الجمهورية - حزب البعث يتحكّم في كل جوانب النظام وبشّار الأسد غير قادر على الإصلاح
الثلاثاء 26 تموز 2011
ويكيليكس
حزب البعث يتحكّم في كل جوانب النظام
وبشّار الأسد غير قادر على الإصلاح
تقدّم رجل أعمال سوري بارز من السفارة الأميركية، عارضا خدماته بصفته قادرا على المحاورة السياسية مع عدد من المسؤولين السوريين، من ضمنهم وزير الخارجية ومدير المخابرات العسكرية ونائب الرئيس السوري للشؤون الأمنية. وعبّر رجل الأعمال عن استيائه من استمرار النفوذ السياسي لمسؤولي حزب البعث الذين تلقّوا تعليمهم في الاتحاد السوفياتي، وحثّ الولايات المتحدة على الاستثمار في برامج التعليم لتثقيف الجيل السوري الناشىء، واصفا العقوبات الاقتصادية الأميركية بالكارثة، بما أنها لم تؤثّر قطعا في سوريا، وإنّما قدّمت إلى المتشددين داخل النظام الذخيرة المناسبة التي يستخدمونها في وجه رغبة الرئيس الأسد في تحسين علاقات بلاده بالولايات المتحدة.
ففي مذكّرة سرية تحمل الرقم 09DAMASCUS254 صادرة عن السفارة الأميركية في دمشق في 6 نيسان 2009، جاء أن رجل أعمال شيعيا بارزا استقبل في مكتبه، القائم بأعمال السفارة الأميركية في سوريا، في خطوة تهدف إلى التقرّب من الولايات المتحدة. وزعم رجل الأعمال أنه كان جزءا من "مجموعة سوريّة رباعية" كانت تجتمع غالبا لمناقشة قضايا دولية، وقال إن الأعضاء الثلاثة الآخرين في المجموعة هم: وزير الخارجية وليد المعلّم ونائب نائب الرئيس للشؤون الأمنية محمد ناصيف خير بيك ورئيس المخابرات العسكرية آصف شوكت. ووصف "المجموعة الرباعية" بـ"الموالية للولايات المتحدة" وفي شكل خاص شوكت وناصيف، معتبرا المجموعة حركة معتدلة في وجه المتشددين البعثيين داخل النظام.
حزب البعث المناهض لأميركا
وفي سياق آخر، اعتبر رجل الأعمال السوري أنّ مشاعر الحكومة السوريّة المناهضة لأميركا تعود إلى علاقة سوريا السابقة بالاتحاد السوفياتي، مضيفا أن هناك الكثير من الوزراء داخل الحكومة ممن تلقوا تعليمهم في أوروبا الشرقية خلال السيتينات والسبعينيات، حيث تم غسل أدمغتهم لمعاداة الغرب. ولإظهار مدى قدرة حزب البعث وتأثيره في الحكومة السورية وقرارات النظام، ضرب رجل الأعمال مثلا عن الدكتور هاني مرتضى الذي تولّى منصب وزير التعليم العالي، والذي حاول إصلاح الوزارة من دون جدوى، مضيفا أنّ هذا الوزير حاول تطبيق برنامج لتقويم المؤهلات الأكاديمية لمسؤولي الوزارة، الأمر الذي يمكن أن يفسر عمليات طرد عدد من المسؤولين القدامى. وشرح أنّ سبب فشل المشروع هو الهجوم المضاد الذي شنّه حزب البعث على حملات الوزير الإصلاحية، مشيرا إلى أنّ مرتضى هو شخص مقرّب من الرئيس الأسد وآصف شوكت بحكم منصبه كطبيب أطفالهم، ولكنّ قربه من العائلة الحاكمة لا يستطيع عزله عن سياسة حزب البعث.
استخدم رجل الأعمال تجربة مرتضى كدليل إلى قدرة بشّار الأسد المحدودة على تغيير عقلية
الحرس القديم" في سوريا، على رغم إيمان الأسد "الحقيقي" بالإصلاح
والليبيرالية، مقترحا على الولايات المتحدة الاستثمار في البرامج التعليمية وتبادل البرامج من أجل تغيير عقلية الشباب السوري الصاعد وتعديل عقلية المجتمع السياسي الحالي.
كارثة العقوبات الاقتصادية
ومن جهة أخرى، اعتبر رجل الأعمال السوري أنّ العقوبات الاقتصادية الأميركية على سوريا هي بمثابة "كارثة تواصل" أدّت دورا كبيرا في تعزيز موقف المتشددين وليس موقف بشار الراغب في تحسين مستوى العلاقات بالولايات المتحدة، شارحا أنّ المتشددين داخل النظام، وخصوصا أفراد حزب البعث يستخدمون العقوبات الأميركية كذريعة للدفاع عن نظرتهم المعادية إلى أميركا، في وجه الرئيس السوري الذي يحاول إقناعهم بضرورة الانفتاح على الغرب وخصوصا الولايات المتحدة. وبات من الواضح، حسب المصدر، أنّ بشّار يواجه صعوبة متزايدة في السيطرة على "العناصر القديمة" داخل النظام الحاكم.