كلمة المناضل - الديمقراطية أساس حياة وطريق تقدم
كلمة المناضل العدد 267 تموز ـ آب 1994
الديمقراطية أساس حياة وطريق تقدم
الدكتور فواز الصياغ
رئيس هيئة التحرير
انتهت قبل أيام انتخابات الدور التشريعي السادس لمجلس الشعب في القطر العربي السوري ، وتم انتخاب مجلس جديد أبرز ما فيه العدد الكبير من الأعضاء الجدد الذين يمثلون مختلف قطاعات الشعب ( 165 من أصل 250 ) وهذه سمة بارزة من سمات التجديد الذي يشمل حياة سورية المعاصرة .
أن الجو الديمقراطي الذي أحاط بالانتخابات يدل بوضوح على عمق مفهوم الديمقراطية لدى المواطنين السوريين وتوسع هذا الفهم ليشمل ليس فقط الحياة السياسية بل والحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، وهذا هو الأساس في أي نهج ديمقراطي .
فالديمقراطية نهج حياة يشمل كافة أوجهها ولا تقتصر ممارستها فقط على الديمقراطية السياسية ، وان كانت تشكل أعلى مراتب سلم التطور الديمقراطي ، وهي بمجموع مظاهرها تشكل المظهر الحضاري لنمو المجتمع وصولاً إلى الديمقراطية السياسية فديمقراطية الإدارة ، وديمقراطية التعليم وديمقراطية العلاقات الأسرية والاجتماعية وديمقراطية اتخاذ القرار في المؤسسات المختلفة وديمقراطية الاختيار السياسي تشكل بمجموعها سمة بارزة اليوم في حياة الوطن السوري والذي رسخ هذا النهج وهذا الفهم هو القيادة التاريخية للحزب وأمينه العام الرفيق حافظ الأسد .
فبعد عقد من الزمن على قيام ثورة آذار المجيدة التي فجرها وقادها حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1963وبعد رسوخ النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي قاده الحزب ، وبعد قيام الحركة التصحيحية عام 1970 ، توجه الحزب بقيادة الرفيق حافظ الأسد الأمين العام رئيس الجمهورية لتوسيع العملية الديمقراطية وترسيخ مفهومها لدى كافة الفئات فانبثقت اثر ذلك الجبهة الوطنية التقدمية وجرت انتخابات مجلس الشعب والاستفتاء على الدستور الدائم الذي ترسخت به أسس النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه سورية .
أن نظرة سريعة لنتائج الانتخابات ونسبة المشاركين فيها ( 61.18 % من مجموع الذين يحق لهم الانتخاب ) وكذلك عدد المرشحين للمجلس في كافة المحافظات ( 7401 ) يؤكد على الاتساع الكبير في الفهم والممارسة والمشاركة بهذه العملية ، وكذلك الوعي الكبير الذي ظهر خلال وقبل الانتخابات ، ويؤكد حقيقة رسوخ الحياة السياسية والديمقراطية ، وتؤكد كذلك على أن الأسس التي وضعها الحزب بقيادة الرفيق الأمين العام لهذه الحياة كانت سليمة وصحيحه وها هي نتائجها .