الجمهورية - الأسد للأميركيّين: مستعدّون للتعاون في العراق أرسلنا إشارات إيجابيّة عدّة لكنّكم لم تتجاوبوا
الثلاثاء 26 تموز 2011
ويكيليكس
الأسد للأميركيّين: مستعدّون للتعاون في العراق
أرسلنا إشارات إيجابيّة عدّة لكنّكم لم تتجاوبوا
أكّد الرئيس السوري بشّار الأسد خلال اجتماعه مع السيناتور الأميركي بيل نيلسون أنّ سوريا مستعدّة للتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية في ملفّ العراق، وخصوصا مسألة الحدود السوريّة – العراقيّة، لافتا إلى ضرورة قيام الولايات المتحدة بالخطوة الأولى نحو إعادة إطلاق الحوار مع بلاده.
ففي مذكّرة سرّية تحمل الرقم 06DAMASCUS5411 صادرة عن السفارة الأميركية في دمشق في 15 كانون الأول 2006، جاء أنّ اجتماعا ضمّ الرئيس السوري بشّار الأسد والسيناتور الأميركي بيل نيلسون، في حضور وزير الخارجية وليد المعلم، شدّد فيه الأسد على ذكر المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة الأميركية وسوريا، بما يدفعه إلى العمل من أجل التعاون معها. وأضافت أنّ السيناتور شجّع الأسد على إظهار إشارة لهذه الجهوزية، فأجابه أنّ سوريا قد أرسلت إشارات عدّة في الماضي، ولكن لم تحصل إلّا على ردود فعل سلبيّة من الولايات المتحدة، قائلا: إذا أرادت الولايات المتحدة إشارة، فعليها النظر إلى العلاقات الدبلوماسية المستأنفة مع العراق واعتبار ذلك إشارة. وكرّر الأسد أنّ لدى سوريا رغبة في التعاون مع الولايات المتحدة، وهي في انتظار أن تسمع من الولايات المتحدة في شأن آليّة هذا التعاون.
العراق
ومن جهة أخرى، استفهم السناتور نيلسون من الأسد عن تقرير إخباريّ صدر حديثا، وجاء فيه أنّ الوزير المعلّم خلال زيارته الأخيرة للعراق في 19و20 تشرين الثاني وقّع اتفاقيّة تعبّر عن دعم سوريا القوات الأميركية الموجودة في العراق "إلى حين لا تعود ضروريّة". فعلّق الأسد قائلا إنّ سوريا تعتقد أنّ من الضروري وجود جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية من العراق. فتدخّل الوزير المعلم مقاطعا الرئيس السوري وقال: "إنّ التغيير الوحيد في سياسة سوريا، هو أنّ سوريا في السابق كانت تريد انسحابا فوريّا للقوات الأميركية من العراق، أمّا الآن فسوريا تدعم وجود جدول زمني لهذا الانسحاب".
وشدّد الأسد مرّات عدة خلال الاجتماع على مصالح الولايات المتحدة وسوريا في الحفاظ على استقرار العراق.
وعن قضيّة التعاون عبر الحدود، قال الأسد إنّ سوريا مستعدّة للتعاون ولكن الولايات المتحدة غير مستعدّة، مشيرا إلى الزيارات الكثيرة لمسؤولين أميركيين في العام 2004، حيث أوضحت سوريا رغبتها في التعاون.
وأضاف الأسد أنّ في غياب التعامل الأميركي، اضطرّت سوريا إلى إجراء تعزيزات على الحدود المشتركة مع العراق، ونشرت المزيد من القوات العسكرية لحمايتها، كما كثفت إجراءات الرقابة في المطار للحؤول دون تسلّل الإرهابيين الى داخل سوريا ومنها إلى العراق. وشرح، في ظل هذه التعزيزات الأمنية، أنّ سوريا لا تزال تنتظر الحصول على التصوّر أو الآليّة الأميركية لزيادة مستوى الأمن وفعاليّته على الحدود.