لقد قلنا حينذاك في هذا المقال
هذه العناصر جميعها شجعت الإنسان الأوّل على أن يأتيَ إلى منطقة جبيل ، حيث يوجد المغاور . وهناك ما يقرب من 1600 موقع من العصر الحجريّ ، في الفترة الزمنيّة قبل أن يستقرّ فيها الإنسان ويبنيَ له أوّل بيت . هجوم الإنسان على هذا الموقع جعله ، عندما اكتشف الزراعة ، أن يعمّر أوّل تجمّع سكنيّ له في هذه المنطقة .
لقد قلنا حينذاك في هذا المقال إنّ هذه العناصر الطبيعيّة موجودة هي أيضاً في بيروت ، في نهر بيروت ، وفي صيدا أيضاً ، وحيث كان يوجد ينابيع في قلب بيروت وإن صغيرة. لقد ظهرت لنا جميعها في الآثار ، بعد أن جفّت مع الزمن... وهناك غابات كانت تصل إلى علوّ 200 متر ، وهذا الخليج الطبيعيّ والتلّ الطبيعيّ أيضاً فوق الخليج ، والذي يشكّل نوعاً من الحماية لهذه الضيعة الصغيرة ، بيروت ، التي نشأت في أواخر الألف السابع قبل الميلاد ...
وأذكر أنّ كثيراً كانوا قد انتقدوني وقالوا لي بأنّني قد ذهبت بعيداً في استنتاجاتي . ولكن ، جاءت الحفريات الأخيرة في بيروت ، وأظهرت أنّني كنت على " حقّ " في وجهة نظري . واُكتشف في بيروت بقايا الضيعة الزراعيّة للألف السادس أو السابع قبل الميلاد ، لم نستطيع أن نعرف تحديداً التاريخ ، لأنّ سوليدير استعجلت وجرفت الموقع بسرعة في ظرف 24 ساعة .
والآن ، يمكنني أن أقول أمامكم ، والأيام المقبلة إما أن تصدّق وإما أن تكذّب ما نقوله، إنّ في مدينة صيدا هناك احتمالاً كبيراً أن تكون في عمر بيروت وجبيل. ذلك أنّ العناصر الطبيعيّة هي نفسها ، وهي تلك التي شدّت الإنسان الأوّل في العصر الحجريّ إلى أن يستقرّ في منطقة جبيل ، وبيروت ، هذه العناصر موجودة هي أيضاً في صيدا ومنطقتها : توجد المياه ، وهذا موقع موجود ما بين