كلمة المناضل - عددان - دلالات ومعان إنسانية في الرحلة الفضائية
كلمة المناضل العددان 210ـ211 تموز ـ آب 1987
دلالات ومعان إنسانية في الرحلة الفضائية
الدكتور . فواز الصياغ
رئيس هيئـة التحرير
في الثاني والعشرين من تموز عام 1987 دخلت سورية مرحلة جديدة عندما شاركت الاتحاد السوفييتي في رحلة الفضاء المعروفة وبهذا تكون العلاقات العربية السورية السوفييتية قد خطت خطوة كبيرة على طريق التقدم العلمي والتعاون التقني بالولوج إلى آفاق الفضاء الرحبة .
ومع كل ما تحمله هذه المشاركة السورية من معان كبيرة في مثل هذه الظروف السياسية والعسكرية البالغة التعقيد في عالم اليوم ، فهي تحمل إضافة إلى ذلك معاني إنسانية سامية تهدف أول ما تهدف إلى استخدام العلم في مصلحة البشرية ووضع الطاقات الهائلة التي وهبتها الطبيعة للإنسان في موضع الخدمة لرقي البشر وتقدمهم وازدهار حضارتهم ونمو اقتصادهم واستكشاف الثروات الطبيعية في بلادهم وبلدان أصدقائهم ووضعها في خدمة حركة التقدم والسلام المبني على العدل .
صحيح أن دولا أخرى قد غزت الفضاء منذ سنوات عديدة ووصلت في ذلك إلى محاولات استخدامه لأغراض عدوانية هدفها استمرار نهجها الاستعماري واستغلال الدول الأخرى وإخضاعها لمشيئتها الإمبريالية ومحاولات استخدام ما توصل إليه الإنسان في أغراض عسكرية عدوانية محضة ، لكن ذلك لا يعني أبداً أن هذا الوجه من الاستخدام الفضائي هو الاستخدام الصحيح لسكان الكرة الأرضية ، ويجب علينا بالتعاون مع الأصدقاء السوفييت أن نقدم النموذج الأمثل للاستخدام السلمي للفضاء وإمكاناته الواسعة في سبيل خدمة الشعوب التي تطمح إلى عالم خال من النهب الإمبريالي والتهديد باستخدام القوة ورفع مبدأ " العصا الغليظة " لإرهاب الشعوب والسيطرة على مقدراتها .
أن القيادة الحكيمة لحزب البعث العربي الاشتراكي ممثلة بالرفيق الأمين العام للحزب رئيس الجمهورية عندما قررت المشاركة في هذا المشروع العلمي الضخم ، كانت تضع نصب عينها تلك المبادئ السامية التي تستقطب آمال دول العالم الثالث والشعوب المحبة للحرية والسلام القائم على العدل ، وهذه هي إحدى السمات التي تميزت بها مبادئ حزبنا ورسالة أمتنا الخالد ..