الجامعـة اللبنـانيـة معهد العلوم الاجتماعية الفرع الخامس ـ صيدا السنة الثالثة علوم اجتماعية 1986 ـ 1987
الجامعـة اللبنـانيـة
معهد العلوم الاجتماعية
الفرع الخامس ـ صيدا
السنة الثالثة علوم اجتماعية
1986 ـ 1987
المادة : حلقات أبحاث في مادة " موضوعات في الانتربولوجيا "
الموضوع : أسماء أحياء وحارات صيدا القديمة
إعداد : الطالبة دلال حبلي دبيان
الدكتور المشرف : د. علي بزي
الهدف : تحديد قدر الإمكان المناسبات والظروف التاريخية أو الاجتماعية
التي أدت إلى إطلاق التسميات على أحياء صيدا وأزقتها وزواريبها المختلفة
مجال البحث ونطاقه : صيدا القديمة
إجراء مقابلات مع المسنين الذين عاشوا وقضوا عمرهم في صيدا القديمة
المنهج : وضعي ، تاريخي
التصميم
1 ـ مقدمة
2 ـ اسم المدينة (لمحة تاريخية)
3 ـ الطرقات
4 ـ الأحياء والحارات
5 ـ الحي وأسباب تسمية الحارات الموجودة فيه
6 ـ الاستنتاجات
الاسم : أسباب التسمية :
صيدا مدينة فينيقية قديمة تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط وتشتهر بكثرة أسماكها ويعتقد بأنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى الفينيقيين إذ كانوا يسمون السمك صيدون ويذكر ياقوت الحموي أن صيدا سميت بهذا الاسم نسبة إلى صيدون بن صدقاء بن كنعان بن حام بن نوح عليه السلام. وكلمة صيدا في كلام العرب تعني الحجر الأبيض الذي يعمل منه البرامي (جمع برميه) ويعتقد بأن بلدة البرامية سميت بهذا الاسم لأنها تقع على رابية بيضاء التربة وهي المادة اللازمة لصنع البرامي التي اشنهرت صيدا بصناعتها قديماً. أما الشيخ أحمد عارف الزين فيؤكد في كتابه تاريخ صيدا. على هذا القول ويزيد بأن صيدا اسمها باللاتينية صيدون وفي العبرانية صيد ومناسبة هذه التسمية كون أهلها الأقدميين صيادين.
حدود المدينة :
كانت صيدا قديماً مسورة بسور حصين تنفتح فيه ثلاثة بوابات، بوابة إلى جهة المرفأ المصري من جهة الجنوب وكانت تقع في حي رجال الأربعين. وبوابة عكا وتقع إلى الشرق من المدينة ولا تزال أثارها إلى اليوم حيث تعرف باسم بوابة الفوقا، وبوابة بيروت وكانت تقع إلى الشمال من المدينة قرب قلعة البحر ()
الطرقات :
شوارع صيدا وطرقاتها وأزقتها داخل السور عبارة عن شبكة معتمة من الأزقة والدروب الملتوية حيناً، والمستقيمة حيناً آخر حيث تتلاحم المنازل على جوانبها وتتقنطر عليها بين الحين والحين.
وهذه الأزقة والدروب مكشوفة في بعضها تنعم بالنور وبأشعة الشمس والبعض الآخر غارقاً في الظلام حيث تظللها قبوات متعارضة وحنايا أو انصاف عقود تنبت من دعامات جانبية ثم ترتكز أطرافها على الجدار المقابل لتدعيمها وهذه الحنايا تسمى سباط ().
إن هذه الدروب ضيقة عموماً لذلك لم يسمع بمرور العربات فيها عند ظهورها وقد رصفت تلك الطرقات بالحجارة الملساء (البلاط) أو بالحصى (البحص) كبيراً أم صغيراً المجلوب معظمه من شاطئ البحر . أما الآن فمظم هذه الدروب قد تحول إلى باطون والغريب إن جميع هذه الدروب والأزقة تقضي بعضها إلى بعض بحيث تقضي جميعها إلى البحر. وتسمى هذه الدروب عند تقاطعها "مصلبية" ويوجد في صيدا تقاطعين يسميين بهذا الاسم المصلبية التحتا والمصلبية الفوقا ().
يوجد في وسط المدينة ساحة كبيرة كانت تعتبر المركز التجاري والاجتماعي لهذه المدينة ولقد كان لها أهمية تاريخية كبيرة إذ كانت ساحة لسرايا الأمير فخر الدين (لذلك تعرف بساحة السرايا) وكانت هذه السرايا مركزاً لتصريف الأعمال الإدارية في المدينة.
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وفرض الحماية الفرنسية على لبنان، نظمت فرنسا جميع المدن اللبنانية ومن ضمنها مدينة صيدا فجمعت الحارات () وقسمتها إلى عشرة أحياء رئيسية بحيث يضم كل حي عدداً من الحارات. وقد تم انتخاب مختاراً لكل حي مهمته حل الخلافات التي قد تنشب بين أبناء حارته بالإضافة إلى الأعمال الإدارية التي تتعلق بالسكان من تسجيل الولادات والوفيات وإعطاء الوثائق اللازمة للتعريف عن مواطنيه وغيرها من الأعمال التي تتطلبها المخترة.
1 ) حي السرايا، 2 ) حي الشارع، 3 ) حي مار نقولا، 4 ) حي اليهود أو حارة اليهود، 5 ) حي الكشك، 6 ) حي السبيل، 7 ) حي الكنان، 8 ) حي رجال الأربعين، 9) حي المسالخية، 10) حي الزويتيني
الأحياء والحارات التي تضمها
1 ـ حي السرايا :
لقد كان هذا الحي من أهم أحياء المدينة حيث تركزت فيه المحلات التجارية التي كانت تحيط بساحة السرايا ـ سرايا الأمير فخر الدين والتي كانت مركزاً للأعمال الإدارية آنذاك ـ ولقد كان هذا الحي نقطة انطلاق إلى أحياء المدينة المختلفة وقد ضمّ أيضاً : ساحة باب السرايا، شارع باب السرايا، حي باب السرايا، الخان الصغير، سوق الصرماتي (أو سوق الكندرجية)، خان الفرنج، حارة أبو نخلة، حارة الشيخ عبد الله، سوق الحياكين، حارة حمام الجديد، زقزوق حمص، حي الأميركان، وشارع كيخيا.
ملاحظة : إن لفظة حي، أو حارة لم يكن لمدلولها أي فرق عند سكان المدينة ولقد تبين هذا أثناء المقابلات العديدة التي أجريت مع المسنين.
أسباب التسمية :
ـ ساحة باب السرايا وشارع السرايا، وحي باب السرايا كلها تتفرع من الساحة الكبيرة الموجودة بالقرب من سرايا الأمير فخر الدين التي تحولت اليوم إلى سكن للأهالي.
ـ الخان الصغير : ويقع بالقرب من خان الأفرنج وهو المكان الذي كان يلجأ إليه الأجانب في أيام الاضطرابات وهو أصغر من خان الأفرنج ومحصور أكثر منه ().
ـ سوق الصرماتي (): كانوا يصنعون في هذا السوق نوع من الأحذية المصنوعة من القماش والجلد حيث كانت تباع للعامة في نفس الحوانيت التي تصنع بها ولقد تحول هذا السوق غلى سوق لبيع الأحذية الجاهزة ويدعى سوق الكندرجية.
ـ حارة أبو نخلة : يوجد فيها مقام باسم مقام أبي نخلة وصاحب المقام هو الشيخ محمد أبو نخلة وقد كان من العلماء والأجلاء وقد اشتهر بالتقى والورع ().
ـ حارة الشيخ عبد الله : قد دفن في هذا المكان الشيخ عبد الله الخراساني الذي سكن صيدا وكان يحسن بعض العلوم ويتعاطى مهنة الطب وكان له شهرة واسعة بين الصيداويين ويعرف بأبي روح لاستخدامه العلاج الروحي ().
ـ سوق الحياكين : في هذا السوق كانوا أصحاب الدكاكين يخيطون اللحف والبعض قال بأنهم طانوا يحيكون القماش في هذه الدكاكين.
ـ حارة حمام الجديد : سمي كذلك كونه كان أحدث حمام في 1لك العصر وأكبرها ولقد قيل عنه "كان أكبرها وأكثرها نظافة وعناية برواده" ().
إن للحمام العام أهمية كبرى لدى أهالي المدينة قديماً وذلك لعدم توفرها داخل المسكن إلا فيما ندر لذلك نلاحظ بأن الطريقين المؤديين إليه سميت باسمه.
ـ زقزوق حمص : كان يوجد فيه خان لتخزين الحمص والبعض يقول بأنهم كانوا يبيعون الحمص المتبل على مدخله ولقد جاء على لسان أحد السكان : إذا أردت أن تأكل لقمة حمص شهية عليك بزقزوق حمص.
ـ حي الأميركان : وهو الحي الذي كانت توجد فيه مدرسة الأميركان مع العلم بأن المشرفين عليها كانوا أجانب من أميركا.
ـ شارع كيخيا : حيث يوجد جامع كيخيا " الذي شيده مصطفى الكتخدا عام 1033 هـ و1624 ميلادية ولصعوبة لفظ كلمة الكتخدا وكثرة تداول الاسم حرفت الكلمة إلى الكيخيا ().
2 ـ حي الشارع : وهو أطول حي ويضم الحارات التالية :
البوابة الفوقا، الشارع، المصبنة، مار نقولا، سوق أباظة، البوابة التحتا، خان الرز أو حي الجمرك، البزركان، سوق الخضرة، سوق اللحامين، سوق العقادين أو باب الخان.
أسباب التسمية :
ـ البوابة الفوقا : نسبة إلى البوابة التي كانت موجودة في السور قديماً والتي كانت تؤدي إلى القلعة البرية.
ـ الشارع : ويمتد من القلعة البرية حتى القلعة البحرية ويتوازى بمساره مع الشارع العام الموجود خارج السور والذي كان الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى صور وإلى بيروت أي أنه منفذ صيدا إلى العالم من ناحية البر. وكان يعرف أيضاً بشارع آل حمود ذلك لأن "غالبية الأملاك في هذا الشارع كانت ملكاً لآل حمود" (). أما فإن هذا الحي قد قسم إلى ثلاث حارات : الشارع، الحمام الجديد، مار نقولا.
الشارع وهو القسم الممتد من البوابة الفوقا حتى الحمام الجديد والذي يعرف أيضاً بحمام جرادي وهو القسم الممتد بالقرب منه ولقد عرف بها الاسم عندما تم بناء هذا الحمام في أوائل القرن العشرين تقريباً.
ـ حي مار نقولا : عرف بهذا الاسم بعد أن سكنه الذين اطلقوا عليه هذا الاسم. وهؤلاء النصارى قدموا إلى المدينة بعد أحداث سنة 1860 وقد قدمت الدولة العثمانية هذه المنطقة لهم كترضية بعد أن انتزعتها من أعيان آل حمود وذلك لأنهم وقفوا إلى جانب إبراهيم باشا أثناء حملته على لبنان سنة 1831 ـ 1840 ().
ـ المصبنة : وهو مسافة قصيرة من الشارع عرف بهذا الاسم لوجود مصبنة لصنع الصابون وبعد إقفالها عُرف بالشارع.
ـ سوق أباظة : وهو سوق كان يعج بالخمارات ويعتقد بأنه كان ملكاً لآل أباظة. وهي عائلة غنية جداً كانت تسكن في مدينة صيدا ولقد كانت هذه العائلة تملك أيضاً خان عرف باسمها قديماً.
ـ البوابة التحتا : وهو القسم الذي يقع قرب قلعة البحر حيث كان يوجد باب يدعى باب بيروت .
ـ خان الرز أو حي الجمرك : كان يوجد فيه مستودع لتخزين الرز الذي يأتي من مصر وبعد سيطرة فرنسا على لبنان أقامت في هذا الحي مركزاً لدفع الرسوم على البضائع المستوردة أي "جمرك" فعرف بحي الجمرك. والآن يعرف بالأسمين معاً.
ـ البزركان : ويعرف قديماً بسوق الأثريّة وهو سوق لبيع الأقمشة والثياب ويحتفظ الآن باسم سوق البزركان.
ـ سوق الخضرة : ما زال يحتفظ بنفس التسمية وهو مكان مخصص لبيع الخضار ويمكن بأن مياه البحر أحياناً كانت تدخل إلى هذا الحي وتأخذ معها الخضار عند عودتها إلى البحر وذلك اثناء المد والجزر.
ـ سوق اللحامين : تباع فيه اللحومات
ـ سوق العقادين : أو باب الخان حيث كانوا يحولون فيه الحرير إلى خيطان ثم عرف بباب الخان عندما تم بناء خان الأفرنج.
3 ـ حي مار نقولا : يضم المنطقة الواقعة إلى الشرق من حارة الحمام الجديد وهو مؤلف من الحارات التالية: حي الكيلاني تقع بالقرب منه كنيسة الروم الأرثوذكس، سوق النجارين أو سوق القباقيب وحارة الدباغة.
أسباب التسمية:
ـ حي الكيلاني : كانت عائلة الكيلاني تسكن فيه وهذه الحارة صغيرة جداً وهي التي تصل حي مار نقولا بحي الشارع.
ـ سوق النجارين : كانوا يصنعون قديماً فيه القباقيب لذلك عرف بسوق القباقيب أم الآن فإنهم يتعاطون في هذا السوق التجارة البسيطة مع وجود بعض الدكاكين التي ما زالت تبيع القباقيب وتصنعها.
ـ الدباغة : ويقال عنها أيضاً حارة الصباغين حيث كانوا يصبغون الثياب وفي هذه الحارة كانت توجد دباغة لدبغ الجلود أيضاً ولكن بعد اعتراض الأهالي على وجودها بين بيوتهم بسبب الروائح التي تصدر عنها نقلت إلى خارج الأسوار في مكان على طريق بيروت ولكن الحي احتفظ بالتسمية .
4 ـ حي اليهود :
أو حارة اليهود في هذا الحي لا توجد حارات فهو مؤلف من حارة واحدة لأن جميع سكانه كانوا يعتنقون الديانة اليهودية وكان لهذا الحي بابان يفتحان بأمر من الحاخام صباحاً ويقفلان ليلاً بأمره أيضاً وكان موعد إقالهما ليلاً الساعة الثانية عشرة. لذلك كان يطلب من الزوار مغادرة الحي قبل ذلك الوقت . ولقد كان سكان هذا الحي شبه مستقلين بحياتهم عن سكان المدينة، إذ كانت كنيستهم وحمامهم ضمن حيهم مع وجود بعض الدكاكين فيه أيضاً. ويمتاز هذا الحي أيضاً بتعدد ساحاته وبأن جميع طرقاته وممراته مكشوفة تنعم بنور الشمس.
5 ـ حي الكشك : ويضم شارع بطاح وبالقرب منه حمام السوق ويعرف أيضاً بحمام السبع بنات، المصلبية الفوقا، حمام الورد، المصلبية التحتا.
أسباب التسمية :
ـ شارع بطاح في هذا المكان يوجد جامع يعرف بجامع بطاح وكان هذا الجامع يعرف قديماً بجامع السوق لوجوده في منطقة أسواق صيدا ولقد تغيرت تسميته فأصبح بجامع بطاح عندما دفن فيه رجلاً من الأولياء يدعى الشيخ علي الغزي معتمد أهل صيدا واشتهر هذا الصالح عندهم بأنه لا يحلف أحد عنده إلاّ صادقاً وإذا حلف كاذباً بلى بكائنه .
والبعض يحلّل هذه التسمية نسبة إلى حادثة وقعت في هذا الجامع فحواها أن ضبعاًدخل المسجد ليلاً وشرب من الزيت الذي ينار به فتسمم وانبطح على الأرض. لكن الحاج محمد بطاح يذكر أن المسجد سمي بالبطاح لأن الشيخ محمد بطاح مدفون في الغرفة الملاصقة للمسجد وقد لقبت هذه العائلة بهذا الاسم بطاح لأن أحد افرادها صرع وحشاً داخل مدينة صيدا فاشتهر بالبطاح ().
يقع بالقرب من هذا الجامع حمام السوق الذي عرف بعد ذلك بحمام السبع بنيات حيث اشتهر وعرفت الحارة باسمه، ويقال إن سبب هذه التسمية "السبع بنيات" يعود لسبع جنيات كانت تسكن في هذا الحمام والحديث لسيدة كانت تسكن في الطابق العلوي للحمام وهي التي كانت تشاهدهن يدخلن ويخرجن من الحمام. والرواية الثانية تقول بأنه ظهرت جنية على إحدى النساء وكان لها سبع أنياب فتحولت اللفظة مع مرور الزمن إلى سبع بنيات.
من الملاحظ أنه يوجد في هذا الحمام سبع جران ()، أي تستطيع سبع بنات الاستحمام في نفس الوقت، فقد تكون من إحدى أسباب التسمية.
ـ المصلبية الفوقا : تقع بنفس اتجاه البوابة الفوقا ومعنى مصلبية تقاطع طرق على شكل صليب .
ـ المصلبية التحتا : قرب البوابة التحتا .
ـ حمام الورد وهو حمام حديثاً أعيد ترميمه من قبل مؤسسة الحريري .
الداخل إلى "حي الكشك" أول ما يصادفه حالياً وقديماً إمرأة عجوز تجلس على مدخله تبيع العلكة وهذا المدخل ضيق وعتم تفوح منه رائحة الرطوبة وتجري فيه المياه في أكثر الأحيان وتمتاز بيوته بوجود نوافذ مصنوعة من الخشب وتبرز من الحائط إلى الخارج تسمى "الكشك" () وكانت تستعمل في السابق قبل ظهور البرادات لحفظ الأطعمة والخضار من الفساد ذلك أنها مشبكة بشكل يسمح للهواء يتخللها من كل الجهات وكانت تقفل من داخل البيت بواجهتين صغيرتين مصنوعتين من الخشب أيضاً.
ملاحظة : ما زال حتى الآن يوجد بيت في حي الكشك في أوله يحتفظ بهذا النوع من النوافذ ولكن سكانه الآن بدل من وضع الأطعمة يضعون الزهور المزروعة .
6 ـ حي السبيل : ويضم حارة حلبون ـ حارة اللوز والبندق ـ حارة السبيل ـ حارة زاروب البحر ـ حارة ششمة اللبان ـ حارة حمام المير ـ حارة بوابة البحر .
أسباب التسمية :
ـ حارة حلبون : تقع في آخر على الطريق المؤدية إلى البحر حيث توجد قهوة حلبون .
ـ حارة اللوز والبندق : كان يوجد شجرة لوز وشجرة بندق في هذه الحارة قديماً ولكن الآن قطعتا ولكن الحارة احتفظت بالتسمية .
ـ حارة السبيل : تمتاز هذه الحارة بوجود سبيل للماء كل 40 متر تقريباً ولتعدد هذه السبايل عرفت الحارة باسم حارة السبيل .
ـ زاروب البحر : طريق ضيقة ننفذ منها إلى البحر .
ـ ششمة اللبان : درب كان ملتقى لسياق المدينة وكان مكان تجمع فيه الزبالة مما يسمح للأوساخ بالتراكم على جوانب هذه الطريق فشبهه الناس بشكل اللبن الرائب الفاسد .
ـ حمام المير : هذا الحمام بناه الأمير فخر الدين المعني الكبير ويمتاز هذا الحمام بجماله وروعته وزخارفه الجميلة وهو مبلط بالرخام .
ـ بوابة البحر : هذه الحارة تقع بالقرب من بوابة ننفذ منها إلى البحر حيث كانت تنصب الأرجوحات وغيرها من وسائل الترفيه في أيام الأعياد فلذلك عرف هذا الشاطئ ببحر العيد .
7 ـ حي الكنان : ويضم حارة الجامع ، حارة القصاص ، حارة البحر ، حارة عمر الجلالي ، الكنان .
أسباب التسمية :
ـ حارة الجامع : حيث يوجد جامع يعرف بالجامع العمري الكبير وقد اطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان خليفة المسلمين في ذلك العهد ().
ـ حارة القصاص : كانوا يفصلون في هذا السوق الجلال للحمير .
ـ حارة البحر : منفذ ثان للبحر .
ـ حارة عمر الجلالي : يوجد مقام للشيخ عمر الجلالي . كلمة جلالي لقبه ، لقب به لتقواه وورعه ويقال إن اسم عائلته هو بديع ().
ـ حارة الكنان : يقال بأن سبب هذه التسمية يعود لوجود ممر ضيق كان يمتلئ بماء البحر فيقصده الأولاد لكي يسبحوا فيه دون خوف من الأمواج وهذا الممر كانت تتجمع فيه مياه البحر بسبب انخفاض أرضه وقربه من البحر، ويحدث هذا التجمع المائي في ايام "المد". أما الآن فإن هذا الممر عمل على رفع مستواه بصب الترابة فيه فأصبح جافاً ولكنه احتفظ بتسميته. في آخر هذا الممر كوة صغيرة ينفذ منها إلى البحر حيث يعرف ببحر الكنان .
8 ـ حي رجال الأربعين : لقد تغيرت معالم هذا الحي كثيراً، فهدمت البيوت القديمة وأنشأ مكانها بيوت حديثة وكان هذا الحي يضم : حارة الجامع الكبير، ساحة ظهر المير، حارة عفارة، حي الغسالة، حارة عسيران.
ـ حارة الجامع الكبير : يوجد جامع يعرف بالجامع الكبير وتقع بالقرب منه مدرسة المقاصد الإسلامية.
ـ ساحة ظهر المير : يقال بإن ارتفاع أرض هذه الحارة هو السبب بهذه التسمية ورواية أخرى تقول : إن المير اسم لحيوان كبير دخل إلى صيدا من هذه الناحية آتياً من البر وهذا هو سبب التسمية ويقال أيضاً بأن الأمهات استغلت هذه الحادثة فأخذت تهدد أطفالها بهذا الحيوان .
ملاحظة : إذا صدقت هذه الرواية فإنها تتطابق مع رواية الحاج محمد بطاح حيث ذكر بأن أحد أفراد عائلته صرع وحشاً داخل المدينة مع العلم بأن منطقة حي رجال الأربعين كانت تعتبر بعيداً جداً عن المدينة ووصفت بأنها كانت موحشة لخلوها من العمران الكثيف .
ـ حارة عفارة : كانت تقطنها عائلة عفارة وكان أفرادها يعملون بجمع الزبالة من البيوت وبنقل الرمل من البحر لكي يستعمل في البناء .
ـ حي الغاسلة : وهي المنطقة التي تقع فيها زاوية آل الزعتري القادرية إذ كانت تعرف هذه الزاوية بين الأهالي باسم الغاسلة (). فيقال بأن الأهالي كانت تقصدها لغسل ذنوبها .
ـ حارة عسيران : كان يسكنها آل عسيران .
حي رجال الأربعين : كان يعتبر قديماً من الأحياء البعيدة إذ إنه يوجد في طرف المدينة إلى جهة الجنوب الغربي وكان وما زال حتى الآن يوجد في هذا الحي قهوة تعرف بهذا الاسم والسبب في ذلك يعود "كما يقال" إلى وجود بئر بالقرب من هذه القهوة كان يسكنه اربعين صالح (من الجن) وعرف عددهم هذا من الضوء الذي كان يملكه كل صالح بيده لكي ينير طريقه في الظلام . رواية ثانية تقول إن سبب هذا الاسم يعود إلى كون هذه القهوة لم يكن يقصدها سوى القبضايات الذين يحملون السكاكين والهاربين من الدولة إذ لم تكن الشرطة تجرؤ على القدوم إلى هذه القهوة للقبض على الهاربين ذلك كونها بعيدة ومهجورة وتعتبر مقر لهم والرواية تقول إن عددهم كان أربعين . ورواية ثالثة تقول بأن سبب التسمية يعود إن لم يكن يقصد هذه القهوة سوى الرجال الذين بلغوا الأربعين من عمرهم وكانت محرمة على الفتيان والشباب .
9 ـ حي المسالخية : يضم هذا الحي حارة آل جلال الدين وتعرف أيضاً بحارة كنيسة الموارنة وأيضاً بحارة العجمي، حارة المأذنة، حارة المصبنة، حارة المسالخية، حارة طل وارجع، قنات آغا، حارة أو حي الساحة، حارة السبيل العتم.
أسباب التسمية :
ـ حارة آل جلال الدين وعرفت بهذا الاسم عندما كانت ملكاً لآل جلال الدين وقبل ذلك عرفت بحارة العجمي وتحول اسمها إلى حارة كنيسة الموارنة بعد أن قدمها آل جلال الدين هبة للطائفة المارونية لكي تشيد فيها كنيسة () (تقيم الشعائر الدينية فيها) واحتفظت الحارة بهذه التسمية الأخيرة حتى الآن .
ـ حارة المصبنة : كان يوجد مصبنة على مدخل هذه الحارة والآن أقفلت .
ـ حارة المأذنة : عرفت هذه الحارة بهذه التسمية إما لوجودها بالقرب من الجامع وإما لتشابه شكلها الهندسي بشكل المأذنة .
ـ حارة المسالخية : يقال بأن اللحام قديماً كان يذبح الذبيحة أمام بيته فيسلخها وبعد ذلك يذهب لكي يبيعها في سوق اللحامين وقول ثاني يعتقد بوجود مسلخ قديم في هذه المنطقة .
ـ حارة طل وارجع : القول بأن هذه الحارة كانت مركزاً للدعارة قديماً فكان الداخل إليها يطل فيتأمل ببناتها المنتظرات (منهن نظيرة وسكينة) فإذا أعجب بأحداهن دخل إلى الحارة وإلا عاد من حيث دخل لأن المدخل الثاني لهذه الحارة قد أقفل . أما الآن فلقد فتح مدخلها الثاني المطل على حي الشارع مع العلم بأن مدخلها الأول من حي المسالخية ().
ـ قناق () آغا باشا : كان قشله أو حصى لقناق اغا باشا (تركي)
ـ حي الساحة : يوجد فرن يعرف بهذا الاسم والسبب وجوده قرب فسحة واسعة نوعاً ما في هذا الحي .
ـ السبيل العتم (): لكي يميز الأهالي بينه وبين حي السبيل عرف بالعتم والسبب يعود لكون السبيل يقع تحت السباط () مما يمنع أشعة الشمس عنه .
10 ـ حي الزويتيني : لقد تغيرت معالم هذا الحي فهدم القديم وحل محله جديد مع الاحتفاظ بالمقام الذي يعرف بمقام الزويتيني ويعود هذا المقام إلى السيدة زينة بنت النبي يعقوب عليه السلام وكان ينتصب إلى جانب المكان شجرة زيتون ضخمة لا يوجد مثيل لها في المدينة فعرف المقام باسم الزيتوني نسبة إلى شجرة الزيتون ومع مرور الزمن حرف اللفظ إلى زويتيني وعرف الحي بهذا الاسم أيضاً .
الاستنتاجات :
لقد كانت صيدا قديماً عبارة عن بيت كبير، يضم عائلة واحدة كبيرة، تعيش في بوتقة واحدة، الواحد منهم يعرف الكل، وغلبت على طباعهم الطيبة والبساطة، وسيطرت على أسمائهم الحقيقية الألقاب التي كانوا يطلقونها على بعضهم البعض. ولم تسلم الطرقات من هذه الألقاب والتسميات، فحملت كل درب منها مهما كانت كبيرة أو صغيرة اسماً محدداً، ولقد جاءت هذه الأسماء متأثرة بعدة عوامل منها دينية مثل حارة الجامع ومنها اقتصادية مثل سوق اللحامين ومنها اجتماعية مثل حارة آل جلال الدين الذي يعود لعائلة كانت تملك هذه الحارة. وإن لم تكن هذه الأسماء ثابتة غير قابلة للتغيير بل كانت تتغير عندما يتدخل عامل جديد ويتغلب على السابق فنجد الناس تتناس الاسم القديم وتعرف الحارة بالاسم الجديد مثل حارة آل جلال الدين فتحول الاسم إلى حارة كنيسة الموارنة وغيرها من الحارات. لقد كان للعامل الديني أكبر الأثر على هذه الأسماء فجاء معظمها يعود إلى جوامع أو إلى أفراد من سكان المدينة عرفوا بتقاهم وورعهم وكان لهم أهمية عند السكان فاقاموا لهم المقامات كتخليداً لذكراهم مثل حارة عمر الجلالي، حارة الجامع الكبير، حارة الشيخ عبد الله ...إلخ.
ونجد أيضاً إن المياه كانت عاملاً أساسياً في بعض الأحياء مثل حي السبيل وحي السبيل العتم. والسبب في ذلك عدم توفر المياه داخل البيوت فأقيمت السبل داخل الحارات وينتج عن ذلك عدم توفر الحمام أيضاً فلذلك أنشئت الحمامات العامة أيضاً ولأهميتها حملت الدروب والأحياء التي وجدت فيها هذه الحمامات أسماءها مثل حارة حمام الجديد التي تحولت من اسم حارة الشارع إلى حمام الجديد، حارة حمام الورد وغيرها من الحارات.
أما الروايات والأساطير التي تتكلم عن الجن فلقد كانت كثيرة في تلك الأيام فتأثرت تسمية بعض الطرقات بهذه الروايات التي كانت تنتشر بسرعة في المدينة وتتناقلها الألسن بسهولة فيتحول الاسم إلى اسم جديد يليق بالرواية مثل حمام السوق تحول إلى حمام السبع بنيات.
أخيراً نستطيع القول بأن عدم اغتراب أهالي صيدا إذ أن هناك قول قديم يقول "بأن ابن صيدا إذا وصل إلى البوابة الفوقا يحلف بغربته". جعلهم يميزون الغريب عنهم فور دخوله المدينة رغم أنهم كانوا يتقبلوه بينهم ويرحبون به ويسمون الأحياء التي يسكن فيها باسمه مثل حي الأميركان وخان الأفرنج .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * ) راجع دليل معالم صيدا الإسلامية (عبد الرحمن حجازي) المركز الثقافي الإسلامي. المكتبة العصرية ، صيدا سنة
** ) أنظر الرسم رقم "1"
* ) أنظر الخريطة
** ) حارة: هي لفظة شعبية يطلقها الناس على الشارع الذي يقيمون فيه ومعنى حارة كل محلة تدانت مساكنها
* ) أنظر الخريطة
** ) الصرم : الجلد بالفارسية والصرمان هو الخف المنعَّل والعامة تقول "صرماية"
*** ) عبد الرحمن حجازي "دليل معالم صيدا الإسلامية"
**** ) نفس المرجع
***** ) د. طلال ماجد المجذوب " تاريخ صيدا الاجتماعي"
* ) عبد الرحمن حجازي ، نفس المرجع السابق
** ) نفس المرجع
* ) المرجع السابق
* ) عبد الرحمن حجازي ، المرجع نفسه
** ) جران: جمع جرن وهو حجر منقور للماء وغيره قديماً كان يستعمل في الحمام .
*** ) كشك : ماء الشعير (فارسية) الكشكول الكشكولة : وعاء المتسول يجمع فيه رزقه (أرامية)
* ) قول للمرحوم الحاج حسن القصير ويقول بأنه يملك كتاباً تاريخياً في ذلك .
** ) عبد الرحمن حجازي ، المرجع نفسه
* ) عبد الرحمن حجازي ، المرجع نفسه
* ) عبد الرحمن حجازي ، المرجع نفسه
* ) القول لأحد المسنين الذين قابلتهم وكان من المترددين على هذه الحارة لذلك أعطاني بعض الأسماء التي ما يزال يتذكرها .
** ) قناق : تركية الأصل بمعنى مكان الضيافة أو بيت الجند (تاريخ صيدا الاجتماعي صفحة 248)
*** ) العتم : الظلام باللغة العامية (العتمة)