوقيت المناسب. فالتحدث من خلال برنامج ذائع الصيت، وعلى هواء شبكة مرتبطة بمي شدياق، وفي مقابلة مع مروان حمادة، أعطى زخماً إضافياً لتصريحه. إن مسألة تهديد السوريين للحريري قبل مماته، تُعَدّ جزءاً من الإيمان هنا. وهذا الإيمان عززته رواية المر عن موال لسوريا انتهى به المطاف مخاصماً دمشق. تصريح لحود التقليدي أظهر مدى انعزال الرئيس الدرامي عن شعبه وواقعه.
ومع جميع الأصوات المعارضة من حوله، لا يزال لحود قادراً على أن يكون العدو الأسوأ لنفسه.
توقيت المر لتصريحه ربما كان لمصلحته. ففي تحقيقات رئيس لجنة التحقيق الدولية، برز اسم المر على السطح هدفاً محتملاً لرفع السرية المصرفية عنه. بينما لا يبدو أن للمر أي ارتباط بحادثة اغتيال الحريري ـــــ التي وقعت أثناء مكوث المر في زيوريخ بسبب تهديده بالقتل في أيلول 2004 ـــــ يشاع أنه متورط بالفساد المالي مع الضباط اللبنانيين الأربعة المحتجزين.
إذا قررت الحكومة اللبنانية التحقيق في قضية الفساد المرتبطة بانهيار بنك المدينة السيئ السمعة، فقد يتضح تورط المر ببعض الصفقات العقارية الغامضة. قد يظن المر أن التعاطف الذي يكسبه لكونه ضحية للهجوم السوري سيساعد على إنقاذ سمعته في حال الكشف عن أسرار بنك المدينة.
فيلتمان
العدد ١٤٦١ الخميس ١٤ تموز ٢٠١١
سياسة