كلمة المناضل - الافتتــــــــاحيــــــــــة آذار الثورة الدائمة .. الثورة المقاتلـــة
كلمة المناضل العدد 146 آذار 1982
الافتتــــــــاحيــــــــــة
آذار الثورة الدائمة .. الثورة المقاتلـــة
الدكتور . فواز الصياغ
رئيس هيئـة التحرير
تدخل ثورة الحزب في القطر العربي السوري عامها العشرين وعلى رغم، جميع ما حققته من تحول في مناحي الحياة المتعددة في سورية فما زال أمامها الكثير.
صحيح أن الثورة في أعوامها المنصرمة قد أنجزت تحولات كثيرة مهمة في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتنظيمية وغيرها واستطاعت عبر تلك السنوات على الرغم من المصاعب التي اعترضتها اجتياز كبيرة من الحواجز، وحققت للجماهير ففي القطر العربي السوري مكتسبات نوعية كانت نموذجا في دول العالم الثالث ، لكننا تنحن البعثيين مهما حققنا في قطر واحد ، وعندما ننظر بالمنظار القومي العام نرى أننا مازلنا في بداية الطريق وان أهدافنا لم تأخذ طريقها بعد في الواقع العربي، فالوحدة العربية لم تنجز ولم يتحقق أي شئ منها ، وبغض النظر عن الأنظمة الرسمية فعلى المستوى الشعبي أيضا نرى جماهير الوطن تهب لقوى وأنظمة ابعد ما تكون في معظمها عن أهدافنا ، والحرية في معظم أجزاء الوطن لا تساوي أكثر من إعلان في جريدة حكومية أو أغنية عبر إذاعة لسلطة قهرية ، والاشتراكية فهي في أحسن حالاتها توزيع للثروة القومية بين مستغلي الوطن وسارقي قوت المواطنين .
من هنا يتساءل الرفاق البعثييون أين نحن من أهدافنا ؟ وهل يكفي ما تحقق في سورية كي يقنع البعثييون أن ثورتهم قد أنجزت مهامها ؟ أن إنجازات ثورة آذار في سورية في نظر البعثيين هي جزء من آمالهم وقاعدة انطلاق لهم والذي يبعث الأمل في نفوسهم ويدفعهم لتحقيق أهدافهم القومية هو شعورهم بالعمق القومي للثورة وشموليتها ومعالجاتها وتوجهاتها العربية وآفاق نضالها الإنساني ، ذلك الهدف هو الإنجاز الأهم الذي يشكل ينبوع الثورة الدائمة بالنسبة لهم ولسورية الثورة . والتي يحاول الأعداء الانقضاض عليها وإجهاضها وحصرها في قطر واحد ومنع امتدادها لتبقى كذلك كيفما كانت توجهاتها )).
إن الإشعاع القومي الذي يصدر عن ثورة الحزب في سورية هو الذي يعطي سورية وثورتها قوتها وفعاليتها وتأثيرها وهي البعد الفكري الذي يتلاقى مع آمال جميع المواطنين العرب في أقطارهم المختلفة . أن سواعد ثورة آذار التي تمتد خارج النطاق القطري كي تشمل الوطن العربي لتعالج مشكلاته وقضاياه تشكل خطراً يخشاه أعداء الثورة والجماهير ، فالأهداف التي تناضل ثورة الحزب من أجلها تشكل خطراً دائماً على القوى العميلة والرجعية والقطرية والشعوبية والديكتاتورية المتحكمة في جماهير شعبنا في الوطن الكبير وتحسب له حسابات كثيرة .
إن شراسة الهجمة التي واجهتها وتواجهها ثورة آذار دليل قاطع على شمولية الأهداف التي تسعى لتحقيقها وصحتها ، لذا فان تحالف قوى متعددة ومتنوعة ضد الثورة دليل على عجز تلك القوى وخوفها وإلا فما الذي يجمع الرجعية العربية والإمبريالية والصهيونية وبعض الأنظمة للجمهورية في الوطن العربي مع بعض الأنظمة الملكية إن لم تكن كلها إضافة إلى بقايا الإقطاع والرأسمالية والقوى الانعزالية ما الذي يدفعها للهجوم والتآمر على سورية ؟
إن ما يجمعهم هو معرفتهم الأكيدة أن هذه الثورة الدائمة التي يقودها حزب البعث العربي الاشتراكي لا بد آتية في يوم قريب .
أن المحاولات التي تبذلها الإمبريالية والصهيونية لجعل الثورة في سورية تنكفئ على نفسها وتنشغل بمعالجة مشكلات تخلقها بالتعاون مع حلفائها داخل سورية من قوى عميلة ورجعية لن تنجح مطلقا ، وان الرد الوحيد لدى الثورة هو أن تمد ذراعها العربية الوحدوية الاشتراكية اكثر فأكثر خارج حدودها القطرية كي تصل بنار الثورة إلى الهشيم الذي يحيط بتلك الأنظمة والقوى . ذاك هو العلاج الوحيد الذي تقدمه الثورة وتلك هي مسؤولية الرفاق البعثيين جميعهم في الوطن العربي وخارجه .
بهذا تكون الثورة الدائمة التي يقودها الحزب وقاعدتها ثورة الثامن من آذار قد دخلت عامها العشرين حاملة مشعل الثورة ، وبندقيتها المقاتلة ، ليس في سورية فحسب بل خارج حدودها الجغرافية .