كلمة المناضل - الحزب والثورة .. تاريخ وأمل ومستقبل
كلمة المناضل العدد 265 آذار ـ نيسان 1994
الحزب والثورة .. تاريخ وأمل ومستقبل
الدكتور فواز الصياغ
رئيس هيئة التحرير
في ذكرى التأسيس والثورة يتضح للمواطنين العرب يوماً بعد يوم وسنة بعد سنة أهمية الأسس الفكرية والنضالية التي رسخها حزب البعث العربي الاشتراكي في ضمير الجماهير منذ تأسيسه عام 1947 وحتى اليوم ، تلك الأسس التي مثلت منذ التأسيس وحتى الآن ، الآمال والأماني التي تحملها جماهير الأمة عبر مسيرتها وتناضل من أجل تحقيقها لأنها تشعر أنها حياتها المستقبلية وخلاصها من جميع أنواع القهر والاستبداد والتخلف والتبعية والتجزئة ، والتي بسببها جميعاً سادت حال الانحطاط والتراجع وعلى مدى قرون طويلة في حياة الأمة العربية .
وبعد التأسيس وعندما انطلق الحزب بين الجماهير وفي طليعتها ، وجد في تلك الجماهير القوة المساندة له والمتفاعلة معه والداعمة لجهوده لأنها ومنذ البدء شعرت أنه مثلها ، ومثل آمالها ، ومستقبلها واستلهم تاريخها ونضالها ، وطموح شبابها . هذه القوة الجماهيرية التي أحاطت بالحزب كالسوار دفعته لتحقيق منجزات عظيمة على الصعد القطرية والقومية ، وكان أبرز تلك المنجزات قيام ثورة الثامن من آذار في القطر العربي السوري ، التي رسخت بانطلاقتها عصراً جديداً من الحياة لجماهير سورية خاصة وللجماهير العربية عامة .
وما زالت الثورة وقيادتها في القطر العربي السوري تشكل المرتكز الأول لكافة القوى المناضلة في الوطن العربي التي تتمسك بالثوابت القومية لأنها تشكل حياة الأمة المستقبلية .
فالوحدة القومية للأمة العربية وحرية الإنسان العربي وحقوقه في العيش بكرامة في وطنه وحقه في استغلال ثرواته بحرية واستثمار طاقاته بمعزل عن الاستغلال الإمبريالي العالمي ، وتطبيق النظام الاقتصادي الذي يتيح أفضل توزيع للموارد الاقتصادية ، والمساواة في الحقوق والواجبات ضمن الأسس الاشتراكية التي يختارها بنفسه ، والخلاص من الاحتلال وتحرير الأرض العربية المغتصبة . كل تلك الثوابت القومية مثلها ويمثلها الحزب ، يسانده إطار واسع من حركات التحرر والتقدم والقوى المحبة للسلام والديمقراطية ليس في الوطن العربي فحسب ، بل وفي مناطق كثيرة من العالم ، رغم كل ما طرأ على العالم من تغير عميق بعد التحولات التي عصفت بدول المنظومة الاشتراكية السابقة في السنوات القليلة الماضية .
إن ثوابت الحزب وثورته في القطر العربي السوري وبقيادة الرفيق حافظ الأسد الأمين العام للحزب رئيس الجمهورية تشكل اليوم القاعدة الراسخة للنضال القومي العربي وتشكل بما تمثله في ضمير الأمة وجماهيرها ، تشكل المحطة الأخيرة التي تقف عندها جميع مسارات العمل السياسي والفكري والنضالي للأمة العربية ، فبدون تلك المحطة لن يتحقق أي تقدم في مسار العملية الهادفة إلى حل المشكلات التي تعيشها وتواجهها أمتنا .
ومن هنا تتضح أهمية الحزب ودوره وثورته في سورية العربية وهذا ما يدفع بنا جميعا إلى التمسك به وبما يمثله ويدفع جميع المخلصين للمحافظة عليه ودفعه ومساندته في الاتجاه الصحيح لأنه الأمل الذي يمثل الخلاص الوطني والقومي في مواجهة التحديات التي تحاول القوى الإمبريالية والصهيونية فرضها على امتنا وجماهيرنا .