حزب البعث العربي الاشتراكي أمة عربية واحدة القيادة القومية ذات رسالة خالدة
01/06/2006
بسم الله الرحمن الرحيم
حزب البعث العربي الاشتراكي أمة عربية واحدة القيادة القومية ذات رسالة خالدة
مكتب الثقافة والإعلام
وحدة ... حرية... إشتراكية
تأميم نفط العراق دشن معركة تحرير الامة العربية
إعداد الندوة العالمية للشباب الإسلامي
يا ابناء شعبنا العربي العظيم تمر اليوم ذكرى نحاج عملية تأميم نفط العراق, التي اعادت الثروة النفطية العراقية الى اصحابها الشرعيين في العراق وبقية الوطن العربي, ودشنت عصر البناء الفعلي لانموذج النهضة القومية للامة العربية, من خلال تسخير موارد النفط لتنفيذ الاهداف الوطنية والقومية لحزبنا. ففي يوم 1/6/1972 انتهت معركة التأميم, التي استمرت شهورا طويلة حاولت خلالها الاحتكارات الغربية افشال عملية التاميم التي اقدمت عليها قيادة الثورة في العراق, من خلال الضغوط والتهديدات والبحث عن ثغرات قد تعيد الزمن الى الوراء وتتكرر تجربة مصدق حينما افشلت تجربة تاميم النفط الايراني. وتكتسب عملية تأميم نفط العراق اهمية خاصة في هذا العام حيث تصل الثورة العراقية المسلحة مرحلة الحسم بعد ان وضعت قوات الاحتلال الامريكية وغيرها في مأزق خانق لا سبيل الى التخلص منه الا بالاعتراف الكامل والرسمي بالهزيمة امام المقاومة العراقية الباسلة التي اسقطت كل الحسابات الامريكية الاستراتيجية في العراق وفي الاقليم وفي العالم.
ايها الاحرار العرب في كل مكان حينما كان حزبنا يؤكد بان المعارك الكبرى الحاسمة الحقيقية والفعلية بين حركة التحرر العربي ومركز اشعاعها في العراق, قد ابتدأت بمعركة تأميم النفط فانه كان ينطلق من حقيقة ان الاستعمار الغربي هو, بطبيعته التكوينية, قائم على النهب واللصوصية, ولذلك فانه جاء الى الوطن العربي غازيا مع اكتشاف النفط وتداعي الامبراطورية العثمانية, واسس وجوده, على قاعدتي سايكس- بيكو ووعد بلفور. ففي اتفاقية سايكس – بيكو تم تقسيم المشرق العربي بين بريطانيا وفرنسا, ووضعت الحدود المصطنعة, بعد التراجع عن وعد هاتين الدولتين للعرب بمساعدتهم على اقامة دولة عربية واحدة, وفي وعد بلفور اعطت بريطانيا وعدها بانشاء اسرائيل في فلسطين العربية, لاجل اقامة حاجز بشري غريب بين مشرق الوطن العربي ومغربه, لمنع قيام الوحدة العربية, والتي تعني قبل كل شيء نشوء كيان عربي قوي ومتقدم يكون قادرا على انتزاع حقوقه المسلوبة في الارض والثروات, وتحقيق اماني وتطلعات الامة العربية التي تبلورت منذ سقوط الدولة العباسية وفي مقدمتها أعادة تحقيق الوحدة العربية واسترجاع الثروة العربية وتسخيرها لبناء مجتمع عربي موحد تسوده العدالة الاجتماعية والحرية والتقدم العلمي التكنولوجي. وهذه الاهداف تتناقض جذريا مع اهداف ومصالح الاستعمار وتهدد بالقضاء عليها بتحرير الارادة الوطنية العربية واستعادة الحقوق العربية المغتصبة في الثروة والارض.
وفي ضوء هذه الحقيقة التاريخية ونتيجة لها نشأ حزبنا بصفته حزب الوحدة العربية وتحرير الارض والثروات العربية المغتصبة واقامة نظام حر واشتراكي يؤمن للشعب العربي العدالة الاجتماعية والديمقراطية والاسهام في صنع الحضارة الحديثة . وقد ترجم ذلك عمليا بتحديد اهدافه العملية وفي مقدمتها تاميم النفط العربي تنفيذا لشعار (نفط العرب للعرب), وتحرير فلسطين التي استولت عليها الحركة الصهيونية العالمية تنفيذا لوعد بلفور.
ايها البعثيون الاحرار
لقد كانت ثورة 17 تموز عام 1968 هي نقطة الانطلاق الحاسمة في تحويل اهداف الحزب من شعارات الى وقائع عملية ميزتها الابرز نقل العرب جميعا من عصور التخلف والتجزئة والاستعمار والفقر والامية, الى عصر السير في طريق الوحدة العربية الشاملة وتحرير الثروات العربية, بتأميمها وطرد سراقها مهما كانت هويتهم, ووضع حد نهائي للفقر والامية والديكتاتوريات والفساد الاجتماعي والسياسي, واللحاق بالعالم المتقدم والاسهام في صنع الحضارة الانسانية الحديثة. من هنا فان حزبنا بعد ان اسس قاعدته المحررة في العراق ووضع اسس ديمومتها اقدم على الخطوة الاساسية المطلوبة لتسهيل تنفيذ الخطوات الاخرى فامم النفط في العراق, ليس فقط لاستعادة الحق العراقي المسلوب بل ايضا لاستثمار موارد النفط التي عادت للشعب في محو الامية والفقر والبدء بتنمية الانسان والمجتمع, واقامة قاعدة صناعية وزراعية تضمن للعراق ان يكون انموذجا للنهضة العربية يجتذب الجماهير العربية الى مسيرته القومية النهضوية. لقد حدثت النهضة في الغرب بفضل التراكم الراسمالي المتأتي من الاستغلال ونهب الشعوب الاخرى, اما النهضة العربية وفي ظل الهيمنة الغربية وتفوقها المادي وتمزق العرب فلم يكن بالامكان تحقيقها بالسير على نفس الطريق الراسمالي الغربي فاختار حزبنا نهجا وطنيا وقوميا تحرريا لتحقيق التراكم الراسمالي المطلوب لتحقيق النهضة العربية الحديثة, وكانت اهم خطوات هذا النهج التحرري تنفيذ شعار (نفط العرب للعرب) بتاميم النفط واعادة موارده للشعب العراقي وتسخيره لتحقيق ثورة تنموية سريعة وحاسمة تختصر الزمن والتضحيات البشرية الهائلة التي حدثت اثناء بناء التقدم في الغرب.
ايها المثقفون الثوريون
في هذا السياق التاريخي حدث التصادم العدائي بين مشروع النهضة العربية الحديثة في العراق والمصالح الاستعمارية, فالاستعمار الذي اسس قواعده في الوطن العربي كان هدفه الاساس هو نهب الثروات العربية, وفي مقدمتها النفط, وابقاءها اداة استغلال وتوسيع نمط الانتاج الرسمالي في الغرب والحفاظ على نموه وتوسعه. كما ان مشروع النهضة العربية وجد نفسه معرضا للتحديات الصهيونية التوسعية الخطيرة والتي فرضت على الامة العربية ان تكرس قواها لمواجهة الغزو الصهيوني الذي ابتدأ بفلسطين كخطوة اولى على طريق تأسيس اسرائيل الكبرى التي اختارت ان تكون منطقة الثراء النفطي والزراعي الواقعة بين الفرات والنيل مجالها الحيوي. لقد تعرضت تجربة النهضة العربية في زمن القائد الوطني الكبير الرئيس جمال عبدالناصر للحروب والازمات من اجل اجهاض النهضة العربية, لكن وجود عوامل موضوعية ومشروعة للنهضة العربية اعادت نهوض المشروع القومي في عراق البعث, حيث نجح الحزب بقيادة الرفيق الامين العام لحزبنا المناضل صدام حسين فك الله اسره في بناء انموذج متقدم وقوي انطلاقا من موارد النفط الذي امم, فرأى العالم كله عراقا جديدا ينهض تميز بخلوه من الامية والفقر والتمييز الطبقي والتخلف, بعد ان اصبح التعليم والطب مجانيين وتوفرت الرفاهية لكل بيت عراقي, واعد الاف العلماء والمهندسين والخبراء في مختلف فروع الحياة المعاصرة, وحلت المشاكل المزمنة التي كانت تضعف العراق وفي مقدمتها القضية الكردية بمنح الاكراد حكما ذاتيا, وأنهت الاحتراب العراقي – العراقي باقامة الجبهة الوطنية والقومية التقدمية التي ضمت القوى الوطنية الاساسية, وطور الجيش العراقي ليصبح واحدا من افضل جيوش العالم بعدده وعدته. ان هذه الانجازات وغيرها كثير, لم تكن عبارة عن نسف تام وكامل للنهب الاستعماري في العراق وايقاف دوران عجلته فقط, بل كانت ايضا محفزا للاحرار في الوطن العربي والعالم كي يحذو حذو العراق المتحرر خصوصا في مجال الاستثمار الوطني للنفط وهو اهم عناصر النهب الاستعماري في الوطن العربي.
ايها العراقيون الاباة
واليوم وانتم تقاتلون الاحتلال الاستعماري للعراق تدركون عظمة التأميم واهميته في بناء عراق قوي كان الحاضنة الطبيعية لاعظم مقاومة مسلحة في التاريخ لاقوى ظاهرة استعمارية شهدتها المجتمعات البشرية, وما كان ذلك ممكنا ان يتم بهذا المستوى والنوعية لولا ما بناه البعث في العراق من جيش عظيم صار المصدر الاساس لكل المجاهدين في الثورة العراقية الحالية, ولولا التأهيل الشامل العلمي والتكنولوجي الذي وفر الاف العلماء والخبراء الذين يطورون الان الوسائل القتالية للمقاومة العراقية المسلحة, ولولا التصنيع العسكري وتخزين ملايين قطع السلاح وتدريب حوالي 10 ملايين عراقي على كافة فنون الحرب. ان غزو العراق في عام 2003 ليس سوى الرد التاريخي الاستعماري على تأميم النفط العراقي, فأم المعارك بدأت في الواقع في يوم التاميم, واستمرت متخذة اشكالا مختلفة, رأينا خلالها بروز التعاون المباشر وغير المباشر بين قوى اقليمية، وفي مقدمتها ايران واسرائيل وانظمة عربية، ودولية وفي مقدمتها امريكا وبريطانيا وغيرهما, ضد العراق المتحرر والذي مثل الانموذج الناجح لمشروع النهضة القومية. ان ما يجري على ارض العراق هو صراع جبار بين مشروعين متناقضين ولا سبيل الى توافقهما, فمن جهة هناك مشروع النهضة القومية العربية الذي تمثله الان المقاومة الوطنية العراقية المسلحة, بصفتها الرمز والقائد الفعلي وبلا أي منازع لحركة التحرر الوطني العربية, والتي تعمل على تحرير العراق من الاستعمار بصفته الخطوة الارتكازية ونقطة الانطلاق لتحرير الامة العربية برمتها, ومن جهة اخرى هناك التحالف الامريكي – الصهيوني – الايراني الصفوي الذي يعمل على تفتيت الامة العربية ونشر الصراعات المذهبية والاثنية لتكون بديلا عن الصراع مع الاستعمار والصهيونية والتوسعية الايرانية الصفوية.
ايها الرفاق المناضلون في كافة الاقطار العربية
ان حزبكم حزب البعث العربي الاشتراكي يتصدر اليوم نضال الشعوب كلها وهو يمثل المستقبل بافكاره وتجربته وحمله للبندقية المقاتلة ضد الاستعمار, ولذلك لم تكن صدفة ولا خطأ في الحسابات الامريكية ان تصدر امريكا بعد احتلالها للعراق قانونا اسمته (قانون اجتثاث البعث), والذي لا يعني فقط ابادة البعثيين جسديا وتنظيميا وفكريا بل ايضا يعني ويستهدف اجتثاث الفكر القومي العربي برمته وتذويب الهوية القومية للامة العربية وفرض عصر الجمهوريات والامارات العربية المجهرية, التي فقدت اصولها العربية وحلت العجمة فيها وسادت. لذلك فان حزب البعث العربي الاشتراكي, وهو يستذكر عملية التاميم الخالدة، يجدد العزم على التمسك بنهجه التحرري والقومي الوحدوي والاشتراكي, وعلى مواصلة المقاومة المسلحة ضد اعداء الامة العربية, بصفتها الاسلوب الرئيس لتحرير الارض والثروات العربية واعادة بناء تجربة النهوض القومي, على اسس الديمقراطية وتبادل السلطة بين القوى الوطنية العربية التي تناهض الوجود الاستعماري.
ايها الوطنيون العرب
ان حزبنا وهو يخوض معركة المصير القومي يجدد دعوته لكم لاقامة الجبهة القومية الشاملة على مستوى الوطن العربي لتضم كافة التنظيمات والشخصيات الوطنية من قومية واسلامية ويسارية, لتقود النضال المصيري وتحسمه لصالح الامة, كما تدعو القوى الوطنية العربية في كل قطر الى اقامة جبهات وطنية تضم كل مناهضي الاحتلال والاستعمار, وتضع حدا لتشتت القوى الذي لا يخدم الا الاستعمار والصهيونية والقوى الاقليمية الحليفة لهما مثل ايران.
ايها المجاهدون من حملة البنادق في العراق
وانتم تضعون الاستعمار الامريكي في زاوية خانقة وتشددون الخناق عليه نراه اليوم يقوم بمناورات يائسة تحت ستار (محاكمة) قادة العراق الوطنيين والشرعيين وفي مقدمتهم الرفيق الامين العام لحزبنا ورئيس جمهورية العراق المجاهد صدام حسين, متوهما ان بمقدوره تغيير مسار حرب تحرير العراق التي وصلت مرحلة متقدمة تبشر بقرب فجر النصر الحاسم. فلقد حررتم اغلب العراق واسقطتم كل الخيارات التامرية التي لجأت اليها امريكا, من محاولات شق المقاومة والحزب الى محاولة شراء ضمائر شيوخ عشائر ورجال دين الى تشجيع ضباط على الالتحاق به مقابل وعود مغرية شكليا, الى محاولة اشعال فتنة طائفية تحرق الاخضر واليابس...الخ, لذلك لم تبق لدى الاحتلال سوى مناورات المحاكمة ظنا منه ان ذلك سيساعده على العثور على مخرج يحفظ ماء الوجه من ورطته القاتلة في العراق. ورغم ان الاحتلال قد مارس كل انواع الخداع والكذب لتشويه صورة البعث ومناضليه, بما في ذلك ترويج كذبة ان رفاق صدام حسين قد خانوه وانهم سيشهدون ضده, الا ان وقائع ما يسمى محكمة قد اكدت ان البعثي هو الرمز الارقى للمناضل بخلقه والتزامه الوطني وشجاعته الاسطورية التي لاتضعفها عمليات القتل والتعذيب, والاغراء مهما كان كبيرا. لقد رايتم مؤخرا مناضلوا البعث وهم يعيدون تشكيل صورة العربي البطل والشجاع الذي لا يهزم ولا يمكن اذلاله والذكي القادر على كشف واحباط كل خطط امريكا وحلفاءها, وتحدي القوة الاعظم في تاريخ الاستعمار, مسقطين بذلك صورة العربي (الضعيف والغبي والمشتت الارادة والضعيف في رادعه الاخلاقي)، وهي صورة زائفة اصطنعتها امريكا والصهيونية والغرب الاستعماري.
ايها الرفاق في عراق العز والكرامة والبطولة
لقد اعدتم الامل للامة كلها وللانسانية كلها في امكانية الحاق الهزيمة بالاستعمار، بعد ان ساد منطق (ان امريكا قد سادت على العالم لتبقى وان هزيمتها امر مستحيل) لكنكم أثبتم العكس وهو ان شعبا يقرر تحرير نفسه قادر على الحاق الهزيمة بامريكا مهما غلت التضحيات وكبرت المعاناة.
عاش البعث بطل النهضة القومية الحديثة وباني عراق التقدم والقوة والابداع.
عاش مهندس وبطل التأميم الرفيق صدام حسين الامين العام لحزبنا فك الله اسره.
عاشت المقاومة الوطنية العراقية الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي.
المجدوالخلود لشهداء العراق والامة العربية وفي مقدمتهم شهداء البعث.
عاشت الثورة العراقية المسلحة.
عاش الرفيق عزة الدوري القائد الميداني للمقاومة الوطنية العراقية.