النهار - تفجير الكنائس
الأربعاء 3-11-2010
تفجير الكنائس
في مراجعة بسيطة وسريعة للأرشيف يتبين ان التفجيرات والاعتداءات التي طالت كنائس، في العراق او في دول اخرى، كثيرة ولا ترتبط بحدث السينودس الخاص بالشرق الاوسط الذي عقد الشهر الماضي في الفاتيكان.
صحيح ان انعقاد الاجتماع في ذاته أزعج متطرفين لدى اليهود والمسلمين، لكن وقْعه لم يكن بهذا السوء على العالم الاسلامي، بل على العكس، فقد اشاد به كثيرون، ومن خلال هذه الصفحة بالذات.
لكن الواقع ابعد بكثير مما ذهب اليه اهل السينودس في روما، الذين وان حمّلوا الاصوليين مسؤولية هجرة المسيحيين وتناقصهم في هذا الشرق، الا انهم يعلمون تماماً ان اي خطاب اكثر اعتدالاً ما كان ليبدل في الامر شيئاً، فالتكفير بين ابناء المذاهب الاسلامية جار على قدم وساق، والفتنة في ما بينهم على قاب قوسين، فكيف الحال مع المسيحيين، خصوصاً في ظل نزعة عالمية الى إذكاء هذا الصراع، القادر وحده على مزيد من التفتيت والتشتيت والسيطرة على كل المقومات والثروات، ومصادرة القرار؟
ان الاعتداء على كنائس في دول متفلتة امنياً، او خاضعة لسيطرة اصوليات تختلف تلاوينها من بلد الى آخر، يشبه الى حد بعيد تفجير المساجد والحسينيات في العراق، في ما يؤكد الرغبة الدائمة او المخطط المستمر منذ زمن لتقسيم المنطقة وتحويلها دويلات مذهبية، متناحرة بالتأكيد.
السينودس مدعو اليوم اكثر من اي وقت مضى، الى دعم الحوار والانفتاح، والى تعزيز التفاعل مع المسلمين، والأهم الى دعم سيادة الدول والحكومات، لان حماية المسيحيين والمسلمين معاً لا يمكن ان تتم الا في رعاية دول قادرة وقوية وديموقراطية.
غسان حجار