الحوار المتمدن - من خفايا انقلاب شباط الدموي 1963 سباق المسافات الطويلة(1-6)
عقيل الناصري
الحوار المتمدن - العدد: 3242 - 2011 / 1 / 10
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع
من خفايا انقلاب شباط الدموي 1963
سباق المسافات الطويلة -(1-6)
أمست ثورة 14 تموز أهم مَعلَم من معالم عراق القرن العشرين. وقد عكست في إحدى جوانبها، صورة للتنافس الإقليمي وصراع مصالح الدول الكبرى الفاعلة في الساحة الدولية آنذاك، على الشرق الأوسط بعامةً والمشرق العربي منه بخاصةً، حيث كان العراق أحد بؤره المركزية من ناحية البعد الاستراتيجي، بكافة أبعاده الاقتصادية والسياسية وحتى العسكرية. لقد [غيرت ثورة 14 تموز الجو السياسي في المنطقة كلها، إذ أدركت القوى العظمى، المسيطرة على اقتصاد الخليج، خطورة نشوب ثورات مماثلة في كل المنطقة .
ونتيجة لما حدث من تغيّر جوهري في عراق 14 تموز تعرضت مصالح ومواقع المراكز الرأسمالية الكبرى إلى صدمة كبيرة، والأخص بريطانيا ومن ثم الولايات المتحدة، إذا قارن رئيسها السابق آيزنهاور أحداث 14 تموز بأحداث الثورة الصينية، إذ قال في مذكراته:
[في صبيحة 14 تموز 1958 تلقيت بصدمة أنباء الانقلاب في بغداد ضد النظام الملكي الهاشمي. هذه هي البلاد التي كنا نعتمد عليها بكل ثقلنا في أن تكون الحصن الحصين للاستقرار والتقدم في المنطقة.. إذا لم يلق تحوٌل الأحداث بهذه الصورة المعتمة الرد الشديد من جانبنا فقد يؤدي إلى إزالة كل النفوذ الغربي في الشرق الأوسط... وتحدثتُ مساءً في الخطاب الذي أُذيع في الساعة السادسة والنصف، وأشرت إلى التماثل بين الوضع في لبنان وبين ما واجهنا في اليونان في سنة 1947. كما لفت النظر إلى الانقلاب الشيوعي في تشكوسلوفاكيا في 1948، وإلى الانتصار الشيوعي في الصين 1949، وإلى محاولات الشيوعيين للسيطرة على كوريا والهند الصينية منذ عام 1950] .
لقد أثر هذا التغيّر الجوهري، في يوم 14 تموز، في مجمل المسارات السياسية اللاحقة في منطقة الشرق الأوسط، سواءً فيما يخص:
ـ العلاقة بين المتناقضين الأرأسين المتناحرين آنذاك وهما العالم الرأسمالي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والعالم الاشتراكي، بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق، كمفاهيم سياسية وفلسفة اجتماعية ومصالح استراتيجية؛
ـ العلاقة بين المتناقضين اللا متناحرين الساعي كمل منهما لفرض هيمنته على المنطقة، وهما الولايات المتحدة وبريطانيا ؛
ـ واقع الصراع بين مصالح دول المنطقة الإقليمية، والدول العربية، وعلى الأخص المتحررة منها، حول قضيتها المركزية (فلسطين) وماهيتها كواقع وفكر، ومع إسرائيل كقاعدة للمراكز الرأسمالية.
غيرت ثورة 14 تموز من موازين القوى، ومن معادلات الصراع الدولي والإقليمي، وحتى بين المكونات الاجتماعية داخل العراق. مما دفع بالقوى المتضررة، وخاصةً الخارجية منها، إلى العمل بقوة على إيقاف سريان مفعول تأثير الثورة على دول الجوار الحليفة لها في المنطقة، ومن ثم إعادة تعزيز القوى الاجتماعية الحليفة لها في داخل العراق بغية [كبح الحصان الجامح وإعادته إلى الحظيرة ـ حسب تعبير مجلة الايكونومست البريطانية].. متبعةً ثلاث مسارات رئيسية هي:
1 ـ مسار التدخل المباشر:
تمثل هذا المسار، منذ الأيام الأولى للثورة، في محاولات التدخل والاحتلال الخارجي المباشر لإسقاط النظام الجديد من قبل دول حلف بغداد، بالتعاون مع دول الجوار الحليفة لها. لكن هذه المحاولات باءت بالفشل الذريع للأسباب الأرأسية الخمسة التالية:
1 ـ النجاح السريع والخاطف للثورة؛
2 ـ عمق التأييد الشعبي الذي لاقته الثورة منذ إعلانها، وسعة شموله الاجتماعية/الأثنية لكل جغرافية العراق؛
3 ـ القضاء على ثلاثي أقطاب الحكم وهم: الملك، وولي العهد عبد الإله ورئيس الوزراء نوري السعيد ؛
4 ـ الموقف الخارجي المساند للثورة والمتمثل بالدرجة الأولى في موقف الجمهورية العربية المتحدة والاتحاد السوفيتي؛
5 ـ التناقض في المواقف الإستراتيجية المستقبلية بين الأقطاب الرئيسية لدول حلف بغداد ، وعلى الأخص بين بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، العاملة على فرض سيطرتها على عموم المنطقة وطرد الأولى منها .
هذه العوامل تفاعلت فيما بينها جدلياً وأسقطت ذريعة التدخل الخارجي المتبرقع بـ (الشرعية الدفاعية) لدول الحلف وكبحت جماحه بالتزامن مع جملة من العوامل الرئيسية التي يمكن إيجازها في :
ـ السرية والكفاءة العاليتين في التحضير والإعداد للثورة وبالتالي المباغتة في التنفيذ؛
- السيطرة على المناطق الحيوية في العاصمة العراقية، بغداد، وبقية المعسكرات المهمة؛
ـ الإحباط والإجهاض الفوريين للتحركات العسكرية المضادة، التي قامت بها الوحدات العسكرية المتمركزة في: الديوانية والمسيب والناصرية و كركوك؛
ـ انعدام وجود شخصية بارزة ومؤثرة من نخب الحكم السابقة، تقود حركة المقاومة (الثورة المضادة) وتطلب التدخل من دول حلف بغداد أو/و الاتحاد الهاشمي؛
ـ استدعاء قادة الثورة بعض كبار الإقطاعيين وشيوخ العشائر الكبرى إلى بغداد، وبخاصة المالكين لقوى مسلحة، بغية إغلاق منافذ تحركاتهم المحتملة المناهضة للثورة؛
ـ النشاط الدبلوماسي الهادئ والواعي والسريع، الذي عبرت به الثورة عن ذاتها ومكوناتها، سواءً في البيان الأول أو مقابلاتها لأعمدة السلك الدبلوماسي الغربي وبخاصة دول حلف بغداد وأمريكا.
ـ طبيعة الخطاب السياسي الموزون والمتسم بالحذر والحيطة، الذي أكد على أهمية تدفق النفط، مما طمأن المصالح الغربية والدول المستهلكة له وهدأ من بواعث تدخلهم .
ـ تأمين الحماية للرعايا الأجانب المقيمين في العراق مما أغلق منفذ التدخل الخارجي بحجة حماية الرعايا؛
ـ تأكيد حكومة الثورة على احترام المواثيق والاتفاقات الدولية المبرمة، كميثاق الأمم المتحدة ومؤتمر باندونغ، مما أضفى الطبيعة الحيادية الإيجابية للثورة، وبالتالي نزع فتيل التدخل الغربي( ).
ـ عمق تأييد شعوب دول الجوار وبعض حكوماتها، وحركات التحرر في العالم الثالث والذي تجلى في سرعة الاعتراف الدولي بالنظام الجديد (22 دولة اعترفت في اليوميين الأولين).
ونتيجة لهذه العوامل جميعها، إضافة إلى التخوف من احتمال المواجهة مع دول المعسكر الاشتراكي آنذاك، ولاستتباب النظام في بغداد، فقد أُجبر الغرب، متمثلاً بدول حلف بغداد، على التخلي عن استخدام القوة العسكرية لعودة النظام القديم، مبررةً ذلك بتكرارها القول أنها بذريعة مبدأ آيزنهاور أنزلت قواتها في لبنان، وهذا لا ينطبق على ما يحدث في العراق الجمهوري، مما يعني شل قدرتها على التدخل العسكري المباشر وعدم سماحها لدول الجوار التابعة لها القيام بمثل هذا العمل. وبــإخفاق هذه السياسة، اتفقت دول حلف بغداد والولايات المتحدة (مجبرةً) على إتباع سياسة جديدة تمحورت خطوطها العامة في:
ـ التخلي عن فكرة التدخل المباشر من قبلهم؛
ـ عدم تشجيع دول الجوار الحليفة على القيام بمغامرة عسكرية، وبخاصةً من قبل تركيا والأردن.
ـ دعم هذه الدول الحليفة عسكرياً وسياسياً وأمنياً، ومنع سريان مفعول الثورة إليها
ـ الحفاظ على الحالة السياسية في دول المنطقة بعامةً والخليج بخاصةً، وقمع التعاطف الشعبي مع ثورة
لعراق ومنع تطوره وتماثله لما حدث فيه وبقاءها ضمن الفلك الغربي.
وإزاء ذلك قررت دول المراكز الرأسمالية اتباع مسار آخر لكبح جماح التغيّر في العراق والمنطقة.
2 ـ مسار سياسة الاحتواء (الترغيب والترهيب):
حاولت الدول الغربية، ضمن منطق ماهيتها الاستعمارية، إعادة فرض هيمنتها السياسية والاقتصادية ببعديهما الاستراتيجيين، من خلال عملية احتواء النظام الجديد بكل السبل الممكنة وغيرالممكنة ( وذلك باتباع أساليب عدة تستهدف زعزعة النظام وتفتيت قاعدته الاقتصادية وتحجيم قواه الاجتماعية، لأجل كبح استمرارية تطوره المستقل، وكذلك اصطناع وإثارة العديد من المصاعب الكامنة والتي يعود بعضها، موضوعياً إلى الطبيعة المتنوعة للمكونات الاجتماعية والسياسية والاثنية للعراق، كل ذلك بغية خلق حالة من اللااستقرار السياسي، الذي سينفي بدوره منطقياٌ، أية إمكانية في تطوره الاقتصادي، وبالتالي يعيق الثورة من تحقيق ذاتها وأهدافها المرسومة مما ينجم عنه تشتت قاعدتها الاجتماعية المستهدفة من قبلها أصلاً وزعزعة الثقة بالنظام وهذا يسهل بالتالي القضاء عليه.
تتوأمت وتزامنت هذه الوضعية، مع سياسة الترغيب، في البدء، ومن ثم الترهيب المبطن، ليصل الأمر إلى خاتمته المنطقية، المعلنة. وذلك عندما رأت المراكز الرأسمالية، أن السلطة الجديدة لم تخضع للتهديد والابتزاز ولم ترضخ لضغوطاتها المتعددة الابعاد، ولا لسياساتها، وعلى الأخص فيما يتعلق بأحد أهم مضامين الصراع الدولي في المنطقة، ألا وهو النفط والذي تعتمد عليه ماكنة هذه المراكز الصناعية/العسكرية.
كان صعود التيار الديمقراطي ذو القاعدة الشعبية الواسعة، وعلى وجه الخصوص اليساري منه الذي رنا إلى اختصار زمن قهره المادي والمعنوي، في مثل هذه المنطقة المهمة وضمن لعبة التوازنات الدولية الأكثر حساسية، قد أخاف هذه المراكز (الرأسمالية) من قوة التماثل معها في دول المنطقة.. بمعنى آخر تكاثفت في الظاهرة السياسية للحكم الجديد، صيرورة متكونة من أربعة أبعاد، اعتبرت من محرمات السياسة الدولية وفقاً للمنطق الامبريالي، هي:
ـ حكم وطني مستقل في توجهاته، ذو نزعة اجتماعية اصلاحية تقدمية، بكل معنى المفردة، لمصلحة قاعدة اجتماعية واسعة حكم لها وإن كان بدونه ( ).
ـ سياسة نفطية مستقلة عن الاحتكار العالمي( ).
ـ سياسة عربية ذات منطق تحرري لواقع انتمائه القومي وقضيته المركزية (فلسطين) وتحررهما.
ـ سياسة خارجية بعيدة عن التكتلات والاحلاف العسكرية الدولية ضمن مفهوم الحياد الايجابي.
جعلت هذه السياسات التي اتبعتها سلطة تموز/قاسم، في العراق أخطر بقعة في العالم، حسب المفهوم الامبريالي، وبخاصة الامريكي( )، المستند على منطق القوة والتي ماهيتها: [مسموح له بكل اشكال الإجبار والقسر، بما فيها حروب الدمار، وهذا يعني أن الصراع من أجل القوة هو بذاته الصراع من أجل البقاء، لذلك فإن تحسن مراكز القوة لابد أن يصبح الهدف الأول للسياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة... إن هذه القوة تعني البقاء وإمكانية أن نفرض إرادتنا على الأخرين...]( ) هذه السياسة طبقت بجواهر مضامينها في العديد من مناطق العالم، ومنها في عراق تلك المرحلة. وعندما انتهى مسار التهديد (بكسر رأس الزعيم قاسم) حسب تعبير دين راسك، تم الشروع في تطبيق المسار الاخير:
3 ــ مسار التغيير بالقوة (الانقلاب والاغتيال):
ونتيجة فشل سياسة الاحتواء من قبل قوى الهيمنة الامبريالية؛ وإصرار الحكم الوطني على اتباع سياسات من منطق تصوره المستقل؛ والمناقض لماهية استراتيجية تلك القوى، وكمحصلة جدلية لها وما يستنبط منها؛ ولما أحدثته الثورة، كنتاج طبيعي، من اصطفافات طبقية نتيجة التناقض الاجتماعي داخل التركيبة الاجتماعية وطبقاتها المناظرة، وما أعقبها من هزيمة للقوى التقليدية والماضوية؛ وما وضعته الثورة العراقية أمام الطبقات الحديثة من صيرورة مفترق الطرق بين التقدم نحو تعميق المضامين الاجتصادية أوالتراجع عنها، أو المراوحة في المكان ذاته، الذي هو شكل من أشكال التراجع، لها ولنظيراتها في دول الجوار الساكن؛ وما أحدثته فيهم من حالة وعي الضرورة وبالذات في الفئات الوسطى وإمكانية تملك المستقبل أو على الأقل التأثير في جريانه، ومن ضمنها التحالفات على المستويين الداخلي والعربي، الاقليمي والدولي وإيقاعها المتناغم مع واقع الامة العربية وطموحاتها في التحرر والوحدة، المبنية على الارادة الكلية لشعوبها وليس للإنتقائية الرغبوية لقادتها.
وعلى خلفية هذا الوضع وما أفرزه من توترات وصراعات، من حركة واستقطاب، من مخاوف واستفزاز، تحالفت القوى المتضررة من الثورة، لأول مرة في عراق القرن العشرين، مع القوى الخارجية التي كانت بدورها تبحث عن أدوات جديدة لها، لتنفيذ قرار إسقاط سلطة تموز/قاسم بالقوة المادية المدعومة من قبلها( ). لأن الدوائر الامريكية رأت أنه [كان واضحاً منذ البداية، أن النظام الجديد (يقصد نظام تموز/ قاسم ـ الناصري)، لا يمكن الاطاحة به، إلا بقوة خاطفة ومتفوقة من الخارج...] حسب تعبير والدمار غولمان، السفير الامريكي السابق في العراق في الفترة 1954 ـ 1958.
وعلى ضوء هذا الرأي وذلك الواقع المعقد تم التحالف بين القوى المتضررة داخلياً والقوى الخارجية لإسقاط النظام الوطني في انقلاب 8 شباط 1963. ولايخفى أن القوى الانقلابية سبق أن جربت العديد من المحاولات اعتمادا على قواها الذاتية الداخلية، لكنها فشلت في تحقيق ذلك لعوامل عديدة، لذا اتجهت نحو الاعتماد على الخارج في تحقيق ذلك. إذ (مهما ابتعدنا عن الاستعانة بدليل لوجود قوي وفعال للعامل الدولي في عملية إسقاط ثورة 14 تموز والإجهاز عليها وإعدام قائدها في الحال، فإننا لا نجد مخرجاً سوى أن نكرر بأن العامل المحلي لم يكن على الإطلاق إلى جانب نجاح الانقلابين، فما زالت الأغلبية الساحقة من العراقيين مشدودة إلى عبد الكريم قاسم... )
يوضح تاريخ الصراع السياسي على السلطة آنذاك، تشكل عدة محاور تهدف جميعها إلى قلب نظام الحكم، وإن لم يكن بينها اتفاق مسبق على ذلك، منها:
ـ المحور الإقليمي غير العربي والمتمثل بأنظمة حكم دول حلف بغداد السابق منها تركيا وإيران؛
ـ المحور العربي وكان يضم العربية المتحدة، ومن ثم مصر الناصرية بالإضافة إلى الأردن والكويت؛
ـ المحور الدولي والذي ضم أهم المراكز الرأسمالية العالمية وبخاصة أمريكا وبريطانيا..
إذ [ظل العراق ولفترة طويلة ساحة مفتوحة أمام النفوذ البريطاني، وقد لعبت كل من شركة النفط البريطانية والسفارة البريطانية والمخابرات البريطانية، أدواراً خطيرة في رسم معالم السياسة العراقية، وقد وصل الأمر بهذا الثالوث أن صار ممثلاً للنفوذ البريطاني. وبمجيء ((عبد الكريم قاسم)) حدثت هزّة للنفوذ البريطاني وصلت إلى أوجها حينما أقدم ((عبد الكريم قاسم)) على إصدار قانون رقم 80... ثم كانت مطالبته بــانضمام الكويت إلى العراق عام 1961، مما زاد في حدة مخاوف بريطانيا وتعميق قلقها على مصالحها في المنطقة.
وقد بذل الكارتل الثلاثي (السفارة، المخابرات، الشركة) جهوداً مكثفة في محاولة إستعادة النفوذ المفقود أو بعضه على الأقل. وقد اضطلعت بهذه المهمة بشكل أساس، المخابرات البريطانية عبر التنسيق مع عملائها القدامى والجدد... دون أن تقلل بالطبع من أهمية الدور الذي قام به سفير بريطانيا في بغداد يومذاك السير روجر آلن]( ).
رغبت جميع هذه المحاور أن تتم عملية إسقاط حكم عبد الكريم قاسم بأيدي عراقية تحديداً، وهذا ما ينسجم مع العمليات السوقية التي كانت تقوم بها الولايات المتحدة في المنطقة آنذاك وبواسطة المؤسسة العسكرية والامنية. ويلاحظ أن الخط العام لإسقاط أنظمة الحكم الوطنية، وفقاً لهذا السيناريو، تمثلت في إحداث واصطناع العديد من الاشكاليات وتأزيم الموقف الاجتصادي والسياسي والامني لزعزعة الثقة بالنظام ومن ثم تهيئة الظروف لنزول القوات المسلحة لتسيطر على الموقف وتزيل الحكومات غير المرغوب فيها، حسب وجهة نظرها.
لقد سبق وأن جربت هذا الاسلوب في البدء ضد الحكومات التقدمية في أمريكا اللاتينية كما جربته ـ وكان هذا العمل التأريخ الأول لتدشين الحقبة الامريكية في المنطقة، منذ نهاية الاربعينيات في الشرق الاوسط بدءاً من سوريا (انقلابات الزعيم والحناوي والشيشكلي) والمحاولة التي جرت زمن شكري القوتلي عام 1956 ومن ثم جربته بنجاح لإسقاط حكم مصدق في إيران وحكم فاروق في مصر( )، ومن ثم في أندنوسيا سوكارنو، وشيلي ألليندي وغيرها.
كما حاولت الولايات المتحدة تطبيق هذا الشكل من الانقلابات حتى في عراق العهد الملكي، ضد النخبة الحاكمة في خمسينيات القرن المنصرم وذلك عندما: [اتصل الأمريكان بكامل الكيلاني، شقيق رشيد عالي وأبدوا استعدادهم للتعاون والتفاهم مع حزب الاستقلال من أجل تغيير النظام الملكي إلى جمهوري ودعم حزب الاستقلال إذا وافق على هذا الاتجاه. وبالفعل اتصل الكيلاني بالحزب وعرض رغبة الامريكان هذه ولكنه (شنشل أمين عام الحزب) رفض التعاون أو التفاهم مع الامريكان وقال أنه لا يريد تبديل إستعمار بأخر]( ).
ومن باب أولى أن تشتد وتائر هذه النزعة بعد ثورة 14 تموز التي أرّخت لحقبة جديدة ومتميزة عما سبقها وما تلاها، من حيث المضامين الاجتصادية والسياسية، ومن حيث الضرورة التاريخية ولزوميتها. مما حفز القوى المتضررة هذه، الداخلية والخارجية، على الاطاحة بالنظام بغض النظر عن الاسلوب وعواقبه، والعنف ودمويته. إذ حددت هذه القوى لنفسها تحقيق ثلاثة أهداف آنية مباشرة هي:
ـ القضاء على الزعيم قاسم وتوجهاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
ـ محاولة اجتثاث قوى التيار الديمقراطي بعامة واليسار بخاصة والشيوعي على الأخص مرة وإلى الأبد( )؛
ـ محاولة إجهاض تطوير المؤسسة العسكرية العراقية، كفكر عسكري وأسلحة متطورة وكوسيلة دفاعية وأداة تحررية، وذلك عن طريق إبعاد الاتحاد السوفيتي من المنطقة، لكونه الموّرد الرئيسي لسلاح العراق بعد تموز 1958 بغية أن لا تكون متكافئة في صراعها مع اسرائيل، ناهيك عن تهديدها.
الهوامش:
1 استعرنا التسمية من رواية الروائي المبدع عبد الرحمن منيف [سباق المسافات الطويلة] التي عّبَرَت عن أحد أهم مضامين صراع الزعيم قاسم مع شركات النفط الاحتكارية، رغم أن المظهر الشكلي للرواية يوحي للقارئ غير المتعمق كما لو أن وقائعها قد جرت في إيران مصدق، لكنها في الحقيقة جرت في عراق تموز/قاسم وفقاً للوقائع الدالة والمؤشرات المتعددة التي تزخر الرواية بها.
2- البروفسور كمال مجيد، النفط والأكراد، مصدر سابق، ص 41
3 - مستل من نجم محمود، مصدر سابق، ص 28،. في الوقت نفسه ( فاجأت ثورة 14 تموز 1958
لعالم بأسره ، وكان وقعها أشد على القوى الاستعمارية ومن يدور في فلكها من الحكام في المنطقة، ومما يؤكد ذلك أنه عندما { دق جرس الهاتف الموضوع إلى جانب سرير جون فوستردالاسوزير خارجية الولايات المتحدة عام 1958 فامتدت يد السياسي العجوز الذي طالما هدد العالم بسياسته الرعناء المعروفة ب ( حافت الهواية) وخاض غمار الحرب الباردة على حساب مصالح الشعوب الفقيرة والمستبعدة، إلى الهاتف ووضع السماعة على إذنه التي عانى من ألم شديد فيها مما أثقلت عليه السمع فقال يكمل : من؟ فجاءه الجواب من الطرف اآخر مثل لسعة حادة: سيدي حصل انقلاب في بغداد. أنتفض (دلاس) من فراشه مذعوراً وأحس بألم عارم في بطنه، مغص راح يشتد عليه ويقطع أنفاسه، لم يستطع مغادرة فراشه وامتدت يده إلى الهاتف مرة أخرى وراح يطلب إسعافه بسرعة.
نقل دلاس إلى أقرب مستشفى ، في ذلك الوقت كان العراقيون ينقلون (جثة) نظام كتهرئ كان عمره 37 عاماً إلى اقرب قبر ليدفنوه إلى الأبد ) شامل عبد القادر ، عبد الكريم قاسم، البداية والنهاية، ص. 314، الأهلية للنشر ، عمان 2002.
4- كانت التناقضات هنا ثانوية مقارنة بين تناقضات كل منهما مع الاتحاد السوفيتي آنذاك. كانت مستترة إلى حدٍ ما، برزت مكوناتها لاحقاً، حيث انصبت جهود أمريكا على إزاحة الهيمنة الأوربية (بريطانيا وفرنسا) الأكثر بروزاً ودمجها تحت سيطرتها: كما يشير نعوم تشومسكي. مقتبس من فاخر جاسم ـ العراق ومشاريع الهيمنة الدولية، ص 96، دار المنفى 1999، السويد. وما عزوف أمريكا عن العمل المشترك مع بريطانيا لإجهاض ثورة تموز، في أيامها الأولى سوى البدايات الأولية التي بدأت منذ مطلع الخمسينيات، والتي كانت مؤشراً لبداية المسؤولية الأمريكية العالمية، وذلك عندما قررت بريطانيا في نهاية الأربعينيات الانسحاب من شرق القناة والطلب من أمريكا ملء الفراغ بدلاً من الاتحاد السوفيتي السابق. لقد برز التناقض الأمريكي ـ الأوربي بصورة أكثر وضوحاً بعد انهيار المنظومة الاشتراكية. وكرست الهيمنة الأمريكية على المنطقة منذ حرب الخليج الثانية. لقد كان انقلاب 8 شباط يعبر في حد ذاته، و في أحد أوجهه عن هذا الصراع الأمريكي/البريطاني. إذ إن [الصراع الأمريكي البريطاني في الشرق مال لصالح الأمريكان الذين ينتهجون سياسة الهلال الخصيب بصيغة أمريكية أي بغير العناصر التي كان قد اعتمدها البريطانيون لهلالهم الخصيب...] حسب تعليق جريدة (الجريدة) اللبنانية بصدد تعليقها على مرور شهر على انقلاب شباط. مستل من ثمينة ناجي يوسف مصدر سابق، ص 349.
5- لقد أكد هذه الحالة حتى العديد من القادة الغربيون، منهم آيزنهاور الذي ذكر في مذكراته: [إن إمكانيات ثورة مضادة في العراق كان لها أن تعتمد إلى حدٍ كبير على قيادة نوري السعيد، الذي كل ما نعلمه عنه أنه قد قتل. وإذا كان قد ولى، فإن مسألة العمل المضاد في العراق تخرج كلياً من التصور. وهذا أيضاً ما اعترف به رئيس الوزارة البريطانية، مكملان حيث قال في مذكراته: أصبح من المستحيل إعادة العهد القديم وقد قتل ممثلوه الرئيسين بوحشية]... [وتقول المؤرخة الأمريكية إليانور دلس في كتابها حول سيرة وزير الخارجية الأمريكية، جون فوستر دلس: قامت الثورة في بلد هو بسبب موقعه (الجغرافي)، أبعد جميع بلدان الشرق الأوسط منالاً وأصعبها في إيصال الإمدادات. ثم إن الانقلاب في العراق صفى بسرعة خاطفة وشاملة الأفراد الأساسيين، بمن فيهم الملك ورئيس الوزراء فأصبح من المستحيل القيام بأي عمل يعيد الأمور إلى حاله السابق]. مستل من نجم محمود، المقايضة، ص 54، مصدر سابق.
6. رفضت بريطانيا بشدة فكرة غزو العراق من قبل تركيا المدعومة من أمريكا [لذلك كانت تصر على أن يكون غزو العراق عملية بريطانية ـ أمريكية. أما أن تنفرد تركيا في دخول الأراضي العراقية وتتولى إسقاط ثورة 14 تموز بمعونة أمريكية فذلك يؤدي في نظر لندن إلى تصفية النفوذ البريطاني في العراق وانتقاله كلياً ضمن الساحة الأمريكية ـ التركية]. المصدر السابق، ص 53. لهذا السبب خططت أمريكا بمفردها ما أمكن لإسقاط نظام تموز/ قاسم ونجحت في 8 شباط 1963 بدون المعونة البريطانية.
7- تعود جذور الخلاف بين المصالح الأمريكية والبريطانية إلى فترات سابقة تمتد إلى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى، وازدادت عمقاً بعد الحرب الثانية، حين حاولت أمريكا الاستحواذ على مناطق النفوذ البريطاني، منذ أن خططت للانسحاب من شرق القناة عام 1948، وأصبحت أكثر وضوحاً بعد هزيمة بريطانية في حرب السويس، حيث تملكتها مرارة عميقة من المساعي الأمريكية للحلول محلها في عموم المنطقة. ثم جاءت ثورة 14 تموز لتقضي على متبقيات بريطانيا في العراق والمنطقة. علماً أن بريطانيا أرادت استباق الثورة في العراق من خلال إحداث انقلاب في العهد الملكي لإيقاف الزحف الأمريكي ويعيد لبريطانيا مكانتها التاريخية على العراق، وذلك بــإقصاء نوري السعيد وتعيين عبد الإله سفيراً في أمريكا، بواسطة انقلاب عسكري يرضى عليه القصر والجيش. كان ذلك لأن الغرب رأى في نوري السعيد و بقايا الضباط الشريفيين ممن حوله، أنهم أصبحوا من مخلفات التاريخ. للمزيد راجع: مجيد خدوري، العراق الجمهوري؛ نجم محمود، المقايضة؛ د. فاضل حسين، سقوط النظام الملكي في العراق. وكلها مصادر سابقة.
8- - للمزيد راجع للمؤلف، الثورة الثرية، الكتاب الثاني- الجزء الاول، الفصل الثالث، دار الحصاد دمشق 2009
9- ينقل محمد حسنين هيكل، عن لسان خروشوف، بعد انتصار ثورة 14 تموز ما يلي: [أريد أن أخبركم بما قاله إيدن، عندما كنا، بولغانين وأنا، في لندن عام 1956. قال إيدن: إذا واجهنا أي تهديد لتجهيزات بريطانيا النفطية فإننا سنخوض الحرب. وكان يتكلم بكل جد وما حدث للتو يبين هذا... الآن جاءت الثورة العراقية تهديداً لذلك النفط. وأنا لا أعرف شيئاً عن قادة العراق الجدد، لكن من المهم جداً أن يطمئنوا الغرب إلى عدم انقطاع تجهيزات النفط. يجب أن تلعب أوراقك بكل حذر. ولتعلم إن هذه لعبة أعصاب]. مستل من، المقايضة، ص 59، مصدر سابق. والشيء بالشيء يذكر أن استراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة قد تركزت في هذه الناحية الهامة، إذ يشير وزير العدل الامريكي الأسبق رامزي كلارك مستنداً إلى اعنرافات البنتاغون وخططه ، إلى ( إن هدفنا في الشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا هو البقاء كقوة خارجية مسيطرة في المنطقة والحفاظ على طرق النفط للولايات المتحدة والغرب). راجع رامزي كلارم، النار هذه المرة، جرائم الحرب الامريكية في الخليج ، ترجمة مازن حماد ، ص. 23، الشركة الاردنية للصحافة، عمان 1993.
10- أشاعت الدول الغربية والمراكز الرأسمالية، عبر أجهزة إعلامها المؤثر، ما يمكن أن نطلق عليه بالدعاية السوداء، التي مفادها بأن حكومة الثورة سوف تهاجم بعض دول الجوار وتحديدا الأردن، بعد أن تشدد قبضتها على الجيش والوضع الداخلي. رغم قناعتها بأن هذه الفكرة بعيدة الاحتمال، إن لم تكن سخيفة، بغية تأليب دول الجوار العربي ضد الثورة ومن ثم طلبها الحماية منها. وهذا ما تم بالنسبة إلى لبنان والاردن، حيث نزلت القوات الامريكية والبريطانية فيهما على التوالي في اليومين الأوليين للثورة.
11- للمزيد راجع نجم محمود، المقايضة مصدر سابق
12- تبنت حكومة الزعيم قاسم، مطالب الطبقات الدنيا ورسمت سياسات تحقيقها عملياً، مما اضفى على الحكم صفة (الشعبية) ذات الملامح الجديدة والواقعية. وأصبحت هذه سمة للدولة في المرحلة التموزية/القاسمية، حتى أنها حاولت صياغة (عقد اجتماعي) ضمني تضطلع الدولة بموجبه بالدور الفعال للتنمية وتحقيق الرفاه والعدالة الاجتماعية وترسيخ دعائم الوحدة الوطنية العراقية، بارتباطها المادي مع الأمة العربية وحل إشكاليات تطورها ووحدتها. هذا العقد الاجتماعي كان أداة استقطاب للجماهير الفقيرة بالأساس، التي ضمنت لذاتها إمكانية المشاركة الفعالة في الفعل السياسي و الاجتماعي، مما جعلها هي والنظام مستهدفين من قوى الماضي في الداخل ومن دول المنطقة والمراكز الرأسمالية العالمية في الخارج. للمزيد راجع للمؤلف، محطات من سيرة الزعيم عبد الكريم قاسم، جريدة الزمان، مصدر سابق
13- لعبت سياسة عبد الكريم قاسم النفطية المستقلة دوراً مهماً وأرأسياً في الاطاحة به. لقد مثلت ولا تزال، المسألة النفطية واحدة من أهم مسائل السياسة الدولية المعاصرة. إذ سبق للدول الامبريالية أن هددت الزعيم قاسم أكثر من مرة وبمختلف الطرق الدبلوماسية وغيرها، بضرورة الكف عن مثل هذه السياسات، حتى بلغت حد التهديد باحتلال العراق وضربه بالقنابل النووية، حسب تصريح مكميلان، رئيس وزراء بريطانية السابق. حول هذا الموضوع راجع كتاب نجم محمود/المقايضة، مصدر سابق، كذلك البترول والتحرر الوطني، لإبراهيم علاوي، دار الطليعة بيروت.
وقد كتبت صحيفة باري جور الفرنسية تقول: [إن مستشاري وزارة الخارجية لا ينسون أبداً أن قاسم كان العقبة الرئيسية في طريق تحقيق المشروع الأمريكي الكبير في الشرق العربي هذا المشروع الذي يستهدف توحيد كل مصادر النفط العربي في الشرق الأدنى]. مستل من ثمينة ناجي يوسف، مصدر سابق، ص 349.
14- يقول بطاطو بصدد الوضع في العراق في مطلع 1959: [وانتشرت على نطاق واسع وشعرت أوساط الحلف المركزي (السنتو CENTO) بالقلق. وقرع القوميون في البلدان العربية المجاورة طبول الانذار بالخطر. وفي واشنطن، وصف آلن دالاس، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية، الوضع بأنه ((أخطر ما في عالم اليوم))] الجزء الثالث، ص 211.
15- حسب ماعبرعنه نيكولاس سبيكمان، ملهم قادة السياسة الامريكان في العصر الحديث.
16- شكلت وزارتي الخارجية والدفاع الامريكيتين، في مطلع خمسينيات القرن المنصرم لجنة ضمت نخبة من الاختصاصيين بالقضايا السياسية، ومستشارين من قطاع الاعمال التجارية والجامعات الامريكية، لدراسة شؤون العالم العربي عامةً ومشرقه خاصةً، والعلاقات العربية/الاسرائيلية على الأخص، تقوم بــإعداد البحوث والدراسات وتحديد أرأسيات المشاكل والصعوبات وترتيبها تبعاً لأهميتها، وكذلك اقتراح السياسات العملية، بغض النظر عن تعارض هذه الاقتراحات مع السياسات الاوربية، وبخاصة البريطانية والفرنسية منها.. للمزيد راجع لعبة الأمم، مايلز كوبلاند أحد مسؤولي المخابرات الامريكية في المنطقة، ترجمة مروان خير، كذلك ولبركرين إيفلاند مسؤول المخابرات الامريكية في الشرق الاوسط 1950 ـ 1980، حبال من رمل، ترجمة د. سهيل زكار، دار طلاس، كذلك حسن السعيد، نواطير الغرب، صفحات من ملف علاقات اللعبة الدولية مع البعث العراقي 1948 ـ 1968، مؤسسة الوحدة للدراسات، بيروت1992.
17 - حسن العلوي ، الشيعة والدولة القومية في العراق 1914-1990،ط.2، ص. 210، مكان ودار النشر بلا 1990.
18- حسن السعيد، المصدر السابق، ص 117. ويشير إسماعيل العارف في مذكراته، إلى قيام السفير البريطاني بصرف [ما يقرب من نصف مليون دينار على عملائهم للقيام بأعمال تخريبية] لإثارة المتاعب في وجه حكومة عبد الكريم قاسم.
19 - للمزيد راجع لعبة الأمم، حبال من رمل، نواطير الغرب، مصادر سابقة. كذلك محمد حسنين هيكل، سنوات الغليان، الجزء الأول، ط. الأولى، 1988، مركز الاهرام للترجمة والنشر، الفصل الرابع. كذلك باتريك سيل، الصراع على سوريا، ترجمة سمير عبده ومحمود فلاحة، دار طلاس، 1983. د. سيار الجميل، تفكيك هيكل، الدار الأهلية، عمان 2000.
20- ليث الزبيدي، مصدر سابق، ص 49. لكن السؤال الذي لم يطرحه شنشل على نفسه، لماذا اختار الامريكان حزب الاستقلال دون غيره؟ ولماذا تعاون شنشل بعد الثورة مع العديد من المحاولات التي قادنها الولايات المتحدة؟. كما كانت هنالك محاولات من أمريكا لإقناع غازي الداغستناني، قائد الفرقة الثالثة للقيام بما يشبه ذلك، راجع د. فاضل حسين، سقوط النظام الملكي، مصدر سابق.
21 -) يؤكد هاني الفكيكي هذه الدوافع عندما قال، ص 89،: اتجهت أنظار البعثيين إلى جمال عبد الناصر عله يحسم الموقف من خلال الوحدة... وإنقاذ من الضعف في قيادة البلد وإلتفاف على الخطر الخارجي أو الصعود الشيوعي].