الديار - السينودوس يُقدّم لبكركي فرصة للنظر الى المشهد اللبناني بهدوء مخاوف من تحويل الساحة المسيحية بديلاً عن صراعات مذهبية أخرى
الديـار
17-10-2010
السينودوس يُقدّم لبكركي فرصة للنظر الى المشهد اللبناني بهدوء
مخاوف من تحويل الساحة المسيحية بديلاً عن صراعات مذهبية أخرى
إيلين عيسى
شكل السينودوس من أجل الشرق المنعقد في الفاتيكان مناسبة ثمينة للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير، يتمكن من خلالها من الابتعاد مسافة ضرورية لإعادة النظر في بعض مجريات الساحة الداخلية، على الأقل لجهة تحديد نمط التعاطي مع هذه المجريات، اذا لم يكن لجهة تحديد وجهة سياسية جديدة لبكركي في المرحلة المقبلة.
ولوحظ ان البطريرك الماروني يلتزم منذ لقائه النائب سليمان فرنجيه درجة من التحفظ في إطلاق المواقف السياسية، اعتبرت مصادر المعارضة انها جزء من عملية اعادة تقويم شاملة، فيما يصر فريق «14 آذار» على القول إن مواقف البطريرك من القضايا الجوهرية لم تتغير، وهو لم يكن إلاّ الى جانب الدولة ذات السيادة، حتّى في أحلك الظروف، حيث كان لبنان واقعاً تحت الوصاية. فكيف يمكن ان يبدل اليوم موقفه من هذه الثوابت، بعدما خرج لبنان من تلك المرحلة؟
المواكبون لبكركي وخطّها الوطني يقولون إن هناك معطيات أفرزها الواقع السياسي الجديد في لبنان بعد اتفاق الدوحة. وهذه المعطيات بعثت برسائل الى مختلف القيّمين والمرجعيات على الساحة، مفادها ان العلاقات بين القوى السياسية والطائفية المذهبية في لبنان دخلت مرحلة حساسة جداً، ذلك ان التداخلات الاقليمية التي تحرك بعض عناصر اللعبة الداخلية في اتجاهين: التهدئة والتصعيد باتت تهدّد الوضع اللبناني برمّته. فحظوظ التسويات توازي حظوظ الانفجار، وفي أي حال، يمكن ان ينقلب الوضع اللبناني في كل لحظة من حالة التسوية الى حالة الانفجار من دون اي مؤشرات سابقة أو علامات انذار، على غرار ما يحصل في المواجهات داخل الأزقة أحياناً بين قوى مذهبية معيّنة.
وقد تلقى البطريرك في الأسابيع الأخيرة معلومات وتحليلات حول المخاطر المحتملة، ولا سيّما لجهة ان يكون المسيحيون ساحة بديلة للتصارع بين محورين في لبنان، اذا تعذّر تصارع هذين المحورين مباشرة وبأدواتهما الخاصة، خوفاً من كارثة تصل شظاياها الى دول المنطقة كافة، فثمة تقديرات بأن المسيحيين الذين دفعوا ثمن التوافق بين القوى الاسلامية في مرحلة سابقة تحت مظلة سوريا يمكن أن يدفعوا اليوم ثمن التصارع بين هذه القوى في غياب العنصر السوري كقوة عسكرية وأمنية موجودة على الأرض، ولعلّ خلق صراع بين القوى المسيحية المنقسمة داخل سياسة المحاور يشكل لأصحاب هذه المحاور مادة رخيصة الثمن لتبادل الرسائل، لأن المعركة تدور خارج ملاعبها وبأدوات مستعارة.