السفير - عين الحلوة بعد مقتل عوض ومبارك: هـدوء بعـد انتهـاء دور «فتـح الإسـلام»
17/08/2010 العدد: 11668
عين الحلوة بعد مقتل عوض ومبارك: هـدوء بعـد انتهـاء دور «فتـح الإسـلام»
محمد صالح
صيدا :
أثبت مقتل امير «فتح الاسلام» عبد الرحمن عوض وبالشكل الأمني الذي قتل فيه خلال عملية لمخابرات الجيش اللبناني في شتورا، ان المخيم لا يشكل البيئة الحاضنة لمشروع «فتح الاسلام» ولا لامير التنظيم حتى ولو كان من ابناء المخيم.
اكبر مخيمات لبنان كان بالأمس يعيش أكثر لحظاته هدوءاً، في الوقت الذي كانت فيه عائلة امير «فتح الاسلام» تتقبل التعازي بمصرع ابنها في حي الزيب المجاور لسوق الخضار، الاكثر ضجيجا وصخبا وحياة في المخيم. لا بل ان ثمة تفكيرا جديا من قبل عائلة عوض وفعاليات المخيم بدفن جثته وجثة مرافقه ابو بكر مبارك خارج المخيم في مقبرة صيدا، تجنباً لاي توتير او حتى لمجرد اضطراب.
وتؤكد المصادر كافة أن مشروع «فتــح الاسلام» لم يجد البيئة الحاضنة التي تشكل نوعاً من الحماية له.. حتى ان مصرع عوض مرّ على القوى الاسلامية المفــترض انها الحليفة او التي تتجمّع وتتكاتف فيما بينها، مرور الكرام. وهناك احاديث جانبية في المخــيم بان دور عوض وما كان يمثل «خلص»، وبالتالي فان المرحلة التي جاءت به اميرا قد انتهت.
وهناك تساؤلات في المخيم حول كل هذا الصمت من قبل عناصر التنظيم على مقتل اميرهم مع ان هناك تقديرا بان عدد افراد التنظيم يتراوح ما بين 20 الى 30 عنصراً. ومع ذلك هناك من يؤكد بانه لا وجود لتنظيم بالمعنى الراديكالي للكلمة، بل عناصر التقت فيما بينها وتآلفت بعد ان انشقت عن التنظيمات الأم، وانشقاقها الاول كان عن «عصبة الانصار» التي انبثق عنها تنظيم «عصبة النور» ومن «جند الشام» وصولاً الى «فتح الاسلام» وغيرها.
ويقيم عناصر هذا التنظيم وغيره من التنظيمات المشابهة اما ضمن حي الطوارئ او في حي الصفصاف، كاسامة الشهابي وابو رامز السحمراني وغيرهما الا ان السحمراني، ويعد من اركان هذه التنظيمات، لم يعد له اي تحرك في المخيم منذ سنوات، ولم يشاهد في اي تجمع او حركة، وكذلك الامر بالنسبة للشهابي الذي توارى عن الانظار بشكل لم يعد يأت ذكره على اي لسان في المخيم الا بالامس كأمير لتنظيم «فتح الاسلام» بدلاً من عوض. حتى ان عوض كان متخفياً بشكل كلي في المخيم.. ويتردد انه عندما انتقل الى العراق ارتدى زي امراة منقبة، لا بل ثمة تأكيد في المخيم بأن عوض كان يتنقل في المخيم وبشكل اضطراري بزي امراة.. وفي الليل.
اما بالنسبة لمبارك فهو على عكس عوض والشهابي، كان متواجداً بشكل طبيعي ودائم في المخيم ويبيع الكنافة يومياً في المخيم في حي الصفصاف وحتى يوم مقتله.
وهناك تساؤلات في المخيم عن سر وجود مبــارك مع عوض في تلك اللــحظة وما هي العلاقة بينهما، وهذا يعني انهما خرجا من المخيم في اليوم نفسه الذي اعلن فيه عن مصرعهــما في شتورا. لكن يبقى السؤال المطروح في المخيم: من استدرج عوض الى كمين الجيش اللــبناني وأين كانت وجــهته: هل هي ســوريا ومنها الى العراق ام الشــمال اللبناني ام البقاع الغربي او غير ذلك؟ وهل غادر مخيم عين الحلوة بسبب حالة المخيم؟
وتؤكد المصادر ان المشروع السياسي للقوى الاسلامية في مخيم عين الحلوة تعبر عنه كل من «عصبة الانصار» و«الحركة الاسلامية المجاهدة»، والتنظيمان يتواصلان مع القوى الوطنية والإسلامية وحتى مع الجهات الرسمية اللبنانية ومع عدد من المنظمات الانسانية ذات الطابع الدولي كأي تنظيم فلسطيني في المخيم.
2010© جريدة السفير