كلمة المناضل - الافتتـــــــاحيــــــة البعثّيون أمل الأمـّة لبناء مجتمع الـوحدة والحريّـة والاشتراكية
كلمة المناضل العدد 156 كانون ثاني 1983
الافتتـــــــاحيــــــة
البعثّيون أمل الأمـّة لبناء مجتمع
الـوحدة والحريّـة والاشتراكية
الدكتور . فواز الصياغ
رئيس هيئـة التحرير
يحق لنا ونحن نستقبل عاما جديداً ونترك وراءنا عاما مضى من عمر امتنا وشعبنا ، يحق لنا أن نقف لننظر خلفنا وأمامنا . ماذا حدث خلال العام الماضي ؟ وماذا يجب أن نقوم به كي يكون عامنا المقبل اكثر عطاء وخيرا لحزبنا وامتنا وجماهيرنا وللإنسانية عامة ؟
لقد زخر العام المنصرم بكثير من النكسات والآلام والأحزان ، وكان فيه من ذلك ما يبعث على تسرب اليأس في نفوس الكثيرين حتى ممن حملوا لواء الثورة والنضال في الأعوام السابقة ، فجرح العراق الدامي نزف كثيراً وما زال ، ويدفع شعبنا هناك يومياً تضحيات كبيرة من دم العراقيين العرب وعرقهم وجهدهم وثروتهم ، كي تتربع طغمة دموية فاشية لا تعرف معنى لمصلحة الأمة وجماهيرها على قمة السلطة .
وجرح لبنان نزف وما زال بسبب الاحتلال الصهيوني البغيض لجزء مهم منه . تم ذلك ويستمر بفعل الأطماع الإمبريالية الصهيونية العنصرية التي تتزعمها الولايات المتحدة الأميركية وتحت حجج شتى ، ويتم ذلك بفعل الإقليمية الضيقة ومطامع بعض رموزها الذين يؤثرون المصلحة الخاصة على المصلحة الوطنية والقومية العليا .
والجرح الفلسطيني الذي نزف منذ اكثر من نصف قرن ، نزف كثيراً في العام الماضي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وفي لبنان حيث توسع ذلك الجرح بعد أن خرجت المقاومة الفلسطينية من بيروت ومخيماتها لقاء وعود أميركية بالحفاظ على أرواح المواطنين وتركوهم فريسة لجنود الغزو الصهيوني وعملائهم من العصابات الفاشية في لبنان ، فعاثوا بأرواح الناس ذبحاً وتقتيلاً . يذكرنا ذلك بما فعله جنود الفرنجة الصليبيون عندما دخلوا بيت المقدس قبل تسعة قرون . وحدث اليوم ما حدث بالأمس ، حين أعطى الصليبيون الأمان لسكان القدس قبل احتلالها ، وبعد ساعات من دخولهم قاموا بذبحهم جميعاً في حرم المسجد الأقصى .
وهناك جروح أخرى في هذا الوطن نزفت بدرجة اقل في العام المنصرم وكانت عاملا على توزيع الجهد وتبعثر القوة العربية في اتجاهات شتى .
إذا استعرضنا ذلك فلكي ننظر للمستقبل ونحاول أن نضع فيه أساسا لعملنا مبنياً على عبر الماضي وأحداثه ، مستذكرين الأهداف الأساسية لنضال امتنا ، ومركزين على الجهد والعمل في سبيل الوصول إليها . وكما نعلم أن أول هذه الأهداف هو طرد الاحتلال واستعادة الحقوق ، فهو الهدف الذي ترتكز عليه الأهداف الأخرى لامتنا . فالتقدم وبناء المجتمع الموحد ، والسير في طريق الاشتراكية ، وقيام المؤسسات الديمقراطية الشعبية ، وتحقيق مجتمع الحرية والاستقرار والسلام يرتكز في وطننا على تحرير الأرض وطرد القوة الصهيونية الغاصبة التي تقوم بهدم كل ما يمكن بناؤه للمستقبل .
وكي تصل جماهيرنا إلى مستوى المواجهة فلا بد من توحيد الجهد وبناء الذات الذي يبدأ ببناء الإنسان المواطن القادر على تخطي الصعاب والذي لا يتسرب إلى نفسه يأس مهما بلغت المصاعب أمامه .
فحزبنا قد وضع الأسس لذلك ولدى رفاقنا إيمان لا يرقى إليه الشك في أن المستقبل لا يصنعه إلا الرجال المؤمنون بقضية الشعب والوطن ، ورفاق حزبنا هم الذخيرة التي يحتاجها الوطن لمواجهة الأعداء والقضاء عليهم ، وهم أمل الأمة لبناء مجتمع الوحدة والحرية والاشتراكية .