البلد - هجوم حمدان على عباس يحرج الفتحاويين في إفطار إيراني
هجوم حمدان على عباس يحرج الفتحاويين في إفطار إيراني
صيداويات - الإثنين 06 أيلول 2010
محمد دهشة - البلد - صيدا:
اعتبرت زيارتا زعيم الجبهة الشعبية "القيادة العامة" احمد جبريل وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ورئيس كتلتها البرلمانية عزام الاحمد الى لبنان حدثين بارزين في دلالاتهما السياسية وتوقيتهما مع انطلاق المفاوضات المباشرة في واشنطن اذ يعتبر لبنان ساحة هامة ل "رسائل الكباش الفلسطيني"، فيرى البعض جبريل "رسول" موقف المعارضة الفلسطينية السياسي ولسان حالها العسكري معا، فيما الاحمد "مبعوث" الموقف الفلسطيني الرسمي توضيحا وشرحا.
رسمت زيارتا المسؤولين جبريل والاحمد مدى التناقض في الموقف الفلسطيني واتساع الهوة في تحقيق الوحدة، فرغم ان الاول كشف لمسؤولين فلسطينيين ولبنانيين التقاهم أن نصف أعضاﺀ المجلس المركزي لحركة "فتح" اعترضوا على الدخول في مفاوضات مباشرة على قاعدة عدم التفاؤل بالنتائج مع التجربة الاسرائيلية السابقة والمريرة وسط تساؤلات عن البدائل وكلفتها، الا ان هذا الاعتراض "الفتحاوي" لم يخفف من هجوم المعارضة في "تحالف القوى الفلسطينية" على موقف السلطة ورئيسها واطلاق تهم "الخيانة".
وقد ترجم هذان الموقفان في مشهدين لافتين، الاول في افطار اقامته "لجنة دعم المقاومة في فلسطين" في مطعم "الساحة" في بيروت حيث همّ رئيس ممثلية "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان السفير عبدالله عبدالله وقبله القائم بالاعمال الفلسطيني اشرف دبور بالانسحاب "الادبي" قبيل صعود جبريل الى المنصة لالقاﺀ كلمته ما دفعه الى القول على: الملأ اين (السفير) عبدالله كنت أريده ان يسمع الخطاب.. قبل ان يهاجم السلطة وموقفها المفاوضات المباشرة.
فيما اصيب عدد من مسؤولي حركة "فتح" ب "الاحراج" في حفل الافطار التي اقامته في صيدا المستشارية الثقافية للجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان وهم يستمعون الى كلمة ممثل حركة "حماس" في لبنان ومسؤول العلاقات العربية والدولية اسامة حمدان الذي شن هجوما عنيفا على الرئيس الفلسطيني "ابو مازن" وكادوا يهمون بالمغادرة لولا احترام الجهة الداعية السفارة الايرانية، والحرص على عدم توتير الاجواﺀ السياسية اكثر قبيل عيد الفطر المبارك كما ابلغ مسؤول فلسطيني بارز صدى البلد "، فضلا عن تبديل ترتيب الكلمات اذ كانت كلمة حمدان مدرجة الثانية اي قبل ابو العردات في بطاقة الدعوة.
و استغرب حمدان في كلمته موقف الرئيس عباس الذي "دان المقاومة قبل رئيس وزراﺀ الكيان الصهيوني" قائلا "لا يمكن ائتمانه على القدس التي تعيدها المقاومة وليس الاستجداﺀ على موائد التفاوض سواﺀ كانت في البيت الابيض ام في وزارة الخارجية الاميركية "، قبل ان يرد على المشككين بالمقاومة كمحاولة لتعطيل التسوية، بالقول" بكل صراحة: لا تشغل التسوية بالنا فهي فاشلة وسيعود اصحابها يجرون اذيال الخيبة ولن يحققوا شيئا، فهذه التسوية لا تحتاج جهدا لاسقاطها، فهي ساقطة من قبل ان تبدأ انما المقاومة هي تأكيد على الخيار الاصلي لشعبنا حتى انتهاﺀ الاحتلال".
وحدد حمدان شرطا واحدا للوحدة الفلسطينية "القبول بتحرير كل فلسطين".
من جهته، اوضح عضو المجلس الثوري امين سر حركة "فتح" في لبنان فتحي ابو العردات الموقف الفلسطيني، قائلا "ان فتح ما زالت تلتزم بالثوابت والادبيات التي قامت عليها ثورتنا الفلسطنية وحركتنا الرائدة"، مشددا على ان "اي اتفاقيات او تسويات تهدر حق الشعب الفلسطيني في ارضه ووطنه هي باطلة ومرفوضة.. ويجب ان تعود الى الاطر الفلسطينية بلا استثناﺀ ويجب ان تخضع لاستفتاﺀ شعبي فلسطيني يشارك فيه الجميع".
وقال ابو العردات ان عملية التفاوض هي شكل من اشكال النضال وقد نلجأ اليها مترافقا مع المقاومة بكل اشكالها من اجل تحرير الارض، داعيا الى دعم المقاومة بالوحدة الوطنية الفلسطنية.
وبينهما ميز ممثل حركة الجهاد الاسلامي في لبنان ابو عماد الرفاعي بين موقف حركة "فتح" والسلطة الفلسطينية، مؤكدا ان السلطة الفلسطنية غير مؤهلة او مخولة بان تذهب الى واشنطن لتفاوض على القدس القضية الفلسطينية، محذرا اياها من السير وراﺀ السراب والوهم، قائلا "ان العائق الاساسي في منع الوصول الى الوحدة ليست سلطة رام الله او سلطة غزة وليست المعارضة الفلسطنية او حركة" فتح "، بل" الفيتو "الاميركي الذي يمنع ا لسلطة ا لفلسطينية من التقدم خطوة الى الامام.
كما تحدث في الاحتفال كل من السفير الايراني الدكتور غضنفر ركن ابادي وامام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود.