كلمة المناضل - عدد - مهمات تاريخية أمام المؤتمر القطري الثالث للحزب في اليمن
كلمة المناضل العدد 314 أيار ـ حزيران 2002
مهمات تاريخية أمام المؤتمر القطري الثالث للحزب في اليمن
الدكتور فواز الصياغ
رئيس هيئة التحرير
تشكل المؤتمرات الحزبية القومية منها والقطرية محطات نضالية بارزة و مهمة في حياة حزبنا العظيم – حزب البعث العربي الاشتراكي يتوقف عندها الحزب وأعضاؤه لمراجعة مسيرة النضال واستعراض ماتم إنجازه في مرحلة ما بين المؤتمرين وتطبيق قرارات مؤتمراته السابقة ومدى ما تحقق من نجاحات فيما تحتاجه الحياة ومسيرتها وتطابق تلك القرارات التي صدرت عن المؤتمر ومدى تعبيرها عن احتياجات الحزب وجماهيره .
كما يستعرض الرفاق في هذه المؤتمرات فعالية السياسيات التي انتهجتها القيادة في مرحلة ما بين المؤتمرين والمهمات التي لم يتم إنجازها بشكل كامل ودراستها ووضع الحلول والتصورات والسياسات التي يجب اتباعها في المرحلة القادمة .
والمؤتمرات الحزبية فرصة لتفاعل آراء الرفاق ، والتعرف جيداً على حياة الحزب بمختلف جوانبها الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والداخلية ، وعندما يكون تنظيم الحزب واسعاً ومنظماته منتشرة في مناطق شاسعة من القطر والوطن العربي بشكل عام يصبح المؤتمر فرصة ثمينة للرفاق المشاركين فيه للتعرف على الأعضاء الممثلين لمنظمات الحزب المختلفة بشكل أفضل ومعايشتهم خلال فترة المؤتمر مهما كانت المدة الزمنية التي يستغرقها عقد المؤتمر ، وتكون لهم فرصة لزيادة اللحمة بينهم والتباحث والنقاش وتبادل الأفكار والتجارب الحزبية وغيرها في حياتهم الحزبية اليومية، وربما تمر فترة زمنية ليست قصيرة كي يلتقي الرفاق مرة أخرى خاصة عند تباعد الشقة بين بلدان القطر الواحد ، أو بين الأقطار العربية ومنظمات الحزب القومية خارج الوطن .
وقد انعقد المؤتمر القطري الثالث لحزب البعث العربي الاشتراكي في القطر اليمني ، وهو المؤتمر الذي جرى التحضير له خلال عام ونيف من مسيرة الانتخابات الحزبية القاعدية في الفرق والشعب والفروع الحزبية وصولاً إلى يوم الثاني عشر من حزيران يوم افتتحت الجلسة الأولى للمؤتمر الذي حضره وفد من القيادة القومية برئاسة الرفيق الأمين العام المساعد ، وحضر الافتتاح كذلك رؤساء الأحزاب اليمنية ورئيس مجلس الشعب اليمني وممثلون عن المنظمات الجماهيرية والشعبية وفعاليات ثقافية واجتماعية وعدد من السفراء المعتمدين في اليمن الشقيقة .
ارتدت صنعاء يوم الافتتاح المؤتمر حلة من اللافتات والشعارات التي تمثل البعث وأهدافه العظيمة ، شعارات فكرية تعبر عن عقيدة البعث العربي الاشتراكي الوحدوية ، والقومية ، والعروبية ، والاشتراكية وشعارات سياسية ، تمثل مواقف البعث وسياساته القطرية والقومية ، العربية والدولية .
انعقد المؤتمر وحضره مئتان وثمانية وثمانون عضواً أصيلاً ، يمثلون آلاف البعثيين في اليمن تحت شعار " ترسيخ الوحدة والديمقراطية ، وتحقيق الإصلاح الشامل لمواجهة تحديات الحاضر واستعادة حقوق الأمة العربية وانتصار أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية " .
إن تجربة الحزب في اليمن ثرة وغنية وتشكل رافداً مهماً من روافد النضال القومي الوحدوي التحرري خلال السنوات الخمسين الماضية من عمر الحزب في هذا القطر الذي عانى من حكم الإمامه المتخلف المتسلط قبل قيام ثورة عام 1962 ، وعانى كذلك ردحاً مهماً من الزمن من الاحتلال البريطاني لجنوبه ، والتجزئة لشطريه الشمالي والجنوبي ، وها هو اليوم على أبواب قرن جديد يحتاج فيه إلى جهود كل الوطنيين والمخلصين لإعادة بنائه ، وترسيخ وحدته ، وتقدم مجتمعه الذي لا يزال يعاني من مشكلات التعصب والتخلف وبعض التقاليد القبلية التي تعوق التحديث والتقدم ، ويساهم البعث العربي الاشتراكي جماهيرياً ورسمياً بما أتيح له من فرص للنهوض بالمهمات الوطنية والقومية التي تتوافق مع نظريته القومية الاشتراكية ، ويساهم في إعادة بناء اليمن على أسس عصرية حديثة ، وسيكون المؤتمر القطري الثالث فرصة غنية ومهمة لمناضلي الحزب لوضع السياسات التي تناسب ذلك ، وفرصة ثمينة لهم كي يجددوا حيويتهم ويصعدوا نضالهم من أجل إنجاز المهمات التاريخية التي نذروا أنفسهم للقيام بها لبناء المجتمع العربي الاشتراكي الموحد .