" تطوّر صيدا الاقتصاديّ في محيطها الريفيّ
المركز الثـقافيّ
للبحوث والتّوثيق
صـيـدا
دعا المركز الثقافيّ للبحوث والتَّوثيق في صيدا إلى احتفال ثقافيّ عام ، في قصر بلدية صيدا ، بمناسبة صدور كتابه الجديد تحت عنوان : " تطوّر صيدا الاقتصاديّ في محيطها الريفيّ ، إعداد وتحرير رئيس المركز الثقافيّ الدكتور مصطفى دندشلي الذي قام بتوقيعه ، وذلك بحضور حشد كبير من الهيئات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة والفاعليّات السياسيّة وفي مقدّمهم : النائبان : رئيس التنظيم الشعبيّ الناصريّ الدكتور أسامة سعد وعضو كتلة الوفاء للمقاومة المحامي جورج نجـم ، ورئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البـزري ، ورئيس جمعيّة المقاصد الإسلاميّة في صيدا المهندس سامي البساط ومدير عام مؤسّسة الحريري في لبنان الأستاذ مصطفى الزعتري ، ومسؤول التجمّع الوطنيّ للإنقاذ في الجنوب المهندس خضر سليم ورئيس رابطة المهندسين المعماريين في لبنان المهندس محمد دندشلي ، وعضو المكتب السياسيّ لحركة التجدّد الديمقراطيّ وفيق أحمد الصاوي زنتوت ، ومدير مؤسّسة الحريري في صيدا الحاج محيي الدين القطب ، ورئيس الهيئة الإسلامية للرعاية مُطاع مجذوب والأديب والشاعر مكرم حنوش وعضوا اللقاء الوطنيّ الديمقراطيّ المهندس محمود دندشلي والدكتور باسل عطا الله .
بعد كلمة الافتتاح والترحيب ألقاها مسؤول اللجنة الثقافية الدكتور أحمد حجازي وكلمة التقديم للمهندس مصطفى عنتر الذي قال : غنّي عن التعريف أنّ المركز الثقافيّ للبحوث والتوثيق في صيدا ، وبمتابعة حثيثة من رئيسه الدكتور مصطفى دندشلي ، قد تابع ومنذ تأسيسه عام 1977 إقامة النّدوات والمحاضرات والدراسات وورشات العمل الثقافيّة والعلميّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة عن مدينة صيدا ... وكلّها موثّقة في أرشيف المركز الثقافيّ. وهي ملك لأبناء هذه المدينة ولجميع الباحثين والدارسين في شتّى المجالات والدراسات .
وأضاف : هذا الكتاب الصادر حديثاً هو موسوعة ضخمة تُلقي نظرة علميّة وموضوعيّة على تطوّر مدينة صيدا من الناحية الاقتصاديّة والاجتماعيّة والديموغرافيّة وتطوّر علاقاتها بمحيطها الريفيّ والثقافيّ ...
بعد ذلك ، قدّم الدكتور مصطفى دندشلي عرضاً شاملاً لمحتويات هذا الملفّ الاقتصادي الهام عن مدينة صيدا في تواصلها مع محيطها والذي يضمّ وقائع سلسلة النَّدوات والمحاضرات التي كان قد أقامها المركز الثقافيّ : لقد تناولت هذه النَّدوات ، بأسلوب واقعيّ وموضوعيّ وعلميّ ، موضوعاتٍ ودراساتٍ كثيرة ومحاورَ متعدّدة بالغة الأهميّة من الناحية المنهجيّة والميدانيّة والنظريّة ، وذلك لفهم واقع مدينة صيدا ومنطقتها وتطوِّرها ومجالها الحيويّ ، الاقتصاديّ والاجتماعيّ والتاريخيّ والسكانيّ ، إلخ ...
واعتبر أنّ هذا الكتاب إنّما يهمّ كلّ باحثٍ في شؤون مدينة صيدا وقضاياها الاقتصاديّة والاجتماعيّة والماليّة والسكانيّة والمهنيّة والثقافيّة والسياسيّة ، إلخ ... فهو كتابٌ مرجعٌ ، وثيقةٌ تاريخيّةٌ ، لا غنى عنها لكلِّ قارئ أو مثقّف أو باحث في أيِّ شأنٍ من شؤون صيدا وتطوّرها التاريخيّ .
وأضاف د. دندشلي مؤكداً أنّ مدينة صيدا يمكن أن يُنظَر إليها على أنّها "نموذج حيّ" للعوامل المؤثّرة في تطوّر أيّ مدينة ساحليّة تاريخيّة متوسطيّة صغرى ، لبنانيّة أو سوريّة أو عربيّة .
وختم بالإشارة إلى أنّ المركز الثقافيّ في صدد الآن إنجاز عمل آخر ووضع اللّمسات الأخيرة عليه وعنوانه : مشاريع صيدا العمرانية وتأثيراتها في التُّراث المعماريّ والحضاريّ والاجتماعيّ والبيئويّ ... وهو يضمّ أيضاً ملخّصاً واسعاً لأبحاث وتوصيات النّدوة العالميّة للمدن الساحليّة التاريخيّة الصغرى ، ونقوم بالإضافة إلى ذلك بالتحضير وإعداد كتاب حول : انتخابات بلديّة صيدا ، أيار 2004 .
وأنهى د. دندشلي مداخلته بتوجيه كلمة شكر للصحافة وللمراسلين الصحافيين في صيدا الذين يغطون بصورة دائمة ومستمرة ومتنوّعة وشاملة ما يجري في مدينة صيدا والجنوب من أحداث وأخبار ومعلومات وتحقيقات بالغة الأهميّة من الناحية التاريخيّة وقال: فإنّ كتاباتهم وتحقيقاتهم ومتابعتهم للأحداث ، لا يستغنى عنها لكلّ باحث أو مؤرخ .
وبعد ذلك ألقى أستاذ العلوم السياسيّة الدوليّة في "جامعة سيّدة اللويزة" د. نعيم سالم، كلمة تحية في هذه المناسبة إلى المركز الثقافيّ ورئيسه د. مصطفى دندشلي ، وقال : إنّ هذا النتاج الفكريّ القيّم للدكتور دندشلي إنّما يعبّر عن الطاقات الفكريّة والثقافيّة التي يختزنها في فكره وعن الهمّة والعطاء لا بل الإبداع دونما كلل أو ملل .
وأضاف : إنّ أهميّة نشر هذا الكتاب عن تطوّر صيدا الاقتصاديّ ، لا ينعكس فقط في إبراز نتائج قيّمة ومهمّة ، اقتصاديّة واجتماعيّة عن مدينة صيدا ، وإنّما الأهميّة هنا تنعكس أولاً في عامل التوثيق الذي نحتاج إليه في مجتمعنا والذي نفتقده في كثير من مدننا وقرانا ، لأنّ التنمية الحقيقيّة ، إنّما تنطلق أولاً وأخيراً من المجتمع الصغير ، لتعمّ على مستوى الوطن ككل . من هنا أهميّة هذا الكتاب الذي أصدره المركز الثقافيّ .
ثمّ تحدّث الدكتور صلاح أبو صالح ، فشكر المركز لهذا الجهد العلميّ والاقتصاديّ والاجتماعيّ المتواصل ، وأكد أنّ هذا الملف الاقتصاديّ يُشكِّل وثيقة لا يُستغنى عنها لأيِّ باحث يريد أن يبحث في أيِّ جانب من جوانب المجتمع الصيداويّ . وأضاف : إنّ هذا الملفّ الاقتصاديّ ، وبعد مضي زمن على كتابته ، يمثّل جسراً بين ماضي صيدا وحاضرها ، اجتماعياً واقتصادياً ، وبالتالي يشكّل تواصلاً لا قطيعة فيه بين الظّروف الاجتماعيّة والاقتصاديّة التي تطال هذه المدينة .
واعتبر أن ما يقوم به المركز الثقافيّ ورئيسه من نشاط وحيويّة وبذل جهد ، يمثل علامة فارقة بالنظر إلى جميع المؤسّسات الثقافيّة الموجودة في هذه المنطقة .
ثمَّ أخذ الكلام في ختام الجلسة ، رئيس بلديّة صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري الذي حيّا المركز الثقافيّ على هذه النشاطات المستمرّة ولفت إلى أنّ بلدية صيدا وقاعاتها مفتوحة لكلّ هذه النشاطات في المدينة . وقال : لا شكّ في أنّ المركز الثقافيّ للبحوث والتوثيق في صيدا هو مركز ثقافيّ عريق في المدينة ، لما يقوم به من نشاطات متواصلة على صعيد الثقافة والاجتماع والاقتصاد وذلك بهمّة رئيسه د. دندشلي .
ثمّ أضاف قائلاً : إذا كان هناك من ضرورة لإنشاء مكتبة عامة في بلدية صيدا، فالمكتبة في الحقيقة ليست قاعات ورفوف ومقاعد ، وإنّما هي هدف وروح لتعميمهما في المجتمع . وآمل أن يُنقل مستقبلاً مبنى البلديّة الحالي إلى أحد المراكز الأثريّة والتّراثيّة في مدينة صيدا ، ذلك أنّ هذا المركز الأثريّ يرمز إلى تاريخ وأهميّة المدينة التّراثيّة والحضاريّة .