كلمة المناضل - عدد - لوجازلي قول نعم ..
كلمة المناضل العدد 294 ك 2 ـ شباط 1999
لوجازلي قول نعم ..
الدكتور فواز الصياغ
رئيس هيئة التحرير
في غضون أيام قليلة قادمة تنتهي ولاية الرفيق الرئيس حافظ الأسد وتبدأ فترة رئاسية جديدة جاءت بعد استفتاء شعبي عام أظهرت نتائجه شبه الإجماعية دليلاً واضحاً على صحة السياسات التي سار عليها الرفيق الأمين العام للحزب طيلة العقود الثلاثة الماضية من توليه الرئاسة بعد الحركة التصحيحية في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1970 .
وعلى اعتبار أن الاستفتاء العام الذي جرى في العاشر من شباط 1999 يخص المواطنين السوريين حيث أعطاهم القانون الحق في ممارسة الإدلاء بأصواتهم في صناديق الاستفتاء والاقتراع فقد استثنى هذا القانون غير السوريين من ذلك ، ولو كان لي الحق في إبداء الرأي لما قلت غير نعم لحافظ الأسد رئيساً للجمهورية العربية السورية ، بل وأكثر من ذلك على المستوى القومي العربي .
أقول نعم ، وأنا أعي أنها تضع حياة السوريين ومصيرهم وحياتنا جميعاً بين يدي هذا الإنسان الذي عمل ما في وسعه طيلة حياته ليجعل حالنا أفضل مما هي عليه يوماً فيوم ، ويسير بسورية وحزبها وشعبها والعرب عامة نحو العزة والرفعة والتقدم في المسارات المتعددة .
صحيح أن حافظ الأسد هو أمين حزب البعث العربي الاشتراكي الذي سعى منذ تأسيسه وناضل من أجل حرية العرب ووحدتهم وتحقيق الحياة الأفضل لهم ، وأنه نهل من معين الحزب الثري ، ومن تاريخه ونضال أجياله المتعاقبة وشرب من ينبوع الأهداف العظيمة التي رسمها الحزب لجماهير الأمة العربية بتاريخها المجيد ، صحيح هذا كله ولكن الصحيح أيضاً أن حافظ الأسد البعثي المتميز أضاف فوق ذلك كله رصيداً لا حدود له ، كان السبب في استمرار البيعة العظيمة والتأييد الجماهيري الواسع له .
لقد أضاف من سلوكه المميز ، وأخلاقه السامية ، وتربيته الفاضلة ووعيه العميق ، وإيمانه المطلق ، وشجاعته الحكيمة ، وحكمته الشجاعة ، وإيثاره ، وتواضعه أضاف للبعث العربي الاشتراكي رصيداً هائلاً جعله في موضع متميز خلال حقبة رئاسته لسورية وأمانته العامة للحزب .
لقد حقق الرفيق حافظ الأسد للبعث ولسورية خلال السنوات الماضية ما لم يتحقق لأي قطر عربي تتشابه إمكاناته وظروفه مع سورية . رغم كل ما واجهته من مصاعب وعراقيل ، وتآمر وعدوان واحتلال وحصار وغير ذلك . وما زالت سورية والبعث بقيادته يشكلان الركيزة الأهم في معادلة الصراع العربي الصهيوني رغم كل الاختراقات التي حدثت في هذا الصدد مع بعض الأطراف العربية الأخرى ، ورغم كافة الضغوط التي تتعرض لها وفي غياب التوازن الدولي وهيمنة الولايات المتحدة الأميركية على القرار العالمي ، رغم ذلك كله وسورية في بعدها الوطني والقومي صامدة شامخة تحرك قلوب عشرات الملايين من العرب الذين يرنون بأبصارهم لها تمثله في وجدانهم وفكرهم من معاني العزة والصمود ومقاومة الاحتلال والسعي نحو تحقيق أهدافهم القومية الكبرى .
ولو لم يكن لحافظ الأسد غير ذلك فقط ـ مع أن عطاءاته لسورية وللعرب يخطئها الحصر لقلت له ـ لو أجاز لي القانون ـ نعم ، وأنا أقولها هنا .