الجزيرة - تتضمن توصيات من سفير واشنطن بالدوحة
الأربعاء1/12/2010 م
تتضمن توصيات من سفير واشنطن بالدوحة
وثائق ويكيليكس تقيم سياسات قطر
كشف موقع ويكيليكس -ضمن آلاف الوثائق الدبلوماسية الأميركية التي نشرها في الآونة الأخيرة- عن رسالة بعث بها السفير الأميركي في الدوحة جوزيف ليبارون إلى المسؤولين في واشنطن تتضمن توصيات حول القضايا الدولية التي يمكن طرحها للمناقشة لدى زيارة لرئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إلى واشنطن، ويوصي بتقديم الشكر لقطر بشأن دعمها للسلطة الفلسطينية، وسعيها لتحقيق المصالحة بين حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني (فتح).
ودعا السفير المسؤولين في واشنطن إلى مطالبة قطر بالتعاون عن كثب مع الأميركيين بشأن ما يسمى الإرهاب وتفعيل السياسات والبرامج التي تحد من تدفق الأموال لحماس وحركة طالبان.
وتشير الرسالة إلى ضرورة تعبير واشنطن عن قلقها بشأن الدعم المالي الذي تتلقاه حماس من الجمعيات الخيرية في قطر، وعن المخاوف الأميركية من الدعم المعنوي الذي تحظى به الحركة من الشيخ يوسف القرضاوي.
وأوصى السفير بالترحيب بتعاون قطر مع صندوق النقد الدولي للقيام بتغييرات وإجراءات قانونية لتعطيل تمويل من وصفهم بالإرهابيين.
ويقول ليبارون في رسالته إن زيارة المسؤول القطري في الرابع من يناير/كانون الثاني الماضي تهدف إلى التمهيد لزيارة أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وولي عهده للولايات المتحدة في النصف الأول من العام 2010.
وأعرب السفير الأميركي عن اعتقاده بأن الشيخ حمد بن جاسم على استعداد لمناقشة الفجوات بين الحكومتين القطرية والأميركية في ما يتعلق بسلام الشرق الأوسط والتعاون بشأن مكافحة ما يسمى الإرهاب، فضلا عن مناقشة تأسيس مرحلة من التعاون المشترك بشأن إيران والعراق والقضايا الإقليمية الأخرى.
دعم السلطة الفلسطينية
وأوصى لبراون بتقديم الشكر لقطر لما تقدمه من دعم للسلطة الفلسطينية، والثناء على ذلك باعتباره مؤشرا على ما وصفه بالصداقة والالتزام بالشراكة مع الولايات المتحدة بشأن تسوية الخلاف بين حركتي حماس وفتح، على غرار الشراكة بين الدوحة وواشنطن بشأن الصراع الدائر في إقليم دارفور غرب السودان.
وقال السفير إن الشيخ حمد بن جاسم أبلغ الوزير المساعد لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان أنه سيأتي إلى واشنطن بالتزام مالي لتمويل السلطة الفلسطينية، وهذا مؤشر في غاية الأهمية من قطر للولايات المتحدة. وسيكون على استعداد لمناقشة وجهة نظر قطر تجاه حماس مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وآخرين.
ونعتقد –يقول السفير- أن الشيخ بن جاسم سيعرض الخطوات الأخرى التي قد تتخذها قطر لدعم السلطة الفلسطينية، خاصة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يحظى بدعم قادة قطر في استمراريته بالقيادة.
وتوقع السفير أن يأتي الشيخ حمد بن جاسم بأفكار جديدة لتحقيق تسوية بين فتح وحماس، وقال "فنظرا لتاريخ قطر في القيام بجهود الوساطة، سيشير الشيخ دون أدنى شك للدور الذي يمكن لقطر أن تلعبه".
وتضيف الوثيقة أن إعادة العمل الطبيعي لمكتب التجارة الإسرائيلي في الدوحة "قد يعد دليلا على استعداد قطر للمساعدة في تحقيق الأهداف الأميركية، ولكن لا نتوقع من القطريين اتخاذ مثل هذه الخطوة في غياب أي مؤشر جاد من قبل الإسرائيليين، مثل تخفيف القيود على وصول الجهود الإنسانية إلى غزة".
واستبعد ليبارون قيام قطر بقطع علاقاتها مع حماس من منطلق أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني كان قد وعد بدعم أي طرف فلسطيني يفوز في انتخابات ديمقراطية، وبالتالي فإن التراجع عن ذلك سيكون أمرا معيبا.
التشاور بشأن إيران
وتحدث السفير أيضا عما وصفه بالعلاقة الحساسة بين قطر وإيران والحرص على احتفاظ الدوحة باتصالات على مستويات عليا مع الإيرانيين، معربا عن قناعته بأن تلك العلاقة تعد أساسا لحماية ثروة تقدر بتريليونات الدولارات، في إشارة إلى الشراكة في حقل من الغاز الطبيعي بين البلدين.
وقال إن قطر لا تريد لإيران أن تمتلك أسلحة نووية، ولكنها في نفس الوقت لا تؤيد أي مواجهة عسكرية مع طهران، مرجحا عدم سماح الدوحة في الوقت الراهن بأي هجوم من أراضيها على إيران دون الحصول على ضمان أمني أميركي دائم يتضمن حقل الغاز الطبيعي المشترك مع إيران.
الديون العراقية
وفي الملف العراقي، أشار السفير الأميركي إلى أن قطر مستعدة الآن لبحث استثمارات أوفست التبادلية التي توفرها حكومة العراق لكنها مملوكة من قبل قطر، كوسيلة تساعد العراق على دفع ديونها المستحقة لقطر.
وهذا سيكون حافزا -حسب ليبارون- لاستئناف العلاقة السياسية لتشمل زيارة الشيخ حمد بن جاسم وفتح سفارة قطرية بالعراق.
وقال "يتعين علينا أن نشجع التقارب القطري مع بغداد ونحث الحكومة العراقية على تعزيز علاقة بغداد بالدوحة".
الاعتراف بكوسوفو
وكتب السفير يقول إن محمد الرميحي الوزير القطري المساعد للشؤون الخارجية أبلغ السفير الأميركي في 20 ديسمبر/كانون الأول بأن تصويت قطر لصندوق النقد والبنك الدوليين، الذي جاء لصالح كوسوفو، يشير إلى ميول قطر الحقيقية تجاه الاعتراف بكوسوفو. ومع ذلك، فقد طلب الرئيس الروسي من قطر "التريث" في إعلان الاعتراف، كما قال الرميحي.
وتابع أنه نظرا للحساسية تجاه المخاوف الروسية، يقول الرميحي، فإن قطر أقدمت على ذلك. وقد شجع الرميحي هيلاري كلينتون على سؤال الشيخ حمد بن جاسم عن توقيت الاعتراف القطري الأخير.
استقرار اليمن
ويقول السفير الأميركي إن قطر تعتقد أن الحوثيين الذين خاضوا عدة حروب ضد القوات اليمنية في شمال اليمن لديهم مظالم شرعية يتعين على الحكومة اليمنية معالجتها عبر الحوار والمفاوضات.
وأكد أنه من المتوقع أن يحاول الشيخ حمد بن جاسم أن يثبط النهج العسكري لحل مشكلة الحوثيين، ويقول إن ما يدور عن علاقة الحوثيين بتنظيم القاعدة أمر مبالغ فيه.
الأمن الغذائي
ويدعو السفير الأميركي في رسالته المسؤولين في واشنطن إلى الترحيب بقرار قطر الرامي لجعل الأمن الغذائي أولوية، ليس فقط بالنسبة لها بل للعالم العربي ككل.
"والأمن الغذائي أولوية كذلك للحكومة الأميركية، يقول السفير، ونحن نشاطر قطر رؤيتها التي تنطوي على ضرورة معالجته من خلال الجمع بين التجارة والاستثمار والمساعدة التقنية والتحول التكنولوجي والمساعدة المباشرة".
وضمن تقييم السفارة الأميركية بالدوحة، فإن سياسات وإستراتيجيات قطر المتعلقة بالأمن الغذائي تعكس النزعة المتنامية بشكل سريع لدى الأمير وولي عهده لجعل الأمن الغذائي أولوية وطنية أساسية لقطر، ليس فقط من حيث احتياجات البلاد من الأمن الغذائي، بل يتجاوز ذلك ليشمل احتياجات الأمن الغذائي للمنطقة العربية برمتها.