المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات - كتاب مفتوح لجانب دولة الرئيس ميقاتي
الجمعة 25 تشرين الثاني 2011
كتاب مفتوح لجانب دولة الرئيس ميقاتي
المصدر: خاص المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات...
بقلم مدير المركز... حسان القطب
من حقنا نحن كمواطنين لبنانيين التوجه إليكم ومخاطبتكم للتعبير عن قلقنا مما آل إليه الوضع السياسي والاقتصادي والأمني في لبنان وانتم على رأس حكومة طال ليل تشكيلها ويلف أداؤها الحالي ظلام دامس إن لم نقل ظلم وقهر وتجاوزات.. من حقنا نحن بعض اللبنانيين الذين نؤمن بضرورة بناء الدولة ومؤسساتها وتفعيل أجهزتها الأمنية أولاً وسائر مؤسساتها، أن نطرح أمامكم وأنتم في سدة المسؤولية التي ارتضيت لنفسك أن تكون على رأسها خلافاً لتوجهات ناخبيك ومحبيك، هواجسنا وخوفنا وقلقنا وعتبنا أيضاً، لا من باب إلقاء اللوم، بل رغبةً في أن نساعدك على قراءة ما يجول في خواطرنا. وعندما نقول نحن بعض اللبنانيين، فهذا لأننا ومع الأسف ندرك ونعي ونعلم ونعرف كما أنت تعرف يا دولة الرئيس، أن البعض من حلفائك لا يؤمن بمؤسسات الدولة ولا بوجودها ولا حتى بضرورتها، فابتدع لنا شعار الثلاثية الذهبية التي تتيح له مخالفة القوانين وتعطيل المؤسسات وتجاوز الأعراف وحماية المرتكبين واتهام الوطنيين باسم المقاومة وسلاحها ورعاية جمهورها دون سائر المواطنين اللبنانيين..وكيف يستقيم عمل حكومة يقوم مكون أساسي فيها بتوجيه الاتهامات لرئيسها ويتصرف مع وزرائه وكأنه رئيس وزراء فعلي لها.. لذا نود يا دولة الرئيس في كتابنا هذا الإضاءة هنا على بعض النقاط:
- إذا كان للمقاومة جمهورها الذي يحق لهم ما لا يحق لغيرهم، وأظنك تدرك ما أشير إليه، فإن للوطن والكيان مواطنيه وأبناءه الذين يلتزمون القوانين ويدفعون الضرائب ويخضعون لسلطة القانون ويحترمون المؤسسات والسلطات وأظنهم يشكلون الغالبية العظمى بل المطلقة من أبناء هذا الشعب والوطن وهم يستحقون منك الاحترام والحماية والرعاية. فهل أنت راضٍ عن ممارسات بعض الأجهزة أمنية التي تتجاهل ما يجري في بعض المربعات ربما لعدم قدرتها أو لأسباب أخرى، في حين أنها تلاحق المعارضين السوريين ومن يؤيدهم ولو سلمياً..؟؟
- إن الفريق الذي تحالفت معه كان قد عطل الحكومة السابقة تحت عذر فتح ملف شهود الزور، فأين أصبح هذا الملف الذي عطل البلد ومصالح المواطنين لأشهر حتى أسقط الحكومة السابقة، لماذا يتم اليوم تجاهله وحتى عدم الحديث عنه، أليس لأنه حقيقةً غير موجود..؟؟ بل يتقدم نصرالله أمام شاشات التلفزيون ليتحدث عن فعالية الحكومة ونشاطها وانجازاتها قياساً على الحكومات السابقة، ويتجاهل أنه كان مع بري وميشال عون يعطلون عمل الحكومات السابقة تمهيداً لإسقاطها..؟؟
- واليوم يا دولة الرئيس ألا تشعر أن المطلوب منك هو تجاهل القرارات الدولية بل رفضها ووضع لبنان وشعبه ومواطنيه في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي خدمة لحزب ومجموعة وفئة ومشروع إقليمي، وهل يستحق الشعب اللبناني أن يبقى أسير طموحات ورغبات فريق لبناني يتجاهل منطق التوافق والاحترام، وسياسات فئوية تربط مصير لبنان والكيان بمصير نظام سوريا وإيران.؟؟ ولماذا لا يتقدم هذا الفريق من اللبنانيين بعرض رؤيته السياسية سواءً في الداخل اللبناني أو منهجه في التعامل مع المحيط العربي والمجتمع الدولي ومقرراته..فكيف نلتزم بالقرار 1701، ونتجاهل القرار 1757؟؟ نتمنى على هذا الفريق أن يكون عرض رؤيته السياسية موضوعياً وبعيداً عن نظرية المؤامرة والاستهداف..؟
- هل ستقوم يا دولة الرئيس بتمويل المحكمة الدولية التي وافق عليها بالأمس من يعارضها اليوم..؟؟ طبعاً لن تقوم بالتمويل لأنك لا تستطيع، ولن يسمح لك مرشد الجمهورية اللبنانية (نصرالله) بتمويل المحكمة لأنه يقوم بحماية المتهمين فكيف يسمح بتمويل المحكمة التي تطالب بالقبض عليهم ومحاسبتهم في حال إدانتهم.؟؟ فلماذا المناورة يا دولة الرئيس والحديث عن الرغبة في التمويل والبحث عن مخارج..؟؟ لماذا لا تخاطبنا بصراحة..؟؟
- كيف يقوم وزير الاتصالات بحجز أموال في وزارته.؟؟ ولن نحملك المسؤولية يا دولة الرئيس فهي سياسة متبعة من قبل وزراء عون الذي يتبوأ أتباعه هذه الوزارة، خلال عهد الحكومات السابقة، ولكن ألا يشعرك هذا التصرف والسلوك، بأن وراء الأكمة ما وراءها، وان من يتحدث عن بناء الدولة وتحقيق الإصلاح والتغيير وبناء المجتمع المقاوم والتنمية المتوازنة والثلاثية الذهبية، يتصرف عكس ذلك تماماً ويؤكد بسلوكه هذا على الانقسام الداخلي وتعزيز الفرقة بين مكونات الوطن اللبناني وأبنائه ويعمل على إفشال حكومتك وإفشالك شخصياً..كما عمل سابقاً مع من سبقك؟؟ ولماذا الصمت من قبلك وحتى من قبل فخامة الرئيس عن تصرف هؤلاء الوزراء المرفوض، لأن هذا المال هو من ضرائب الشعب اللبناني وليس ملكاً لفريق أو وزير أو فئة.. ألا يمكن أن يكون السبب هو تحالف فريق هذا الوزير مع فريق مسلح..؟؟
- لقد اتخذ وزير خارجية حكومتك موقفاً مسيئاً بحق الشعب السوري الصابر والمحتسب خدمةً لنظام القهر والقمع في سوريا، وتردد كثيراً عبر وسائل الإعلام انك لم تكن على علم بهذا الموقف والقرار والتصويت، ولكن مصادر الفريق الذي يهيمن على السياسات الداخلية كما الخارجية يقول عكس ذلك تماماً، ويؤكد أن استلامك لسدة الرئاسة الثالثة كان ضمن دفتر شروط وهذه إحدى بنوده.؟؟؟؟وألا يضعنا هذا الموقف في مواجهة مستقبلية محتملة مع أبناء الشعب السوري..؟؟
- دولة الرئيس، إن الفريق الذي تحالفت معه للوصول إلى سدة الرئاسة الثالثة، لا يرى في لبنان إلا ساحة صراع وتصفية حساب وتسجيل نقاط وخدمة مشرع دولة إيران وحماية نظام سوريا، وإلا فما هي رؤية هذا الفريق وأنت ترأس حكومته اليوم لحل الأزمة الاقتصادية ومعالجة الدين العام سوى الاستدانة من جديد لتسديد فواتير إنفاق هذا الفريق وحروبه وتجاوزاته، وأين أصبحت معالجة زيادة الأجور التي تم تعطيلها، التي لم يعد يتحدث عنها قادة هذا الفريق، وهم كانوا يرفعونها في وجه كل رئيس وزراء لتعطيل حكومته، أم أنها أصبحت اليوم في وجههم فاضطروا لكف الحديث عنها، أم أن الشعب اللبناني لم يعد يعاني اليوم من الغلاء والفقر والعوز كما كانوا يروجون في السابق.؟؟ كما إن من المعيب بل من العبث أن تتم مقاربة بعض الملفات بطريقة مهينة بل بأسلوب ينم عن الخبث والاستخفاف بعقولنا جميعاً ومنها ملف الموقوفين الإسلاميين الذين طال أمد احتجازهم كورقة ابتزاز من قبل فريق يهيمن على أجهزة معينة قادرة على التلاعب بهذا الملف إلى أن وصل إلى ساحة السراي الحكومي..؟؟، وكان بالأمس القريب قد تم التداول بملف اللاجئين من المواطنين اللبنانيين إلى الأراضي المحتلة في فلسطين في ظروف جميعنا يدرك صعوبتها وتداعياتها وتشابكها ولكن بالتأكيد لا بد من ضع حدٍ لها وإغلاق هذا الملف وهذه خطوة جيدة، ولكن ربط هذين الملفين بقانون يعفو عن عشرات الآلاف من المطلوبين بزراعة المخدرات والاتجار بها إلى جانب جرائم عدة مختلفة، تحقيقاً لوعدٍ قطعه زعماء وقيادات في الفريق الذي تحالفت معه فهذا مرفوض تماماً..
دولة الرئيس مع احترامنا الكامل لك، لقد رسم الفريق المهيمن، لك ولحكومتك، سياستك الخارجية والداخلية المفترضة بعناوينها الأساسية، وذلك في نص بيانٍ أصدروه مجتمعين حيث تم ربط الوضع الداخلي اللبناني بعد تحديد أولوياته (العفو العام) مع تقديم الوضع الإقليمي والدولي على الداخلي (إيران وسوريا) في طريقة ملفتة للنظر ولا تقبل الجدال والنقاش أو حتى الإنكار، حيث ورد في البيان بحسب وكالة الصحافة الفرنسية: (أن حزب الله وحركة أمل، يقفان إلى جانب إيران «بوجه التهديدات الأميركية والإسرائيلية التي تتعرض لها». كما وصف البيان ما يجري في سوريا بأنه «مؤامرة دولية تستهدف موقع سوريا الممانع وسياساتها الداعمة لحركات المقاومة العربية والإسلامية». وشدد البيان على رفض حزب الله وحركة أمل أن «يكون لبنان ممرا للتآمر على الشقيقة سوريا». مطالبين <الحكومة اللبنانية بالتصدي لقضايا الناس المعيشية والحياتية، ودعم مادة مازوت التدفئة، ومعالجة قضايا وملفات المطلوبين بما يحقق العدالة وينصف المظلومين بمنح العفو العام لمن يستحق)•
دولة الرئيس الخيار لك في أن تكون رئيساً لوزراء كل لبنان فترفض ما يرسمه لك فريق، ويقرره مرشد، ويمارسه زعيم ميليشيا، أو أن تخضع وتكون مساهماً في تأجيج الخلافات بين اللبنانيين في الداخل وصولاً لما لا تحمد عقباه، وتعميق التباعد بين لبنان والمجتمع العربي والدولي، بما يعيق نمو لبنان وتطوره وانخراطه كعضو فاعل في مؤسسات المجتمع الدولي ويضعه في حالة عداء مع الشعب السوري..؟؟
حسان لقطب