النهار - تحذير سوداني من حرب بسبب استفتاء أبيي - علي بردى
تحذير سوداني من حرب بسبب استفتاء أبيي
نيويورك (الأمم المتحدة) – من علي بردى:
أفاد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون لعمليات حفظ السلام آلان لو روا أمس، أن المنظمة الدولية تنظر حالياً في خيارات عدة لتعزيز وجود قوات بعثة الأمم المتحدة في السودان "أنميس" في مناطق تزيد فيها الأخطار على طول الحدود بين الشمال والجنوب. بينما حذر المندوب السوداني الدائم لدى الأمم المتحدة السفير دفع الله الحاج علي عثمان من أن إجراء الاستفتاء في أبيي قبل التوصل الى تسوية مقبولة لدى الطرفين "لن يعني سوى العودة الى أتون الحرب".
وكان لو روا يقدم إحاطة بان الى مجلس الأمن عن تطورات الأوضاع في السودان قبل أقل من ثلاثة أشهر من موعد الإستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان بموجب اتفاق السلام الشامل، ومما قال إن "أحد الخيارات قد يكون إعادة نشر بعض القوات الموجودة في مناطق أخرى على الحدود في جنوب السودان"، بيد أنه استدرك أن "هذا سيضعف قدرة البعثة على المساعدة في الاستعداد لإجراء عملية الاستفتاء وتوفير الأمن خلالها، والخيار الآخر هو طلب زيادة عدد القوات المأذون بها ونشر وحدة إضافية قرب المناطق التي تحدد بأنها مناطق حساسة".
وأكد أن زيادة عدد القوات الدولية "لن يمكن البعثة من منع نشوب أو من احتواء اشتباكات بين جيشي الطرفين في حال وقوعها"، وأن "الأداة الفضلى لمنع العودة الى الحرب تتمثل في التزام الاتفاق السياسي". كذلك قال إن "بعثة الأمم المتحدة في السودان تواصل تقديم المساعدة الفنية واللوجيستية والاستشارية لمفوضية استفتاء جنوب السودان، وتتولى نشر عدد من الموظفين الإضافيين كما تعمل على إقامة مراكز لتسجيل الناخبين في دارفور وجنوب السودان". وأشار الى صدور دعوات رسمية لمراقبة سير الاستفتاء لجهات عدة، منها جامعة الدول العربية والاتحادان الأفريقي والأوروبي ومنظمة كارتر. وابدى "قلقاً" من القيود المفروضة على حرية حركة أفراد بعثة الأمم المتحدة في السودان، مشيراً إلى إحراز تقدم أخيراً مع السلطات المعنية لرفع تلك القيود.
أما بالنسبة الى منطقة أبيي، فأعرب لو روا عن "القلق البالغ لعدم إحراز أي تقدم في الأعمال التحضيرية للاستفتاء في المنطقة المتنازع عليها بين الشمال والجنوب". ولاحظ أنه "لم تشكل بعد المفوضية الخاصة باستفتاء أبيي ولم تحدد معايير تسجيل الناخبين. وأوائل الشهر التقى طرفا اتفاق السلام الشامل في أديس أبابا للبحث في الخيارات الممكنة للتغلب على العقبات، وإذا لم يتم التوصل الى اتفاق، فإن الطرفين وافقا على اللقاء مرة أخرى في نهاية تشرين الأول الجاري". وحذر من أن عدم احراز تقدم في هذا المجال سيزيد احتمالات ارتفاع حدة التوتر يومياً في المنطقة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أفاد في أحدث تقرير له عن السودان، أن أحداث الأشهر الثلاثة المقبلة ستؤثر بشدة في مستقبل هذا البلد، ملاحظاً أن "المخاطر كبيرة" لأن عدم الوفاء بالموعد النهائي المحدد في اتفاق السلام الشامل لإجراء الاستفتاءين في جنوب السودان وأبيي "قد تكون له عواقب وخيمة". وعبر عن "قلق بالغ" من الوضع في أبيي لأن التحضير للاستفتاء تأخر عن الموعد المحدد وحض الأطراف على بدء مفاوضات في شأن ترتيبات ما بعد الاستفتاء. ولفت الى أن التصعيد المستمر للقيود المفروضة على حرية تنقل بعثة الأمم المتحدة في السودان يمثل "تحدياً خطيراً" لتنفيذ ولاية البعثة ودعمها للاستفتاءين المقبلين.
وأبلغ المندوب السوداني الصحافيين أن بلاده ملتزمة إكمال تطبيق المراحل الأخيرة لاتفاق السلام الشامل. ودعا الى "إجراء استفتاء موثوق به ونزيه وشفاف يعكس الإرادة الحقيقية لشعب الجنوب بعيداً عن المؤثرات والمزايدات، واتساقاً مع حقيقة أن الاستفتاء ليس هدفاً في حد ذاته، بل هو وسيلة يتوخى منها أن تفضي بنا إلى تعزيز السلام والاستقرار والتعايش المثالي لا إلى الحرب التي ما قبلنا بخيار حق تقرير المصير إلا لطي صفحتها إلى الأبد". واضاف أن "أي محاولات لإجراء الاستفتاء في أبيي قبل التوصل الى تسوية مقبولة لدى الطرفين بالنسبة الى وضع المنطقة لن يعني سوى العودة الى أتون الحرب".