الجمهورية - المفاوضات السورية - الاسرائيلية في أنقرة تحولت مباشرة --الاسد طلب تحريك المسار اللبناني بعد لقاء امير قطر
الإربعاء 4-5-2011
WIKILEAKS
المفاوضات السورية - الاسرائيلية في أنقرة تحولت مباشرة --الاسد طلب تحريك المسار اللبناني بعد لقاء امير قطر
الأسد وأردوغان
في مذكرة سرية صادرة في دمشق في 31/5/2008 تحت الرقم 08DAMASCUS388، ان الرئيس بشار الأسد، وخلال جولة رسمية على الإمارات العربية المتحدة والكويت في الأول من حزيران، طلب من مسؤولي البلدين ايجاد طريقة لتخفيف الاحتقان القائم بين دمشق والرياض. وأضافت أن تحرّك الأسد جاء أيضا في أعقاب جولة من المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل في أنقرة، وبعد إبرام اتفاق الدوحة في21 ايار. وكشف المستشار في وزارة الخارجية السورية سمير التقي أنه هو وليس رئيس الوفد السوري رياض الداوودي مَن التقى المسؤولين الإسرائيليين وجها لوجه. وعلى رغم اتفاق السوريين والأتراك والإسرائيليين على عدم اعلان هذا الأمر، إلا انهم اكدوا وجود تقدم سريع في عدد من النقاط، بينها الاتفاق على اقامة "منطقة سلام" في الجولان تسمح بالانتقال بين سوريا وإسرائيل. وشدد التقي على أن إطاحة رئيس الوزراء إيهود أولمرت الذي يواجه مشكلات مع القضاء، لن توقف المفاوضات الخاصة بالجولان، مشيرا الى ان وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الدفاع ايهود باراك سيواصلان المفاوضات مع سوريا. على صعيد آخر، زار امير قطر الشيخ حمد بن خليفة دمشق في منتصف ايار للتشاور مع الاسد في الموضوع اللبناني، ثم أعقبها بزيارة اخرى تقررت في آخر لحظة في الثلاثين من ايار وابلغ الى الاسد خلالها ان التقدم في لبنان من شأنه تحسين العلاقات السعودية – السورية. وكشف التقي أن بعد لقاء الشيخ حمد، قام الرئيس السوري بإطلالة تلفزيونية غير مقررة ايضا، اعلن خلالها ان اطلاق المسار الاسرائيلي – اللبناني سيكون اضافة مرحبا بها على المفاوضات الجارية على المسارين السوري والفلسطيني. واشارت المذكرة الى ان سوريا سعت الى تهدئة المخاوف الايرانية حيال مستقبل العلاقات بين البلدين. وفي الثالث والعشرين من ايار استقبل رئيس البرلمان السوري محمود الأبرش وفدا برلمانيا ايرانيا، واصدر بيانا اثنى فيه على الدعم الايراني للمواقف السورية الوطنية، بينها السعي الى استعادة الجولان والاراضي العربية المحتلة. وفي الرابع والعشرين من ايار زار رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل العاصمة الايرانية، والتقى وزير الخارجية منوشهر متكي الذي اعلن في مؤتمر صحافي مشترك ان على النظام الصهيوني الانسحاب من الجولان، وأن بلاده تدعم المساعي السورية الرامية الى استعادة المرتفعات المحتلة. وفي الخامس والعشرين من ايار زار وزير الدفاع السوري حسن التركماني طهران، والتقى الرئيس نجاد ونظيره الايراني مصطفى محمد نجار الذي وصف الروابط مع سوريا بأنها روابط استراتيجية تقوم على اساس المصالح الوطنية للبلدين. وفي السابع والعشرين من أيار ابلغ الاسد الى وفد برلماني بريطاني، ان اي طلب لوقف العلاقات السورية – الإيرانية هو طلب غير منطقي. لكن خلف الكواليس، تقول المذكرة، لاحظت اتصالات السفارة مشهدا صاخبا لحركة ايرانية تتخوف من ان تأتي المفاوضات السورية – الإسرائيلية على حساب العلاقات السورية – الإيرانية. ونقلت تقارير صحافية أن الإيرانيين كانوا يمطرون المعلّم بالمخابرات الهاتفية، منهم وزير الخارجية متكي، وكانوا يطلبون ان يأتي اليهم بشّار او المعلم او مشعل او اي شخص متوافر. واضافت: إن المعلم دبّر لقاء مع متكي في بيروت على هامش حفل قسم اليمين الذي أداه الرئيس ميشال سليمان في 25 ايار. ونقلت المذكرة عن التقي الذي زار طهران في 23 أيار، ان الايرانيين كانوا غاضبين حتى الجنون حيال فكرة قيام سلام بين دمشق واسرائيل، وطلبوا ضمانات بأن اي اتفاق بينهما لن ينعكس على الدعم السوري لحزب الله. وقال التقي إن اجتماعاته مع النواب الإيرانيين تكشف عن شعور عميق بالاستياء من النظام الإيراني وعن اعتقاد أن على ايران السعي اكثر الى التعامل مع الغرب في مسألة برنامجها النووي. ورأى التقي انه كان على الحكومة السورية ان تطمئن النظام الإيراني الى أن العلاقات الثنائية ستستمر. لكن التقي اشترط ان يطلب ويحصل وزير الخارجية المعلم على ضمانات من متكي مفادها ان المسؤولين الايرانيين سيمتنعون عن ادانة المباحثات السورية غير المباشرة مع اسرائيل. الى جانب ذلك، قال التقي ان بشار الاسد ومسؤولين آخرين في الحكومة السورية اصبحوا يسأمون على نحو متزايد مستوى "العوز الإيراني" المرتفع. وجاء في المذكرة أن في حين كانت السعادة واضحة في ردات الفعل الايجابية إثر اتفاق الدوحة في 21 ايار، والاعتراف الرسمي من قبل سوريا واسرائيل وتركيا بمسار الجولان، اضافة الى انتخاب رئيس جمهورية وتعيين رئيس وزراء في لبنان، ظلّت الحكومة السورية تسعى وراء الهدف غير المحقق ألا وهو تحسين العلاقات بالسعوديين والتخفيف من عزلتها الدولية.