الجمهورية - ميقاتي: السلام مع اسرائيل سيكون "نهاية سعيدة" ولا يمكن ان يستمر لبنان مع دويلة "حزب الله"
الإربعاء 4-5-2011
ميقاتي: السلام مع اسرائيل سيكون "نهاية سعيدة"
ولا يمكن ان يستمر لبنان مع دويلة "حزب الله"
في وثيقة سـرّية صادرة من السفارة الأميركيّة في بيروت تحت الرقم 001773 بيروت 03، في تاريخ 12/1/2008، جاء أنّ الرئيس نجيب ميقاتي أبلغ إلى السفيرة الأميركيّة ميشال سيسون أنّ الزعيم السنّي سعد الحريري الذي يسعى إلى التحالف معه انتخابيّا، سيفوز في طرابلس في انتخابات العام 2009، مؤكّدا أنه سيرفض تولّي منصب رئيس الوزراء "إذا لم يحظَ بدعم الطائفة السنّية"، وإنّ الحريري هو مَن سيتولّى هذا المنصب على الأرجح.
وعن الرئيس ميشال سليمان، أعرب ميقاتي عن قلقه لأنّ القوّات المسلّحة اللبنانية والبطريرك الماروني، وهما تقليديّا يدعمان رئاسة الجمهورية، لا يدعمان سليمان مئة في المئة.
وعن حزب الله وصف ميقاتي هذا الحزب في 18 كانون الأوّل العام 2007 بأنّه "ورم سرطاني" داعيا إلى إزالة الدويلة التي يقيمها هذا الحزب من أجل الحفاظ على لبنان.
ولاحظ ميقاتي أنّ العلاقات الدبلوماسيّة بين لبنان وسوريا هي علاقة "تجميليّة"، لكنه دعا إلى علاقات أفضل معها من أجل احتواء حزب الله.
وأشار في هذا السياق إلى أنّ هدف حزب الله الأساسي هو إقامة قاعدة عسكريّة إيرانية على البحر الابيض المتوسط تنطلق منها إيران نحو الغرب.
وأضاف ميقاتي عشيّة الانتخابات النيابيّة في العام 2009 أنّ عهد الرئيس فؤاد السنيورة "قد انتهى"، وأنّ عليه أن يأخذ "إجازة"، مشيرا إلى أنّ سعد الحريري يريد هذا المنصب لكنه سأل: هل تريده المملكة العربية السعودية في هذا الموقع؟
ووافق ميقاتي على مضض في ما يتعلق بأهليّة الحريري لهذا المنصب، قائلا إنّ المهمّة تحمل الكثير من التحدّي وإنّ على الشخص المختار لهذا المنصب أن يعمل على بناء دولة.
وشدّد على أنّه سيرفض منصب رئاسة الوزراء في ظل هذه الظروف لأنّه لا يمثل السنّة، مشيرا بذلك إلى حكومتي الرئيسين سليم الحص وعمر كرامي غير الناجحتين. وأوضح أنّ تولّي منصب رئيس الوزراء من دون دعم السنّة سينتهي دائما إلى فشل قائلا: "أنا لست مستعدّا لأن أفشل".
ويكشف ميقاتي أنّ أحد اجتماعاته مع الرئيس ميشال سليمان كان مقلقا عندما قال الأخير إنّ مهمّته كانت أسهل ممّا توقّع، مشيرا إلى أنّه أبلغ إلى الرئيس أنّ عليه بناء مؤسّسات قويّة من أجل احتواء حزب الله.
ولاحظ ميقاتي أنّ دعم الجيش اللبناني والبطريرك المارونيّ للرئيس سليمان ليس كبيرا، مشيرا إلى أنّ القوات المسلّحة اللبنانيّة متعاطفة مع قوى الثامن من آذار، في وقت يدعم معظم ضبّاطها حزب الله والعماد ميشال عون.
وشكّك في هذا المجال أن يكون سليمان يحظى بالدعم الكامل من القوّات المسلّحة اللبنانيّة، لكنه استطرد قائلا: ربّما أنّ الخوف من انقسام الجيش قد منع قائده ميشال سليمان من اتّخاذ قرارات جوهريّة بين العامين 2005 و2008. وأضاف: إنّ البطريرك صفير "ليس مغرما بسليمان".
على صعيد آخر، قال ميقاتي إنّ لبنان لا يستطيع أن يستمرّ في ظلّ دويلة حزب الله، موضحا أنّه، وبغضّ النظر عن آرائه الشخصيّة فيه، يتوقع أن يجرّ الحزب لبنان إلى "نهاية حزينة" واصفا إيّاه بأنّه يشبه "الورَم السرطانيّ" الذي يجب "إزالته سواء كان ورَما حميدا أو خبيثا".
وعن أهداف حزب الله في لبنان، شدّد ميقاتي على أنّ إيران تستخدم هذه المجموعة لإقامة قاعدة عسكريّة على البحر الأبيض المتوسط، قائلا إنّ حلم الإمام الخميني لتصدير الثورة الإسلاميّة كان يحتاج إلى "نقطة انطلاق"، وإنّ نقطة الانطلاق هذه هي لبنان.
وأضاف: إنّ هذا الهدف يحتاج إلى وقت، لكنه أوضح أنّ حزب الله "يتمتّع بالصبر".
وردّا على القول إنّ السلام مع إسرائيل هو أفضل طريقة مباشرة لاحتواء مثل هذه النيّات، وافق ميقاتي على أنّ السلام مع إسرائيل سيكون "نهاية سعيدة"، لكنّه يتساءل: هل تقدم سوريا على إبرام اتفاق "من دون إذن من إيران"؟
وأعرب ميقاتي عن شكوكه في أن يتمكّن أيّ طرف سواء في 8 أو 14 آذار من تغيير حقيقة لبنان بعد فوز أحدهما في انتخابات العام 2009.
ووصف ميقاتي العلاقات الدبلوماسيّة مع سوريا بأنّها "تجميليّة"، مشدّدا على ضرورة إعطاء الأولويّة لمصالح لبنان.
وأضاف أنّ تحييد المسار السوري جعل إنجاز العمل في لبنان أسهل من ذي قبل.
وقال إنّ زيارات وزير الخارجيّة ووزير الداخلية وقائد الجيش، والزيارة المرتقبة لوزير الدفاع الياس المر لدمشق، تشير إلى أنّ سوريا اختارت "جزيرة خاصّة" من الاتصالات التي تبغيها مع لبنان. وأضاف: إنّ تحييد سوريا قد يمكّن الحكومة اللبنانية من كسب الوقت في مواجهة حزب الله.
وختم التقرير واصفا اللقاء بالقول: "لقد قدّم ميقاتي نفسه على أنّه عدوّ لحزب الله، في وقت يتطلّع إلى فرص محتملة للعودة إلى رئاسة الوزراء".