الأوضاع المعيشية إلى أين ؟
المركز الثقافي للبحوث والتوثيق
صـيـدا 14 أيلول 1987
الأوضاع المعيشية إلى أين ؟
من المسؤول ؟
هذا هو المسؤول الكبير الذي يطرحه المواطن الأعزل من أي سلاح : إلى أين المصير ؟ من المستفيد ؟.
لقد انتقلت الحرب اللبنانية الطاحنة ، وبافتعال ظاهر مفضوح ، من حرب عسكرية ـ سياسية إلى حرب اقتصادية ـ اجتماعية ـ تجويعية ، وهي حرب لا تقل إيلاماً وبربرية عن باقي الحروب السابقة .
فالتلاعب بالنقد الوطني يجري في وضح النهار ، والمتاجرة بالدولار تحولت إلى كسب يومي لقوى المال والاحتكار ، وانخفاض سعر صرف الليرة اللبنانية وارتفاع الأسعار بطريقة جنونية إنما لا يخضع إلى أي قاعدة أو منطق سوى ممارسة " لعبة عض الأصابع "، وبالتالي تهديم البناء الاقتصادي والمالي للبلد وتحقيق مكاسب سياسية مشبوهة .
فأخذ الغلاء ، ذلك الوحش الفتاك ، ينقض في هجومه علينا وينهش في جسمنا الاقتصادي والاجتماعي حتى الموت . وأصبح تأمين الحاجات الضرورية للإنسان : من مأكل وملبس ومسكن ، ودواء وطبابة واستشفاء ، وتعليم الأولاد وضمان الكتاب المدرسي إنما أصبح ذلك كله من الكماليات أو الرغبات التي تعجز عن تحقيقها الطبقات الشعبية والطبقة الوسطى من موظفين ومعلمين وذوي الدخل المحدود فغدا لسان حال الجميع هذا القول المأثور :
" عجبت لمن لا يجد القوت في بيته ، كيف لا يخرج على الحاكم شاهراً سيفه"
لذلك ، ورغبة منا في طرح هذا الموضوع المعيشي الملح والذي أصبح السكوت عنه جريمة لا تغتفر ، فقد دعونا مجموعة من أهل الاختصاص في الاقتصاد والمال للمناقشة وتحديد المسؤوليات وكتعبير عن موقف احتجاج وإنذار .
إننا نأمل إسهامكم معنا في بحث هذا الموضوع الحيوي الذي يصيب كل فرد منا، بالإضافة إلى انهيار اقتصادنا وما يؤدي إليه من انهيارات سياسية واجتماعية وحياتية عامة .
اللجنة الثقافية