كلمة المناضل - عدد - ومن أولى من البعث لقيادة التطوير والتحديث ؟؟.
كلمة المناضل العدد 306 ك 2 ـ شباط 2001
ومن أولى من البعث لقيادة التطوير والتحديث ؟؟.
الدكتور فواز الصياغ
رئيس هيئة التحرير
بعد أن أنهى المؤتمر القطري التاسع في القطر العربي السوري أعماله ونتيجة القرارات والتوصيات التي اتخذها في ضوء خطاب الرفيق الدكتور بشار الأسد الأمين القطري رئيس الجمهورية حول ضرورة تطوير العمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي في القطر العربي السوري بما يتلاءم مع المتغيرات الدولية التي حدثت في العقد الأخير من القرن الماضي ، وبما يتماشى مع طموح أوسع الجماهير التي يمثلها الحزب ويدافع عن مصالحها ، ويسعى لتحقيق طموحها وتطلعها في بناء الحياة الجديدة على أسس الاكتفاء والنمو وزيادة الإنتاج ، والتوزيع العادل للدخل ، وتوسيع هامش المشاركة السياسية لأوسع قطاعات الشعب وقواه التقدمية والوطنية في بناء ديمقراطي حر ملتزم بمصلحة الشعب والوطن وبما يتناسب مع المرحلة التي تمر بها المنطقة ، آخذين بعين الاعتبار أن جزءاً من هذا الوطن ما زال يرزح تحت نير الاحتلال الصهيوني والأمة كلها تواجه مخططات التدخل الخارجي ومحاولات السيطرة على مقدرات الشعب وتقييد حريته في التصرف بخيراته .
في ضوء ذلك كله بدأت في سورية حملة واسعة من النشاط في اتجاهات مختلفة ترافقت مع قرارات الحزب السياسية في توسيع إطار عمل الجبهة الوطنية التقدمية وتفعيل أحزابها وفي مجال السماح بإصدار صحف ومطبوعات تراعي التوجه العام لهذه القرارات وإعطاء مزيد من الانفتاح الاقتصادي عن طريق عدد من القرارات التي تعطي المسيرة الاقتصادية هامشاً واسعاً للتحرك سواء بتوحيد سعر الصرف للعملة الوطنية أو فتح سوق للأوراق المالية أو إعادة النظر ببعض القرارات الاقتصادية وفتح مجالات واسعة للعمل ، وتثبيت العاملين المؤقتين وغير ذلك .
ويأتي على رأس قائمة القرارات والتوجهات تفعيل عمل الحزب ومنظماته وإجراء انتخابات متسلسلة بدءاً من العام الجديد وصولاً إلى اختيار قيادات الحزب بشكل حر وديمقراطي من قبل القواعد مما يمكن الحزب من قيادة تلك العملية الرائدة في التحديث والإصلاح ويكون بقراراته التي اتخذت لتصحيح وضعه التنظيمي رائداً في إعطاء المثال الأول والأهم لهذه العملية الكبرى التي تشمل القطر بكامله وتنعكس على الجماهير ليس في سورية فحسب بل وفي أقطار عربية كثيرة .
إن الحزب الواثق من نفسه والممثل الحقيقي لجماهير الشعب والمدافع عن حقوقها ومصالحها والذي قاد نضالها منذ أكثر من نصف قرن من الزمان وخاض أشرس المعارك قبل قيام الثورة عام 1963 وبعدها مدافعاً حقيقياً عن الأمة ومصالحها وجماهيرها ، الواثق وثوقاً لا يرقى إليه الشك من صحة طروحاته ، هو الوحيد القادر على قيادة عملية التغيير والتحديث والعصرنة وهو القادر على استيعاب كل الاتجاهات الفكرية والسياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي تطرح في القطر العربي السوري يرعاها ويساندها ويشجع على تأطيرها وينسق عملها ويعطيها فرصة حقيقية للمشاركة المسؤولة سواءً كان في إطار الجبهة الوطنية التقدمية وأحزابها أو في إطار المنظمات الجماهيرية و الشعبية والنقابية أو مؤسسات وفعاليات أخرى عديدة .
وعندما يقوم الحزب بذلك فلانه مؤمن بضرورة التطوير أولاً ، وواثق من صحة توجه الجماهير وقواها السياسية والاجتماعية الوطنية ثانياً ، ولأن طريق التقدم والتطور والنمو حتمي ويشمل الحزب أساساً كما يشمل الوطن كله والعالم .
وبذلك يكون الحزب بالفعل طليعة الجماهير وقائدها الحق يعبر عن حاجاتها ويسعى دائماً لقياداتها إلى المستقبل الأفضل .
فالحزب يكبر ويقوى بجماهيره والجماهير تعتز بحزب يحمل هذه المواصفات ولا يتوانى أبداً أن يكون في طليعتها نحو التحديث والتطور .
فالبعثيون اليوم مطالبون بأن يكونوا القدوة في كل شيء ، كي يستطيعوا حمل المسؤولية التاريخية التي اناطها بهم الشعب ووثق بقيادتهم ونضالهم خلال النصف الثاني من القرن الماضي خصوصاً وأن الحزب وخلال قيادته للسلطة قدم لهم أثناء تلك الفترة وعلى الأخص خلال ثلاثين عاماً من عمر الحركة التصحيحية تراثاً نضالياً وطنياً وقومياً وبناء اقتصادياً شامخاً وقاعدة صلبة تستطيع سوريا وجماهيرها الوقوف عليها بشكل ثابت للتقدم نحو المستقبل بثقة أكبر .