الاحتفال بمرور عشر سنوات على استشهاد معروف سعد
كلمة الافتتاح
والتقديم:
الدكتور مصطفى دندشلي
الاحتفال بمرور عشر سنوات على استشهاد معروف سعد
* * *
أيها الأخوات والأخوة
أيها الرفاق الأعزاء
أيها الحفل الكريم
يسرَّني، بإسم لجنة الاحتفالات بالذكرى العاشرة لاستشهاد المناضل معروف سعد، أن أرحب بكم أحرَّ الترحيب في هذا اليوم المشرق الأعزَّ، في هذا اليوم المحزن ـ المفرح في آن معاً، في هذا اليوم الجماهيري العفوي الرائع الذي كان تعبيراً حقيقياً عن طبيعة شعبنا وصفائه ووفائه للعهد الذي قطعه على نفسه(1).
وبهذه المناسبة أيضاً، باسمي وباسم الوطنيين الديمقراطيين في صيدا وباسمكم جميعاً، أرسل تحية وطنية صادقة ونابعة من القلب وموجهة إلى القلب: إلى كل المناضليين الشرفاء. وإننا نحن هنا لا نزال على طريق الدَّرب الوطني سائرين، هذه هي طبيعة شعبنا، هذا هو تاريخنا، هذا هو نضالنا، في الماضي والحاضر، فلا يستطيع أحد مهما كان أن يخرج عنه.
لقاؤنا اليوم هو محاولة سريعة عفوية، إنما صادقة، كي نستلهم أيضاً من إنسان لعب دوراً كبيراً وعظيماً وعميقاً في تاريخنا، هو المغفور له الأستاذ معروف سعد، فموضوع هذه الندوة هو موضوع تاريخ هذا الإنسان ونضاله المتواصل طوال حياته. فهو فعلاً تاريخ ملتصق بتاريخ هذا الشعب وجامع له، كما وأنه نضال دائم ومستمر حتى سقط في ساحة معركة اجتماعية نبيلة.
* * *
أيها الحفل الكريم
أيها الأصدقاء الأعزاء،
في الحقيقة، لست أدري من أين أبتدأ في الحديث عن معروف سعد، خاصة بعد كل ما قيل عنه. لذلك أرجو أن تسمحوا لي بأن أضعكم بشىء من حكايتي الخاصة مع معروف سعد،… معروف سعد وهو أستاذنا جميعاً في النضال، أستاذ الأجيال التي سبقت جيلي والأجيال الأخرى التالية على جيلي..
غير أنني لا أخفي عنكم بأني اكتشفت معروف سعد مرة جديدة وبصورة جديدة وبمعانٍ جديدة بعد سقوطه في ساحة المعركة النضالية، المعركة الاجتماعية الوطنية في صيدا.
هذه الحادثة أثرت بي تأثيراً كبيراً جداً: أن يسقط معروف سعد، متأثراً بجراحه في ساحة النجمة، ساحة عبد الناصر في صيدا، عن عمر يناهز الخامسة والستين.. فهذا لم نعرفه من قبل وربما لن نعرفه فيما بعد، زعيم يسقط شهيداً وهو على رأس تظاهرة للصياديين، هنا أهمية الحدث وتاريخيته
ومن هنا، أقول، اكتشفت مرة أخرى معروف سعد وابتدأت رحلة جديدة معه وبالقرب منه. أخذت أدرس هذه الشخصية الوطنية الفذَّة، واعتمدت طريقة المقابلات والحوار، مع أبناء جيله ورفاقه وأصدقائه ومرافقيه ـ فالقائمة طويلة وطويلة جداً ـ ولم أتجاوز بعد العدد 25 أو 30 مقابلة.. وجمعت منهم أقوالاً وأحاديث تصل إلى عشرات الصفحات بل إلى المئات.
وكنت كلما إزددت في جمع المعلومات عن معروف سعد، ازددت اعجاباً به وتقديراً له، فرسمت عن طريق البحث العلمي والتاريخي والاجتماعي صورة هذا الإنسان الزعيم الوطني الكبير، والإغراء كان دائماً يدفعني لكي أقوم بمقارنة بينه وبين كمال جنبلاط وجمال عبد الناصر. معروف زعيم بحقٍّ في منطقته وبلده
كمال جنبلاط زعيم بحقٍّ على الصعيد الوطني اللبناني بانفتاحه على الوطن العربي،
عبد الناصر الزعيم العربي بانفتاحه على العالم الخارجي انطلاقاً من العام الثالث والعام الاشتراكي.
فلن أطيل أكثر، إذ إن المجال لا يسمح… وإنما أود فقط أن أشير إلى أن اهتمامي الشخصي قد ابتدأ من هنا، في البحث في مفهوم الزعامة في شخصية معروف سعد. وكلما تقدمت في البحث حول مفهوم الزعامة في الجنوب اللبناني، ظهرت لي زعامة معروف سعد فريدة، رائدة وهي تستحق منا كل جهد ومتابعة…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ـ كلمة ارتجالية، افتتح بها الدكتور مصطفى دندشلي الاحتفال الجماهيري بمرور عشر سنوات على استشهاد معروف سعد في أوائل آذار 1985.