المسألة الفكريــة
2 ـ المسألة الفكريــة
تشكل البنية الفكرية دائرة متكاملة من المفاهيم والتصورات ومن المبادئ القيمية والأهداف المحددة التي يعتقد الانسان أن تحقيقها ينقذ الأمة ويصون الوطن ويحقق الأمن القومي والوطني والتقدم والرفاه للمجتمع وللفرد .. وبهذا المعنى تجسد مباديء الحزب طموح الأفراد والأمة ، وتعطي الحافز للعمل والتضحية ، وتحدد سلوكية الفرد والمجتمع . والجماعة التي تفتقد المبادئ تفتقد الحوافز وتتحول إلى مجموعة من الناس تربطهم المصالح النفعية . المبادئ تضبط سلوك الفرد والمجتمع .
والفرد عندما يتخلى عن المبادئ يفقد القدرة على ضبط سلوكه وعلى الاختيار بين ما هو صحيح وما هو خطأ، وبين ما يفيد الوطن وما يؤذيه. للمبادئ ثلاث وظائف، الأولى تعبوية إذ تخلق الحافز على اعتبار العمل مسؤولية ورسالة. والثانية فكرية لأن الوعي بالمسؤولية يحرك الفكر للبحث عما يفيد الرسالة التي يحملها المناضل . أما الوظيفة الثالثة فتتعلق بضبط سلوك الفرد والجماعة، لأن الشعور بالمسؤولية والإيمان بالرسالة يفرضان معياراً معيناً للسلوك الفردي والجماعي . ولابد من الإشارة إلى أن الإنسان بطبعه يميل إلى التفكير وهو دائماً يتساءل ويبحث ، وعندما يكون الحزب غائباً فإن قوى أخرى في المجتمع سوف تملأ هذا الفراغ. وبالقدر ذاته الذي يكون فيه النهج واضحاً يمكن شد الفرد إلى فكر الحزب ومبادئه. والمسألة الفكرية تتطلب مراجعة مستمرة للوضع التنظيمي في الحزب ووضع المعايير التي تحكم سلوك الحزبي وسلوك المؤسسة، وأسوأ ما يبعد الناس عن الحزب ومبادئه أولئك الذين يدعون تمسكهم بفكر الحزب بينما يتعارض سلوكهم مع مبادئه وأخلاقياته . وأهم ما يجب التركيز عليه في المراجعة الفكرية أن يعزز البعثيون نضالهم لتحقيق مشروع قومي عربي ، تمثل مبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي حاضنته وقاعدته الأساسية .