شخصية الدكتور نزيه البزري
مشروع بحث ـ تصميم أولي حول:
شخصية الدكتور نزيه البزري
الإنسانية ـ الاجتماعية، الوطنية السياسية، الفكرية الثقافية
مقابلات / ملخَّصات
* * *
مقدمة: نزيه البزري: الهُويَّة الشخصيَّة،
لَمْحة عن آل البزري
1 ـ نزيه البزري في العائلة: مولده ونشأته، طفولته، علاقته مع أهله:
العلاقة مع الأب، الأم، الأخوة، الزوجة والأبناء.
2 ـ في المدرسة ومراحل التعليم:
ـ المرحلة الابتدائية ـ الثانوية،
ـ المرحلة الجامعية ـ التخصُّص
ـ الثقافة العامة ـ الميول السياسية
3 ـ في المهنة:
ـ طبيب من أوائل الأطباء في مدينة صيدا،
ـ كيف انتقل من كونه طبيباً إلى سياسي، ودوره وخطه السياسي…
4 ـ في الميدان السياسي:
ـ البلدية،
ـ المجلس النيابي،
ـ المجلس الوزاري.
5 ـ الخدمات العامة والخاصة: الإنجازات.
* * *
أهم المراجع التي يجب العودة إليها:
l تعليقات الصحف قبل وبعد الانتخابات المتتالية..
l مقابـلات + الصحـف + الموسـوعـة الانتخابيـة AU.B مُلْحقـات الصحف الانتخابية: 47 ـ 51 ـ53 ـ 57 ـ 72.
* * *
ملحوظة: … يوماً بعد يوم، يأخذ علمُ الاجتماع السياسي مكانةً بارزةً بين العلوم، إذ هو في الأساس الابن الشرعي لتاريخ القانون. وإن هذا الأصل التعيس يعقِّد بشكل كبير نموَّه وتطوُّرَه. ولا ننسى أن علمَ الاجتماع يهتمُّ بالإنسان كرابط اجتماعي، (جماعة، جماعات)، وفي كافة أشكاله التي يعرفها المجتمـع البشري على الأرض، وتبدأ، على الأقل، بين فردَيْن يكونان معاً علاقة بشكل ما.
وبما أن السياسة هي نشاط اجتماعي، وبالتالي الظاهرة السياسية هي ظاهرة اجتماعية، فهي متعلِّقة بعلم الاجتماع العام، والذي يرتكز دورُه على تحليل الظاهرة الاجتماعية والعمل على حلِّها. وأفضل تعريف للسياسة هو تعريف "ماكس فيبر" حيث يقول": "السياسة هي مجمل الجهود المبذولة في سبيل الاشتراك في الحكم، أو التأثير في توزيع السلطة: إما بين الدول أو بين الجماعات المتنوّعة داخل الدولة ذاتها".
وكما يقول "رايت ميلز": إن كل سياسة هي صراع من أجل السلطة".
ويؤكد "ماكس فيبر" في هذا الصدد قائلاً: "السلطة ضرورة إلزامية في التنسيق بين فئتَيْن، بمعنى أن هناك مصدراً معيَّناً يُعطي أوامرَ محدَّدة ويَفرضُ طاعته على مجموعة معيَّنة من الأشخاص. هذا يعني أن ضمن فئة معيَّنة اجتماعية، يُفترض أن يكون هناك تناسق بين الأوامر والطاعة، أي أن الشخص يُملي إرادته على الآخرين بحد أدنى من الأوامر الصادرة عن سلطة معينة". (على سبيل المثال فقط: هناك سلطة رحال الدين والقوى الاجتماعية التقليدية وطبقة أصحاب الرأسمال).
سلطة تقليدية: رجال الدين، أبناء العائلات والنبلاء والمُلاّك، وأصحاب المال…
الأسطـورة: سلطة الزعيم، سلطة قُدْسية: غاندي، هتلر…
السلطة العقلانية: هي سلطة القانون…
* * *
آل الـبزري
يُعتقد أن أصل عائلة البزري من الجزيرة العربية، وبالتحديد من الحجاز. ويُقال أيضاً إن أعضاءها الأوائل، كانوا قد جاؤا مع الفتوحات العربية الإسلامية. وتوزَّعوا في المغرب الغربي والشام وصيدا. وكانوا يسمَّون من قبل بالعقازية والقازمية، نسل زين العابدين. ويُعتقد أن نَسَبهم يعود إلى الحسين بن علي.
ويُعتبر محمد البزري من مؤسِّسي هذه العائلة. وقد استقر أفرادها في "حي المسالخية" داخل صيدا القديمة. وأول بيت بناه أحد أفراد آل البزري هو في "حي القملة". وسكناهم في هذا الحي لا يزال حتى اليوم. (مقابلة مع الأستاذ حسيب البزري).
* الدور الاقتصادي:
إن الأعمال التي كان يقوم بها آل البزري، هي الأعمال التجارية منذ مائة عام. ولهم أملاك واسعة وبساتين. وعلى سبيل المثال، فقد كان يملك الحاج مصباح البزري والحاج علي البزري قضاء النبطية. وقد كان يتحوَّل أفراد هذه العائلة من التجارة إلى الزراعة والمِلكية الزراعية. مثلاً المرحوم صلاح الدين البزري، أنشأ مزرعة قرب قرية "النجارية" في الجنوب، وأطلق عليها اسم: "الداودبة". وعز الدين البزري أقام مكتب سفريات وشركة أوتوبيس وهو يعمل كذلك في التجارة. ومن آل البزري، من كان يعمل في قطاع الخدمات والوظائف الإدارية، ووصل بعض أفراد هذه العائلة إلى مناصب مهمَّة كرئاسة البلدية والقضاء. ولهذه العائلة بمجملها نفوذٌ اقتصادي واجتماعي. وهذا النفوذ جعلهم يدخلون المعترك السياسي بكل جوانبه: كرئاسة البلدية والنيابة وغيرهما….
* الدور الديني:
وقد برز من أفراد هذه العائلة في أواخر القرن الماضي (التاسع عشر)، الشيخ يونس البزري الذي كان قاضياً. كذلك مَن كان في محكمة الاستئناف ومأمور الأوقاف، ومفتي صيدا وهو محمد أفندي. وقد جرت مناظرة بينه وبين الشيخ موسى شرارة.
وهذه العائلة تُعتبـر من الأشراف، كما يزعم ذلك وجهاؤها، وكما تدل عليه شجرة العائلة الموجودة ف الشام (…). وهي تضم ـ كما تقول الرواية ـ أوراقاً مُدوَّناً عليها أسماء: الإمام محمـد الرضى، وفاطمـة الزهـراء، وحتى الوصول إلـى :الشيخ محمد البزري مؤسِّس هذه العائلة…
* الدور الاجتماعي:
لقد لعبت هذه العائلة دوراً اجتماعياً كبيراً. وهي تُعدُّ من العائلات العريقة في صيدا، معظم أفرادها تولوا مناصب مهمة، منهم: الأطباء والمهندسون. الطبيب الدكتور محمد البزري الذي عاش في بيروت وعمل كطبيب في بلدية بيروت أيام الانتداب الفرنسي. ونشأ أولاده من بعدُ، نذكر منهم: فؤاد البزري رئيس الديوان في مكتب رئاسة الوزراء. وسبق أن تولى المنصب الوزاري في عهد حكومة الدكتور سليم الحص….
كما يجب أن نذكر الحاج علي البرزي الملاك الزراعي صاحب الثراء الكبير والذي لعب درواً اجتماعياً في القرن التاسع عشر. وبفضل مركزه المالي والمعنوي، أطلَّ على المجتمع من زاوية حل مشاكل الناس. فأحبّوه وارتفع شأنه الاجتماعي. وهذا الارتفاع والإطلالة الاجتماعية والمعنوية على المجتمع، جعلت أولاده يدخلون حقل السياسة من بابه الواسع. نذكر هنا أيضاً عبد الرحمن البزري الذي تولى منصب مديرية الأوقاف الإسلامية في مدينة صيدا.
* الدور السياسي
إن عائلة البزري لعبت دوراً اجتماعياً وسياسياً مهماً مما جعلها تدخل معترك السياسة. فكان لبعض أفرادها أهمية كبيرة. وبدأ نجمهم السياسي يطل عام 1910، بتولي السيد مصباح البزري رئاسة البلدية. (ثم فراغ سياسي). ثم استعادت عائلة البزري نشاطهم بتولي مصباح البزري رئاسة البلدية للمرة الثانية عام 1920 ـ 1922. بعدها جاء سعيد البزري عام 1923 واستمر حتى 1932، وتخلى عنها ليتولى قائمقامية جزين وحاصبيا. ثم صلاح الدين البزري 1936 ـ 1952. وآخر مَن تولى رئاسة البلدية في صيدا د. نزيه البزري 1952 ـ 1959. وكان له خدمات جلية طبيَّة واجتماعية على صعيد المجتمع الصيداوي. وجاء من بعده ابنه د. عبد الرحمن البزري 2004 ـ 2010.
وفي محاضرة الأستاذ صلاح طه البابا عن "بلدية صيدا"، يرى أن هناك شروطاً، كان يجب أن يتحلّى بها في الماضي، كلُّ مَن كان يطمحُ إلى رئاسة البلدية وهي: أن يكون من العائلات، وأن يكون ذا مركز اقتصادي أو أن يكون ملاكاً أو تاجراً كبيراً أو الإثنين معاً. وأن يكون له جمهور يتولى مَهمة الجَهد والثناء.
على هذا الأساس، أساس الولاء للسلطة الحاكمة والمكانة المالية المرموقة، نشأ في صيدا ما يمكن أن نسميه بـ "نظام العائلات" وبرزت في الساحة أهمها: آل البزري، آل الجوهري، آل أبو ظهر، آل الزين، آل زنتوت. واقتسمت هذه العائلات فيما بينها الزعامة السياسية والوجاهة الاجتماعية والنشاط الاقتصادي بوجه عام. وكان للسلطة العليا أن تختار من بينها مَن يمثلها، فميَّزت ثلاث عائلات: آل البزري ـ آل الجوهري ـ آل أبو ظهر.
غير أن هذا التنافس كان قائماً بين هذه العائلات وكثيراً ما اشتد إلى درجة الخصام العنيف والعداوة الشديدة. من هنا، كان تدخُّل السلطة السياسية الحاكمة، فتنْصر فريقاً ضد الفريق الآخر…
وبدأ الصراع السياسي على صعيد رئاسة البلدية بين آل البزري وآل أبو ظهر عام 1910. وانتهى الخصام بفوز مصباح البزري كرئيس للبلدية. ثم انتقل الصراع بين آل الجوهري وآل أبو ظهر عام 1933 وانتهى بفوز بهيج الجوهري 1933 ـ 1936. أما قائمة من تولى رئاسة البلدية في صيدا من آل البزري، فهي حسب التسلسل التالي:
مصباح البزري (1910 ـ 1914)، مصباح البزري (1920 ـ 1922)، سعيد البزري (1923 ـ 1932)، صلاح البزري (1936 ـ 1952) نزيه البزري (1952 ـ 1959) ، وأخيراً عبد الرحمن البرزي الآن (2004 ـ 2010)…
هذا من حيث رئاسة البلدية، أما الموقع النيابي، فقد اُنتخب صلاح البزري نائباً عن الجنوب (الذي كان دائرة انتخابية واحدة ومن ضمنها صيدا) عام 1951، أي بعد وفاة رياض الصلح وعلى قائمة أحمد الأسعد… وبعد أن أصبحت صيدا دائرة انتخابية منفردة، ترشح نزيه البزري عام 1953، وفاز. وهو صاحب الخدمات الطبيَّة والاجتماعية. وقد سبق فوزه بمنصب النيابة، توليه منصب رئاسة البلدية. وقد تولى وزارة الصحة مرتَيْن..
* الصراع السياسي
منذ أن أجريت الانتخابات النيابية في لبنان في عهد الاستقلال، ظل رياض الصلح محتفظاً بكرسي النيابة عن مدينة صيدا حتى وفاته عام 1951. وبقي رياض الصلح يعمل على جمع التناقضات والخلافات التي تقع بين العائلات الصيداوية. وكانت هذه العائلات تؤيده جميعها، لا على صعيد مركز النيابة عن مدينة صيدا فحسب، بل على صعيد الدائرة الانتخابية في الجنوب. وهكذا، استمر تكتل جميع العائلات الصيداوية حول رياض الصلح حتى وفاته، وترشيح د. نزيه البزري للنيابة عام 1953.
وفي آخر حياة رياض الصلح، كان الصراع العائلي ينقسم إلى فريقين: مؤيدون وخصوم د. نزيه البزري الذي كان يتمتع بتأييد الأجيال الشابة والفئات الاجتماعية الناشئة الجديدة. وبعد وفاة رياض الصلح، أخذ الصراع السياسي في صيدا يتمحور تدريجاً بين تيارَيْن كبيرَيْن في المدينة: تيار سياسي مؤيد الدكتور نزيه البزري، وتيار سياسي آخر حول معروف سعد، وهو يضم القوى الاجتماعية، القومية واليسارية والتقدمية بصورة عامة… وقد استمر هذا الصراع بين هذيْن التياريْن حتى عام 1975.
وبعد استشهاد معروف سعد ونشوب الحرب الأهلية في لبنان، تغيَّر الوضع السياسي في صيدا رأساً على عَقِب ودخلت الأحزاب مدعومة من الفصائل الفلسطينية، الساحة السياسية بقوة وتأثير كبير. وهذا بحث يحتاج لوحده إلى تفصيل وتحليل كبيريْن، ليس هنا الآن مجالهما…
وقد تبوَّأ نزيه البزري مركز النيابة في صيدا في دورتَيْن: الدورة الانتخابية النيابية 1953 ـ 1957 (المجلس النيابي التاسع)، الدورة الانتخابية النيابية 1972 ـ 1992 (المجلس النيابي الرابع عشر). وإذا كانت عائلة البزري تُعتبر من العائلات "غير المؤسَّسة"، بمعنى أن ليس لها "رابطة عائلية" رسمية، إلاّ أن لها "رابطة" عائلية معنوية وقرابية غير رسمية (صلة الرحم وتلاحم ذوي القربى)، وذلك كباقي العائلات الأخرى. وهذه الرابطة العائلية المعنوية تعمل ضمناً على تكتل أفراد العائلة ومساعدتهم عند الضرورة. ويبدو لأسباب عديدة، لا أحد من أفراد عائلة البزري يفكر أو فكر في تأسيس رابطة عائلية رسمية على غرار العائلات المؤسَّسة الموجودة في صيدا.(*)
ملاحظات وأسئلة
موجهة إلى د. نزيه البزري متعلقة بالمقابلة الأولى وبخاصة الاستفسار عن السنين بالتحديد وعن الأسماء التي لم يؤت على ذكرها سابقاً.
l اسم الجَد والأب والأعمام والأخوة والأبناء. (اسم المفتي لجبل لبنان الشيخ يونس البزري)، الجَد المؤسِّس للعائلة محمد البزري، والأب عبد الرحمن، الأخوة: عدنان، نزار، إنصاف (توفيت) شفيقة، وسامية.
l اسم خالتك التي كانت مديرة مدرسة (منيفة البزري)
l سنوات التعليم بالتحديد في جميع المدارس التي التحق بها.
l اسم مدير المدرسة الذي نهاك عن التدخُّل في شؤون العائلية.
l المساعدة الجامعية، من أين مصدرها؟..
l أسماء رفاقك في الحزب الذي ألَّفْتموه في الجامعة.
l نظرتك القومية، هل كونتها من خلال قراءاتك المعمَّقة أم كانت نظرة وموقف سياسي من خلال الممارسة والنشاط الطلابي… هذا من ناحية، وناحية مهنة الطب.
l متى تخرَّجت، وفي أي سنة، من كلية الطب؟.
l كيف وأين بدأت مزاولة مهنة الطب؟.
l ما هي انطباعاتك الأولى عن الوضع الصحي العام وواقع الطب في مدينة صيدا وفي الجنوب آنذاك؟.
l مَن هم الأطباء الذين كانوا يزاولون المهنة في تلك الفترة، مهنة الطبابة، والصيداويون منهم على وجه الخصوص؟.
l كيـف كانـت علاقتـك مع المرضى، ومع المواطنيـن الصيداويين والطبقات الشعبيـة بوجه عام؟.
l المراحـل التي تنقَّـل فيها د. نزيـه البزري من ناحية مهنة الطب والعيادات والوظائف الصحية العامة…
l هل تعتقـد أن مهنـة الطب وكطبيـب، تهيـئ الإنسان للعمـل العـام وللعمل السياسي بوجه خاص؟.
l ألم تحاول أن تفتح عيادة مع أحد الدكاترة أو مجموعة من الأطباء الذين كانوا موجودين ويمارسون آنذاك مهنة الطب في صيدا؟.
l هل تعتقد أنك وصلت إلى درجة مرضية أو مستوى جيد من العلاقة مع مرضاك؟
l هل ارتبطَّت خلال مزاولتك مهنة الطب، مع إحدى المستشفيات؟.. هذا، ومتى أنشأت أول عيادة لك؟.
l لو لم تكن طبيباً، هل كنت تفكر في العمل السياسي أو أن تصبح سياسياً؟..
في بلدية صيدا
ـ متى أصبحت رئيساً للبلدية وما هي الظروف وكيفية العمل والإدارة في هذه المؤسسة؟
ـ كيف كان رأيك بوضع البلدية، قبل أن تستلم الرئاسة فيها، وبعد أن دخلتها؟… هل حاولت إضافة إصلاحات أو حقَّقت إنجازات أو أصدرت قرارات أساسية إليها؟!…
ـ كانت لديك أحلامٌ ومشاريعُ كبيرة، ولكن لم تتحقق، ألم تفكر عند ذاك بالاستقالة، حينما وجدت أن الميزانية لا تسمح بالتنفيذ لتلك الأحلام والمشاريع؟.
ـ كنت في رئاسة البلدية وأنت مسؤول في المستشفى الحكومي في صيدا، ألم تفكر بصفتك رئيس بلدية، بمحاولة رفع المستوى الصحي في المستشفى الحكومي؟.
ـ هل تعتقد أن الجمهور الصيداوي كان قد أيَّدَك، عندما ترشحت للبلدية، لأنك ابن صيدا، أم لأنك الطبيب المعروف في المدينة؟.
ـ ككل رئيس بلدية، هناك مؤيدون لك ومعارضون، هل المعارضون عارضوك كسياسي أم كطبيب له خدمات، ثم توقفت هذه الخدمات؟…
* * *
هنا طرح أسئلة استفساريـة تتعلـق بالمقابلة الأولى التي أجريت مع د. نزيه البزري، وهي التالية:
l إن الشيـخ الذي وَقَّع علـى تعيين الأميـر بشيـر مـن آل البزري، هو مفتي جبل لبنان الشيخ يونس البزري.
l والجَد هو محمد البزري والوالد عبد الرحمن والأخوة والأخوات: عدنان، ونزار، وإنصاف (توفيت) وشفيقة وسامية.
l خالتي التي كانت مديرة في إحدى مدارس المقاصد هي السيدة منيفة البزري.
l سنوات الدراسة: الابتدائية والثانوية تحديداً هي التالية:
1920 ـ 1923 (في مدرسة المقاصد لدى خالتي منيفة البزري).
1923 ـ 1926، مدرسة المقاصد في ضهر المير.
1927 ـ 1932، في مدرسة الفنون الإنجيلية الوطنية (الأميركية) صيدا.
l حول سؤال: من أين حصل على المساعدة في الجامعة الأميركية في بيروت وهل هي مساعدة خاصة أم أنها مساعدة من قِبَل الجامعة الأميركية؟
فالجواب: في الحقيقة، المساعدة هي عبارة عن عمل كنت أقوم به في الجامعة الأميركية، وتحديداً في مكتبة الجامعة.. وكنت بالإضافة إلى ذلك، أعطي دروساً خصوصية للتلاميذ. وكان مجمل مدخولي المالي من جراء هذا العمل، يزيد عن مصروفي الشخصي.
l أما موقع المنزل القديم الذي كنا نسكنه داخل صيدا القديمة، والمكتبة التي كنت أتردَّد إليها للمطالعة، فإن الإجابة عن ذلك، كما أذكر تماماً، هي أننا كنا نسكن في منزل نملكه في حي "باب السراي" (في مدينة صيدا القديمة) وكانت المكتبة العامة، وهي مكتبة نشر العلم والفضيلة، قريبة من منزلنا إلى حدٍّ ما، وقد انتقلنا بعدها في العام 1926 إلى منزلنا الحالي…
l وأصدقائي في الحزب الذي ألَّفْناه سوياً أذكر منهم: نظيم شرابي ومفرج وغيرهما…
l هذا، ومن ناحية اسم العائلة وأصلها، قد يكون من مدينة "بيزرت"، وهذا أمر كان قد لفت نظري إليه السفير الجزائري في لبنان.
l حول رواية: القرار الفرنسي بالإعدام، وكذلك قصة الأمير ملحم مع الشيخ يونس البزري، فقد أكد ذلك الدكتور نزيه البزري. وعبد الله ومحي الدين البزري اللذين أمر الفرنسيون بإعدامهما لإنزالهما العلم الفرنسي… فهما أبناء عم د. نزيه البزري اللَّزم.
l كانت سنة التخرج من كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام1940. وقد عمل في الجامعة الأميركية مدة وجيزة لا تتجاوز الثلاثة شهور.
l وبعد تخرجي من كلية الطب وعودتي إلى صيدا، لم يكن باستطاعتي فتح عيادة خاصة لي. لذا كان المرضى يأتون إلى المنزل للمعاينة..
l د. نزيه البزري يقول: إنه إنسان قومي عربي، والدين له تأثير قوي في نفسه ووجدانه وضميره، ولكنه يعتبر أن الدين لله، ولم يفرِّق يوماً بين مسلم ومسيحي.
l لم يكن في صيدا، حينما تخرج د. نزيه البزري من كلية الطب وفتح عيادة له أو قبل ذلك، عندما كان يستقبل مرضاه في منزله، لا يوجد عدد كبير من الأطباء في المدينة ومحيطها. وكان قد سبقه في مجال الطب من أبناء صيدا د. رياض شهاب (ولربما من آل عسيران ومن آل أبو ظهر..)، وآخرون من خارج مدينة صيدا: د. راشد الخوري (المجيدل)، د. يوسف فتيموس (دير القمر)، د. حنا الحداد (روم)، د. عازوري (غازور)…
أما في الحالات المستعصية، فقد كان يُنقل المريض إما إلى بيروت، وإما أن يُستدعى أحد الأطباء الاختصاصيين من الخارج، من بيروت مثلاً، للمعاينة وإجراء ما هو ضروري القيام به.
l يقول د. نزيه البزري إنه لم يحاول قط أن يفتتح عيادة مشتركة مع أحد أو مجموعة من الأطباء الموجودين في مدينة صيدا منذ البداية. لا، لم يحاول أو يفكر في هذا الأمر، لأن العمل الطبي والمعاينات الطبيَّة قد كانت تجري على صعيد فردي. فالدكتور رياض شهاب، كانت له عيادة في مكان مستشفى الشاب الحالية. كما أنه كانت هناك عيادة لدكتور أرمني من حاصبيا اسمه هنري…(؟)، (وذلك في مقابل بناية "فرح واحد" حالياً)، وهي تعدُّ هذه العيادة أول عيادة في صيدا وافتتحت ما بين عامي 1928 ـ 1930. وثاني عيادة كانت للدكتور نبيه الشاب.
l عندما يُسأل د. نزيه البزري، إذا كان يعتقد أنه كان قد وصل إلى وضع راضٍ عنه في علاقته مع مرضاه، فيأتي جوابه القطعي: أجل، فقد كان لي، إذا لم أبالغ، صداقاتي الكبيرة والحميمة والوثيقة، والغالبية العظمى من هذه الصداقات، هي من مرضاي. ويضيف: أنا قريبٌ من الناس، قريبٌ جداً، ولي أسلوبي الخاص في التعامل معهم كطبيب. لذلك، فكنت تجد أن كثيراً من مرضاي، ولثقتهم الكبيرة بي، يستشيرونني حتى في ما يتعلق بمشاكلهم الخاصة.
l أما إذا كان د. نزيه البزري قد ارتبط، حين مجيئه إلى صيدا ومزاولته مهنة الطب، مع إحدى المستشفيات، فهو يوضِّح في هذا المجال قائلاً: أجل، لقد عملت في بادئ الأمر، في المستشفى الحكومي الذي كان يقع سابقاً داخل مدينة صيدا القديمة، في جناحٍ تابع لخان الإفرنج، وتحديداً مدخله في سوق الكندرجية. وكذلك، عندما انتقل إلى "عين الحلوة"، عملت فيه لفترة من الزمن واستلمت إدارة هذا المستشفى من عام 1943 إلى عام 1951.
l وحول إنشاء أول عيادة خاصة له، يقول د. نزيه البزري: في الحقيقة، لقد تنقَّلتُ في عدد من العيادات الخاصة لي، وكان يتمُّ ذلك إما قسرياً وإما إرادياً أو شخصياً. لقد افتتحت أول عيادة لي عام 1941 مقابل "السراي القديم". ولكن لم يلبث أن أخذها مني أو استولى عليها الجيش الفرنسي (فقد كنا تحت الانتداب)، وأقام فيها مقراً له. فانتقلتُ حينئذ عام 1943 إلى عيادة في ما كان يسمى سابقاً "شارع الشهداء" وفوق الحسبة القديمة تحديداً. وبقيت في هذه العيادة وزاولت المهنة مدة خمس (5) سنوات. ثم انتقلت إلى العيادة في البناية المقابلة للسراي عام 1949. وزاولت المهنة فيها حتى عام 1972. وهي حتى الآن (1989) ما زال سند الإيجار فيها باسمي وعدَّتي الطبيَّة موجودة حتى الآن فيها. ولكن لا أتواجد (بمعنى لا أعاين) فيها. وذلك لظروف أمنية ولوضعي الشخصي، مع أنها داخل مدينة صيدا.
l ما هو رأي الدكتور نزيه البزري، وهل يعتقد أن مهنة الطب، أو المهنة كطبيب، ومهنته هو كطبيب بشكل خاص، كان لها تأثير في تهيئته ـ أو أيِّ طبيب آخر ـ لخوض المعترك السياسي؟…
فهو يجيب من ناحيته الخاصة ويقول: نعم، وبالنسبة لي، فهي (مهنة الطب) التي أدخلتني إلى المجتمع وعرَّفتني على قسم كبير من ناس هذا المجتمع، الذين هم بحاجة ماسة إلى خدماتي. كما عرَّفتني مهنة الطب على كثير من حالات المجتمع وحاجاته الاجتماعية والثقافية. وتعرفّت بفضلها ومن خلالها على كثير من المواطنين والشباب المثقفين وأصحاب المهن الحرّة. ومهنة الطب بحد ذاتها وعن طريقها، جعلت لي صداقات كثيرة في المنطقة وخارجها. فأنا ـ يؤكد د. نزيه البزري ـ لست سياسياً محترفاً، بمعنى ليست مهنتي السياسة بمعناها التقليدي الشائع، أنا طبيب وجدت نفسي أدخل العمل السياسي عن طريق المصادفة، ولكنني بقيت أولاً وأخيراً طبيباً….
l والسؤال هنا الذي يطرح نفسه، هو التالي: لو لم يكن د. نزيه البزري طبيباً، وله في الوقت نفسه هذه المعارف والصداقات الواسعة، هل كان يفكر في الدخول في المعترك السياسي؟… يأتي الجواب قاطعاً: لا، لأنه لم يكن يرغب منذ البداية في العمل السياسي. لماذا؟!… لأني، كما يقول، لم أكن أعرف ما سوف يكون عليه توجُّهي الفكري السياسي، مع أنه قد كان لي رأي خاص في السياسة وفي العمل السياسي، وفي القومية وفي الشأن القومي. وحتى الآن ما زلت أحافظ على عروبتي وديمقراطيتي واستقلاليتي، وأؤمن بهذه المبادئ إيماناً صادقاً. ولكن لظروف المجتمع (التاريخية الخاصة) الدور الأكبر في دفعي إلى مجال السياسة.
l هذا الموقف أو بالأحرى هذا الرأي في الانتماء القومي وفي القومية بالذات، هل كوَّنه د. نزيه البزري من خلال القراءات والكتب للفلاسفة الكبار، أم أنه رأي شخصي محض، (مع أنه، كما يقول، لم يكن يقرأ في تلك الآونة، إلا<