الجزيرة - هيكل.. طريق أكتوبر والمقاومة الفلسطينية
الاثنين 13/9/1431 هـ - الموافق 23/8/2010 م (آخر تحديث) الساعة 15:19 (مكة المكرمة)، 12:19 (غرينتش)
مع هيكل
هيكل.. طريق أكتوبر والمقاومة الفلسطينية
ضيف الحلقة: محمد حسنين هيكل/ كاتب ومفكر سياسي
تاريخ الحلقة: 19/8/2010
- المقاومة الفلسطينية في مهب الانقسامات والأوهام
- تحريض فلسطيني عبر الوسائل المصرية
- خطوة لا بد منها
المقاومة الفلسطينية في مهب الانقسامات والأوهام
محمد حسنين هيكل: مساء الخير. من المأثورات الشائعة أن السياسة فعل عقل لا دخل للعاطفة فيه أو هكذا ينبغي أن يكون، لكن ما هو صحيح ليس دائما ممكنا لأنه في بعض الأحيان يجيء عمل سياسي هي السياسة بالدرجة الأولى هي إدارة مصالح وأمن شعب من الشعوب أو أمة من الأمم وبالتالي في مصالح شعب وفي أمن شعب العاطفة طبيعي ليست موجودة، صحيح يقوم عليها بشر لهم مشاعر لكن هنا ينبغي أن ينحوا مشاعرهم بالكامل، لكن زي ما قلت ما هو صحيح وصحيح غالبا قد لا يكون صالحا في كل الظروف لأنه تجيء ظروف على بعض الناس المشتغلين بالعمل العام يجدون أنهم في مواقف تختلط فيها ضرورات السياسة بنوازع العاطفة حتى وإن لم يقصدوا. في ذلك الوقت اللي بأتكلم عليه في أثناء تحريك حائط الصواريخ وقبول وقف إطلاق النار وهذا الموقف الملتبس في ضروراته وفي أحواله وفي أحكامه بدا أن هناك خلافا في العالم العربي بالتحديد بين السياسة المصرية وبين المقاومة الفلسطينية، في اختلاف دواعي وهو أمر يمكن فهمه جدا لأن المقاومة الفلسطينية في هذه اللحظة حقيقة كانت موجودة في ظرف له ملامح خاصة، أول حاجة أن المقاومة الفلسطينية ظهرت في وقت صدمة عربية، فصائل المقاومة بدأت سنة 1965 بفتح لكنها لم تأخذ هذا الزخم الذي أخذته ولا القوة التي أخذتها إلا بعد 67 وحين اشتدت الحاجة حتى بالضرورات المصرية البحتة إلى ظهور مقاومة فلسطينية تعبر عن نفسها داخل الأرض المحتلة سواء في مواجهة قوى الاحتلال أو في مواجهة العالم الخارجي، فهنا أصبحت المقاومة ضرورية جدا وأظن أن هنا لم تكن فقط قوة المقاومة الفلسطينية كما نبعت وهي ظاهرة طبيعية جدا وظاهرة أنا مستعد أقول إنها نبيلة جدا لكن أيضا ظهورها في هذه الظروف خلق بعضا من أسباب الالتباس اللي تفاقمت فيما بعد لأنها جاءت وبدأت تقاوم ثم مصر اعترفت بها ثم مصر أعطتها كل الوسائل التي وجدتها لازمة لها ثم أن اعتراف مصر بها ومساعدة مصر لها أتت إليها بأشياء كثيرة جدا بمزايا كثيرة جدا سواء في التعاطف الشعبي سواء في المساعدات المالية أو في المساعدات العسكرية، في المساعدات المالية في كثير العالم العربي كان في قوى كثير جدا لا تستطيع أن تساعد بسلاح ولا بقتال حتى ما عندهاش جبهات وتعويضها الطبيعي جدا عن ذلك المال، نتيجة هذا أن الثورة الفلسطينية اللي ظهرت أو اللي علا أمرها باعتراف مصر بها سنة 67 ولما أقول اعتراف مصر بها 67 أنا هنا لا أعطي فضلا لمصر حتى يعني، أقصد أن مصر في ذلك الوقت قيمة اعتراف مصر أن مصر في ذلك الوقت كانت الطرف العربي المقاوم أو المقاوم الأكبر وهي في واقع الأمر هي اللي كانت متصدية ولضرورات أمنها هي ولمصلحتها هي للصراع العربي الفلسطيني فمصر كانت الطرف القائد والفاعل في الميدان مش بأي ادعاء آخر مش بأي دعوى لا تاريخية ولا دعوى حجم ولا أي حاجة أبدا لكن دعوى فعل موجود برؤاه وبمصالحه وبقوته كلها وهو الطرف الرئيسي بالطبيعة في هذا الصراع فاعترافه بالمقاومة الفلسطينية هنا كان له قيمة التصدي للصراع قيمة المسؤولية قيمة الدور عندما يمارس وليس الدور عندما يدعى به لأي سبب من الأسباب. فاعتراف مصر بهذا جعل الثورة الفلسطينية، غير أو أحدث نقلة نوعية، فتح على سبيل المثال اللي كانت موجودة في سوريا أو اللي نشأت في الكويت والموجودة في سوريا واللي بتعمل عمليات نسف كوبري إعلان بيان مش عارف فين عملية محدودة جدا على طريق دخلت فأصبحت قوة مقاومة لديها وسائل مقاومة سواء من السلاح أو من الأموال أو من الأفراد ثم استطاعت أن تجسد شيئا مهما جدا الحقيقة في الصراع العربي أو في التاريخ العربي في تلك اللحظة في المقاومة العربية في كل الحركة العربية العامة للبحث عن مستقبل. لكن في هذه الظروف أنا أظن أنه حصلت التباسات في شأن المقاومة الفلسطينية أدت إلى مشاكل ظهرت في تلك اللحظة التي أتحدث عنها، أول هذه المشاكل أن ظهور المقاومة وقوتها في ذلك الوقت أحدث تصورا ويمكن أحدث وهما أن المقاومة بديل، المقاومة في ذلك لم تكن بديلا، المقاومة كانت قوة قادمة لكي ترتص وتقف بجوار قوة موجودة في الساحة فعلا قوى قومية موجودة في الساحة لكن هذه القوى اللي كانت موجودة في الساحة وقد تلقت صدمة سنة 67 بشكل ما وقع في روع بعض أطراف المقاومة وبتغذية خارجية أو بأوهام داخلية وقع في روع بعضها أنها قد تكون بديلا وهي في واقع الأمر لم يكن ممكنا أن تكون بديلا لأنه ببساطة هذا يبقى تنازلا بالقضية الفلسطينية لأن القضية الفلسطينية قضية قومية عربية شاملة وإذا أصبحت قضية شعب فلسطين وحده فقد انحسرت وقد اختلت موازين القوى فيها تماما بين إسرائيل المؤيدة بقوى كبيرة جدا سواء في الحركة اليهودية العالمية أو الصهيونية العالمية أو الاستعمار العالمي في ذلك الوقت وإذاً تختل الموازين، لكن بشكل أو آخر الناس وهم بيتحركوا والناس وهم بيبحثوا في أعماقهم عن قوى معنوية قد يخطئون في الحسابات أحيانا. أنا أتصور أنه في ذلك الوقت بعض فصائل المقاومة الفلسطينية أنا بأتكلم على حتى في فتح خطر ببالها أنها قد تكون بديلا وتصورت بالوسائل الموجودة عندها بالتأييد الجماهيري الموجود عندها واللي جزء كبير جدا منه كان موجودا هنا في مصر في واقع الأمر يعني حتى فيما وفرته مصر من وسائل وأهمها معنويا في ذلك الوقت، إذاعات مصر كلها كانت موجودة موجهة موجودة في خدمة القضية الفلسطينية بعضها موجود تحت تصرف فتح بالتحديد يعني لكن هنا بقى في بعض الأوهام وده موجود عندنا في الحالة العربية، في الحالة العربية في مواريث قد تغري أحيانا بالشطط، موجودة في الشعر العربي وموجودة في الأدب العربي وموجودة في المواريث العربية ومرات تغلب فيها التصورات والأحلام والأوهام تغلب الحقائق في حين أنه في بعض الأوقات الحقائق ينبغي هي التي تسود لكن على أي حال بدأ يبقى في أوهام أن المقاومة أكبر من أي حاجة ثانية. الحاجة الثانية أنه بدأت بعض الخلافات العربية خصوصا في بعض الدول المحيطة بالساحة الفلسطينية تؤثر على المقاومة وعلى فكرها، في ذلك الوقت وده طبيعي أيضا وأنا لا أظلم فيه المقاومة في تيارات إسلامية على سبيل المثال جائحة، في تيارات بعثية جائحة في تيارات قومية موجودة لكن تفرقت بينها السبل، في ناس زي الجبهة على سبيل المثال حركة القوميين العرب في ذلك الوقت وهي من أحسن القوى الفلسطينية وأكثرها صلابة تصورت أن الحل هو اختصار الطرق وتبني الماركسية وتبني الاقتراب من الاتحاد السوفياتي إلى درجة كاملة والتماهي معه إلى درجة كاملة لأن هذه معركة بقاء وما فيش لا يجوز فيها حياد بين عدو وصديق وده كلام كان له أصداء موجودة عندنا لكن هذه الانقسامات كلها بدأت تدخل في الساحة الفلسطينية وبدأ يبقى في تضارب. في ذلك الوقت أيضا نماذج موجودة في العالم للمقاومة طرحت نفسها، أقرب النماذج الثورة الجزائرية أوالثورة الفييتنامية وبدأت بعض فصائل المقاومة الفلسطينية تتصور أشكالا للصراع مستوحاة سواء من فييتنام أو من الجزائر ناسية اختلاف الظروف فبدأ ناس يتكلموا الحرب الشعبية والحرب المستمرة إلى آخره، وفي حين أنه قد تكون طبعا في الجزائر كان في تجربة ناجحة لكن إحنا مرات بننسى نجاح التجارب مرهون بظروفها، ظروفها هي وهي ظروف مختلفة يعني على سبيل المثال الجزائر ما ساعد الثورة الجزائرية أن شعب الجزائر الموجود في ذلك الوقت كان 18 إلى 22 مليون إنسان، وعدد الجيوش الفرنسية والمستوطنين لم يزد في أي وقت من الأوقات على ستمئة سبعمئة ألف فالتوازن الإنساني والبشري على الأرض وبعدين ده هنا في أصحاب الأرض وفي القادمين وفي القادمين مش جايين بحركة استيطان كانت ابتلعت بالفعل معظم أراضي فلسطين لكنهم قادمون إلى مزارع متفرقة وفي حاميات عسكرية تحميهم لكن المقاومة الشعبية هنا ممكنة وتستطيع وأيضا تساعدهم طبيعة الأرض على مواصلة القتال لكن في الحالة الفلسطينية الكلام عن الحرب الشعبية وفلسطين معظمها محتل والتوازن الإنساني متكافئ تقريبا ولكن السلاح غير متكافئ والجبهات المحيطة بإسرائيل كلها موجودة في حالة لا تصلح معها الحرب الشعبية يعني دمشق على بعد ثلاثين كيلو من الجبهة، الأردن في وضع في منتهى الصعوبة الضفة الغربية سقطت والضفة الشرقية تقاوم لكن في حاجز نهر وفي نظام له رؤى أخرى مختلفة موجودة في عمان موجودة في الأردن ما هواش.. عنده حساباته وهي مختلفة، في صحراء سيناء أي حد يتكلم عن حرب شعبية بيتكلم عن وهم لأنه في سيناء لو أي حد يتكلم عن الحرب الشعبية يبقى بيعفي نفسه من الحرب كلها إطلاقا وفي واقع الأمر لم يكن هذا الكلام مقتصرا على الجبهة المصرية وحدها ولكن كل الجبهات الكلام في ذلك الوقت في اعتقادي وفي رؤى السياسة المصرية في ذلك الوقت أن الكلام عن حرب شعبية هو إعفاء للنفس من مسؤولية المواجهة لأن المواجهة مع إسرائيل في هذه الظروف في هذه الأوقات في هذه الأحوال بموازين القوى كما هي لا يمكن إلا أن تدخل فيها الجيوش كعنصر رئيسي وأي كلام عن ترك المقاومة أن نتكلم عن مقاومة شعبية في سيناء على سبيل المثال يعني كان في يعني إحنا عملنا نوعا أو في مصر السياسة المصرية عملت نوعا من المقاومة الشعبية وأنشأت حاجة اسمها منظمة سيناء لكن منظمة سيناء في واقع الأمر كانت قوات متطوعين من القوات المسلحة، عدد سكان سيناء في ذلك الوقت لم يكن يزيد عن 120 ألفا وكان في رغبة شديدة جدا في عدم تعريضهم إلى اقتلاع من مواقعهم، قبائل سيناء كان ينبغي أن تبقى ولذلك حتى القوات اللي دخلت لمنظمة سيناء وهي منظمة كان بيشرف عليها اللواء محمد صادق وهو مدير مخابرات وبعدين كمل إشرافه عليها وهو رئيس أركان حرب التعليمات اللي كانت موجودة عند عناصر منظمة سيناء وهي نوع من الحرب الشعبية أنها لا تقترب من مواقع القبائل اللي في سيناء ولا تورطها في أي شيء لأنه كان مهما أن هذه القبائل تبقى في مواقعها وتمارس حياتها ولا تتعرض للاقتلاع وإلا كل وجود بشري في سيناء كل وجود بشري مصري كان يقتلع، فهنا القوات المسلحة حتى في منظمة زي منظمة سيناء قلنا إنها مقاومة شعبية هي في واقع الأمر كانت مقاومة مسلحة تشرف عليها وتديرها القوات المسلحة وهي تحاذر تحرص جدا على السكان المتمسكين بالأرض في مواقع ومواطن القبائل في سيناء. لكن على أي حال بدأ يبقى بين ظروف المقاومة الفلسطينية في هذه الأحوال اللي كنت بأتكلم عنها في كلام كثير عن الحرب الشعبية وكلام حاجات أخرى زاد عنصر آخر أن إحنا لما جئنا كان في نظرية وهي نظرية تبنتها مصر وفي واقع الأمر كانت موجودة في سوريا وإن كان بعض الناس كانوا بيحاولوا يتكلموا فيها يعني بمنطق حزبي على أي حال أن المواجهة مع إسرائيل كانت دخلت في مرحلتين، مرحلة كان في احتلال أرض 48 النكبة، وفي النكسة اللي حصلت سنة 67 وبمقتضاها إسرائيل دخلت فاحتلت أراض من دول عربية، خلط المرحلتين ببعض والدخول في حرب للأبد هذا خطر جدا والإستراتيجية التي اعتمدت واعتمدت رسميا واعتمدت على نطاق واسع هي أنه نحن أمام مرحلتين أولاهما إزالة عدوان سنة 67.
[فاصل إعلاني]
تحريض فلسطيني عبر الوسائل المصرية
محمد حسنين هيكل: هذا لم يكن ملائما لبعض عناصر المقاومة لأن عناصر المقاومة كانت حاولت كثير قوي تعمل عمليات توريط وتتمنى لو دخلت فيها الدول العربية كلها وأصبحت تحت نفس الضغوط اللي فيها الشعب الفلسطيني أيضا وتمارس المعركة إلى الأبد وحتى زوال إسرائيل هذا كلام كان خارج حدود الإمكانيات كان خارج حدود اللحظة الدولية كان خارج حدود اللحظة التاريخية، مش ممكن، كان في منتهى الصعوبة. لكن هذه الفصائل وقد وجدت أن مصر قبلت مبادرة روجرز ومش مشروع روجرز، قبلت مبادرة روجرز اللي هي واضحة جدا في اللي كانت بتتكلم عليه ومحدودة جدا وأهم حاجة فيها وهو الغريبة أن ده كان بعض الأحيان نحن لا ننظر إلى ما وراء التصرفات يعني نحن مفروض أنه عادة في الأحلاف في الناس الأصدقاء في نفس المواقع ومفروض في الناس اللي بيواجهوا نفس القضايا ونفس التحديات أنهم يذهبوا إلى الحقائق وراء الظواهر لأنه نحن في ذلك الوقت أهم ما أنجز مش قبول وقف إطلاق النار ولا مبادرة روجرز ولا كل الكلام ده كله لكنه كان تحريك حائط الصواريخ وهذا جعل ما سمي في ذلك الوقت بمبادرة سلام هي في واقع الأمر خطوة نحو الحرب وخطوة أساسية وخطوة شديدة الأهمية وخطوة ثبت فيما بعد أنها هي هذا هو شكل الحرب الوحيد أو الضروري الذي يمكن أن ننتهزه. لكن فصائل المقاومة الفلسطينية أيضا وجدت أن هذا لا يناسبها لأسباب كثيرة قوي، على أي حال تجمعت عناصر كثيرة جدا تجمعت عناصر الأوهام تجمعت عناصر الانقسامات في العالم العربي تجمعت عناصر عدم القدرة على تشخيص أنواع الحروب المطلوبة لهذا الوقت في هذه اللحظة لهذا الميدان بالتحديد تجمعت حتى الخلافات الدولية تجمعت أشياء كثيرة جدا فخلقت أوهاما والثورة الفلسطينية في ذلك الوقت أظن أنه تصور ناس كثير فيهم قوي أنهم أصبحوا مش بس البديل لكن البديل الأقوى أن عندهم كل.. آه عندهم حاجة هائلة عندهم تضحية عندهم التواجد عندهم القتال موجودين بس في غيرهم بيقاتل وفي غيرهم بيقاتل بطريقة أقوى وأكبر على الجبهة المصرية على سبيل المثال وفي كل حتة العالم العربي كله كان بيحاول يستعد وبعدين هم موجودين في ظروف كمان في منتهى الصعوبة لأنه خارج الأرض بيحاولوا يحاربوا من خارج أرضهم وبيحاربوا في دول استضافتهم فهم فيها ضيوف في واقع الأمر زي الأردن وزي لبنان فيما بعد وغيرهم وهنا ده يفرض نوعا من الحذر لكن توافر الموارد وتوافر السلاح والتعاطف الهائل اللي أخذته المقاومة وهو مستحق وضروري في ذلك الوقت أغرى فيما أظن أنه هنا المقاومة، وده اللي قاله وأنا استشهدت به قبل كده، اللي قاله ياسر عرفات لرئيس الوزراء السوفياتي أليكسي كوسيغن لما قال له إن المقاومة الفلسطينية نحن أقوى طرف في العالم العربي كله لأن لنا حزبا في كل بلد عربي وهو يأتمر بأمرنا تقريبا بأكثر مما يأتمر بأمر حكومته، عندهم جماهير أوسع، ناسين هم أن هذه الجماهير واقع الأمر أيضا في أشياء عملية واقع الأمر أن وصولهم إلى هذه الجماهير كان عن طريق جهات أخرى وهو ده اللي أنا واجهته، في ذلك الوقت إحنا قبلنا مبادرة روجرز وإحنا أوقفنا إطلاق النار لكن ما هو أهم من ده، حائط الصواريخ تحرك في عملية من أهم ما يمكن واجتاز النطاق الأول إلى النطاق الثاني إلى خط الجبهة وبقى موجودا في ميدان القتال وهذا هو ما يحسب حسابه لكن إخوانا الموجودين في عمان بدأت تساورهم أشياء أخرى. في ذلك الوقت قضت الظروف أن أبقى موجودا مسؤولا أو مكلفا، أولا أنا كنت اللي موجود الرجل اللي عمل الاتصال الأول بين مصر وقيادة فتح، الحاجة الثانية أنه في ذلك الوقت قضت الظروف أنني وزير الإعلام اللي عنده محطات الإذاعة الموضوعة في خدمة المقاومة الفلسطينية وأولها إذاعة فلسطين والحاجة الثانية أنه أنا موجود أنا المتصدي لعملية وقف إطلاق النار ولتغطية حركة حائط الصواريخ وبالتالي بقى في جزء لما بدؤوا يبتدوا.. هم بدؤوا وقد أحسوا أنه في حاجة ثانية بتتعمل في القاهرة على غير ما هم يرغبون بدؤوا يهاجمون ويهاجمون بشدة وبدأت الإذاعات وأنا شرحت إزاي الفريق فوزي بعث قال لي في خطاب بيقول لي إن إذاعة فلسطين بالتحديد إذاعة فلسطين من القاهرة يسمعها بعض المتطوعين الفلسطينيين في جبهات وراء الجبهة في خطوط الجبهة، ما كانش في حد منهم في الجبهة في الحقيقة يعني لكن وراء الجبهة كان في في خطوط المواصلات عناصر من المقاومة الفلسطينية حتى بعضها كان بيتدرب في معسكرات قريبة من الجبهة، فالفريق فوزي بيقول هؤلاء بيسمعوا إذاعة فلسطين وإذاعة فلسطين بدأت تهاجم اللي بيجري في مصر أو الخطوات اللي إحنا بنأخذها، بدؤوا في الأول على استحياء ينتقدون وبدؤوا نغمة الانتقاد ترتفع وبعدين بدأ يبقى في تجاوز بدأ يبقى في هجوم وأنا عرضت الأسبوع الماضي بعضه اللي اتهمني اللي قال الهيكلية الإلكترونية وده ما كانش فيه مشكلة كبيرة قوي لكن بدأت النغمة تزيد بعد كده وبدأ أنه في هجوم، في هجوم صريح في استعمال لوسائل مصرية في هجوم على السياسة المصرية، يعني إحنا من الأول قلنا لهم بكل وضوح إنه أنتم لكم حق تماما في رفض مبادرة روجرز وهي لا تعنيكم لكنها تعني الدول المتضررة من عدوان سنة 67 ونحن هذا موضوع لن ينجح، ما فيش حاجة اسمها حل سلمي، في حاجة في لا مفر من استخدام القوة حتى الوصول لحل سياسي لا مفر من معركة وتحريك حائط الصواريخ في حد ذاته شاهد على أشياء كثيرة ويعني أشياء كثيرة جدا، لكن على أي حال النغمة بدأت تزداد وبدأ مش بس تزداد النغمة تجاهنا لكن بدأت في الحقيقة يعني أنه بدأ يبقى في عدم مراعاة لظروف الأردن، الأردن أنا أعرف طبيعة النظام الموجودة في الأردن وكل الناس عارفين أشياء عن طبيعة هذا النظام لكن هذا النظام له ضروراته ثم علينا أن نحسب إحنا بالضبط عاوزين إيه لأن المضي في معارك دون أن يحسب أحد ما هو الهدف في هذه اللحظة وكيف يمكن تحقيقه بأي الوسائل وبأي تكلفة ممكن جدا الناس كلها تروح في خطأ شديد جدا، لكن في هذا الوقت بدأت المقاومة تبدو وكأنها مش بس بقى دولة داخل دولة في عمان هي الدولة في عمان وهي من هناك تريد أن تملي على السياسة المصرية ما تراه ونحن في مسألة نحن حريصون عليها أكثر من أي حد ثاني أكثر من كل الأطراف لأنه نحن نعلم أن هذه المعركة معركتنا وأنهم شركاء في هذه المعركة وأنهم شركاء أصليون معنا في هذه المعركة لكن هناك خطأ في هذا ونحن لا نردهم عن الخطأ أو نحاول بقدر ما يمكن أن نبصرهم بما يجري لكن ما احناش مستعدين للصدام معهم لكن هنا في استخدام وسائل مصرية في شأن إذاعات في استخدام مصرية لعرقلة سياسة مصرية وهنا بدأ يبقى في مشكلة كبيرة جدا. لما أنا أراجع بعض الوثائق من هذه المرحلة أبص ألاقي قدامي في أشياء كثيرة جدا حتى بعضها.. يعني أنا رجل شديد التعاطف لأنه حتى أنا أعتبر واحد من الناس اللي اعتبروا أن التعاون بين المقاومة وبين حتى الدولة المصرية أنا اعتبرته مسألة في منتهى الأهمية وكنت فخورا بما استطعت أن أؤديه فيها مع آخرين كثيرين جدا في هذا المجال فأنا كنت واحدا من الناس اللي هنا كان عندي وأنا موجود مكلف بمسؤوليات من نوع ما يعني ولكن وحاسس بعواطف بشكل أو آخر لكن هنا في حيرة لا بد من الخروج فيها بموقف وبغلبة للعقل مهما كان ما يراه أي فرد يعني لكن لما أشوف الوثائق أولا قدامي ألاقي حاجات، ألاقي أولا في بعض المنظمات في منظمة مثلا على سبيل المثال بدأت تحاول.. شافت الصورة على الأقل مظبوطة يعني فبدأت بتقول، طلعت بيانا.. لأن حرب البيانات في ذلك الوقت زادت جدا في عمان وإذاعة فلسطين من القاهرة كانت هي اللي بتذيع كل حاجة، فألاقي في حاجات مثلا في إذاعة قلت عاقلة أنا وهذه الإذاعة أو على الأقل أنا تصورت أنها معقولة بتقول إن مصر عملت كذا وكذا وكذا ولكن ينبغي أن ندرك أن مصر هي التي تقود وهي التي تقاتل وهي الواقفة في الميدان وهي اللي بتتحمل العبء الأكبر وإذا رأت أنه في ضرورات لوقف إطلاق النار في هذه اللحظة ولمدة محددة ولأسباب تراها فينبغي مناقشتها وليس الهجوم عليها وينبغي مناقشتها بالوسائل الودية وليس الهجوم على سياستها. لكن ألاقي في أشياء ثانية ألاقي في جريدة فتح على سبيل المثال طالعة لي بعنوان بتقول "لا" كلمة لا في الأول وبعدين "فتح تنشر الوثائق السرية الكاملة للحل السلمي، النص الأصلي لمشروع روجرز" مشروع روجرز ما كانش هو الموجود ولا كان هو المطروح في ذلك الوقت، مشروع روجرز عندما طرح في ديسمبر سنة 1969 مصر لم ترد عليه وقررنا ألا نتكلم فيه إطلاقا وإسرائيل رفضته وإحنا كان واضحا إن إحنا بنرفضه ولكننا لأسباب سياسية كثير جدا سايبين الموقف يتداعى من المحلي إلى الإقليمي إلى الدولي وقد تحقق ما أرادته السياسة المصرية يعني ودخلنا ودخلت أنواع من الصواريخ ودخلت أنواع من العلاقات، في أشياء كثيرة جدا جدت في هذه الظروف من ظهور مشروع روجرز لغاية مبادرة روجرز في الفترة من ديسمبر 1969 لغاية أغسطس 1970 تغيرت الأوضاع والموازين بشكل فادح على جبهات القتال ومشروع روجرز لم يعد موجودا، لكن هنا كانوا بعض إخوانا مصممين. وبعدين "وثائق الحل الاستسلامي" مين اللي بيستسلم؟ وبعدين البيانات طالعة "لا يجوز لأي جهة عربية أو أجنبية أن تلغي وجود الشعب الفلسطيني، إن الشعب الفلسطيني سيواصل الكفاح المسلح حتى التحرير الشامل ولن يلتزم بوقف إطلاق النار" يعني إحنا ونحن نقبل وقف إطلاق النار عاوزين مقاومة الشعب الفلسطيني تتكثف إلى أبعد مدى وعاوزين المقاومة الفلسطينية بكل ما لديها من وسائل تعمل في الداخل الفلسطيني وتعمل ضد أهداف إسرائيلية وتقلق الإسرائيليين ولا تترك لهم مجالا للراحة. حائط الصواريخ اللي دخل ألغى في واقع الأمر حتى مبادرة روجرز يعني إسرائيل في ذلك الوقت أعلنت غولدا مائير أنها لم تعد تقبل هذه المبادرة أي أن المبادرة نفسها ما عادتش موجودة إذاً فإن الكلام في هذا الوقت عن مشروع روجرز أو مبادرة روجرز أو كلام عن حلول استسلامية أو حلول مش.. هذا كلام خارج الحساب خالص وأعتقد أنه في ذلك الوقت كان شديد الضرر لهم يعني بالدرجة الأولى لأنه ألاقي.. لكن التحريض واضح، ألاقي أنه حتى في إذاعة القاهرة هم بيذيعوا في إذاعتهم البيانات الصادرة بالبعث في الخناقة معنا لأنه يعني الجبهة السورية ما فيش عليها حاجة أبدا، الأردن الأوضاع فيه قلقة جدا، الجيش العراقي موجود بعضه في المؤخرة في الأردن لكنه لا يقاتل والجبهة المصرية بتقاتل وحركة نقل حائط الصواريخ للجبهة مسألة حاسمة يعني لأي حد عاوز يتكلم بمنطق وبعدل يعني لكنه في التحريض وفي الأوهام وإلى آخره اشتدت المسائل.
[فاصل إعلاني]
خطوة لا بد منها
محمد حسنين هيكل: كلمني الرئيس عبد الناصر قال لي يعني أنا مش عايز أضغط عليك في حاجة لكن قل لي أنا شايف أو التقارير اللي جاي لي إذاعة فلسطين الموجودة عندكم ضمن برامج الإذاعة المصرية وضمن الموجات العاملة في الإذاعة المصرية بتهاجم بشدة والفريق فوزي بيكلمني وكل الناس بتكلمني، ندهت في ذلك الوقت طلبت الأستاذ هائل عبد الحميد، هائل عبد الحميد كان معروفا باسمه الحركي أبو الهول وكان هو مندوب المنظمة المقيم للتنسيق مع مصر، وأكثر تنسيقه في واقع الأمر كله كان معي، ندهت له، أستاذ هائل عبد الحميد أبو الهول وإديته عينات من الإذاعات قلت له لا تستطيع دولة أن تقبل ده، أنتم فعلا بتعرضوا علاقتكم مثلا بالأردن للخطر، أنا عارف الأردن فيه إيه لكن وطبعا موضوع ثاني مختلف لكن أنتم هنا المسائل بتزيد عن حدها هناك، عندنا هنا كلام مش معقول، الصورة واضحة قدامكم، قال الصورة واضحة الحقيقة ولكم حق وإلى آخره، طيب وبعدين؟ قال لي أصل أنا حأترجى أن السيد أبو اللطف ربنا يدي له الصحة اللي هي فاروق القدومي حأبعث أجيبه لأنه في ذلك الوقت كانت القيادة الفلسطينية قسمت الاختصاصات بين أعضائها فبقى ياسر عرفات هو المسؤول والمتحدث باسم الثورة وأخذ عنده السلاح والإعلام والمال وبقى الحقيقة الرجل الأقوى وبعدين بعده أبو جهاز خالد الوزير بقى هو المسؤول عن العمليات وبعدين أبو إياد بقى مسؤولا عن الرصد اللي هو صلاح خلف وبعدين بقى أبو السعيد اللي هو خالد الحسن مسؤول عن الاتصالات الدولية وبعدين أبو اللطف اللي هو فاروق القدومي بقى هو المسؤول عن الإعلام. فبيقول لي هائل عبد الحميد بيقول لي أبو الهول يعني اسمه الرمزي، كل واحد كان عنده اسم رمزي كده يعني اسم حركي يعني، فبيقول لي حيجي الأخ أبو اللطف وهو اللي حيجي يتكلم معك والموضوع حيتحل وإلى آخره، لأن هذا موضوع لا يمكن يصعب جدا على مصر قبوله لأن ده ما بقاش متعلقا هم بيقولوا إيه، يقولوا اللي عاوزين يقولوه إحنا موافقين يرفضوا ما يرفضون حقهم يهاجموا ما يشاؤوا لكنه هنا في مسألة مهمة جدا، لا يمكن لأي طرف أن يستعمل وسائل طرف آخر في الهجوم على سياسته، هنا في مسألة دقيقة جدا وحساسة، فجاء لي أبو اللطف أنا قلت له وبأمانة كلمته قلت له أنا الأوضاع اللي أنتم بتعملوها دي بتحطنا في مشكلة كبيرة جدا لأنه هنا في دولة وهذه الدولة لها سياسة وهذه السياسة ينبغي أن تدركوا أن هذه السياسة في هذا الصراع إذا لم تكن قبلكم فهي معكم فيه لأنه في الرؤية المصرية في ذلك الوقت أن إسرائيل ليست موضوع فلسطين وأن إسرائيل خطر يهدد الأمن القومي العربي وأنها في هذا الموقع بالذات هذا موضوع شديد الأهمية بالنسبة لنا، هذا ملتقى العالم العربي شرقه وغربه هذا ملتقى البحار الأحمر والأبيض هذا صلة الوصل بيننا وبين المشرق كله وصلة الوصل يمكن أن تكون صلة الفصل، هذا قطع لمصر عن بقية العالم العربي وعن المشرق، نحن في هذا الصراع والتجربة أثبتت ونحن في هذا الصراع مش بس مصر الثورة مصر طول التاريخ اعتبرت أن هذا معبر مهم جدا وأن فلسطين هي جسر في واقع الأمر هي عتبة الباب المصري وأن هذا كلام من أول رمسيس الثاني في واقع الأمر لغاية العصور الإسلامية لغاية محمد علي وإبراهيم باشا لغاية من نشاء فلسطين باستمرار اعتبرت بالنسبة لمصر قضية في منتهى الأهمية وبعدين جاء حتى النظام الملكي، النظام الملكي هو اللي دخل حارب في فلسطين أول من بدأ، وبعدين النظام الثوري جرب بنفسه وقبل وفهم وهذه معركتنا والشعب المصري كله فاهم هذا كله فأنتم جايين هنا ما حدش يتكلم معنا بطريقة، ممكن تتكلموا في أي جهة أخرى وبعدين بلاش تخلوا كل الوسائل اللي عندكم تغري لأن القوة الحقيقية ليست حساب أرصدة في البنوك في هذا الوقت ليست حساب سلاح في المخازن في ذلك الوقت ليست حتى حساب أفراد ليست حساب خناقات بينكم هنا ده موضوع لازم يبقى أكبر من كده، أبو اللطف قال لي أنا يعني أنا شايف وجهة نظرك وأنا هذا كله سوف ينتهيوأن اللهجة سوف تتغير وأنه لا يعقل الحقيقة يعني لا يعقل تدونا إذاعات فنحن نستخدمها في الهجوم عليكم والحقيقة الرجل كان يعني..طيب هو كان عارفا كله، وبعدين أنا تصورت أنه فعلا حيحصل كده، لقيت السيد أمين الهويدي مدير المخابرات محول لي برقية، محول لي برقية ملتقطة من قيادة فتح، دي برقية مبعوثة بشيفرة يعني شيفرة كنا إحنا طبعا حالينها يعني، المرسل منه قيادة فتح، المرسل إليه الإخوة في الإذاعة، نص البرقية بيقول إيه؟ "قولوا كل شيء بلا تحفظ وبكل حزم، نحن ضد الحل السياسي ضد محاولات الانحراف ضد كل التبريرات من كل الجهات، جريدة فتح تحمل الخط اليومي، وقف القتال مع العدو الصهيوني يعني بدء القتال للمقاومة الفلسطينية منفردة"، أمين هويدي بعث لي البرقية الملتقطة والأستاذ أبو اللطف كان لا يزال موجودا وهو عضو في قيادة فتح فجاء لي أبو اللطف وقلت له وأنا ما بأخبيش عليك سرا هذه البرقية جاءت وهي واضحة وكل شيء فيها أنا أعتقد أنه استفزازي، "قولوا كل شيء بلا تحفظ وبكل حزم" قولوا زي ما أنتم عاوزين، قول عندك، وبعدين "نحن ضد الحل السياسي" الحل السياسي يعني إيه؟ العمل العسكري في حد ذاته هو عمل سياسي، القوة هي استخدام السلاح لتحقيق هدف سياسي، تصور أن السلاح خارج السياسة هذا كلام أنا أعتقد أنه فيه على الأقل خطأ، خطأ فادح يعني، طيب، وبعدين "نحن ضد محاولات الانحراف، نحن ضد التبريرات" قلت له أخ أبو اللطف أنا ما بأقدمش لك تبريرات، وبعدين "جريدة فتح تحمل الخط اليومي" أنا قدامي كل أعداد جريدة فتح، جريدة فتح والخط اليومي فيها من أول أبو عمار "البندقية هي الحل الوحيد" أنا موافق لكن في وقت للبندقية وبعدين أنا مش مانعك أنك تحارب بالبندقية وأنا حاربت وأحارب وأستعد لحرب أكبر من كل ما تتصور وأستعد لحرب بوسائل العصر فأنت هنا.. وبعدين، "لا"، إذا كان هو ده الخط اليومي "لا" أنا موافق، وبعدين وقف القتال هنا دي النقطة المركزية "وقف القتال مع العدو الصهيوني يعني بدء القتال للمقاومة الفلسطينية منفردة" هنا عندي مشكلة كبيرة قوي، في حصل حاجة سنة 67 ونحن السياسة المصرية يعني وأنا موجود أحد المعاونين اللي بيشتغلوا وبينفذوا فيها أي حاجة بالتكليف لا يمكن قبول فكرة رهن كل شيء إلى أن يتحقق كل شيء، "لنا الصدر دون العالمين أو القبر" ما لهاش معنى في هذا الوقت، وبعدين إذا المنطق العربي اللي بيقول فيه الشاعر أبو فراس الحمداني
ونحن أناس لا توسط بينهم
لنا القبر دون العالمين أو القبر
ونفس الشاعر بيقول "إذا مت عطشانا فلا نزل القطر" كلام ما ينفعش، في هنا في مصائر أمم وفي ضرورات معركة، حتى ضرورات المعركة نفسها تقتضي التقسيم على مرحلتين، لا يمكن. فأبو اللطف أنا قلت له البرقية دي هذا كلام أنا لا أستطيع قبوله الحقيقة يعني وأنا بإذنك سوف أغلق إذاعة فلسطين، المحطات والإذاعات اللي أنا مديها لكم والقنوات أنا انتهى، هو ما كانش مصدقا الحقيقة يعني أنا كمان والله يعني أنا لا أعلم إزاي أنا قدرت أصل لهذا وأتكلم به وبعدين أتصل بالرئيس عبد الناصر وأقول له إنه أنا شفت أبو اللطف وحصل كذا بيننا وأمين هويدي بعث لي البرقية المخابرات يعني بعثت لي هذه البرقية وأنا أرى أن الحفاظ على حتى سلامة المعركة، مش سلامة السيادة المصرية ولا سلامة الموقف المصري ولا السياسة المصرية لكن هنا أيضا ضرورات المعركة حتمت علي أنا قلت له أنا حأقفل الإذاعات، هو قال لي أنا مش حأتدخل في هذا الموضوع أنت.. هو كان كمان.. أنا اللي جبت فتح أنا اللي قدمت له فتح يعني والدنيا كلها متربصة، وبالفعل قعدت، أبو اللطف ما كانش متصورا بيقول لي طيب استنى لما يجي ياسر عرفات حأبعث أجيب ياسر عرفات، قلت له شوف أنا حأغلق المحطات لكن لما يجي ياسر عرفات نبقى نتكلم لكن أنا الحاجة المهمة اللي أنا كنت عارفها أنه في ذلك الوقت حسن صبري الخولي كان راح قابل ياسر عرفات وكان معه رسالة وأنا فيها ترجيت، الرسالة كانت من الرئيس عبد الناصر من القيادة المصرية يعني لكن وحسن صبري الخولي أنا قلت له قل لياسر عرفات إنه بيحطني أنا شخصيا أيضا في موقف صعب لأنه حأضطر آخذ موقفا وأنا مش عاوزه بحقيقي يعني عندي هنا في عندي حالة تمزق عاطفي بين ضرورات حقيقية وبين أوضاع لا أستطيع قبولها، وكنت شفت التقرير بتاع حسن صبري الخولي اللي بعثه واللي قال فيه إنه شاف ياسر عرفات، شاف ياسر عرفات قبلها عرفات مختفي كان موجود في الجبهة، مش عارف رجع له بعد يومين ثلاثة كان راح حسن صبري الخولي البادية، وبعدين بعث تقريرا حسن صبري الخولي أنا كنت شفته قبل ما أشوف أبو اللطف يمكن بنصف ساعة هذا التقرير من حسن صبري الخولي، لكن عرفات برضه قال له لما شافه قال له يعني أنا حآجي والله حأشوف طريقة آجي لكن في منتهى الصعوبة أن أطلع من عمان دلوقت وبعدين والله إحنا فاهمين موقفكم لكننا تحت ضغوط مش عارف من مين ومن مين ومن مين وجبهة إيه ودولة إيه وإخوانا في العراق وإخوانا في سوريا وفي ضغوط شديدة جدا ولكني حأحاول قدر ما أستطيع. أنا قرأت التقرير ده وعندي قدامي تقرير أمين الهويدي الملتقط اللي بيقولوا اعملوا اللي أنتم عاوزينه وقولوا زي ما أنتم عاوزين ولا يهمكم حد وواجهت الأستاذ أبو اللطف وقلت له إن هذا كلام يعني أنا بالنسبة لي في استحالة مادية وأنا حأقفل المحطة يعني حأقفل هذه المحطات، وقعدت بالفعل وهو موجود خارج مكتبي كتبت بيانا قلت فيه وأقرأته له قلت له أنا مش عاوز أسيء لك ولا عاوز أسيء للمقاومة لكن أنا حاولت قدر ما أستطيع أن أكون مهذبا في هذا البيان وكتبته قبلها بخطي وشافه يعني بخطي وقلت له أنا حأديه للإذاعة دلوقت وقلت له أنا حأوريه لك لأني أنا أريد أن أتأكد منك أنت أنه ليس في هذا البيان إساءة لكم، لكن أنتم حطيتوني في موقف في منتهى الصعوبة وهو أمسك البيان والحقيقة البيان أنا حاولت قلت "اتخذت السلطات المختصة.." هنا البيان بخطي قبلها وبعدين طلع على الورق الرسمي للدولة المصرية يعني فبيقول "اتخذت السلطات المختصة في الجمهورية العربية المتحدة قرارا يقضي بأن يوقف مؤقتا إرسال الإذاعات التي توجهها المنظمات الفلسطينية على موجات إذاعات الجمهورية العربية المتحدة وقد تقرر ذلك بعد الموقف الذي اتخذته هذه المنظمات الفلسطينية إزاء قبول مصر لما سمي بالمبادرة الأميركية، إن الجمهورية العربية المتحدة شرحت وجهة نظرها في هذا الأمر على كل المستويات وبكافة الوسائل ولكل قطاعات الرأي العام العربي الرسمية والشعبية ومن هذه الوسائل والاتصالات والإيضاحات وضمانات مباشرة قدمت للمنظمات الفلسطينية المسؤولة يضاف إلى ذلك أن الموقف المبدئي للجمهورية العربية المتحدة واضح كما أن تمسكها به يشهد عليه تاريخها وتضحيتها" وبعدين أن إحنا بنقدر العلاقات أنه في علاقات ملتبسة بين منظمات وأنه إحنا كنا واضعين هذه الموجات وهذه الإذاعات تحت تصرف الثورة ولكن ليس تحت تصرف اتجاهات معينة بالتحديد لها مقاصدها ولها أهدافها لأنه في هدف المقاومة في حد ذاته وفي قتال إسرائيل نحن نضع كل الوسائل لكن أما في تصورات سواء خلافات بينها أو خلافات بينها تؤدي إلى مواقف تعاكس سياستنا وتقال على وسائلنا فهذا وضع لا يمكن قبوله. إديت.. أبو اللطف قعد قرأ البيان في مكتبي ومش مصدق هو، بيقول لي حتقولوا الكلام ده وحتقفلوا الإذاعة؟! قلت له طبعا، طبعا ندهت المدير العام للإذاعة في ذلك الوقت وأبو اللطف وقلت له كل الإذاعات تتوقف إذاعات فلسطين من القاهرة تتوقف، وتوقفت. طبعا توقفت الإذاعات وحصل هيصة كبيرة قوي طبعا لكن في هذه الهيصة أنا بأعتقد أنه زي ما قلت في الأول إنه صحيح أن العاطفة لا مجال لها خصوصا في مصالح شعب وأمن شعب لكن ما هو صحيح قد لا يكون صالحا في كل الظروف، في هذه الظروف أنا كنت موجودا في هذا عادة وأي حد موجود غيري هو يقبل أو يواجه هذا التناقض بين العقل والعاطفة يواجه هذا التناقض بين المصالح والأمن لشعب من الشعوب وبين الدواعي اللي قد يراها في إقليم بحاله ويفهم نبل مقاصدها لكنه يضطر آسفا إلى أن يتخذ إجراءات لا بد أن يتخذها لكن هنا هو يتخذ هذه الإجراءات التي لا بد أن يتخذها لكنه يعلم أنه هو مشاعره الشخصية هو سوف تدفع ضرائب هذا التصرف وبالفعل يعني أنا في هذه الليلة التي أغلقت فيها هذه الإذاعات أنا أظن أنني جلست فيما بعد في مكتبي وأنا بحقيقي مهما كانت الضرورات أملت علي ففي جزء مني في جزء داخلي كان بيشعر بحزن شديد جدا. تصبحوا على خير.
________________________________________
المصدر: الجزيرة
تعليقات القراء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الجزيرة وإنما تعبر عن رأي أصحابها
3 عربي
بدي أرد على الأخ مهند . قد يكون أن الفلسطينيون أخطؤوا في مكان ما أو حدث ما ، لكن ذلك ما تقتضيه القضية وما تقتضيه غريزة الدفاع عن الوطن ، لا يمكن تصور مشاعر أو الحالة النفسية لشعب نهبت بلده على مرأى من عينيه . أعذرهم .
2 مهيـد توفيق عبـيـد
سورية
الأستاذ هيكل لعل من الضروري ملاحظة أن الجبهة السورية لم تكن صامتة ذلك الصمت لكن طغيان حجم العمليات العسكرية على الجبهة المصرية جعل وسائل الاعلام تركز عليها بصورة كثيفة مع ملاحظة أن سوريا كانت قد بدأت لتوها تخرج من مشكلة الانقسام الداخلي في قيادة حزب البعث و بالطبع فهذه الانقسامات دامت وقتا طويلا أشغل الجيش السوري عن مهمته الأساسية لكن لو كان المجال يسمح لوضعت هنا تفصيلات كثيرة عن كافة الاشتباكات التي تمت أعوام 69-72 و كذلك الغارات التي قصفت فيها الطائرات الاسرائيلية أماكن مدنية سورية
1
مهند
عاده
هاي عادة الفلسطينيين او لعدم التعميم القيادات والكوادر الفلسطينية في ذلك الوقت بتدعمهم
وبتفتح لهم بيتك وبعدين وبدون سبب وبحقد بيطعنوا بظهرك ويحملوك كل ما جرى لهم
جميع حقوق النشر محفوظة
2000 - 2010 م