د.دندشلي - تطوّر الرياضة والحركة الكشفية في صيدا
نظّم المركز الثقافي للبحوث والتوثيق في صيدا ندوة دراسية بعنوان: "تطوّر الرياضة والحركة الكشفية في صيدا"، اشترك فيها الأستاذ حسيب البزري، مدرّس التربية الرياضية سابقا"ً في جمعية المقاصد، الأستاذ أحمد المجذوب، عضو مؤسس النادي المعني الرياضي في صيدا، الدكتور نبيل الراعي رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم، الأستاذ ممدوح الكردي مندوب المديرية العامة للشباب والرياضة في الجنوب، والأستاذ نزار الرواس مدير مركز صيدا الثقافي. وأدار الندوة الدكتور مصطفى دندشلي رئيس المركز الثقافي، بحضور جمهور كبير من الرياضيين والكشافيين والتربويين والمثقفين.
في كلمة التقديم أشار الدكتور دندشلي إلى أهمية الرياضة في أي مجتمع من المجتمعات وفي المجتمعات الحديثة بوجه الخصوص، فهي مؤشِّر حضاري في تقدُّم المجتمع وتطوره، وانحطاطها دليل على انحطاط المجتمع وتقهقره.
أحمد المجـذوب
استعرض الأستاذ أحمد المجذوب نشأة الرياضة في مدينة صيدا وتطورها، فتحدث عن الحركة الرياضية الأهلية وألعاب القوى والتربية الرياضية في المدارس، وعن نشأة الأندية الرياضية وتطورها في المنطقة. وقد حدّد العصر الذهبي للرياضة الأهلية في صيدا ما بين أعوام 1956 ـ 1972 وهي الفترة التي كان فيها المرحوم الأستاذ غالب الترك محافظاً في الجنوب اللبناني والأستاذ معروف سعد نائباً ورئيس بلدية صيدا. فشكّلا ثنائياً منظماً منسجماً لتشجيع الرياضة والرياضيين. وأهم إنجازات هذا التعاون الخلاّق في صيدا والجنوب: إقامة مهرجان أعياد الربيع الرياضية والسياحية، تشجيع الأندية مادياً ومعنوياً، تقديم التسهيلات اللازمة للأندية والعمل على مساعدة أبطال صيدا المتفوقين. وأضاف: في هذه الفترة بلغ عدد أندية صيدا العاملة والنشيطة حوالي عشرة أندية وخلقت مداً رياضياً واسعاً بين الشباب وبرز منهم أبطال على مستوى لبنان والعالم العربي والأفريقي..
ممدوح الكـردي
تحدث الأستاذ ممدوح الكردي عن نشوء الحركة الكشفية في لبنان وفي الجنوب اللبناني وقال: في عام 1921، تكوّنت فرقة كشفية في مدرسة الفنون الإنجيلية الأميركية في صيدا، وكان قائدها جورج أسطفان ومن بين أعضائها الكشاف عزيز رحال الذي انتقل إلى بلدته مرجعيون وأسس هناك فرقة ثانية. وأضاف: على أثر الرحلة التي قامت بها فرقة مرجعيون إلى الجنوب قرَّرت مجموعة من الشباب تأسيس فرقة كشفية في صيدا بقيادة صلاح فارس في عام 1929 وأطلقوا على فرقتهم هذه اسم "فرقة الكشاف العدناني". ثم أستعرض الأستاذ الكردي تأسيس مختلف الجمعيات الكشفية في الجنوب ونشاطاتها المتنوعة فتحدث عن قيام جمعية الكشاف المسلم في صيدا وكشاف المقاصد عام (1922) وكشافة الجراح عام (1933) وكشافة التربية الوطنية عام (1952) وجمعية الكشاف اللبناني عام (1935).
حسيب البـزري
ألقى الدكتور مصطفى دندشلي، نيابة عن الأستاذ حسيب البزري، كلمة جاء فيها: إن الرياضة فيما بين الحزبين والحركة الكشفية والفنون الجميلة كانت تغطِّيها التحركات الوطنية الاستقلالية، وقال: إن الرياضة الحديثة دخلت إلى بلادنا عن طريق الجيش الفرنسي وقبل ذلك عن طريق مدارس الإرساليات الأجنبية، ومنها انتقلت إلى كلية المقاصد الإسلامية في صيدا. وأضاف: لقد كانت المقاصد تعطي للرياضة وللحركة الكشفية وللفنون الجميلة روحاً ونفحة تتناسب مع حالة الناس الوطنية، إذ إنها كانت تُعتبر حامية الوطن، ونفخت في التلاميذ وبالتالي في المواطنين الصيداويين والجنوبيين الروح الوطنية والعربية. وهذه كلُّها كانت مطلوبة من المعلم. وأشار إلى الدور الرائد الذي قام به المرحوم الأستاذ عبد المجيد لطفي في كلية المقاصد وتأسيس الحركة الرياضية والكشفية في مدينة صيدا.
نبيل الراعـي
أشار الدكتور نبيل الراعي إلى أن الرياضة كمظهر حضاري هي من الأولويات ولأن الرياضة مظهر حضاري للأمم فهي تهتم ببناء الشباب والشابات الذين هم أداة التغيير الحضاري للشعوب وقال: مع بداية عهد الاستقلال بدأ بناء المؤسسات الرياضية في المدن الرئيسية في الجنوب وبعض القرى الكبيرة. وكانت الأندية عبارة عن تسمية يطلقها بعض الرُّواد الرياضيين متأثرين بما يحدث في الدول العربية كمصر مثلاً. وأضاف: لا بدّ من الإشارة إلى الدور الذي لعبته المدرسة الخاصة في البداية والرسمية لاحقاً في البناء الرياضي وتغذية الأندية من اللاعبين وفي جميع الألعاب. ومن أجل تقدم الأندية في الجنوب فهو يقترح: تحوُّل الأندية إلى مؤسسات حديثة وإلى تعاون الأندية الرياضية مع المدرسة وخاصة مع أساتذة الرياضة وإيجاد الملاعب المجهزة والعمل على بناء قاعات مغلقة وضرورة دعم الدولة للرياضة ومؤسساتها.
نزار الـرواس
تحدث أخيراً الأستاذ نزار الرواس في كلمته عن أسباب التقهقر الذي تُصاب به الحركة الرياضية والأندية بوجه خاص. وأنهى حديثه باستعراض ما تقدمه مؤسسة الحريري من مساعدات مادية ومعنوية لتنشيط الحركة الرياضية ولما تزمع القيام به من بناء قاعات وملاعب رياضية حديثة مفتوحة للجميع.