البناء - ترقّب وقلق فلسطيني من حدة الأزمة في لبنان
ترقّب وقلق فلسطيني من حدة الأزمة في لبنان
صيداويات - الخميس 23 أيلول 2010
جمال الغربي - البناء - صيدا:
تراقب القوى السياسية في فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" و"تحالف القوى الفلسطينية" و"القوى الاسلامية" تطورات الاوضاع السياسية والامنية في لبنان باهتمام بالغ لاستشكاف صورة المرحلة المقبلة في ظل تصاعد وتيرة الخلافات السياسية اللبنانية الداخلية، وان كانت الخلافات الفلسطينية حتى الان تحول دون التلاقي، فان هناك اجماعاً سياسياً فلسطينياً على عدم التدخل في الشأن اللبناني والوقوف على الحياد.
ولا تخفي أوساط فلسطينية متابعة قلقها من حدة الخلافات اللبنانية وانعكاساتها على الساحة الفلسطينية، ولا سيما بعد تصعيد الخطاب المذهبي من قبل بعض التيارات السياسة اللبنانية وشخصيات دينية منها من يدور في فلك تيار المستقبل وما يتركه هذا من محاولة تجييش البندقية الفلسطينية في أي مطبات أمنية قد تحل في البلاد .
وتكشف المصادر الفلسطينية عن محاولات حثيثة وجدية من أجل إعادة فتح حوار فلسطيني – فلسطيني على الساحة اللبنانية لاعتبارات على أن أي مسّ بالمخيمات او انجرار أي فصيل أو طرف فلسطيني في المعادلة اللبنانية ستكون لها نتائج كارثية ليس فقط على مستوى المخيمات بل على مستوى المنطقة بأسرها. ومن أجل التأكيد على توحيد الموقف السياسي وتحصين الوضع الامني في المخيمات درءاً لأي فتنة.
غير أن المصادر تبدي تخوفها من محاولات أحد الأطراف السياسية اللبنانية التي لا تكل ولاتمل من سعيها الحثيث الى استمالة بعض القوى والمجموعات المسلحة الموجودة داخل المخميات تمهيداً لوضعها ضمن استراتيجية الدفاع عن مخططاتها أكانت من خلال اللعب على الوتر المذهبي أو المال . علماً أن مخيم عين الحلوة كان قد شهد في الأيام القليلة توزيع مناشير تحريضية مذهبية ضد " الشيعة " والقوى العلمانية .
وفي هذا الإطار علمت " البناء " من مصادر موثوقة أن وحدات الجيش اللبناني المنتشرة حول المخيمات الفلسطينية باشرت تنفيذ إجراءات مشددة بعد ما أبلغت قيادة الجيش الفصائل والقوى الفلسطينية الموجودة في المخيمات بذلك تحسباً لأي طارئ أمني قد يحصل بالتزامن مع التطورات السياسية اللبنانية .
وكان وفد مركزي من قيادات تحالف القوى الفلسطينية في لبنان قد استكمل جولته على الفاعليات الصيداوية بعد ما زار رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد حيث التقى النائب بهية الحريري، رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري، مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود ، رئيس هيئة علماء جبل عامل الشيخ عفيف النابلسي، المسؤول السياسي في الجماعة الإسلامية بسام حمود حيث عرضوا معهم المستجدات على الساحتين اللبنانية والفلسطينية ولا سيما ما يتعلق منها بموضوع الحقوق المدنية للشعب الفلسطيني في لبنان، والوضع الأمني في المخيمات، والتهديدات "الاسرائيلية" ضد لبنان.
وأكد مسؤول العلاقات السياسية في حركة حماس في لبنان علي بركة بعد الجولة باسم وفد التحالف وقوف الفلسطينيين على الحياد في الأزمة اللبنانية الداخلية ورفضهم الانجرار الى الفتنة الداخلية . معتبرا أن "المستفيد الوحيد من الفتنة المذهبية في لبنان هو العدو الصهيوني".
وعبر بركة عن الحرص الفلسطيني على السلم الأهلي في لبنان وعلى أمنه واستقراره، مؤكداً على ضرورة التواصل لتحييد المخيمات الفلسطينية من أية ازمات داخلية أو انجرار أحد من المخيمات الى الأزمة اللبنانية الداخلية .
وشدد بركة على ضرورة ان يكون هناك التفاف حول القضية الفلسطينية من اللبنانيين والفلسطينيين كافة وعلى توحيد الجهود لمواجهة الأطماع الصهيونية، مجددا رفض قوى التحالف الفلسطيني للمفاوضات التي تجري بين قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني برعاية أميركية، مشيراً إلى ان هذه المفاوضات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وخاصة حق العودة.
كما أكد أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن حق العودة ولن يرضى ببديل عن حق العودة سواء بالتهجير الى أميركا أو غير اميركا أو الى اي بلد كان وان الشعب الفلسطيني في لبنان يرفض التوطين والتهجير وهو متمسك بحق العودة ولن يقبل ان يشطب حق العودة مقابل اقامة دولة فلسطينية.
أما أبو عماد رامز مسؤول الجبهة الشعبية -القيادة العامة فأكد أن موقف تحالف القوى الفلسطينية من القانون الذي أصدره المجلس النيابي اللبناني حول الحقوق المدنية للفلسطينيين في لبنان، هو أنه قانون لا يلبي ولا يستجيب إلى الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني في لبنان وهو يكرس المزيد من التعقيدات في وجه الفلسطينيين، وفيه الكثير من العقبات.مشيراً إلى أن التحالف سيبقي هذه الحقوق على جدوله بشكل دائم، وأن اعطاء هذه الحقوق إلى الفلسطينيين يبقي الفلسطيني على ثوابته وقراره بالتمسك بحق العودة الى فلسطين على عكس ما يقال حول توطين الفلسطيني من خلال اعطائه هذه الحقوق.
كما أكد على أن الفلسطينيين في لبنان سيقفون إلى جانب لبنان في حال تعرضه لأي عدوان من قبل العدو "الاسرائيلي" وبأنهم جزء من منظومة المقاومة التي ستدافع عن لبنان.
بدوره أكد أبو خالد الشمال بأن الفلسطينيين في لبنان هم عنصر استقرار في هذا البلد ولن يكونوا مع طرف في مواجهة طرف آخر، ولن يكونوا جزءاً من هذه التجاذبات. بل هم عامل استقرار للوضع في لبنان وعامل استقرار ايضا لكل الأوضاع السياسية والاجتماعية للأطراف كافة في لبنان.
من جهته رأى رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري أن الساحة اللبنانية محكومة بالتوافق المبني على حماية المقاومة وعدم السماح بطعنها لا عن طريق محكمة دولية أو عن طريق تفاهمات واتفاقات دولية
وأشار البزري إلى من أن ما قام به المجلس النيابي في ما يتعلق بإقرار الحقوق الفلسطينية عبارة عن مثل يصح به القول "تمخض الجبل فولد فأرا" لأن هذه الحقوق كانت في الأساس موجودة وإنما جاء أوان قوننتها وبالتالي فرض شروط إضافية على الشعب الفلسطيني في لبنان.
أما الشيخ النابلسي فأشار إلى أنّ المقاومة ضمانة لكيلا يقع التوطين في لبنان كما أنّ صلابة الموقف السياسي اللبناني ووحدة وقوة الجيش اللبناني سيمنعان أي مخطط تسووي على حساب الشعب اللبناني والفلسطيني على حد سواء.