صيداويات -ماذا تتضمّن محاضر التحقيق عن عوض وعبد الله؟
ماذا تتضمّن محاضر التحقيق عن عوض وعبد الله؟
صيداويات - الثلاثاء 17 آب 2010
علي الموسوي - السفير:
استراح القضاء العدلي والعسكري على حدّ سواء من عناء إصدار الأحكام الغيابية بحقّ أمير تنظيم «فتح الإسلام» في مخيم عين الحلوة الفلسطيني عبد الرحمن محمد عوض بعدما دوّن الموت كلمته الفاصلة في سجله العدلي الأسود وأسقط عنه كلّ الملاحقات من أحكام ومذكّرات وبلاغات.
والحال نفسها تطاول من سمّي بين المحقّقين العدليين الذين نظروا في الملفّات المتعلّقة بتنظيم «فتح الإسلام» بـ«وزير الدفاع» أو «القائد العسكري الميداني» غازي عبد الله، لأنّه كان يعدّ العبوات الناسفة ويجهّزها ويرسلها مع العناصر المولجة بتفجيرها أو دسّها في المكان المحدّد لها والقيام بعمليات إرهابية، لا سيّما ضدّ المؤسسة العسكرية، كما أنّه كان يدرّب هذه العناصر على طرق القتل، وكيفية استخدام مختلف أنواع الأسلحة المتوافرة لها في نطاق وجودها الجغرافي وتحديداً في مخيّم عين الحلوة.
وبموت عبد الرحمن بن محمد عوض (والدتــه فاطمة، مواليد 1961 فلسطيني، رقم الملف921 والبيان الإحصائي 18469 والملقّب بـ«أبو محمد شحرور»)، وغازي بن فيصل عبدالله (والدته فاطمة، مواليد 1979، فلسطيني، رقم الملف935 والبيان الإحصائي 17292 وملقّب بـ«أبو بكر مبارك») لم يعد القضاة مضطّرين إلى اعتبارهما فارين من وجه العدالة.
وبحسب الملفّات القضائية ومحاضر التحقيق في غير دعوى محال بها عوض وعبد الله على المحاكمة أو صدرت فيها أحكام بحقّهما بصورة غيابية، فإنّهما مسؤولان أو مشاركان أو لديهما العلم بها مثل التفجيرين اللذين استهدفا الجيش اللبناني في شارع المصارف في محلة التلّ، ومحلّة البحصاص في مدينة طرابلس في 13 آب و29 أيلول من العام 2008 على التوالي، والتفجيرات ضدّ «اليونيفيل» في الجنوب واغتيال النائب وليد عيدو، ورئيس غرفة العمليات في الجيش اللبناني اللواء فرانسوا الحاج، ورئيس القسم الفني في قوى الأمن الداخلي الرائد وسام عيد، وتفجير سنتر تجاري في محلّة الأشرفية.
ففي محضري التحقيق في تفجيري البحصاص وشارع المصارف، ورد حرفياً أنّ عبد الرحمن عوض اتصل بأميره شاكر العبسي، وقال له «صفّينا فرانسوا الحاج»، فصلّى العبسي، بحسب إفادة إمام مسجد القدس في مخيّم البداوي حمزة قاسم الموقوف بدوره في هذين الملفّين بسبب ارتباطه بشبكتي عبد الغني جوهر.
وقد خبأ حمزة قاسم العبسي وعدداً من العناصر الفارين معه وأسكنهم في منزل ذويه الكائن فوق منزله في مخيّم البداوي، إلى حين تأمين خروجهم إلى مكان آخر أكثر أماناً، وتهريبهم إلى سوريا.
وخلال وجود قاسم في محضر العبسي سمعه يتواصل بواسطة هاتف خلوي مع عبد الرحمن عوض الذي أبلغه أنّ عناصره قاموا بتنفيذ عملية تفجير ضدّ «اليونيفيل»، ونجحوا باستهداف العميد فرنسوا الحاج والنقيب وسام عيد.
وكان عوض يلجأ إلى تزوير بطاقات هويّة أو إخراجات قيد وتزويد عناصره بها للتمويه وتأمين السلامة لهم خلال حركة تنقلاتهم خارج نطاق «إمارته» وداخل الأراضي اللبنانية خشية أن يقعوا بأيدي الأجهزة الأمنية، وهذا ما أشار إليه قاسم باعترافه بأنّ العبسي سلّمه بطاقة مزوّرة عليها رسمه الشخصي نظّمها له عبد الرحمن عوض.
وكرّر فادي إبراهيم الملقّب بـ«السيكمو» شهادة قاسم المذكور أمام المحقّق العدلي القاضي نبيل صاري، وقال إنّ عوض أخبره الكلام نفسه عن اغتيال الحاج.
وبحكم قربه من عوض ومجالسته له، قال فادي إبراهيم إنّ عوض أبلغه بأنّ عبد الغني جوهر هو من نفّذ تفجيرات الشمال ثمّ دخل إلى مخيّم عين الحلوة في منتصف العام 2009 ووضع نفسه بحماية عوض.
ونقل إبراهيم عن عوض أنّ جماعته اغتالت النائب وليد عيدو، وتفجير سنتر تجاري في الأشرفية وإنّ عملية اللواء فرانسوا الحاج قد تورّط بها نعيم عباس الذي ينتمي إلى توفيق طه.
وكما تورّط عوض في التزوير، مشى على خطاه غازي عبد الله الذي سلّم الموقوف محمّد عزام بطاقة مزوّرة عليها الرسم الشمسي لأمير مجموعة الشمال عبد الغني جوهر، وهي باسم فطين الدوخي، فحملها وأعطاها لجوهر داخل مسجد الزعتري في صيدا.
ويعتبر العقل الديني لتنظيم «فتح الإسلام» في مخيّم عين الحلوة، أسامة الشهابي (والدته خديجة، مواليد 1972، مخيم عين الحلوة، فلسطيني رقم الملفّ 538 والبيان الإحصائي 18053 ، لقبه «أبو الزهراء»)، المورّد الرئيسي للعناصر إذ كان لديه بعض العناصر المزروعين داخل عين الحلوة وخارجه يحضرون الشباب له بعد اتباع أساليب مختلفة معهم تارة بالترهيب وطوراً بالترغيب، فيستلمهم ويعطيهم دروساً دينية يتخللها الحثّ على وجوب الجهاد، ويحاول إقناعهم بتبني أفكاره المتعلّقة بتكفير الأنظمة ومن ضمنهم الدولة اللبنانية.