النهار - تهديدات نجاد تردّدت في إسرائيل والكونغرس يعاقب لبنان لاستقباله إياه
الجمعة 15-10-2010
تهديدات نجاد تردّدت في إسرائيل والكونغرس يعاقب لبنان لاستقباله إياه
تحدى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اسرائيل ليس فقط بزيارته لبنان بل عندما قصد بنت جبيل التي يعتبرها "موئل الحرية ومعقل الشرفاء" حيث جرت معارك ضارية بين "حزب الله" والجيش الاسرائيلي في حرب تموز 2006. وتردد صدى صوته في المنطقة القريبة من الحدود الدولية في الخطاب الذي ألقاه في المدينة على مسافة اربعة كيلومترات من الحدود اذ هدد بأن "الصهاينة الى زوال".
لم يأبه للتهديدات الاسرائيلية ولا للاستنفارات ولا للتأهب العسكري الذي ارتفعت وتيرته قبل توجهه امس الى الجنوب. لم يقتنع بالتنبيهات من طاقمه الامني واصر على المجيء الى بنت جبيل حيث توج زيارته الرسمية بتظاهرة شعبية وامتداح للمقاومين وحرص بعد اكثر من اربع سنوات على انتهاء الحرب على لبنان ان يزور قانا بعد بنت جبيل لتهنئة المقاومين على إلحاق الهزيمة بالاسرائيليين في "قلعة المقاومة" اي بنت جبيل كما وصفها في خطابه. وحرص في الختام على رفع شارة النصر باليدين وبدت الحماسة والاعتزاز عليه ووصف قانا بأنها "وثيقة حية عن روح التضحية ورمز للصمود في وجه العدوان الاسرائيلي". وأعربت مصادر وزارية عن دهشتها للتسرع الذي ابداه عضوان في الكونغرس الاميركي بمطالبتهما بـ"معاقبة الجيش اللبناني" بحجة الترحيب الحار الذي لقيه الرئيس الايراني منذ وصوله الى بيروت وذلك بمعارضة "تحويل جزء من المساعدات الاميركية العسكرية للجيش اللبناني" مقررة الشهر المقبل. والمعارضان هما رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الديموقراطي هاورد بيرمان والعضو في لجنة المخصصات في المجلس نيتا لوي.
والنائبان اياهما كانا وراء تجميد 100 مليون دولار في شهر آب الماضي مخصصة للجيش اللبناني وذلك احتجاجا على اشتباك عناصر منه مع الجيش الاسرائيلي في عديسه في 3/8/2010 الماضي. واستبق البيت الابيض زيارة نجاد للجنوب امس بـ24 ساعة اذ اعتبر ان توجه الرئيس الايراني اليه يظهر تماديه في "سلوكه الاستفزازي" كما يظهر ان "حزب الله" وراء ايران اكثر منه وراء لبنان". كما انتقدت وزارة الخارجية الفرنسية الرسائل التي وجهها نجاد في الخطب التي ألقاها والتي لم تخل من سخونة.
وطلب عدد من سفراء الدول الكبرى مواعيد من مسؤولين بارزين للاستفسار عن حقيقة ما انتجته زيارة نجاد وما اذا كانت مذكرات التعاون التي وقعت اول من امس في القصر الجمهوري تنتهك قرارات مجلس الامن الخاصة بالعقوبات على ايران. ولاحظ عدد من الوزراء ان الزيارة كانت غنية بأبعادها الثنائية والاستراتيجية والثقافية واجمعوا على ان ثمة افادة من التقدم الايراني في مجال العلوم الفيزيائية وكذلك من استعداد نجاد الى تقديم المساعدات غير المحدودة للبنان في العديد من المجالات. ولفتهم اللهجة الهادئة التي انتهجها الرئيس الايراني في جميع خطبه عندما تطرق فيها الى الكلام على التعايش بين الطوائف والحوار، مشيدا بجميع الطوائف والمذاهب. ولفتوا الى مدى التأييد الشعبي الذي يتمتع به نجاد الذي تجلى في الحشود التي سارعت الى استقباله او المشاركة في الاحتفالات التي اقيمت له سواء في الضاحية او في بنت جبيل او في قانا وهذا يشكل موقعا لا يمكن تجاهله في المعادلة السياسية الداخلية. وتوقعوا المزيد من ردود الفعل الدولية المنتقدة للجزء غير الرسمي من زيارة نجاد نظرا الى الرسائل الحادة التي وجهها وان كان معظمها مكررا لكنها ذات دلالة خاصة من اختيار مكان إطلاقها ولا سيما من بنت جبيل وقانا. واعربوا عن ارتياحهم الى حصول الزيارة بـ"سلاسة وعدم تعرض نجاد لاي محاولة تمس امنه".
واثنوا على مهنية الاجهزة الامنية التي امنت حماية له وهو قدّر ذلك عندما شكرها في ختام كلمته في قانا.
خليل فليحان