كلمة المناضل - مؤتمـر القمة العربي السابع والقضيـة الفلسطينيـة
كلمة المناضل العدد 71 تشرين الثاني 1974
مؤتمـر القمة العربي السابع والقضيـة الفلسطينيـة
الدكتور . فواز الصياغ
رئيس هيئـة التحرير
في أعقاب حرب تشرين التحريرية انعقد مؤتمر القمة العربي السادس في الجزائر، وقد حدد الهدف الستراتيجي المرحلي للنضال العربي كما حدد وسائل ومستلزمات تنفيذ هذه الستراتيجية ، وكان من أبرز قراراته التأكيد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ورفض كافة محاولات العمل السياسي المنفرد والتسويات الجزئية . إلا أن انجراف بعض الأطراف العربية وراء العمل المنفرد والبحث عن الحلول الجزئية كان من أهم العوامل التي أدت إلى ظهور عوارض التفكك والتأزم في العلاقات العربية ، والتي قادت إلى محاولات عديدة للخروج عن الالتزام بتلك المقرارات . وفي أواخر شهر تشرين الأول لعام 1974 انعقد مؤتمر القمة العربي السابع في الرباط ، هذا المؤتمر الذي شكل نقطة انعطاف جديدة في العمل العربي الموحد والموقف من القضية الفلسطينية .
وقد لعب القطر العربي السوري ـ ممثلا بالرفيق الأمين العام للحزب ، رئيس الجمهورية ـ الدور البارز في هذا الانعطاف حيث اضطر عدد كبير من الرؤساء إلى تعديل موقفهم بعد الكلمة التي ألقاها الرفيق الأمين العام للحزب في المؤتمر ، مبرهنا بذلك على صحة استراتيجية حزبنا ومنطلقاته ونظرته الشمولية للقضية وموقفه المبدئي الذي لم يحدد عنه تجاه القضية الفلسطينية ، مما أثر تأثيرا كبيرا في السياسة العربية والدولية وفي الرأي العام العالمي وفي محافل الأمم المتحدة ، مما حدا بممثلي 90% من سكان العالم إلى الاعتراف بحق الشعب العربي الفلسطيني في العودة إلى أراضيه ـ التي اجلي عنها عنوة ـ ومنحه الحرية الكاملة في تقرير مصيره وحقه في الاستقلال والسيادة الوطنيين ممثلا بمنظمة التحرير الفلسطينية . كل ذلك لم يأت إلا نتيجة للنضال السياسي الواعي الذي خاضه العرب على المستوى الدولي وفي مقدمتهم القطر العربي السوري المناضل .
إن حرب تشرين والجولان وجبل الشيخ ، والتضحيات الغالية التي قدمها شعبنا هي التي خلقت المناخ الدولي المناسب الذي تجلت نتائجه في قرارات المنظمة الدولية .
وهذا لا يعني أننا قد وصلنا إلى غايتنا وأننا حققنا أهدافنا ، فنحن لا زلنا في أول الطريق ، ومعركتنا مع العدو طويلة وما حرب تشرين والجولان وجبل الشيخ إلا أحد ميادينها الظافرة وما زال أمامنا الكثير مما يتطلب الاستعداد الدائم والتضحيات الكبيرة لأن عدونا سيلجأ إلى أساليب جديدة لتغطية هزائمه العسكرية والسياسية والاقتصادية .
ويجب أن لا ننجرف وراء الاعتقاد بأن العمل السياسي هو كل شيء،"فحرب تشرين على أهميتها التاريخية واعتراف هيئة الأمم المتحدة بالقضية الفلسطينية كقضية سياسية لم تحسم الأمر ، بل وضعتنا على الطريق الصحيح ، وعلينا أن نتابع السير على هذا الطريق".
و"يجب أن ننطلق من أننا في صميم المعركة في كافة تصرفاتنا ، وهذه المعركة بحاجة إلى أسلحة عديدة متنوعة علينا أن نوفرها . ومن هنا يجب أن ننطلق للوصول إلى صيغة تضع إمكانياتنا في أقصى ما يمكن وبأقصى ما نستطيع لمواجهة العدو".
لقد أمكن بفضل سلامة الموقف العربي السوري في مؤتمر القمة السابع من تحويل مجرى المؤتمر في الاتجاه الإيجابي والخروج بقرارات حاسمة على الصعيد السياسي والفلسطيني وينبغي أن نعرف كيف نتابع العمل لتثبيت وتعميق الالتزام بتلك المقرارات ، وذلك بالاستمرار في الاستعداد والصمود وعدم تغليب التناقضات الجانبية على التناقضات الرئيسية .
وسيظل حزبنا كما كان مخلصا للقضية العربية وسيبقى قائما بدوره الذي يلعبه في معركة العرب المصيرية حتى التحرير الشامل للأرض العربية المحتلة وحتى يتم استرداد الحقوق العربية المغتصبة .