الجزيرة - غياب تعريف للإرهاب ومسؤولية الغرب-رفيصل القاسم
الأحد 22/7/1426 هـ - الموافق 28/8/2005 م (آخر تحديث) الساعة 8:41 (مكة المكرمة)، 5:41 (غرينتش)
- غياب تعريف للإرهاب ومسؤولية الغرب
- اتهام أميركا بالإرهاب
- توصيف أفعال أميركا بالعراق
- المقاومة بفلسطين والعراق ووصفها بالإرهاب
- عمليات القاعدة ووصفها بالإرهاب
فيصل القاسم: تحية طيبة مشاهدي الكرام، يقول أحد الباحثين في العلاقات الدولية قلما استعملت كلمة أو سييء استخدامها أو استخدمت على نحو تعسفي أكثر من كلمة إرهاب، لماذا ترفض أميركا وهي أكبر المتلاعبين بمصطلح الإرهاب أن تعرّف هذا المفهوم؟ يتساءل أحدهم أليس لأنها أكبر وأخطر إرهابي في التاريخ؟ يقول ناعوم تشومسكي ألا تسير الإدارة الأميركية على خطى النازيين الذين كانوا يلصقون تهمة الإرهاب بكل من قاومهم؟ يتساءل آخر هل كان محرر أميركا جورج واشنطن الذي ناضل ضد الاستعمار البريطاني إرهابيا حقيرا سافلا منحطا؟ يتساءل أحد الكتاب. من هو الإرهابي؟ الإنسان الذي يدافع عن بيته أم اللص الذي اقتحم البيت وروّع أهله ونهب ممتلكاته كما فعل الأميركان في العراق؟ يضيف آخر. ألا تدافع حتى العصافير عن أعشاشها؟ إلى متى يحصرون تعريف الإرهاب بالأعمال البسيطة التي تقوم بها بعض الجماعات الإسلامية والعربية؟ أيهما أبشع الإرهاب بالطائرات والصواريخ والدبابات والجيوش الجرارة أم بمفرقعات أو قنابل بدائية أم أنهم استضعفوك فوصفوك؟ ألا يتهرب الغرب من تعريف الإرهاب لأنه يمارس أبشع أنواعه؟ لكن في المقابل هل تدخل الأعمال التي تمارسها بعض الجماعات العربية والإسلامي كالقاعدة وأخواتها في إطار المقاومة أم أنها الإرهاب بعينه؟ من الذي بدأ بتفجير الحافلات وقنبلة الأجساد البشرية وترويع المدنيين أليست الجماعات الإسلامية والعربية؟ هل تلك الأعمال بحاجة لتعريف؟ أليس من الظلم اعتبار أميركا الدولة الإرهابية الأولى في العالم؟ ألم تمارس الإمبراطوريات السابقة إرهابا عز نظيره؟ لماذا يزين المسلمون إرهابهم للدول الأخرى بتسميته غزوات وفتوحات؟ أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة هنا في الأستوديو على الكاتب والأستاذ الجامعي الدكتور إبراهيم علوش وعبر الأقمار الصناعية من واشنطن على ستيفن إمرسون الخبير الدولي في شؤون الإرهاب نبدأ النقاش بعد الفاصل.
[فاصل إعلاني]
غياب تعريف للإرهاب ومسؤولية الغرب
فيصل القاسم: أهلا بكم مرة أخرى مشاهدي الكرام نحن معكم على الهواء مباشرة في برنامج الاتجاه المعاكس بإمكانكم التصويت على موضوع هذه الحلقة عبر موقع الجزيرة نت هل تعتقد أن الغرب يتهرب من تعريف الإرهاب لأنه يمارس أحد أشكاله أو بعض أشكاله؟ 91.9 نعم يتهرب لأنه يمارس بعض أشكاله 8.1 فقط يقول لا، إبراهيم علوش هذه النتيجة أوجهها إليك يعني ألا تعتقد أن هؤلاء المصوتين يعني يبالغون في الإساءة أو يعني إلى الغرب يعني هل فعلا الغرب إرهابي إلى هذا الشكل يعني؟
إبراهيم علوش: لا أعتقد ذلك يا عزيزي في الواقع توجد أثنى عشرة اتفاقية دولية حول الإرهاب ولا يوجد تعريف دولي موحد للإرهاب والسبب هو رغبة أميركا باستثناء جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية تقوم بها هي تريد أن تستثنيها من تعريف الإرهاب وأن تجعل كل مقاومة مشروعة إرهابا، على سبيل المثال عام 1987 صوّتت أميركا في الأمم المتحدة هي والكيان الصهيوني ضد قرار يدين الإرهاب بسبب ذلك القرار احتوى بند يقول لا شيء في هذا القرار يمكن أن يفسّر ضد حق الشعوب الواقعة تحت النظم الاستعمارية والعنصرية والاحتلال الأجنبي، في الواقع أخي فيصل يوجد تعريف أميركي للإرهاب وهو التعريف الذي وضعته وزارة الخارجية الأميركية والذي تعمل به الأجهزة الأميركية الأمنية التي يعمل معها ستيفن إمرسون وهو (US Code 22) البند 22 من القانون الأساسي (Section) 2656 هذا التعريف يقول الإرهاب هو عنف موجه سياسيا من قبل جماعات شبه قومية أو عملاء سريين ضد أهداف غير محاربة والمقصود بتعريف أهداف غير محاربة وجدته في موقع الوكالة اليهودية في قسم التثقيف اليهودي الصهيوني يقولون الإرهاب هو استهداف المدنيين أو العسكريين في ظروف غير عسكرية، بمعنى أن تعريف الإرهاب الأميركي هو كل ما يتم خارج الحروب التي تمارسها هي والكيان الصهيوني، فالمشكلة ليست عدم وجود تعريف المشكلة في التعريف الأميركي للإرهاب الذي يمارس نوعا من الفوضى الخلاقة لإثارة الغبار حول الجرائم الأميركية والصهيونية حول العالم، لذلك أن أؤكد أن التصويت هذا على المسار الصحيح برأيي.
فيصل القاسم: طيب سيد إمرسون في واشنطن أوجه لك نفس السؤال لدينا تصويت هل تعتقد أن الغرب يتهرب من تعريف الإرهاب لأنه يمارس أحد أشكاله 91.9 يقول نعم 8.1 يقول لا ومما يؤكد هذا الكلام يعني يقول المفكر الأميركي الشهير ناعوم تشومسكي إن الولايات المتحدة قلعة الإرهاب العالمي والدولة الإرهابية الأولى في العالم بدون منازع وإنها تقف على رأس الدول الإرهابية ويضيف إن الولايات المتحدة تعتبر أكبر دولة إرهابية وليس ذلك بغير أدلة ويعدد الجرائم الأميركية التي تندرج برأيه تحت قائمة الإرهاب، كيف ترد على هؤلاء؟
ستيفن إمرسون- خبير دولي في شؤون الإرهاب: من الصعب الرد على كل هذه الاتهامات الصارخة التي قدمتها أنت والدكتور علوش لكن الحقيقة تبقى أن الحكومة الأميركية كانت تدفع في الأمم المتحدة من أجل قرار يتضمن تنديد بكل أنواع الإرهاب ولا يعطي أية استثناءات لما أرادته الجامعة العربية والدول العربية للسماح بالإرهاب العربي أو الإرهاب الفلسطيني ضد اليهود وضد الأميركيين، أنا أعتقد أن بعض الكتابات التي كتبها الدكتور علوش يقول إنه لا يوجد شيء اسمه عمليات انتحارية فبإمكان الفلسطينيين أن يقتلوا ما شاؤوا من اليهود وأيضا الولايات المتحدة يقول هي التي تنخرط في عمل الإرهاب وليس من حق إسرائيل أن تبقى في الوجود وأيضا يصفها يشبهها بما حدث في المحرقة وما إلى ذلك، من الصعب أننا أن نقول هنا إن الإرهاب له تعريف واحد معياري يتعلق أو يتضمن أي شيء موجه ضد المدنيين أو غير المحاربين ولأسباب سياسية وانتهى الموضوع عند هذا الحد، الحقيقة هي وأن قبل أسبوع من الآن رئيس وزراء إسرائيل السيد شارون ندد بعمل إرهابي عندما قام يهودي بقتل أربعة من الفلسطينيين واعترف بذلك على إنه إرهاب، في الولايات المتحدة نحن نندد بما قام به تيموثي مكفاي، أنا أرى مشكلة في أن ما يقوله الدكتور إبراهيم علوش وسؤالك في الحلقة ومقدمتكم من أن الولايات المتحدة هي التي تقوم بالاستثناءات وهي التي تمارس ازدواجية في المعايير وترفض تعريفا واحدا معياريا للإرهاب.
فيصل القاسم: كلام يعني دكتور إبراهيم علوش يعني كلام في غاية المنطق؟
إبراهيم علوش: كيف في غاية المنطق؟
فيصل القاسم: الرجل يتحدث بمنطق.
اتهام أميركا بالإرهاب
إبراهيم علوش: أسمح لي يا عزيزي، أولا هناك وقائع على الأرض في 12 آب قبل أسبوعين أمام جامع ابن جوزيه في الرمادي قام الجنود الأميركيون بإطلاق النار على المصلين الخارجين من الجامع، هناك يوميا جرائم ترتكبها الولايات المتحدة على الأرض ضد كل شعوب العالم وهذا الأستاذ اللي جالس يتهمني اتهامات فلأعرف المشاهدين من هو، هذا أكبر إرهابي على مستوى الفكر، كتب كتاب في الجهاد سماه هكذا وكل من ورد أسمه في هذا الكتاب تم اعتقاله أو تم التحقيق معه في الولايات المتحدة أو خارجها، هناك أصدقاء تم تدمير حياتهم المهنية بسبب الإرهاب الفكري الذي يمارسه ستيفن إمرسون والآن يوجه الاتهامات قائلا أن يعني الولايات المتحدة لا تعمل بمعايير مزدوجة، فليسمح لي أن أسأله بالوقائع عام 1986 أصدرت محكمة العدل الدولية تنديد بالأعمال التي قامت بها أميركا ضد نيكاراغوا وصفتها بأنها أعمال إرهابية وطالبت أميركا بدفع تعويضات ولكن أميركا ردت بأن القانون الدولي لا ينطبق علينا بل القانون الأميركي وكذلك التصويت عام 1987 ضد القرار الذي يدين الإرهاب من قبل أميركا والكيان الصهيوني، دعوني أقول لكم ماذا يحدث، منذ بدأت الأمم المتحدة ومجلس الأمن يتحولان إلى مطبعة للقرارات الأميركية أصبحت أميركا أكثر رغبة بفرض القانون الدولي على الجميع لأنه يتبنى القانون الأميركي المنحاز أصلا، فالمشكلة بالأساس هي أن الولايات المتحدة ترتكب جرائم وتريد أن تجرّم المقاومة المشروعة، أولا أنا قلت أن من حق الفلسطينيين أن يقوموا بالعمليات الاستشهادية ليحرروا أرضهم وكل من احتل أرض غيره يجب عليه أن يتوقع مقاومة وهذه المقاومة مشروعة ولا تسمى إرهابا بل ما يمارسه إمرسون هو الإرهاب.
فيصل القاسم: طيب سيد إمرسون سمعت هذا الكلام ويعني لا أريد أن أتدخل، أريد فقط أن أقرأ الأسئلة التي وردت من بعض المشاهدين يعني هل يعقل مثلا أن تسمي بعض العمليات البسيطة التي تقوم بها بعض الجماعات العربية والإسلامية بأسلحة بسيطة وبدائية إرهابا بينما كيف تسمي العمل الذي قامت فيه أميركا في العراق حيث صبت آلاف الأطنان من القنابل والمواد السامة فوق رؤوس العراق، دمرت بلدا، قتلت الناس بمئات الآلاف، أعادت البلد إلى القرون الوسطى تحت أي بند يدخل هذا تحت الإرهاب أم ماذا برأيك أم مثلا النزهة السياحية؟
ستيفن إمرسون: بالتأكيد ليس إرهابا، الإرهاب هو استخدام العنف ضد المدنيين وغير المحاربين لأسباب سياسية انتهى الأمر عند هذا الحد، لا يوجد تعريف معياري هنا أو لو أن الولايات المتحدة استهدفت مدنيين بشكل متعمد ستكون فعلا مدانة بالإرهاب ولكنها توجه عملها أو أعمال العنف ضد المتمردين وضد الإرهابيين، مدنيين أبرياء قتلوا لكن لم يكن قد استهدفوا بشكل متعمد، في الولايات المتحدة تمت محاكمة جندي أميركي لأنه استهدف مدنيين لنظهر أن هناك مساءلة ولكن عندما يكون هناك استهداف المدنيين بشكل متعمد من قبل صدام حسين أو من حماس أو الجهاد الإسلامي أو التنظيم أو فتح أو من جبهة الإنقاذ الإسلامية، الإخوان المسلمين وجماعاتهم، الجماعة الإسلامية، هؤلاء استهدفوا مدنيين بشكل متعمد، هذا هو التعريف الذي نستخدمه لا نستخدم معايير مزدوجة، الحقيقة أنا أقدر قراءة الدكتور علوش لكتابي وأنا سعيد أنه قرأه وأنا مرتاح لأنه إذا قد اشتراه ودفع ثمنه والحقيقة أن الكتاب قد تقصى أو حقق في أمر الجماعات الإسلامية الراديكالية وامتدح الجماعات المعتدلة والأفراد المعتدلين الذين وقفوا ضد الإرهاب الإسلامي، أعتقد أن سبب وجود هذا الإرهاب الإسلامي هو وراء الكثير من المشكلات، الإرهاب الإسلامي، العمليات الانتحارية هي أعمال إرهابية، النازيون قتلوا الملايين من اليهود وكان الغرض من ذلك إبادتهم من أوروبا ولو أنه أعترف بذلك ستكون هناك أسس لحوار أو مناقشة ولكن في غياب مثل هذا الاعتراف لا يوجد هناك أي أساس لنقاش هنا، لأنني لن أتجاوز على حقائق التاريخ، هو يعتقد أنني إرهابي أنا أسف أقول لكم أنا لست إرهابيا ولا أتهم الآخرين بأنهم كذلك ما لم يرتكبوا بأعمال العنف ضد غير المحاربين.
فيصل القاسم: إبراهيم علوش سمعت هذا الكلام يعني لماذا اللف والدوران بس دقيقة الرجل يقول بلغة إنجليزية واضحة يعني للجميع، قال أنه بالعكس تماما هناك تعريف للإرهاب، يجب أن لا ندخل الأعمال التي قامت بها أميركا في العراق أو أي مكان آخر تحت بند الإرهاب.. الإرهاب هو الذي تقوم به الجماعات العربية والإسلامية ضد المدنيين ولو أميركا قامت بقتل بعض المدنيين في العراق فكان ذلك خطأ ولم يكن مقصودا وحوكم الذين قاموا به كيف ترد؟
إبراهيم علوش: عزيزي أولا هذا التعريف مخبول للإرهاب وهو يعني يجانب الحقيقة، إذا كان مقياس الإرهاب هو استهداف المدنيين بشكل مقصود وهذا هو المقياس الذي استخدمه خارج سياق الأعمال الحربية كما قال وهو التعريف الصهيوني وستيفن إمرسون لمن لا يعلم هو صهيوني وهو من المحافظين الجدد بالمناسبة وهو يمارس نوع من الحملة (كلمة بلغة أجنبية) يعني ضد كل مؤيد للمقاومة..
فيصل القاسم [مقاطعاً]: ملاحقة الساحرات يعني أو سيد الساحرات..
إبراهيم علوش [متابعاً]: نعم حتى يعني هو معني بالإعلام المقاوم ويعمل على المنار بالتحديد وقد أشار إلى الجزيرة في أكثر من مقالة حيثما تم الحديث عن مقاومة، المهم دعني أسأله نغازاكي وهيروشيما ألم تكن استهداف مقصودا للمدنيين؟ قصف دروسدم في ألمانيا ألم يكن استهدافا مقصودا للمدنيين؟ ماذا نسمي السيارة التي وضعتها الـ(C.I.A) عام 1985 أمام مسجد الإمام رضا في بيروت والذي والتي ذهب ضحيتها خمسة وثمانين شهيد معظمهم من النساء والأطفال ألم يكن ذلك استهدافا مقصودا للمدنيين ورشح في الإعلام الأميركي بعدها أن الـ(C.I.A) كانت متورطة في الحادث الأميركي وليس الإسلامي أو اليسار وعندهم لعبة الأميركان بيعملوها دائما وهذه اللعبة هي أن يبحثوا عن كبش محرقة كي يحملوه وزر ما حدث، مثلا بعدما حدثت جرائم أبو غريب أتوا بشخص أو شخصين وحملوهم مسؤولية ما حدث في أبو غريب باعتبار النظام الأميركي عادل ويستهدف تحقيق العدالة، هو قال جملة مهمة جدا لنظهر أن هناك مساءلة هذا التعبير الذي استخدمه، فعلا هذه المحاكمات تهدف لإظهار وجود مساءلة، هذا لا يعني أن هناك مساءلة فعلا لأن السياسة الأميركية في العراق بالذات كانت سياسة استهداف المدنيين بشكل مقصود وفي أفغانستان ودعني أعطي مثلين سريعين جدا؛ هنا الحصار الأميركي على العراق ألم يكن استهدافا مقصودا للمدنيين؟ ألم يؤدي إلى قتل مليوني عراقي؟ القصف الذي مورس على المدنيين في أفغانستان وحتى في يوغسلافيا ألم يكن استهدافا مقصودا للمدنيين ثم بعد ذلك يأتي ويقول ليس لدينا استهداف مقصود للمدنيين؟ أعتقد أن المرء يجب أن يكون مخبولا أو لا يعرف شيء عن هذا العالم كي يصدق ما يتحدث به ستيفن إمرسون، أما أن يطلب منا أن نوافق على أساطير المخرقة اليهودية كي تكون هناك أسس للحوار فدعني أقول له ولأمثاله أنت تحلم، المخرقة تستخدم بغرض تبرير السياسات الصهيونية وتبرير حق دولة العدو بالوجود وبالتالي هناك دلائل ودراسات علمية تثبت كذب المخرقة وبالمناسبة دعني أوضح له أنه لا يتحدث مع حاكم عربي أو مثقف مطبّع، هناك الكثيرون في الشارع العربي لا يخافون منه ومن أمثاله ومن لوائح الإرهاب التي يضعها ستيفن إمرسون وعليه أن يعرف جيدا بأن موقفنا هو دعم المقاومة المشروعة وعلى رأسها العمليات الاستشهادية في العراق وفي فلسطين وحيثما وجد احتلال.
فيصل القاسم: طيب سيد إمرسون يعني جميل أن تقول أنت تفرّق بين الأعمال الإرهابية كما تسميها وبين ما قامت به الولايات المتحدة في هذا البلد أو ذاك لكن كيف ترد على إبن بلدك يعني المفكر الأميركي الكبير ناعوم تشومسكي حيث يعدد قائمة الجرائم الأميركية ضد الإنسانية في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية وأميركا الوسطى ودورها في إجهاض طموحات الشعوب في التحرر والاستقلال والعيش في أمان ومسؤوليات الإدارات الأميركية في انتشار الفقر والجوع والتخلف في البلدان، يقول لك لقد قامت الولايات المتحدة خلال الخمسين سنة الأخيرة باللجوء إلى العنف واستخدام القوى العسكرية في جميع أنحاء العالم تقريبا إلى ما هنالك من هذا الكلام ماذا تقول له يعني؟
ستيفن إمرسون: أولا أنت اخترت شخص مثل السيد تشومسكي الذي لا يتبع أحد، اخترت واحد من بين مائتين وثمانين مليون أميركي لتقول أنه يحكي الحقيقة وكأنه الأب المؤسس للولايات المتحدة، أنا أسف أنت لست دقيقا من حيث الدقة العلمية، من حيث ما يمثله الرأي العام الأميركي أو الفكر السياسي الأميركي أو المجرى الرئيسي للتيار الفكري في الولايات المتحدة، الذين لا يهاجمون الولايات المتحدة باعتبارها نظاما إرهابيا ربما ينتقدوها لما انخرطت به في العراق ولكنك اخترت النموذج الذي لا يريد لأميركا أن تتمدد خارج حدودها وليس لأنها تدافع عن الديمقراطية خارج حدودها وما وراء البحار، رغم أن الدكتور علوش يقول أنه ضد الإرهاب وضد الإرهاب الذي ارتكبته الولايات المتحدة من الواضح أن لديه معيارا أو تعريفا عندما يقول أن مدنيين أبرياء قتلوا، إذا لماذا لا يطبق نفس المعيار على صدام حسين الذي كان مسؤول عن مقتل مئات الآلاف من العراقيين أكثر من مسؤولية الأميركان؟ لماذا لا يظهر غضبه ضد الرئيس السوري حافظ الأسد عندما قتل الآلاف في حما في عام 1982 أو ضد ياسر عرفات الذي قتل الآلاف من الناس بما فيهم الكثير من اليهود والإسرائيليين وأيضا من المعتدلين الفلسطينيين الذين قتلوا أثناء الانتفاضة لاتهامهم بكونهم متعاونين ولكنهم كانوا حقيقة أبرياء، إذاً لا يوجد هناك قضية أكبر من تهديد إرهاب للعالم لدرجة أن الدكتور علوش يؤمن بأن الجزيرة تسير مع أو تساير مع القول بأن الولايات المتحدة ترتكب أعمالا إرهابية، أعتقد أن هذا أمر مخزٍ لأي شخص لديه معايير حساسة وينطلق من منطلقات أخلاقية، أنا ليست لدي معايير مزدوجة، لو قام أميركيون أو يهود بأعمال إرهابية سأندد بها كما حصل مع إرهابيين يهود قبل أسبوعين ومن جهة أخرى لا أرى الدكتور علوش وهو يندد بأي عمليات إرهابية إسلامية أو من قبل صدام حسين رجل العراق القوي أو أي الجماعات الإسلامية المتطرفة ولا حتى أراه يندد بالنازية، في الحقيقة هذا أمر في غاية الغرابة لأنني رأيت الكثير من التصويرات لإسرائيل باعتبارها دولة نازية يبدو أنه يتوحد في مواقفه مع النازيين، هل هو يفعل ذلك هل يعتقد أن قضيتهم كانت عادلة وأنهم لم يرتكبوا أعمال إبادة جماعية هذا هو السؤال الذي أوجهه إليه؟
فيصل القاسم: طيب تفضل.
إبراهيم علوش: دعني أبدأ من النهاية يا أخي فيصل هناك الكثير من الأضاليل التي يتم ترويجها هنا، أولا الذي يتوحد مع النازية هو الحكومة الأميركية والحكومات الغربية هذه الأيام وليس نحن..
فيصل القاسم: كيف يا أخي هذا اتهام كبير كيف؟
إبراهيم علوش: النازية خرجت خارج حدودها وجاءت باجتياح أراضي الآخرين تحت ذرائع شتى وكانت النازية تقمع الآخرين وكانت تستخدم آلة إعلامية، النازية هي ما تفعله الحركة الصهيونية التي ينتمي إليها ستيفن إمرسون وما تفعله حكومة الولايات المتحدة الأميركية، نحن لا ندافع عن النازية ولكن النازية أصبحت شيء من الماضي، النازية الجديدة اليوم ترتدي عباءة ليبرالية جديدة، النازية الجديدة هي ما يشهده العالم اليوم من سياسة إمبريالية وصهيونية على صعيد كوني، على صعيد معولم، هذه النقطة الأولى تهمة النازية مردودة عليه وإليه..
توصيف أفعال أميركا بالعراق
فيصل القاسم: جميل طيب بس هناك نقطة يعني أنت طرحت موضوع العراق كيف يعني كيف تصف الذي يحدث في العراق على أيدي أميركا هل هو قال لك ليس إرهابا؟
إبراهيم علوش: يا عزيزي الوقائع حاضرة أمامنا اليوم، اليوم حدثت عمليات في بعقوبة عندما جاءت قوة التدخل السريع التي تعمل مع الأميركيين قام الأميركيون بقتل أفراد قوة التدخل السريع يعني قتلوا جماعتهم من كثرة الذعر وقد تم هذا القتل بشكل عشوائي لجماعتهم ولك أن تتخيل ماذا يحدث يوميا من عمليات قتل يقوم بها الأميركيون، تفجير النزاعات الطائفية في العراق وأنا لا أشك لحظة أن الأصابع الأميركية والصهيونية تعبث على التوترات الداخلية والعرقية والطائفية في العراق وهذا لا يعني بالطبع أعمال المقاومة وهذه النقطة بالنسبة للمتعاونين أنا أقول لإمرسون وأقول لكل متعاون كل من تسول له نفسه التعاون مع محتل سواء أن كان فلسطينيا أم عراقيا أم غير ذلك فهو إلى مذبلة التاريخ، نحن لا نأسف عليه وبالمناسبة أذكره إن كان لا يعرف في الثورة الأميركية ضد بريطانيا في حرب الاستقلال (The war of independence) كان من صلاحيات كل ضابط أميركي أن يحاكم ويعدم كل مشبوه خلال ساعة، عندما تكون الأمم في حالة حرب ونحن كأمة عربية في حالة حرب والقواعد الأميركية منتشرة من قطر والبحرين إلى المغرب العربي ليس فقط فلسطين والعراق.. الأمة بأسرها في حالة حرب، عندما تكون الأمة في حالة حرب فمن حق الأمة أن تدافع عن نفسها، أما المتعاونين كل متعاون مع العدو كل من ييسر للعدو أمره فلسنا مسؤولين عنه فقد اختار أن يخون الأمة فلا يُدَافَع عنه بأي شكل من الأشكال، أخيرا أود أن أقول ملحوظة سريعة بالنسبة للسيد إمرسون يعني هو يعطي نفسه الحق أن يتدخل في الشؤون الداخلية العربية ماشي، هو يعطي مثلما تفعل أميركا يعطي نفسه الحق أن يتدخل في الصراعات الداخلية العربية وأنا أقول له اتركونا لشأننا ونحن نعرف كيف نأخذ موقفا، لسنا بحاجة لإمرسون أو للولايات المتحدة كي تعلمنا أو يعلمنا كيف نأخذ موقفا من القمع.
فيصل القاسم: جميل جدا سيد إمرسون قلت قبل قليل إننا باستشهادنا بناعوم تشومسكي لم نكن دقيقين وهو لا يمثل الرأي العام الأميركي ولا يمثل الأميركيين ولنتفق معك على أنه يعني نشازا إذا صح التعبير في الفكر الأميركي الحديث لكن أريد أن تصف لي أو تعرف لي يعني تعرف الأعمال التي يقوم بها بعض العراقيين والفلسطينيين بأنها إرهاب، طيب كيف تصف لنا هل بإمكانك أن تعرف لنا الأعمال التي تقوم بها أميركا باستخدام الصواريخ والطائرات والجيوش الجرارة وكل ذلك كيف تعرف لنا هذا يعني إذا لم يكن إرهابا فما هو بالتحديد؟
إبراهيم علوش: دفاعا عن النفس هذا طبعا.
ستيفن إمرسون: من خلال هذا التعريف الذي تزعم إنه استخدام أية قوة كانت بغض النظر عن الهدف وعن السياق أو الإطار ومن هو المقصود كهدف من وراء الاستخدام سواء أن استفزوه أم لا يعتبر ذلك عملا إرهابيا هذا ببساطة ليس صحيحا من حيث ما يعتبر أنه أمر مناورة مشروعة أو عمل للتدخل على أسس إنسانية لتحرير شعب مثل شعب العراق الذي حُرِرَ من صدام حسين، أنا لن أبرر كل عمل قامت به المؤسسة العسكرية الأميركية، المؤسسة العسكرية الأميركية لا تقتل الأبرياء بشكل متعمد على أساس القول إنهم كمدنيين هناك حق في التخلص من دون قتلهم كما يزعم أسامة بن لادن أو الجهاد أو حماس وأعتقد إن إبراهيم علوش قد امتدح في مقال له في السبيل في عام 2004 شهر نوفمبر بعد رؤية بن لادن على شاشات التلفزيون قال إن رسالته تعبر عن استقرار وثقة وفي التيار الجهادي، هل يعتقد أن الملك عبد الله ملك الأردن يسمى متعاونا مع إسرائيل ومع الولايات المتحدة لأنه وقع اتفاق سلام مع إسرائيل؟ يجب أن يعدم وأن تشن الحرب ضد النظام الأردني بسبب علاقته بالولايات المتحدة هذا ما سمعته من حيث قوله إن كل شيء يساعد كل من يساعد الاحتلال يستحق الهجوم عليه.
فيصل القاسم: طيب سيد إمرسون.
إبراهيم علوش: أنا لحظة.
فيصل القاسم: باختصار أيوه باختصار.
إبراهيم علوش: أنا اتهمني اتهام مهم أنا لازم أجاوب عليه، أولا هذا اللي بيحكي عنه مقال مخترع من عنده، لم يحدث أنا هاي بأتحداه يبرز هذا الكلام وين أنا كاتبه، أما من حيث المبدأ فأنا قلت أني أؤيد المقاومة حيث يوجد احتلال وفي فلسطين احتلال وطبيعة الاحتلال في فلسطين يعني احتلال إحلالي استيطاني وليس احتلال عسكري فقط.
فيصل القاسم [مقاطعاً]: باختصار نعم.
إبراهيم علوش [متابعاً]: وبالتالي الأهداف هناك ليست مدنية، كل مستعمر هو هدف مشروع والاحتلال في العراق له أسس محلية أيضا استهدافها مشروع، أما الاصطياد في الماء العكر ومحاولة جرجرة الرجل اللي بيحاول يقوم فيها فجرب غيرها قديمة مش الأميركان راح يلعبوا علينا إحنا بنلعب عليكم.
المقاومة بفلسطين والعراق ووصفها بالإرهاب
فيصل القاسم: طيب سيد إمرسون في الوقت نفسه أريد أن أسألك سؤالا بسيطا طب أليس من الإجحاف يعني أن تجمل كل الأعمال التي يقوم بها العراقيون والفلسطينيون للدفاع عن أرضهم تحت بند الإرهاب؟ وهناك سؤال وصل يعني يقول من هو الإرهابي الشخص الذي يدافع عن بيته أم اللص الذي دخل البيت وخربه وأرهب أهل البيت ونهب ممتلكاته.. هذا سؤال بسيط يعني أليس من حق الفلسطينيين والعراقيين أن يقاوموا؟ ثم السؤال الآخر كيف يمكن أن تصف لنا محرر أميركا جورج واشنطن هل كان إرهابيا منحطا سافلا، كيف تصفه؟
ستيفن إمرسون: استنادا لتعريفك جورج واشنطن كان إرهابيا وكذلك توم جيفرسون وكل شخص في الولايات المتحدة يستخدم العنف، أنا مستغرب من أن الدكتور علوش قرر العيش في الولايات المتحدة لمدة ثلاثة عشر عاما رغم كراهيته للولايات المتحدة والتي درس فيها أو حصل أكبر دراسته العليا ودراسته الجامعية، في الحقيقة أنا لا أدري كم مرة كررت ذلك، هناك تعريف واحد وهو استخدام العنف ضد غير المحاربين لتحقيق مآرب سياسية وهذا يتضمن من حيث المبدأ ويركز على المدنيين، أنا لا أضمّن الهجمات على المحاربين مثل هجمات الفلسطينيين على جنود إسرائيليين أو هجمات المتمردين على قوات أميركية باعتبارها أعمال إرهابية، أنا لم أسمي هكذا لكن أعتقد أنها أعمال عنف وتسمى وتعرف ضمن نطاق التمرد ولكن استهداف المدنيين وهذه التفجيرات التي تستهدف مدنيين عراقيين من قبل متمردين عراقيين هذه أعمال إرهابية ولم أر السيد علوش يندد بذلك ولم أره يندد بالوحشية التي قام بها النظام السوداني ضد السكان المسلمين في دارفور ولم أره يندد كذلك بالأعمال التي قام بها أسامة بن لادن ومؤيديه، أنا لا أفهم لماذا لم يعبر عن غضبه تجاه هذه أعمال الإرهاب هذه أيضا.
فيصل القاسم: طب إذاً سيد..
إبراهيم علوش: عفوا أعمال..
فيصل القاسم: بس دقيقة هناك نقطة أريد أن أجليها مع السيد، إذاً سيد إمرسون أنت على ضوء هذا الكلام كي نجلي هذه النقطة لست ضد أن يقوم مثلا انتحاري عراقي أن يدخل بسيارة مفخخة إلى ثكنة عسكرية أميركية ويقتل مائتي أميركي أنت مع هذا الكلام هذا دفاع عن النفس؟
ستيفن إمرسون: لا لم أقل ذلك ولكن ما قلت إنه لن أسميه عمل إرهابي أنا ضده تماما ولا أستطيع تصور ذلك لأن الولايات المتحدة عندما ذهبت إلى العراق ذهبت لتحريره من ذلك الدكتاتور البغيض وهو الشخص الذي كان مسؤولا عن مقتل مئات الآلاف من أطفال العراقيين وأيضا الفساد في قضية النفط مقابل الغذاء دللت على ذلك عندما كان صدام حسين يدفع للآخرين امتيازات نفطية لكي يخدع الشعب العراقي ولم يوفر لهم الغذاء أو الدواء الذي كان سيوقف الكثير من المجاعات والموت بسبب الجوع وأيضا سوء التغذية والأمراض هذا لم يكن عملا قامت به الولايات المتحدة أود أن أكون واضحا أنا لم أوحِ بكلامي إنني أؤيد العمليات الانتحارية ضد الجنود الأميركيين ولكنني قلت إنه لا ينطبق عليه التعريف القانوني للإرهاب ولكنه عمل يجب أن يندد به، عمل صارخ وهي أعمال بنفس الدرجة الأعمال موجهة ضد الإسرائيليين من حيث الأعمال الانتحارية يجب أن نندد بها بشكل كامل وبالمطلق، بنفس الطريقة الدكتور علوش يريد الأميركان أن يندد بهم أو بالإسرائيليين يجب أن يكون هناك رغبة في التنديد بأي عمل إرهابي سواء أن كان من قبل بن لادن أو الجماعة الإسلامية أو الجهاديين أو حماس لم أرى ولم أسمع منه أي رغبة على ذلك.
إبراهيم علوش: لازم تعطيني الدور اسمح لي.
فيصل القاسم: طيب تفضل باختصار بس الوقت يداهمنا (Please) تفضل.
إبراهيم علوش: لا هو هاجمني بعدة نقاط هو..
فيصل القاسم: خلينا بالموضوع..
إبراهيم علوش: هو بالموضوع ردا على الكلام اللي حكاه أولا هو يتحدث عن تحرير العراق ويقول أن النظام السابق قتل مئات الآلاف من العراقيين، من الذي قتل مئات الآلاف من العراقيين؟ أليست أميركا هي التي ألقت اليورانيوم المنضب وهي التي حاصرت الشعب العراقي حوالي 15 عام وهي محاصرة الشعب العراقي وبعدين بيحكي إنه النظام السابق قتل مئات الآلاف؟ هذا غير صحيح الكلام الوقائع تدل أن القاتل واضح هنا وهو الأميركان والبريطانيين، بعدين يتحدث عن الفساد..
فيصل القاسم: هل قتلت أميركا أبرياء عراقيين خلال هذه الحرب؟
إبراهيم علوش: عزيزي أليس واضحا أن أميركا قتلت حتى الآن.. يقدر حوالي مائتين ألف عراقي تم قتلهم وهناك عمليات قتل يومية تحدث من قبل الأميركيين..
فيصل القاسم: مائتين ألف قتلت أميركا؟
إبراهيم علوش: هلا في الحرب الأخيرة حتى استهداف المدنيين الذي يتحدث عنه أنا أسأله من الذي يضع القنابل أمام مساجد الشيعة؟ جماعة الزرقاوي؟ تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين قال لم نفعل ذلك.. كل فصائل المقاومة قالت لم نفعل ذلك، بالمناسبة القنابل التي وضعت في بغداد قبل مدة قصيرة حول مناطق ذهاب الناس إلى الجنوب أيضا المقاومة أعلنت تبرؤها من هذه العمليات، أنا نعم أدين هذه العمليات وهذه ليست عمليات مقاومة أنا مع العمليات التي تستهدف الأميركان وكل متعاون معهم، أما استهداف المدنيين العراقيين فالمقاومة ليست وراؤه، وراؤه الأميركان والحركة الصهيونية من أجل تفكيك العراق.. نقطة أخيرة بس اسمح لي أخي فيصل الفساد في النفط مقابل الغذاء أنا متفاجئ إن هو يجرؤ أن يتحدث عن هذا الموضوع بعدما ما تبين إنه أربعة مليار دولار اختفت من أيام بريمر فقط اللي عين حاكم على العراق، هو له عين يفتح هذا الموضوع ويناقش فيه مع العلم أن عمليات النهب الكبرى للنفط العراقي تجري الآن في ظل الاحتلال الأميركي للعراق ثم يتحدث عن دارفور أنا أتجنب الدخول في القضايا الداخلية الآن لأني أعرف أنه يحاول تضييع النقاش ولكن أقول له كفوا عن العبث في الوطن العربي، أنتم تسعون لتفكيك السودان وتتدخلون الآن في المغرب العربي وتتدخلون في العراق ودائما تحت شعار حقوق الأقليات وهو من خلال توجهه الصهيوني المحافظ الجديد يحاول أن يطرح قضايا الحقوق من أجل تفكيك الوطن العربي، كفوا عن اللعب بقضايانا الداخلية ونحن كفيلون بها.
عمليات القاعدة ووصفها بالإرهاب
فيصل القاسم: بس إبراهيم علوش يعني لماذا أنت تركيزك فقط على ما يسمى بالإرهاب الأميركي قال لك السيد إمرسون لماذا لم تدن الكثير من العمليات الإرهابية التي قامت بها القاعدة وأخواتها حتى هذا الكلام ليس بحاجة لتعريب هذا هو الإرهاب بعينه كما يقول لك؟
إبراهيم علوش: اسمح لي قل لي عن أي عملية تتحدث حتى أقول لك أن كانت تلك العملية إرهابية من وجهة نظري أم لا، العمليات التي تتم ضد قوات الاحتلال وكل من يتعاون معهم في العراق أو فلسطين أو خارج العراق وفلسطين عمليات مشروعة 100% وأقول أننا لا نفعل ما يكفي منها نحن بحاجة للمزيد من هذه العمليات..
فيصل القاسم: عمليات شو.. عمليات؟
إبراهيم علوش: العمليات الموجهة ضد الاحتلال الأميركي وكل من يتعاون معه هذه عمليات مقاومة مشروعة حسب شرعة الأمم المتحدة بالمناسبة، المادة 51 تعطي الشعوب حق الدفاع عن النفس عندما تتعرض لاحتلال أجنبي والمتعاون أنا غير مسؤول عنه لأنه خان الأمة أما ما هو خارج ذلك فليقل لماذا؟ أنا أقول لك أدين تفجير يعني التفجيرات التي تحصل أمام مساجد الشيعة وكذلك تفعل المقاومة العراقية فمن الذي يقوم بهذه العمليات إذاً سوى من له مصلحة بتفكيك العراق من غير الطرف الأميركي والصهيوني؟
فيصل القاسم: طيب سمعت هذه الأسئلة سيد أميرسون ولدي سؤال آخر يقول يعني هناك مجموعة من العراقيين قامت سمها ما شئت قامت بعمل إرهابي ضد ثلاثة من الجنود الأميركيين في الفلوجة وقامت بحرقهم وكان منظرا إرهابيا بشعا لكن ماذا كان الرد الأميركي؟ كان الرد الأميركي تسوية الفلوجة بالأرض وتهجير كل أهل الفلوجة وتدميرها عن بكرة أبيها فأيهما الإرهاب هل نحن بصدد ارهابين مختلفين كيف تفسر لنا ذلك؟
ستيفن إمرسون: نحن ببساطة لن نتفق هنا على شيء لأن الحقيقة تبقى أنك لو تعتقد أن الأميركان هم المسؤولين عن تفجيرات المساجد وأنت تقبل بيانات الزرقاوي بأنه لم يكن مسؤولا وربما أنت تعتقد وتصدق أن الأرض مستوية..
إبراهيم علوش: لو كان بدي أصدقك يعني..
فيصل القاسم: خليها نقطة عندك..
ستيفن إمرسون: أنا أعتقد أن الأرض مستديرة وكروية، الحقيقة القاعدة نشطة في العراق وأود أن أعلم هل أن الدكتور علوش يعتقد أن أسامة بن لادن كان وراء هجمات الحادي عشر من سبتمبر ولو كان الأمر كذلك هل يندد بهذه الهجمات التي ارتكبت في الحادي عشر من سبتمبر كعمل إرهابي؟ هذا سؤال مثير للاهتمام أيضا سؤال آخر هل يؤمن بأن بن لادن كان مسؤولا عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر وهل يندد بها كأعمال إرهابية أم لا؟
فيصل القاسم: طيب بس دقيقة أنا لي سؤال يعني كيف تصدق سيد إبراهيم علوش، الزرقاوي والقاعدة في العراق ولا تصدق الأميركان كيف يعني؟
إبراهيم علوش: لأن مصداقية الأميركان غير موجودة على الإطلاق.
فيصل القاسم: كيف؟
إبراهيم علوش: وأنا أقول الآن إذا كان يريد أن يعرف تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين قوة مشروعة من قوى المقاومة الفعلية، مثل البعث، مثل الصدريين، كل من يحمل سلاحا ضد الأميركان وأعوانهم فهو قوة مشروعة ومش عاجبه خليه يحط اسمي على لائحة الإرهاب مش مشكلة، بس أنا بدي أقوله قضية بالنسبة..
فيصل القاسم: باختصار.
إبراهيم علوش: نعم أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر على نفسها جنت براكش أوكيه (كلام بلغة أجنبية) يعني أنتم جبتم هذه القضية لأنفسكم عندما تقوم أميركا باحتلال الوطن العربي والعالم الإسلامي عسكريا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا وعندما تدعم الكيان الصهيوني فعليها أن تتوقع شيء ما واسمح لي أخ فيصل هنا محور مهم جدا..
فيصل القاسم: باختصار
إبراهيم علوش: تتحجج أميركا بأن الحرب التي تخوضها ضد ما تسميه الإرهاب هي حرب وقائية حتى العدوان على العراق شن تحت عنوان حرب وقائية وأنه حرب جزء أو امتداد لصراع الحضارات في الواقع عناوين الإرهاب والحرب ضد الإرهاب بدأت في ظل ريغان في الثمانينات ريغان ألقى خطابات في الـ 1983 والـ 1985..
فيصل القاسم: صح.
إبراهيم علوش: والـ 1986 تحدث فيها عن الإرهاب والحرب ضد الإرهاب، فقط بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وضرب العراق بدأت تتمكن أميركا من فرض مفهومها على العالم بالنسبة لموضوع الحرب على الإرهاب، فالمسألة تتعلق بهيمنة إمبريالية وليس بإجراءات وقائية وهذا مشروع استعماري.
فيصل القاسم: يعني ليس بإرهاب الإرهاب عبارة عن تغطية برأيك على الموضوع؟
إبراهيم علوش: طبعا هي ذريعة.
فيصل القاسم: طيب سيد إمرسون سألت السيد علوش يعني كيف يصدق الزرقاوي والقاعدة في العراق ولا يصدق الأميركيين ولدي أسئلة تقول أن كل المزاعم الأميركية بخصوص العراق من أسلحة الدمار الشامل إلى صلته بالقاعدة إلى.. إلى بشهادة الإعلام الأميركي تبين أن كلها عبارة عن سلسلة من الأكاذيب، عملية تضليل شامل هذه نقطة النقطة الأخرى أنت تتحدث لماذا يعني تقاتل القاعدة أو قوات عربية أخرى في العراق وتتهمهم بأنهم إرهابيون ولدي سؤال لك يقول ألم يقطع الملازم الفرنسي الشهير لافييت آلاف الأميال البحرية عندما أبحر من فرنسا إلى أميركا كي يقاتل إلى جانب الجنود الأميركيين ضد المحتلين البريطانيين قبل أكثر من مائتي عام، هل كان لافييت الفرنسي إرهابيا لأنه ساعد قوات اليانكي في دحر الغزاة الإنجليز أم أن الأميركيين خلدوه بنُصُب وتماثيل كيف تجيب؟
ستيفن إمرسون: أنا سعيد لأرى أنك على الأقل كنتم تدرسون التاريخ الأميركي ولكن علي أن ارسبك في هذا الامتحان لأنك بالطريقة التي صورت بها الأميركيين على أنهم إرهابيين هو غير دقيق للغاية، أولا صدقت إبراهيم علوش عندما قال أن النازيين لم يقتلوا ستة ملايين وأيضا لم تقل أن هناك الكثير ماتوا بسبب المرض وأن الولايات المتتحدة استحقت هجمات الحادي عشر من سبتمبر وأنك صدقت أن الأميركان هم الذين فجروا المساجد وأن كل من يتعاون مع الاحتلال يستحق الموت..
فيصل القاسم: سيد إمرسون للتوضيح أنا أطرح أسئلة أنا لست معك ولا مع السيد علوش لست مع السيد علوش ولست ضدك أنا أطرح أسئلة على الجانبين ولا تحاول أن تأخذ مني موقف أنا لست مع هذا ولا مع ذاك تفضل.
ستيفن إمرسون: أنا من حيث الأساس أستشهد بالمواقف التي أخذها الدكتور علوش حتى الآن لم يفسر أمرين ماذا كان يفعل في الولايات المتحدة لمدة 13 سنة إذا كان يكره هذا البلد؟ لماذا جاء؟
إبراهيم علوش: لسه ما خلاني أجاوبك.
ستيفن إمرسون: لماذا لم يدرس في الشرق الأوسط في بلد صدام حسين أو في ظل حكم حافظ الأسد، لماذا درس في الولايات المتحدة وعاش هنا لمدة 13 عام لو أن هذا البلد شرير لهذه الدرجة، أيضا السؤال الثاني ماذا.. إلى مدى كيف ينظر إلى بلده المضيف الأردن الذي يعيش فيه هذا البلد أقام علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وعلاقات وثيقة بالولايات المتحدة ويؤمن بحل الدولتين هل يعني أن النظام الأردني والملك عبد الله الذي أرى فيه رجل شجاعا جدا هل يصفه بأنه متعاون؟
إبراهيم علوش: لازم تخليني أجاوب لازم أجاوب عفوا.
فيصل القاسم: بس دقيقة.
ستيفن إمرسون: وهل هذا في منطقك هل يستحق أن يهاجم أليس هذا ما تقول لماذا لا تقول لي بالضبط ماذا تؤمن به فيما يخص هذا الوضع؟
فيصل القاسم: جميل جدا لدينا وقت قليل جدا باختصار والكلمة الأخيرة للسيد إمرسون باختصار ماذا تريد أن تقول له باختصار ما عندييش وقت باختصار
إبراهيم علوش: طيب أوكيه أولا أنا عشت في الولايات المتحدة 14 عام ولم أحصل على جنسيتها وأنا قلت لتوماس فريدمان قبله أعرف عدوك هذا هو سبب أساسي هو يعتقد أن العرب يذهبون للولايات المتحدة لأنهم يحبون أميركا ولا يدرك أن السياسات العدوانية الأميركية في الوطن العربي وتقسيم الوطن العربي تخلق ظروفا تدفع الملايين من العرب للهجرة..
فيصل القاسم: جميل جدا.
إبراهيم علوش: اسمح لي.. اسمح لي.
فيصل القاسم: بس للأسف الوقت يداهمني أريد أن أسأل سؤال أخير وهو سؤال التصويت هل تعتقد أن الغرب يتهرب من تعريف الإرهاب لأنه يمارس بعض أشكاله باختصار جاوبني؟
إبراهيم علوش: عزيزي الغرب لا يتهرب من تعريف الإرهاب الغرب لديه تعريف للإرهاب يتلاءم مع مصالحه الاستعمارية وهو يريد أن يفرض هذا التعريف على الأمم المتحدة وعلى باقي العالم، بالنهاية أقول أن المقاومة مشروعة بكل وسائلها لأن عدم التكافؤ بميزان القوى بين..
فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر الكلمة الأخيرة لك سيد إمرسون كيف ترد على السؤال القائل أن الغرب يتهرب من تعريف الإرهاب لأنه يمارس بعض أشكاله 91% قالوا أنه يمارس بعض أشكاله كيف ترد على هذا السؤال والكلمة الأخيرة لك باختصار لو تكرمت؟
ستيفن إمرسون: أولا لا توجد لدي فكرة أنه كان هناك استفتاء يتم فقط لأن 91% يقول أن الولايات المتحدة منخرطة بأعمال إرهاب هذا لا يجعله صحيحا، لو سألت النازيين في الحرب العالمية الثانية لقلت لهم هل اليهود يستحقون الموت فهذا لن يجعل من عملهم مبررا، لو سألت سلوبودان ميلوسوفيتش وأمثاله لقالوا أن المسلمين يستحقون أن يبادوا هذا لا يجعله صحيحا أو مبررا، لذلك أنا أرفض الفكرة من أن الـ 91% أن هذه النسبة تعني أي شيء.
فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر
ستيف إمرسون: الحقيقة أن العالم الإسلامي
إبراهيم علوش: يرفض أن يعترف أن الشعب العربي ضدهم.
ستيف إمرسون: ينهض من تعريف واحد ليس معياريا..
فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر للأسف أنا مضطر أقاطعك لأن وقت البرنامج انتهى وبالمناسبة نتيجة التصويت لا تعبر عن رأي الجزيرة وإنما تعبر عن رأي الأعضاء المشاركين فيه كما ينطبق هذا الكلام أيضا على المشاركين في البرنامج، مشاهدينا الكرام لم يبق لنا ألا أن نشكر ضيفينا من أميركا سيد ستيفن إمرسون الخبير الدولي في شؤون الإرهاب وهنا في الأستوديو الدكتور إبراهيم علوش الكاتب والأستاذ الجامعي، نلتقي مساء الثلاثاء المقبل
فحتى ذلك الحين هاهو فيصل القاسم يحييكم من الدوحة إلى اللقاء.