اللواء - أقلام صيداوية - تنتشر قبالة قلعة صيدا البحرية عند "بوليفار الرئيس رفيق الحريري البحري" العديد من المقاهي التي باتت مقصداً للرواد من مختلف المناطق اللبنانية
سامر زعيتر: مقاهي صيدا البحرية شهدت إزدهاراً في الآونة الأخيرة وباتت مقصد الرواد من مختلف المناطق - الزوار وأصحاب المقاهي يأملون فتح فنادق لاستقبال السائحين وتطوير المدينة
أقلام صيداوية - الثلاثاء 27 حزيران 2006- [ عدد المشاهدة: 287 ]
سامر زعيتر - صيدا - مكتب "اللـواء":
تنتشر قبالة قلعة صيدا البحرية عند "بوليفار الرئيس رفيق الحريري البحري" العديد من المقاهي التي باتت مقصداً للرواد من مختلف المناطق اللبنانية، وخصوصاً جيل الشباب• لكن، تبقى مشكلة السياحة في صيدا اقتصارها على أبناء المدينة والمناطق، ولا تستفيد من السائحين العرب أو الأوروبيين نظراً لغياب الفنادق المجهزة والمراكز التجارية ودور السينما والمسرح وعدم فتح الأسواق ليلاً، مما يحرم المدينة من السياحة الليلية على غرار العاصمة•
أما السياحة خلال النهار، وعلى الرغم من كون المدينة تمتاز بتعدد الأماكن الأثرية، فإنها لا تسهم في تحريك العجلة الإقتصادية بالشكل المطلوب، غير أن التطور الذي تشهده صيدا والمشاريع المنوي تنفيذها من إقامة فنادق ضخمة ومراكز تجارية من الممكن أن يحقق لصيدا وأهلها النقلة النوعية التي طال إنتظارها بإستقبال السائحين ليلاً•
ومع إنتشار المقاهي قبالة القلعة البحرية وإفتتاح المسبح الشعبي المجاني للعموم على شاطىء صيدا والمقاهي المنتشرة عند نهر الأولي، يجعل من صيدا وزيارتها متعة للسائحين من مختلف المناطق الجنوبية واللبنانية وخصوصاً مع تدني الأسعار التي ترضي مختلف الطبقات الإجتماعية•
"لـواء صيدا والجنوب" يسلط الضوء على المقاهي المنتشرة قبالة قلعة صيدا البحرية من خلال هذه اللقاءات مع عدد من رواد وأصحاب المقاهي:
د• عبد الرحمن البزري
رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري قال: نفخر بما يحدث على كورنيش صيدا البحري (بوليفار الرئيس رفيق الحريري)، حيث أصبح هناك عدد من المقاهي تقصد من قبل العديد من المواطنين للإستجمام وتناول الأطعمة بأسعار مدروسة• وأضاف: كما نعمل من خلال "مشروع الإرث الثقافي"، بعد مفاوضات تمت مؤخراً مع "البنك الدولي"، على إدخال إضافات بمبلغ أكثر من مليوني أو ثلاثة ملايين دولار، وذلك على أشغال صيدا القديمة، وتلزيم المرحلة الثانية من المشروع التي ستبدأ بشارع الحمام الجديد وصولاً إلى الواجهة البحرية، حيث سيتم بداية رصفها، كمقدمة للمرحلة الثالثة والرابعة التي ستعالج فيها كامل الواجهة البحرية في المستقبل إن شاء الله•
د• رائد اليمن
الدكتور رائد اليمن قال: لنا ذكريات مع هذه المنطقة عندما كنا صغاراً، وتحديداً في العام 1980، حيث كنا نقوم بزيارة المنطقة التي كانت تعرف بـ "بحر العيد" لركوب الأراجيح وتناول المثلجات، فهي منطقة فيها الكثير من الذكريات الجميلة في ذاكرة صيدا وأبنائها، ولكن ذكريات أليمة أيضاً، فخلال الإجتياح الإسرائيلي تهجرنا إلى هذه المنطقة كما هو حال العديد من الصيداويين الذين أجبروا على الذهاب إلى "البحر"، كما كانت المنطقة تتعرض للقصف، والآن تطورت وعادت أجمل مما كانت عليه في زمن الحرب، وخصوصاً في ظل تنامي ظاهرة المقاهي عند الكورنيش البحري•
وأضاف: لا شك أن الأحداث الأليمة التي جرت في بيروت والوضع الأمني، جعل أبناء صيدا لا يفضلون الذهاب إلى الوسط التجاري بل البقاء في مناطقهم، وأهالي صيدا معروفة إنتماءاتهم السياسية وتماسكهم حتى وإن إختلفت توجهاتهم، في الوقت الذي نلاحظ فيه ظاهرة تخيف اللبنانيين، حيث بات أهالي كل منطقة يخشون الذهاب للمناطق التي تغايرهم في الإنتماء السياسي، مما يذكرنا بأيام الحرب وبقاء الأهالي في مناطقهم، وقد أخبرني صديق بأن والده رفض قيام شقيقه الصغير بالتخييم مع الكشاف في منطقة مغايرة لتوجهاتهم السياسية وذلك خشية أن يتعرض للمشاكل، وربما تبدأ الحرب من هناك!
وختم اليمن بالقول: لكن واقع صيدا مرضي، كون الأسواق القديمة كانت تخيف الداخلين إليها، إلا أن الظاهرة التي حدثت خلال شهر رمضان المبارك، أظهرت أن البنى التحتية والنظافة، فضلاً عن تقبل أهالي صيدا القديمة لفكرة الإستفادة من إقبال الناس، جعلت المقاهي تعج بالناس من مختلف الشرائح، وخصوصاً وجهاء المدينة وكذلك من بيروت بفضل الأمان وترحيب الأهالي بالسائحين، مما يعود بالنفع على الجميع•
علي أبو داهش
علي أبو داهش قال: المقاهي ظاهرة جديدة بدأت بالإنتشار وخصوصاً خلال العام الماضي، فهناك أسعار جيدة مقارنة بباقي المناطق، مما يشجع الحركة السياحية، وخصوصاً الشارع مقابل قلعة صيدا البحرية، ومن الممكن أن يتطور ذلك، ولكن يجب على أصحاب المقاهي الإهتمام بتدريب العاملين على التعامل مع الزبائن الجدد من الشباب، فمن المهم الإهتمام بالمهنيات الفندقية، مما يعطي ثماراً أفضل، وخصوصاً إذا كان هناك دعم من الطبقات السياسية والطبقة الغنية، والحركة تعد مقبولة على مستوى صيدا•
وأضاف: إلا أننا نأمل إضافة بعض الأمور: كتنظيم السير، من حيث المواقف ومنع مرور الشاحنات الكبيرة التي تسبب إزعاجاً وحوادث سير، فضلاً عن إنهاء الأعمال في الكورنيش البحري، كما أن توحيد الأسعار بين الجميع واعتماد لوائح للأسعار من شأنه منع إستغلال أصحاب المقاهي للزائرين من خارج المدينة•
محمد ريس المينا
صاحب أحد المقاهي محمد ريس المينا قال: إن السائحين الذين يزورون لبنان على نوعين، السياحة العربية التي تتركز في بيروت وجبل لبنان، أما الأوروبيون فيزورون المناطق، لكن إفتقار صيدا والجنوب إلى الفنادق يجعل هذه المنطقة لا تستفيد من السائحين ليلاً، فنرى الحركة السياحية نهاراً مما يحرم المقاهي من الرواد في فصل الصيف لأن حرارة الجو مرتفعة نهاراً، فيما إقبال الأجانب في فصل الربيع أمر ملحوظ•
وأضاف: نحن بحاجة إلى إيجاد فنادق في صيدا، لكن ذلك لا يؤدي إلى ارتفاع نسبة السائحين بشكل كبير، لأن السائح بحاجة أيضاً إلى التسوق ليلاً، فيما الشارع الوحيد الذي يفتح خلال المساء هو مقابل القلعة، لذلك نحن بحاجة إلى فنادق مع مراكز تجارية تفتح ليلاً، فضلاً عن تغيير بعض العادات والخدمات التي تقدم للسائحين، فهناك بعض الأمور لا تتناسب مع طابع المدينة المحافظ، كي نرضي السائحين، فضلاً عن عدم وجود سينما للتسلية، فيفضل السائح البقاء في بيروت بكل الخدمات المقدمة له، فنحن بحاجة إلى مشاريع متكاملة للنهوض بالمدينة•
عبد الرحمن سندس
صاحب مقهى "Scout Café" عبد الرحمن سندس قال: هذا العام الأول لنا، حيث قررنا الإستفادة من مقر "جمعية كشاف لبنان المستقبل" وخصوصاً أن هناك مباريات لـ "المونديال"، وبدأنا العمل قبل يوم من المباريات بعد موافقة مجلس مفوضية الكشاف، ولدي شريكان هما فراس شمس الدين وعبد سنجر وهما من الكشاف، وواجهنا بعض المشاكل في البداية، خصوصاً بفعل نقل مباريات "المونديال" لكن العوائق جرى تذليلها، وسوف نستمر حتى شهر تشرين الأول•
وأضاف: طبعاً الإقبال يتم من خلال الدعاية التي يقوم بها رواد المقاهي ومع المباريات القوية في "المونديال"، ويبدأ العمل بعد مغيب الشمس لأن موقعنا على البحر، ونلاحظ وجود بعض الرواد من بيروت وخصوصاً أن أسعارنا مدروسة بشكل جيد وهي تشجيعية، حيث نقدم جميع المشروبات الساخنة والباردة والمأكولات على الصاج، وهدفنا النجاح ومواصلة هذا المشروع في السنوات المقبلة، وكذلك خلال شهر رمضان إن شاء الله•
أحمد بلطجي
أحمد بلطجي (الذي يعمل في أحد هذه المقاهي) قال: نلاحظ أن هناك إقبالاً من قبل السائحين من مختلف المناطق اللبنانية وفي بعض الأحيان من خارج لبنان أيضاً، وخصوصاً أن هناك سائحين من فرنسا والصين وبنغلادش يزورون القلعة البحرية، والمقاهي تستقطب هؤلاء السائحين، إلا أن أي "خضة" أمنية في بيروت تؤثر سلباً على حركة المقاهي، ففي أحد أيام عطلة الأسبوع ونتيجة القصف على منطقة الناعمة كانت المقاهي خاوية•
وأضاف: إن الأسعار المتدنية وجمالية المنطقة تساعد على استقطاب الزائرين للمقاهي، ونحن نقدم مختلف الخدمات من مأكل ومشرب، ولا نواجه مشاكل من تلوث البحر، لكن في بعض الأحيان فإن "جبل النفايات" تصدر عنه روائح كريهة تصل إلى المقاهي، ومشكلة "جبل النفايات" كبيرة تعمل البلدية على حلها وهي تقوم بدور كبير ولا تتقاضى ضرائب تشجيعاً لأصحاب المقاهي•
وأمل أن تتطور المدينة، وبما أن صيدا تشتهر بالكورنيش البحري لذلك يجب أن تنتشر المقاهي الشعبية أيضاً على طول الكورنيش، إلا أن أصحاب هذه المقاهي يمنعون من قبل البلدية أو المحافظة والشرطة، وهناك أكثر من 200 عائلة تستفيد من الكورنيش البحري، لكن منعهم من مزاولة عملهم أمر يضر البلد، لأن المقاهي مقابل القلعة البحرية مساحتها صغيرة، ويجب إستغلال جميع المساحات الأخرى، المقاهي قبالة القلعة لا يمكن أن تستوعب قاصدي صيدا، بل يجب أن يشمل ذلك طول الكورنيش، وإلا سيؤثر سلباً على الحركة الإقتصادية في صيدا•
http://www.saidacity.net