كلمة تأبينية فاطمة السيّد أيوب خليل
الكلمة التأبينيّة (1 )
التي ألقاها الدكتور مصطفى دندشلي
27 تشرين الأول 1991
* * *
بـسـمـه تـعـالـى
أصـحـاب السـيـادة
أصحاب السماحة والفضيلة
إخـوانـي الأعـزاء
اسمحوا لي بدايةً أن أشير إلى ملاحظتين سريعتين : الأولى ، أنّني لم أكن لأتصوّر أبداً ، ولا أعتقد بأنّ فقيدتنا الغالية نفسها ، كانت تتصوّر بأنّني سأقف يوماً بينكم راثياً إياها .. وهذا ما يشعرني بشيء من الحرج في هذا المصاب الأليم وفي هذا المقام الجليل .. فأنا لست بأديب أو شاعر حتى أكون بحالة تسمح لي التعبير عمّا يجيش في نفسي من حزن وألم أمام هذا الحدث الخطير ..
والملاحظة الثانية ، وهي أنّني أحاول دائماً أن أتعلّم من خلال تأمل التجارب المعاشة والمشاركة الصادقة فيها ، سواء التجربة الذاتيّة أو تجربة الآخرين ..
ولا أخفي بأنني كنت أرى إلى التجربة المريرة التي مرّت بها فقيدتنا الغالية ، على أنّها ـ بنظري ووعيي ـ تجربة إنسانيّة رهيبة ، غنيّة بالمعاني والقِيَم ، ومثيرة لأنبل العواطف والأحاسيس. فقد كانت هذه التجربة الإنسانيّة ، بمناحيها ومنعطفاتها المتنوّعة ، كتاباً مبسوطاً وسجلاً مسطوراً .. ومن استطاع أن يقرأ هذا الكتاب وأن يستوعبه ويعيه وعياً حقيقياً ، يمكنه أن يستخلص منه ، ومن هذه التجربة الإنسانيّة بالذات، بعض العِبَر، العِبَر الإنسانيّة العميقة : الخلفيّة والدينيّة في الوقت ذاته..
على أيّة حال ، أيّها الأخوة الأعزاء ، إذا كان لي ، في هذه المناسبة الجليلة ، أن أشير ولو إشارة سريعة إلى بعض مآثر فقيدتنا وخصائص شخصيتها المميّزة التي كانت تثير في نفسي الانتباه ، فإنّه يأتي في مقدّمها :
الصدق .. فالصدق كان يغلّف كامل شخصيتها ويحيط بها إحاطة كليّة : الصدق في القول والفعل والعمل .. فلم يكن هناك من انفصام بين ما تضمر وما تقول وما تفعل ، بل تلازم كامل وتآلف متكامل . إنّك تجد نفسك أمام إنسان موحّد الشخصيّة ، يقول ما يعتقد أنّه الحقيقة ، دون مواربة أو لُبس أو إبهام .. إنسان صافٍ ونقيّ ، واضح وصريح ..
وتبرز هذه الشخصيّة الإنسانيّة أكثر ما تبرز في موهبة العطاء .. وهي تجد نفسها وتتآلف معها في الكرم والسخاء وبسط اليد ، للأهل والأصدقاء والجيران وذلك عن طريق الفعل الجميل والكلمة الحلوة ..
أما عن حبّها للعلم والعلماء ، والأدب والأدباء ، والكتب والكتّاب ، فحدّث ولا حرج .. فينمّ كلّ ذلك ويظهر من توهّج وجهها ، وبريق عينيها .. فتعلم علم اليقين أنّ هذه الإنسانة إنّما هي من بيت علم وفقه وأدب .. وبما أنّها كانت تعلم أنّني أسعى إلى أن أكون من هذا المنحى ، فكانت لا تتوانى أبداً ، كلما سنحت المناسبة ، أن تهديني كتباً ، آخرها كتابين : في خطى المسيح ، وفي خطة محمد ، للكاتب والأديب اللبنانيّ نصري سلهب ..
يضاف إلى ذلك كلّه ، أو فوق ذلك كلّه ، تأتي قوّة الإرادة والعزم الأكيد .. تأتي الشجاعة والجرأة في القول والفعل ، كما قلت ، والدفاع عن الرأي والموقف حتى الاستماتة أحياناً .. وهذا (أيّ قوّة الإرادة وصلابتها) ما كانت تحتاج إليه أمّ محمود أشدّ الاحتياج في مرضها ومصابها الأليم : أن يعرف الإنسان أنّه مصاب بمرض خبيث ، مرض لا نجاة منه أو التغلب عليه ، ويصرّ أصراراً متناهياً على معرفة ذلك . ثمّ يقاوم ويرفض هذا الواقع ، ويرفض الاستسلام أو التسليم له .. فهذا ما لا تستطيعه إلاّ ذوو النفوس الكبيرة وأولوا العزم القويّ والبأس الشديد ..
هنا ، في الواقع ، يطرح ، كما أرى ، موضوع الحياة الإنسانيّة برمتها على هذه البسيطة، والموقف من هذه الحياة .. لست أدري لماذا يشغل هذا الموضوع فكري ويلحّ عليّ إلحاحاً عجيباً غريباً ، ومنذ زمن بعيد .. وإن كنت أحاول دائماً أن لا أتحدّث أو أكتب فيه .. وهذه هي المرة الأولى التي أجد نفسي ، رغماً عنّي ، منساقاً إلى أن ألمح إليه تلميحاً واضحاً وعلناً ..
عندما أراقب مراقبة دقيقة ومتأنية جزئيات الحياة وتفصيلاتها اليوميّة ، المعاشة يوماً بيوم وساعة وبساعة ، تزداد لديّ القناعة والاقتناع ، هذا الاقتناع المعتمد على التجربة الذاتيّة وتجربة الآخرين ، بأنّ هذه الحياة الدنيا بجزئياتها اليوميّة المتراكمة ، ليست ذات قيمة أو ذات أهميّة بالغة .. بل هي ، في الحقيقة والأعماق ، هزيلة وضحلة ، مملّة ومتشابهة بصورة مثيرة وبائسة .. وممّا يخفي عنّا تهافتها ، أنّ الواحد منّا لا يفكر فيها تفكيراً واعياً ودقيقاً ومستمراً .. وبما أنّ حياة الإنسان بمجملها عبارة عن تراكم هذه الجزئيات اليوميّة الواهية وهذه التفصيليات الهزيلة ، وبما أنّ الشيء المبنيّ على ما هو هزيل وواه ، لا بدّ إلاّ وأن يكون ذاته هزيلاً وواهياً ، فتكون حياة الإنسان ذاتها هزيلة وبالية .. ولكن ، للأسف أو لحسن الحظ ـ لست أدري ـ ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون أو لا يفتكرون في ذلك طويلاً .. وإذا انتبهوا بصورة أو بأخرى ، فلا يلبثوا أن يشيحوا ذلك عن فكرهم ، فتستمرّ الحياة في دورتها العاديّة المعتادة ولسان حال الواحد منّا يقول :
مشيناها خطاً كتبت علينا ومن كتبت عليه خطاً مشاها
ولكن ، إذا كان الله تعالى قد خلق فينا غريزة الحياة والدفاع عنها .. وحرّم علينا قتل النفس والتخلص منها ، فيجب علينا والحالة هذه أن نعطيَ لهذه الحياة معنىً تستحقّ معه أن ندافع عنها .. وبقدر ما نعطي لحياتنا معنى روحياً دينياً ، معنى أخلاقياً إنسانياً ، معنى وطنياً تقدمياً ، بقدر ما تكون الحياة هذه نبيلة تستحقّ العيش منّا والدفاع عنها والتضحية في سبيلها ..
موقف الإنسان في هذه الدنيا من الحياة ، يضعنا رأساً أمام موقف الإنسان من الموت .. فإذا كان الموت حقاً .. وأنّ كلّ نفس ذائقة الموت ، كما قال الله تعالى في كتابه العزيز .. وأنّ الموت قدر الإنسان المطلق منذ الخليقة الأولى وحتى يوم القيامة ، فلماذا إذن لا يتقبل الإنسان ذلك بالرضى والإقرار والتسليم بقضاء الله وقدره ، والإنسان المؤمن المسلم بالذات ؟.. لماذا رعشة الخوف تلك ، وذلك الذعر والوجل أمام الموت وذكر الموت ؟.. لماذا كلّ هذا الانفعال أمام الموت ، وهذا البكاء والنويح وكلّ المظاهر الخارجيّة التعبيريّة عن الحزن ، مع أنّ الحزن الحقيقيّ العميق ، هو الحزن الداخليّ الصامت ، الحزن الذي يسيطر على القلب والنفس والعقل معاً .
أسئلة كثيرة أخرى تراود فكري ، عند ذكر هذا الموضوع ، موضوع الموت ، وذلك من خلال تجربة بسيطة مررت بها وامتحنت بها نفسي ، وليس هنا طبعاً مجال الدخول فيها والحديث عنها ، وإنّما أريد فقط أن أتساءل : ماذا يفكر الإنسان ، بماذا وبمن يفكر إذا وضعته الأقدار وجهاً لوجه أمام الموت أو على شفا حفرة من الموت ؟.. هل يقبل التحدّي ويمرّ بالتجربة ويحافظ على السيطرة على الذات، بقدر ما تسمح له به قوّة الإرادة ؟ ثمّ ، ما هي أسباب هذا الخوف من الموت؟.. أهو من العالم المجهول ، وهو الإنسان المؤمن ؟.. أمّ التعلق بالحياة ، وهو يدرك تهافتها وزوالها ، عاجلاً أو آجلاً ؟.. ولماذا لا نعتبر في هذه اللحظات أنّ الإسراع بما هو محتوم ومقدّر خير من تأجيله وتسويفه ؟.. أسئلة في الحقيقة محيّرة وخطيرة ، والإجابة عنها صعبة وشائكة ، إنّما أريد فقط أن أطرحها دون أن أحاول أن أجيب عنها ولو إجابة سريعة خاطفة ..
في هذا الموضوع بالذات ، قال الأديب المصريّ الراحل يوسف إدريس في إحدى مقابلاته الصحفيّة قبل وفاته ـ وقد كان يعاني طوال فترة زمنيّة مديدة ، من مرض القلب وأمراض أخرى دقيقة وخطيرة ، قال : لقد واجهت الموت مرات عديدة ـ أكثر من اثنتي عشرة مرة ، فلم أجده مخيفاً كما يقال ويشاع .. بل وجدته لطيفاً ، ناعماً ، مهفهفاً ، رفيقاً .. لست أدري لماذا يخاف منه الناس ، كلّ الناس ، فليس الموت بشعاً بهذه الصورة التي يتصوّره بها الإنسان ؟..
وفي هذا المعنى أيضاً وإن اختلف السياق ، أذكر حادثتين مرّ بهما صديقان عزيزان عليّ . الأولى ولنسم صاحبها بالمناضل .. فقد علم بمرضه الخبيث وهو في عزّ الشباب والفتوّة .. فأخبره طبيبه ، تحت إلحاحه ، بأن المتبقي له من حياته فترة زمنيّة تتراوح ما بين الأربع والست سنوات .. فأظهر جرأة وشجاعة نادرتين واعتصم بإرادة حديديّة ، استطاع بها أن يواجه قدره ومصيره .. ماذا يفعل ؟.. هل يندب حظّه ويلعن قدره ، أم يعطي بوعي منه وإدراك وإرادة ، لحياته المتبقية معنى ، ومعنى نضالياً تحديداً ؟.. وهكذا فقد كان اختياره الإسهام في تأسيس منظّمة أيلول الأسود ، وملاحقة الصهيونيّة ومحاربتها على الصعيد العالميّ . فكان من المخطّطين والمنظّمين لعمليات عديدة كبيرة ، أبرزها القضاء على الفريق الرياضي الإسرائيليّ في عملية الأولمبياد المشهورة في زوريخ في مطلع السبعينات .. فقد كان يتنقل ، تحت غطاء مرضه وبحجة متابعة علاجه ، بين العواصم الأوروبيّة وذلك لأغراض تنظيميّة أو عسكريّة أو ماليّة ..
وأن أنسى لا أنسى ردة فعله ، عندما سألته يوماً ، دون انتباه مني ، عن حالته الصحيّة ، فأجاب على الفور : أنا أهمّ من صحتي ، وأنا الأقوى .. فقد ميّز بين الأنا ـ الروح أو الشخصيّة المعنويّة ـ وبين الجسد الماديّ .. فقال : أنا ( أي روحي )، أقوى من صحتي ، أي جسدي .
والحادثة الثانية ولنسم صاحبها بالكاتب المفكر .. وهو أيضاً بطريقته وحسب توجهه ، الفترة الزمنيّة المتبقية له ، بعد إصابته بالمرض ، بالتفكير بتجربته الخاصة وتأملها وتأمل الموقف الإنسانيّ ، من خلال تجربته ، من الموت عموماً .. وقد علمت فيما بعد أنّ آراءه في هذا الموضوع، مسجلة عَبْر أحاديث طويلة : فكريّة وفلسفيّة ودينيّة ، كان يجريها مع طبيبه الخاص في الجامعة الأميركيّة في بيروت .. ولم أنسى أبداً ، عندما قال لي : يا صديقي ، أنّنا قد نتآلف مع الموت .. وأنا قد تآلفت معه .. ولكن الألم المضني والمستمر ، هو الذي لم أستطع معه صبراً ..
وتجربة فقيدتنا الغالية ، وهي تجربة إنسانيّة ، بل وملحمة إنسانيّة ونفسيّة قلّ أن نجد نظيرها إلاّ عند ذوي النفوس الكبيرة ، أقول هذه التجربة ، كنت أراقبها وألاحظها عن قرب وبقدر ما تسمح به الظروف واللياقات وعدم المساس بشعور الآخر وإحساسه .. فكانت تجربة غنيّة ، مليئة بالتوترات الإنسانيّة والعمق الإنسانيّ .. وهي إن دلت على شيء ، فإنّما تدل على ما تتمتّع به فقيدتنا من الجرأة والإقدام وقوّة الإرادة والتصميم ، ورفض الاستسلام مهما كان الثمن ..
في بادئ الأمر ، عندما شكّت بنوع مرضها وبخبثه ، وكان شكّها صائباً وصحيحاً ، كانت تريد وتطلب من طبيبها بإلحاح أن يزيل هذا الشكّ باليقين ، وأن يخبرها ، هو نفسه وبوضوح ، عن طبيعة مرضها وحقيقته ، حتى تساعده في إيجاد العلاج المناسب له ..
لم تفارقها إرادة الحياة ، وإرادة العيش حتى آخر لحظة من لحظات حياتها .. كانت تأمل ، ولم ينقطع أملها أبداً .. وهذا التفاؤل كان يبدو عليها في المظهر وفي السلوك ، ويقوم على اساس من الثقة بالنفس وقوّة الإرادة وصلابتها ..
" اريد أن أعيش ـ هذه تعبيراتها ، لاحظوا كلمة أريد ـ أريد أن أعيش ، أريد أن أعيش.. حتى أستطيع أن أتابع تحمل مسؤولياتي الكبيرة .. هكذا كانت تصرخ ، وتصرخ في وجه طبيبها الهادئ الواثق الرصين .. كانت تقول له مرددة : اجعلني أعيش عشر سنوات أخرى فقط ، وبعدها الفناء .. يجب عليك أن تجعلني أعيش العشر سنوات .. لماذا هذه العشر سنوات ؟.. ذلك ، كما كانت تقول لزوجها ، حتى يُنهي أولادها تعليمهم ، وتستطيع هي أن تقوم بواجبها تجاههم ومن ثمّ يتزوجون في الفترة المتبقية من حياتها فتطمئن عليهم .. وقد كانت بتقديرها ، رحمها الله ، فترة العشر سنوات هذه كافية ..
فالحياة برمتها أصبحت بناظريها وبوعيها وضميرها وإدراكها ، تتلخص في أولادها وزوجها وبيتها . فإن كانت تخاف ، فليس من الموت برأيي ، وإنّما كانت تخاف على انهيار هذا البناء العائليّ الحصين ، كانت تخاف على أهل بيتها .. فأولادها وزوجها لا يزالون ، عاطفياً وإنسانياً ونفسياً ، بحاجة ماسة إليها ..
أقول ، كانت متفائلة إلى أبعد حدود التفاؤل حتى اللحظات الأخيرة . وكانت تستغرب أشدّ الاستغراب نظرات الآخرين إليها ، نظرات فيها كثير من الدهشة والشفقة والمواساة ، كما كانت تقول لزوجها ..
وإنّني لا أزال أذكر ، وسوف أذكر كيف كانت تتحدّث ، في لقاء عائليّ أخير ، قبل شهرين أو ثلاثة أشهر من وفاتها وبعد خروجها من إجراء عملية صعبة ومنهكة ، أقول ، كيف كانت تتحدّث وتتحدّث وتتحدّث عن المستقبل ، وتخطّط له كأنّها سوف تعيش أبداً .. فقد قالت لي مرة ، في لقائي الأخير معها في بيتها : أبا عمران ، قال لي الطبيب هناك إمكانيّة .. لا يزال هناك احتمال في أن أتغلب على المرض . شو رأيك ، بتغلب عليه ؟.. لا ، لا ، سوف أتغلب عليه ، إن شاء الله . كانت تقول ذلك بكلّ ثقة واطمئنان ..
ولكن ، للأسف ، كان رأي الطبيب ، منذ الابتداء ، مخالفاً تماماً لذلك ، كان رأيه أنّ فقيدتنا وزوجها يخوضان معركة خاسرة منذ البداية .. فقد قال الطبيب لزوجها مرة : إنّ زوجتك تناضل نضالاً مريراَ وقاسياً .. وأنت أيضاً تناضل نضالاً قوياً ومستميتاً .. ولكن يؤسفني أن أسرّ إليك بأنّ معركتكما هي معركة ميؤوس منها سلفاً ..
تغمّد الله فقيدتنا برحمته الواسعة ، وأسكنها فسيح جناته وألهم زوجها وأولادها وأصدقاءها ـ وهم كُثُر ـ الصبر والسلوان .
والسلام عليكم ورحمة الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) الكلمة التأبينيّة التي ألقاها الدكتور مصطفى دندشلي في حسينيّة جويّا ، صباح الأحد الواقع فيه 27 تشرين الأول 1991، بمناسبة ذكرى أسبوع وفاة الفقيدة ، فاطمة السيّد أيوب خليل ، زوجة مصطفى محمود دندشلي، التي توفاها الله مساء يوم الجمعة 18 تشرين الأول ودفنت ظهر اليوم التالي ، السبت في مقبرة جويّا .