كلمة المناضل - عدد - الأمة تجدد حيويتها استعداداً لعام جديد
كلمة المناضل العدد 281 ت 2 ـ ك 1 1996
الأمة تجدد حيويتها استعداداً لعام جديد
الدكتور فواز الصياغ
رئيس هيئة التحرير
مع انقضاء عام 1996 واستقبال عام جديد يفتح الأمل واسعاً لجماهير أمتنا لبلوغ ما تصبوا إليه من أهداف وغايات ، يتطلع حزبنا وجماهيره إلى ما وقع من أحداث العام المنصرم وما يجب عمله لاستمرار مسيرة العمل والجهد والبناء لاستقبال العام الجديد . وأبرز ما في العام المنصرم من أحداث هو صعود اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى سدة الحكم في فلسطين المحتلة وتصاعدت معه لهجة العنصرية الصهيونية والعداء السافر للأمة العربية ، وتسارعت وتيرة الهجمة الاستيطانية العنصرية في الأراضي العربية المحتلة في فلسطين وفي الجولان ، وذلك أوجد معطيات جديدة أوجبت بالضرورة اتخاذ موقف عربي رسمي وشعبي واجبه وضع الخطط الكفيلة لمواجهة تلك الهجمة العنصرية المتصاعدة ، وأوجبت كذلك انتهاج الوسائل وتنظيم العمل المشترك الرسمي والشعبي الكفيل بالصمود وإفشال تلك الهجمة ودحرها .
العمل الجماهيري أولهما انعقاد المؤتمر القومي العربي الشعبي الأول لمقاومة الاستسلام والتطبيع في صنعاء باليمن والمؤتمر وما صدر عنه من قرارات وتوصيات في مختلف المجالات يشكل نقطة انطلاق مهمة في العمل العربي الشعبي في الوقت الراهن حيث تتجه أنظمة عربية عدة لإقامة علاقات طبيعية مع دولة العدو في الوقت الذي لازالت فيه الأرض تحت الاحتلال ، والحقوق العربية بعيدة عن التحصيل . والمؤتمر هذا إشارة شعبية مهمة لتلك الأنظمة المهرولة نحو العدو كي تلتزم العمل العربي المشترك وتلتزم بقرار القمة العربية الأخير الذي أكد على تجميد التطبيع ريثما يتم الالتزام والتطبيق لما تم الاتفاق عليه خلال مسيرة عملية التفاوض مع العدو .
والحدث الثاني هو اجتماع الأحزاب العربية الأول في عمان بالأردن والذي ناقش في جملة الأوراق المقدمة له السياسة القومية ، والديمقراطية ، وحقوق الإنسان ، والقضايا الاقتصادية ، ومشكلات الثقافة والتربية والإعلام ، ودعا في ختام أعماله إلى وضع خطة عربية شاملة لتوفير الأمن العربي في جوانبه المختلفة ، الغذائي والمائي والقومي ، ودعا إلى مقاومة القوة النووية الإسرائيلية ، وأكد على ممارسة فعل المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني حتى تتحرر الأراضي العربية .
ودعا كذلك إلى إعادة النظر في الموقف العربي والعلاقات العربية مع الدول المختلفة في ضوء موقفها الإيجابي من القضايا العربية وبخاصة القضية الفلسطينية . وأعلن المؤتمر رفضه القاطع للتطبيع مع العدو ، ورفض النظام الشرق أوسطي بإشكاله كافة ، ودعا إلى ترسيخ التكامل الاقتصادي العربي للرد على المشاريع المماثلة المشبوهة وأكد المؤتمر على أن يتم الإعداد لميثاق الشرف للعمل العربي الحزبي والسياسي ليناقشه المؤتمر القادم على أن يتضمن ثوابت الأمة العربية المتمثلة بالوحدة ، والحرية ، واحترام كرامة المواطن العربي ، ومواجهة الأخطار الداخلية والخارجية المتمثلة بالمشروع الصهيوني الاستعماري .
لقد شارك حزبنا بفاعلية في كلا المؤتمرين لإيمانه بوحدة العمل الجماهيري العربي ودعوته الدائمة ونضاله المتواصل لتشكيل جبهة عربية قومية شعبية تساند العمل الرسمي لمقاومة الأهداف الاستعمارية والصهيونية التي تستهدف الجماهير العربية . لأن مثل هذا العمل يأتي في هذه الظروف التي تواجه فيها الأمة العربية نكسة خطيرة تمثلت في الاستسلام لأهداف العدو وتوقيع اتفاقات منفردة هزيلة ، ومتعثرة وظهرت مخاطرها وسلبياتها منذ توقيعها وحتى الآن ، ونحتاج من الأمة كلها إلى وقفة لإعادة النظر فيما تم رسمياً وعلى الصعيد الشعبي .
لذا جاء هذان المؤتمران توكيدا لما طرحه الحزب وباستمرار في أهدافه وسياسته التي تدعو إلى الصمود والمقاومة ووحدة العمل الرسمي والشعبي العربي في مواجهة العدو ومخططاته .
لقد كانت خاتمة العام عملاً شعبياً هو أحوج ما تكون له الأمة وجماهيرها . وهذا يعطي أملاً كبيراً لجماهيرنا لاستقبال عام جديد أكثر إشراقاً وعطاء تتجلى فيه حيوية الأمة وتجددها وعظمتها واستمرار عطاءها وخلود رسالتها .